الباب الرابع من أبواب الفرج :
(( دعاء الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب))
عن انس انه كان مع رسول الله جالساً ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السماوات و الارض ياذا الجلال و الاكرام ياحي ياقيوم فقال النبي :
لقد دعا الله تعالى باسمه العظيم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى
.
رواه أحمد و البخاري في الادب المفرد و رواه الاربعة
وقد صححه ابن حبان والحاكم و الذهبي وضياء المقدسي و الالباني . وحسنه ابن حجر والسخاوي والوادعي.
ذكر الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه العظيم تاريخ الإسلام في ترجمة علي بن جعفر أبو الحسين السيرواني قال:
أخبرنا ابن الخلال، أناجعفر، أنا العثماني، حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الباقي الباقي بن فارس، نا أبوحفص بن عراك إمام الجامع العتيق بمصر، قال: كان الشيخ أبو الحسن السيرواني المجاور يزور إخوانه في البلاد، فزارني سنة، فبينما هوجالس معي، إذ سمعنا ضوضاء في الجامع، فقيل لنا: رجل سرق منه شيء، فاستحضره الشيخ، فسأله عن أمره، فقال له: إني فقير، ولي عائلة ، ففتح علي برداء ودينارين، فصررتهما في الرداء، فسرق ذلك مني، فقال له انتظر، ثم حرك الشيخ شفتيه، ورفع طرفه إلى السماء، فما استم دعائه حتى سمعنا قائلا يقول: من ضاع منه شيء فليصفه ويأخذه، فوصف له الرجل صفة متاعه، فسلمه إليه، فقال الشيخ: خذه وامضي.
قال ابن عراك: فسألته عما دعا به، فقال: دعوت باسم الله الأعظم، فسألته أن يعلمني إياه، فامتنع، ثم قال لي: قل:
((
اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم، أحرزت نفسي بالحي الذي لايموت، وألجأت ظهري للحي القيوم، لا إله إلا الله نعم الغافر، الله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أفوض أمري إلى الله، لا حولولا قوة إلا بالله العلي العظيم ))إنتهى
وقد ذكر هذه القصة الإمام الضياء المقدسي رحمه في كتابه المبارك العدة للكرب والشدة:
كان أبو الحسن علي بن حمد بن محمد السيرواني، عندي جالسا بين التوابيت في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة إذ أقبل رجل يبكي ويصيح، فسألناه عن قصته؟ فقال: اشتريت رداء بدينارين ونصف، واستسلفت ثلاثة دنانير، أنفقها على صبياني في العيد،فربطتها في طرف الرداء، ودخلت ميضاة بدر، أتوضأ لصلاة الظهر، فلففت ردائي وتركته على الحنية، فلما فرغت من غسل رجلي وجدت الرداء قد سرق، وأعظم ما علي الدين، وعيد مقبل علي، وجعل يبكي ويلتطم، فالتفت إلي الشيخ السيرواني، وكان جالسا على شمالي، فقاللي: يا أبا حفص، تعرف هذا الرجل؟ فقلت: نعم، فقال: وهو مستور؟ فقلت: نعم، فقال: اجلس يا رجل، الرداء يجيئك إن شاء الله، فقلت أنا للرجل: اجلس، فجلس بحذائنا مستقبل القبلة، فاجتمع الشيخ، ودعا بدعاء لم أسمعه، ثم جلس قليلا، إذ أقبل رجل من طرف التوابيت، ووقف عند مصحف أسماء، وصاح: أين ذا الرجل الذي تلف رداؤه؟ فقال له رجل: هو ذا هو، فناوله الرجل الرداء فأخذه وجاء إلينا وجلس، فحل عقدةمن طرف الرداء، فإذا فيها ثلاثة دنانير، كما قال، ومضى الرجل.
فقلت للشيخ قد رأيتك دعوت، فبم دعوت؟ قال: دعوت باسم الله الأعظم، علمنيه أستاذي إبراهيم الخواص، فقلت: علمني إياه، فتأنى قليلا ثم،قال: أفعل وكرامة.
فقال قل: «
اللهم أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم، لا إله إلا أنت، أحرزت نفسي بالحي الذي لا يموت، وألجأت ظهري إلى الحي القيوم، لا إله إلا الله، نعم القادر، سبحانك إني كنت من الظالمين، وأفوض أمري إلىالله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»انتهى
اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم، إنا نسألك أن تصلى وأن تسلم وأن تنعم وأن تبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه كما تحب وترضى ونسألك أن تغفر لنا وأن ترحمنا وأن تعافينا وأن ترزقنا ونسألك أن تفتح لنا أبواب الفرج وأنت خير الفاتحين
أحرزت أنفسنا بالحي الذي لا يموت، وألجأت ظهورنا إلى الحي القيوم، لا إله إلا الله نعم القادر، لا إله إلا الله نعم الغافر، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أفوض أمرنا إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وحسبنا الله ونعم الوكيل هو ولانا فنعم المولى ونعم النصير