- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... سيدنا محمد الأمين – صلى الله عليه وسلم - ، وعلى آل بيته وصحابته والتابعين
أما بعد
إخواني وأخواتي الكرام
هذه رساله كتبتها على عجاله ، لما رأيت من أخذ ورد في إحدى الرؤى المنقوله والمعبره بالمنتدى ، والتي تخص يأجوج وماجوج ، وهل هم في باطن الأرض أم على ظهرها .
وأسأل الله العظيم أن ينير قلوبنا وبصائرنا بهدي القرآن العظيم وصحيح السنه النبويه
***
فصل :- الماضي والحاضر والمستقبل ... تساؤلات مشروعه
يأجوج ومأجوج ... هذا الإسم على غرابته هو وحده الذي حفظه الله لهم – على كثرة ما أطلق على هاتين الأمتين من مسميات - ... إنه الإسم الذي سماهم الله – عز وجل – به في القرآن العظيم مرتين ... مره في ماضيهم السحيق – وهم على ظهر الأرض – فقال – سبحانه وتعالى - :- " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا "
ومرة في مستقبلهم البعيد – وهم على ظهر الأرض وكل ما هو آت قريب – فقال – عز وجل - :- " حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ "
والقاسم المشترك بين هاتين الفترتين هو ما تأصل في نفوسهم من همجيه ودمويه وإفساد في الأرض ... إنه ماض قبيح أسود ، ومستقبل قبيح أسود .
ولما كان الحاضر ما هو إلا امتداد للماضي وانطلاقه للمستقبل ... فلنا أن نتساءل ... أفيكون حاضر هاتين الأمتين في باطن الأرض ، وقد كانوا في ماضيهم على ظهرها ، وكذا سيكون مستقبلهم امتدادا لماضيهم على ظهر الأرض أيضا ؟
وإذا كنا نرفض عقيده الرافضه الذي يزعمون أن المهدي يقبع – في حاضره – في سرداب تحت الأرض ، من بعد ما كان في ماضيه على ظهرها ، وسيخرج في مستقبله – آخر الزمان – من تحت الأرض ليقود شيعته وأنصاره ومحبيه على ظهر الأرض ، فكيف لنا أن نرتضي لأمه من الأمم البشريه أن تكون كامنة في باطن الأرض إلى حين خروجها وظهورها إلى العلن ؟
إنها لمفارقه ومقاربة عجيبه تستدعى الانتباه والتيقظ والتركيز .
بل إن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوه هو ... لماذا ندفن عقولنا في باطن الأرض ونهيل عليها التراب بهذا الشكل ؟
إننا الآن لسنا أمام قضيه غيبيه إيمانيه يتوجب علينا الإيمان بها والتسليم والانقياد لها ، ولكننا الآن أمام إساءة فهم نصوص القرآن والسنه النبويه بالشكل الصحيح وبالطريقه السويه .
فالشريعه السماويه ليس فيها ما يرده العقل؛ بل كل ما أدركه العقل من مسائلها فهو يشهد لها بالصحة تصديقا وتعضيدا، وما قصر العقل عن إدراكه من مسائلها ، فهذا لعظم الشريعه ، وتفوقها، ومع ذلك فليس في العقل ما يمنع وقوع تلك المسائل التي عجز العقل عن إدراكها، فالشريعه قد تأتي بما يحير العقول لا بما تحيله العقول ويكذبه الحس والواقع.
فإن وجد ما يوهم التعارض بين العقل والنقل، فإما أن يكون النقل غير صحيح أو يكون صحيحاً ليس فيه دلالة صحيحة على المدعى، وإما أن يكون العقل فاسداً بفساد مقدماته.
***
فصل :- أثر فيه نظر
رواى ابن ماجه في سننه بسند صحيح عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :- " إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيُنْشِفُونَ الْمَاءَ وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ ( أي ترجع سهامهم وقد امتلأت دما فتنة لهم ) فَيَقُولُونَ قَهَرْنَا أَهْلَ الأرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا ( أي دودا ) فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَرًا ( أي تمتلىء شحما ) مِنْ لُحُومِهِمْ "
والحديث خرجه أيضاً الترمذي في سننه وأحمد في مسنده
ولعل الذين زعموا أن يأجوج ومأجوج يعيشون في باطن الأرض قد تحججوا بحديث قد أثار شبهة حادت بالكثيرين عن الحق والفهم السليم ، حتى نسجت حول يأجوج ومأجوج الكثير من الخرافات والأساطير والتأويلات الفاسده التي شكلت ثلمه نفذ من خلالها المستشرقون وأعداء الأمه ليوجهوا سهام نقدهم وتشكيكهم في القرآن الكريم والسنه النبويه . مما حدى بأهل العلم إلى تشمير الساعد والذود عن حياض الإسلام في مواجهة تلك الهجمه الشرسه .
ولهذا يقول الأستاذ الدكتور ( حاكم عبيسان المطيري ) في مقدمة مقاله تعقيبا على هذا الحديث :- " فهذا بحث حديثي تفسيري تناولت فيه دراسة حديث أبى هريرة رضى الله عنه ( إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد ) دراسة إسنادية ومتنية ، ولم آلو جهدا فى تحريره وتوضيح مشكله وكشف غامضه ، وبيان علله ، وإنما حداني إلى استفراغ الوسع في الاشتغال به ما نتج عن الحكم لهذا الحديث بالصحة من نتائج سيئة يمكن إيجازها بما يلى :
(1) اعتقاد كثير من المسلمين عقيدة باطلة مصادمة للأدلة النقلية والعقلية والحسية فى هذا الموضوع بناء على هذا الحديث .
