القرآن والتغيير ::::::: المعجزة الصوتية :::::::

[متابع لا عالم]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين

الذي لا ترفع صلاة الا بأسمه ولا يبلغ الدعاء التمام الا بالصلاة عليه

محمد بن عبدالله ذو العزم الأكبر والأمانة الاثقل امام اباه وجده .. وشفيع كليمه .. وبشارة روحه عليه وعليهم صلوات الله وسلامه أجمعين ..

ابدأ بقوله صلى الله عليه وسلم في حديثه المعجز " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع
فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان "

جاء هذا الحديث ليظهر اعجاز الوحي والنبؤات وخصوصية انبياء الله وانهم اصطفاء واستثناء الهي بعيدا كل البعد عن
تفضيلية خلق على خلق آخر ..
في هذا الحديث يأمر رسول الله امته بالتغيير باليد ثم باللسان ثم بالنيه
فأمضى التغيير وابلغه باليد ومن ثم بالصوت ومن ثم بالنيه .
الا محمدا صلى الله عليه وسلم في تغيره وتغييره فقد بدأ من الداخل من نفسه صلى الله عليه وسلم بالنية بالتحنث والتفكر
والتدبر .. تلك العباده التي هي اول عبادات رسول الله لله قبل البعثه ..
ثم التصدي للناس وألابلاغ باللسان ثم باليد دفاعا عن شرع الله وعن نفسه الشريفه صلى الله عليه وسلم ..
لم يبدأ قبل الرسالة بالتطاول والتعدي على الغير وان كانوا على باطل وكان هو الحق او الاقرب اليه كما فعل انبياء
الله ورسله من قبله .. كان منصرفا صلى الله عليه وسلم في شأنه قائما على ما يخصه وينفعه كأي رجل في زمانه ..
لم يكن محروبا قبل بعثته ولم يسقط نفسه صلى الله عليه وسلم بعصمة الله له "عصمة خاصة " فوق عصمة
اولي العزم " فيما وقع الانبياء انفسهم فيه من مواقف .. فهو لم يحرب مخالفيه كنوح عليه السلام عندما دعا قومه و واجههم قتالا يدا
بيد ثم دعا عليهم حين استيأس منهم ..

ولم يسفه علانية وامام كبار قومه اصنامهم وآلهتهم ويعتدي عليها تكسيرا من ورائهم ويحربهم كأبراهيم
عليه السلام قبل ان يبعث الله ابراهيم .. ولم يقتل رجلا ويهرب كـ موسى عليه السلام قبل بعثة موسى ..
ولم يتهم في اصله كأبن مريم وامه عليهما السلام بكونه ولد من دون اب " تهمة طاردته حتى رفع صلى الله عليه وسلم "
كل اولي العزم من الرسل ابتداءً من نوح عليه السلام حتى عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام انقذهم الله انقاذا
لأنفسهم اولا من محنهم و مما ساقتهم اليه بشريتهم واوصلوا انفسهم له قبل الرسالات وخلالها
الا محمدا صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..



لذلك كنت رسالاتهم خاصة بأقوامهم مختصرة التعاليم تخص شؤون مجتمعهم دون سواه .. قوية صارمة على اتباعها فإما
وإما .. فإن اختارت اممهم هذه " الإما " الأخيرة انجا الله عباده منهم وعاجل البقيه بالعقوبة والاستبدال ..
الا محمد صلى الله عليه وسلم فهو استثناء في البشريه واستثناء في الرسل ايضا ..
لـذلك كانت رسالته ذات خصوصية من بين كل الرسالات والتي قبل ان تكون اصطفاء الهي
وامر قدري قدره الله قبل خلق الخلق اجمعين هي رغبة داخليه في الافضل وللأفضل
لذلك علم الله ما في هذه النفس المحمديه فحملها مهمة ابلاغ اهم وآخر واشمل رسائل الله للبشرية ..
بحث عن الله لله بحث عن الحق للحق انسلخ عن كل مالم يوافق هوى نفسه صلى الله عليه وسلم فأستخلصه
الله له حبيبا ..
لم يكن مضطرا للأعتكاف في الغار ولكنه الاختيار للركون الى النفس والبحث معها وفيها عن تفسير لماهية هذا الوجود
وما غايته والى اين يقود !!
حتى في الوحي المنزل عليه صلى الله عليه وسلم وعلاقته بجبريل عليه السلام وطرق تنزيل الآي الكريم على قلبه
الشريف ..
كل وحي انبياء الله كان في المنام على شكل رؤى صادقه تتكرر حتى يصدقها النبي فيتصرف بموجبها او برسل يتمثلون
على هيئة بشر يراهم النبي وغير النبي لا اتصال حقيقي بين الوحي " مادة الملك " وسالف الرسل قبل محمد لا تداخل بين الخلقين
" الملك و الآدمي " الا في وحي محمد ورسالة محمد خاتم الانبياء والرسل واعظمهم واتمهم واكملهم رسالة واحقهم وحيا
فقد حقق وتحقق به صلوات الله وسلامه عليه كمال الاتصال بين الخلقين " الملك والبشر " ..

وكانت اقسى صور نزول الوحي نزوله على قلب نبينا بالذكر الحكيم وماكن يعتري نبينا صلى الله عليه وسلم من شدة
وثقل وزلزلة تجعل كل من حوله يرتعش من هول ما يرى من حال رسول الله فيغطونه وهو جالس بينهم حتى يرفع
الله وحيه ويفرغ لهم رسول الله وهو كالمستيقظ التعب مما كان يعتركه ..




يتبع . . . .

 

[متابع لا عالم]

ولعلي اعرج بسرعه على انواع الوحي او انواع الألتقاء بينه وبين الملأ الاعلى مرتبة من اخفها عليه
الى اشدها و اقواها عليه صلى الله عليه وسلم :

1 - " الرؤى " وهي وحي الله له ولمن قبله من الرسل ..
2- رؤية جبريل في صورته التي خلقه الله عليها فيوحى اليه " وقد ثبت انه رآه مرتين فقط ..
3- " التمثل البشري " حين يتصور له الملك على هيئة بشر يراه نبي الله وغير نبي الله ممن حوله ..
4- " التنزيل على القلب " من غير أن يراه وكان يأتيه مثل صلصلة الجرس ليستعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
أشد الوحي عليه، وفي حديث لابن عباس: كان صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة. "


لذلك امرنا الله بتعظيم هذا النبي القوي نقطة الاتصال العظيمه المهوله في قدراتها وفي تجهيزات الله لها منذ الصغر
حلقة الوصل الأوحد والأقوى بين السماء والأرض منذ خلقت السماء والآرض ..

جميع اولي العزم من الرسل كانوا بشرا كسائر الخلق .. ولكنهم بشرا استثنائيون في كل شئ ..
في حبهم وعدلهم واستقامتهم في انسانيتهم في فطرتهم لأنهم انتصروا على انفسهم اولا فلم يلههم ما الهى
اقرانهم من جمع مال ولا بحثا عن سلطان ولا استزادة بنساء .. عاشوا كأي مخلوق آخر يسعى لتلبية ضروريات وجوده
وضمانات بقائه ..


غير نوح عليه السلام بيده وبنى الفلك " نصف المعجزه " النصف الآخر " الطوفان " تكفل به الله ..
غير ابانا ابراهيم عليه السلام الذي ما راقه الخضوع للأصنام والحجارة فراح ضربا باليمين مغيرا بيده .. ومن ثم النتيجة
" تكفل الله بنجاته من النار وخرق ناموس ارتضاه سبحانه " ..

ثم موسى عليه السلام الذي قتل بيده خطأً ً فبرأ الله يده وتاب عليه وجعلها له آية وفرق له بها البحر " تكفل بها الله " ..
ثم عيسى عليه السلام المسيح الذي لم يذكر التاريخ ولا الاحاديث الشريفه له ذنبا او خطأ لماذا !!..
لأن مهمته لم تكتمل ورسالته لم تتم وايامه لم تنقض ِ وسيعود ليغير بيده التي يصنع بها كهيئة الطير ويحييه الله سيعود
ليضرب ضربته ويتمم الله عليه في هذه الامه ما اتمه مع انبيائه وسالف رسله ويذيب بضربة يده اباطيل الدجال
ويتكفل الله بأنهائه نهائيا ..


كلهم بادروا باليد وغيروا باليد وكل ذلك اقوى وانفع لأن التغيير باليد تغييرٌ شخصي واقصى ما يبذل المرء من وسعه في
محاولة الاصلاح والتقويم لذلك اكمل الله معجزاتهم من عنده واتمها واقوامهم ينظرون !!
ومع هذا .. الا ان ذلك لم يكثر اتباعهم ولم يقنع مخالفيهم واضطروا اضطرارا لفراقهم ووضع حدا لبقائهم بينهم و امتثالا
لأمر الله اما نجاة من صيحة او خسف او هجرة او طوفان او حتى رفعا بتدخل الهي مباشر الى الوقت المعلوم ..
الا صفوة خلق الله اجمعين ارضى خلق الله عند الله غير " بلسانه " بالصوت فقط ..


مؤيدا بخالص الكلام وابلغه واحكم الحكمة واتمها " كلام الله " الذي ما ان يخرج من قلب امتلأ ثقة وايمانا ويقينا
الا ودكدك الصخر وخرت له الجبال ..
ذلك هو القرآن ابلغ الكلام من الكلام وآخر تمام الافصاح والبيان واكمل الايجاز والاعلام فلا عذر بعده ولا تغيير
يتلوه الا بقوة اليد وبفعل الجوارح دفعا او طلبا ..
لذلك ستخر الجدر يوما مــا ..

نشأ صلوات الله وسلامه عليه رحيما ودودا صادقا قريبا من الناس قبل الوحي واتت معجزته معه كلاما
ليغير في آخر الامم بالصوت هينا ويدعوهم صلى الله عليه وسلم وهو الاحق بالتغيير اليدوي القسري الجبري ممن سبقه
من الانبياء لسعة جغرافية رسالته وشموليتها ولأنه الاولى للتغير بالقوة لأنه الاعرف والاعلم بالله وبما اراه الله واطلعه
عليه دون غيره من الانبياء والرسل ..

الا ان رحمة الله اوسع من خلقه فأختار ارحم والين الخلق لحمل اهم واعظم الرسائل ..
فلم يحارب الا دفاعا عن نفسه ودينه ولم يقتل الا مناوئا كائدا لشرع الله وأمره ..



يتبع ...

 

[الجليلة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بك وبعلمك
ننتظر ان تكمل الموضوع

 

[متابع لا عالم]

ولأن الارض حوت ثقلا آخر عاقلا غير بني آدم لا يتأثر باليد ولا بالتغيير المباشر لأنعدام وجوده الفيزيائي في عالمنا
" الذي ما أُمر به محمد صلى الله عليه وسلم " مع الانس المقدور عليهم .. اقول ولأن الارض احتوت هذا الخلق العاقل
المدرك الذي يتأثر بالصوت سلبا وايجابا بحكم طبيعة خلقه من ذبذبات وترددات خفية خفيفه وطفيفه لا نرى لها
اثرا في عالمنا ..

يظهر لنا هنا حتمية تكليف محمد صلى الله عليه وسلم بأبلاغهم بهذه الشريعه ..
وضرورة تكليفهم بأتباعها لأمكانية وصولها اليهم دون الحاجه الى وجودهم او معاينتهم او حتى النفاذ الى عالمهم ..
وكما ان هذا القرآن رحمة لبني آدم فهو رحمة وسكينة وطمأنينة وتوافقية وثبات لمن هدى الله اليه من الجن ..
هذا القرآن المتلو صوتا الممتلئ حقا وصوابا وحكمة له تأثير عجيب في ارضاخ الخلق للحق وانسياقهم واتباعهم له ..
اقتضت حكمة الله القدرية في خلق الانس والجن خلقا تعاكسيا تناظريا حار به النظيرين
فأول ما يؤثر هذا القرآن في الانسي يؤثر في نيته ويتفكر فيه ثم يتغير بلسانه "صوتا " نطقا بالشهادتين ثم يغير حياته كلها
بشرائعه السمحه من صلاة - زكاة - صوم - حج
فتؤثر على جسده ايما تأثير ..

لذلك كان لزاما وبداهة علميه ان يؤثر هذا القرآن في الجن اول ما يؤثر عكسيا فيتأثر كيانه وطريقة تشكله اللامحدودة التي
اقدرهم الله عليها بكل شكل فيحد من قدراتها "شيطنتها " قسرا وطاعة ان اسلمت له ورضخت للحق ورضت بأمر الله ..
والا فأن هذا القرآن سيفنيها حتما ان تواجدت بالقرب منه وطالها تأثيره فيقضي عليها " قانون فيزيائي " "الصوت الرتيب
تطغى ذبذباته" موجاته " على الصوت العشوائي التذبذب ويلغيها تماما مهما بلغت قوة هذه الاخيرة إن لم تتشكل وتتوافق
معها " ثم يتتابع التغيير ويتغير اللسان بنطق الشهادتين ثم تتغير النية كأصعب واهم تغيير يطرأ على الجن ..


من هنا يتجلى لنا اهمية جوار المسلمين من الجن لأخوانهم من الانس وذلك لحاجتهم الدائمه لسماع القرآن بصوت اعلى
وترددات اقوى للحفاظ على انفسهم ودينهم من اعدائهم ..
وفي المقابل يظهر لنا حقيقة هروب الشياطين عند سماع الذكر الحكيم وعدم احتمالهم البقاء في نطاقه لأنه يسلبهم بعض ما
وهبوه ويقنن ويحدد قدراتهم والتي تأبى شياطينهم التنازل عنها ..
تماما كما حدد هذا القرآن لبني آدم حدودا وأطر لهم اطرا في الأكل والشراب هذا حلال وذاك حرام احيانا
وبالصوم كلية ً احيانا اخرى وفي النكاح بـ 4 مثلا والاكتفاء بذلك على ان لا يكن الزوجات من كذا وكذا وكذا ..



يتبع ...
[BCOLOR=rgb(235, 242, 225)][/BCOLOR]

 

[غداً نلقى الاحبة]

وعليكم السلام ورحمة الله
متابعة
زادك الله علما و نفع بك

 

[ملحمة]

وعليك السلام ورحمة الله
متابعين رحمك الله
وزادك علما وحكمة

 

[أم إيمان]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل واصل بارك الله فيك أخي الفاضل

 

[متابع لا عالم]

اعتذر عن التأخير وسأحاول ان شاء الله اتمام الموضوع في اقرب وقت ممكن ..
وجزاكم الله خير مادعوتم لي ..

 

[متابع لا عالم]

انزل الله كلامه بلسان العرب وهم اقل الامم عددا وعده وافقر الناس حياة على الارض واقل البشر اتصالا بالبشر
وفي اصعب البقاع على وجه الارض واوعرها ..

كتاب الله كلامه كان ولا زال واضحا نصا صريحا مباشرا مستفيضا يفهمه كل مسلم عربي كان ام من غير العرب
سيفهم كتاب الله كل من يقرأه ولو لأول مرة ..
اما حديث نبيه صلى الله عليه وسلم الرجل العربي من خالصة العرب لن يفهمه الا العرب .. ومهما اجتهد الدارسون
واستنبط المستنبطون " من غير العرب " من معان ودلائل في حديث رسول الله واشارات نبويه لن يصلوا الى مراد
النبي العربي فيه ..
وهم اخوتنا منا وفينا جزاهم الله خير ما رحلوا وتعبوا جمعا وحفظا وشرحا
اقول قولي هذا وانا ادرك اثر وقعه وشدته على النفوس ..
قد اجد من يرد علي رأيي هذا ويخطئه جملة وتفصيلا ولكن بأذن الله سأحاول جاهدا اثبات ما سأورده بين ايديكم
مدللا على كل جزئيه بما يقابلها من حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم ..
حتى نفهم حديث رسول الله يجب ان نلم به بحديثه ولغته وطريقة كلامه بمعنى آخر يجب ان نلم بشخصيته
صلى الله عليه وسلم ..
فلغة العرب اثرى اللغات قاطبة ً واكثرها مترادفا ونظائر ولن يستطيع غير العربي ان يفهم " جوامع الكلم " لأن حديث
رسول الله رغم ثرائه و وضوحه وفصاحته الا انه موجز ومختصر جدا وفيه منسوب للغائب والمبني للمعلوم
والمبني للمجهول ..
فـ سبحان من لم يعلم عبده الشعر ولم يعطه اذنه ..
كتاب الله ليس بالشعر ولا بالنثر ايضا هو بين ذا وذاك ومع ذلك نزل متوافقا مع لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لنفهم من هذا ان كلام رسول الله قبل النبوه كان مميزا وذا طابع خاص ليس بالهذر ولا بالنزر ولم يكن ليتوافق كلام
رب العالمين الا معه ولن يأسرك وقع حروفه الا بلسان محمد ..


يتبع ..