(2) إبطال هذا الحديث للنبوءة التى أخبر بها النبى صلى الله عليه وسلم وثبتت بالأحاديث الصحيحة ( ويل للعرب من شر قد اقترب ) وقد وقعت هذه المعجزة الخبرية سنة (656هـ)على وفق ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم ، وهى من دلائل النبوة مثل فتح القسطنطينيه ونحوها من الأخبار المستقبليه والتى اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت على وفق ما أخبر، وقد أفضى الحكم لهذا الحديث بالصحه إلى تفريغ حديث هذه النبوءة العظيمة من معناه ودلائله .
(3) طغيان مدلول هذا الحديث على أذهان كثير من علماء التفسير وشراح الحديث حتى صارت تفسيراتهم وشروحهم للآيات والأحاديث الواردة فى هذا الموضوع دائرة فى فلك هذا الحديث .
وهكذا صار هذا الحديث سبب شيوع عقائد إسطورية خرافية يُقدح بسببها فى الإسلام والسنة وتورث الشك والاضطراب فى قلوب أهل الإيمان أن يثبت فى دينهم ما تحيله الأدلة العقلية والآثار الحسية . " انتهى
ومن الجدير بالذكر أن ابن كثير – رحمه الله – قد علق على هذا الحديث في معرض تفسيره لسورة الكهف قائلا :- " وهذا إسناده قوي ، ولكن في رفعه نكارة ؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه ، لإحكام بنائه وصلابته وشدته . ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار : أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل ، فيقولون : غدا نفتحه . فيأتون من الغد وقد عاد كما كان ، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل ، فيقولون كذلك ، ويصبحون وهو كما كان ، فيلحسونه ويقولون : غدا نفتحه . ويلهمون أن يقولوا : " إن شاء الله " ، فيصبحون وهو كما فارقوه ، فيفتحونه . وهذا متجه ، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب . فإنه كثيرا ما كان يجالسه ويحدثه ، فحدث به أبو هريرة ، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع ، فرفعه ، والله أعلم " انتهى
وعوده إلى كلام الدكتور ( حاكم المطيري ) ... فقد ضعف هذا الحديث من ستة أوجه :-
الوجه الأول :- الانقطاع بين قتاده وأبي رافع
الوجه الثاني :- تدليس قتاده
الوجه الثالث :- الاختلاف في رفعه ووقفه على أبي هريره
الوجه الرابع :- أنه أشبه بإسرائيليات كعب الأحبار ، كما توقع ابن كثير
الوجه الخامس :- مصادمته للأدله النقليه الصحيحه الداله على فتح الردم ، كحديث أبي هريره ، وزينب بنت جحش
الوجه السادس :- مصادمته للأدله الحسيه والعقليه .
وللتفصيل أرجو التكرم بالرجوع إلى الرابط أدناه
http://www.dr-hakem.com/Portals/Content/?info=TlRRMUpsTjFZbEJoWjJVbU1RPT0rdQ==.jsp
***
فصل :- إنهم بشر يعيشون مثلنا وبيننا
يأجوج ومأجوج .... بشر آدميون من ذرية آدم – أي أنهم من الإنس وليسوا من غيبيات غير محسوسه وغير مشاهده كالملائكه والجن والشياطين - كما حدثنا القرآن الكريم ، وجاء بذلك النقل الصحيح السليم في السنه النبويه
وطالما أنهم بشر مثلنا فهم مكلفون لقول الله – عز وجل - :- " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "
وطالما أنهم بشر فهم مجزيون بأعمالهم لقول الله – عز وجل - " مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ " ، وإلا لما كانوا أكثر بعث النار بنص الحديث النبوي الصحيح .
وطالما أنهم بشر فهم مكرمون في الدنيا لقول الله – عز وجل - :- " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا "
وطالما أنهم بشر فهم من جملة المعنيين بالخطاب والنداء القرآني ( يا أيها الناس ) ، والآيات في هذا الشأن كثيره .
وطالما أنهم بشر فقد شملت ذراريهم الدعوه المحمديه ... " قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "
وأختم بكلمات قيمه لعلامة الحجاز الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – حيث يقول :- " أن الشارع لا يخبر بأمر تحيله العقول ، ويكذبه الحس والواقع ، بل أخباره كلها لا يعارضها حس ولا عقل صحيح ، ولا غيرها من الأمور العلميه ، ومن زعم أن يأجوج ومأجوج غير هؤلاء الأمم الذين ذكرنا ، فإن قوله يتضمن المحال ، لأن هذا القائل يدعي ، ويعتقد ، أنهم أمم عظيمه من بني آدم ، وأنهم أكثر من هؤلاء الأمم الذين يعرفون الآن على وجه الأرض كلها بأضعاف مضاعفه ، وهذا قول محال ينزه الشارع من أن ينسب إليه هذا القول ، لأنه يطرق الكافرين والمعاندين إلى القدح في الشارع ، ويقولون ، كيف يخبر عن أمم على وجه الأرض ، أكثر من الموجودين في القارات الست وتوابعها ؟! فأين هم ؟! وأين ديارهم؟! والأرض كلها مكشوفه ، وقد اكتشفها الناس قطرا قطرا . ولم يبق محل من الأرض إلا وصل اليه علم الناس ، إلا جهه قليله جدا تحت مدار القطبين ، وقد غمرتها الثلوج ، لا يمكن أن يعيش فيها آدمي ، ولا حيوان ، ولا نبات ، لشدة بردها ، وعدم وصول الشمس إليها ... " انتهى
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل