السلام عليكم الأخ والأستاذ الكريم ابو معاذ ورحمة الله تعالى وبركاته
لا شك ان الكلام صادق وحقيقي ومطلوب ولكن لدي إستيضاح من فضلك لو تكرمت :
كلنا يعرف المطلوب من شرع الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بأقل تقدير ولكن كل هذه المشاكل التي تحصل مرت في أزمنة كثيرة حتى في زمان نبينا عليه الصلاة والسلام ولا أدافع عن الخطأ بل أستوضح : كيف لنا أن نكون بزماننا هذا وكأنك تعيش في كوكب لا ينتمي اليك ولا تنتمي له وانت لا تفهم لغة الناس ولا يفهمون لغتك ولا تؤذي احداً والغير يؤذيك من دون إعتبار لأي دين او خلق او حق وتقوم بما عليك تجاه الآخرين والغير غير مستعد حتى ان يعطيك حقك وليس اكثر من حقك وتحترم الناس ولا احد يزعج نفسه بأن يحترم على الأقل خاطرك ، تتحمل كل شيء وتضحي بكل شيء وتتنازل عن كل شيء ويكون بالنتيجة هذا الإنسان لا شيء وانا هنا لا اقصد جهة خاصة بل كل ما حواليك والمحيطين بل ومجتمعك ، تعذر ولا تعذر تتنازل واجب مفروض عليك هذا هو مفهوم الناس اليوم وانا لا اتهم جزافاً الا من رحم ربي يطلبون منك أن تؤيد كل ما هو عكس قناعتك وعقيدتك او على الأقل ما نفهمه منها وممنوع أن تعترض وإلا اصبح المرء من دون أخلاق وما يفعله الغير مقبول من دون إعتراض وما ترد به انت يصبح جنوناً .
رجاء أخي واستاذي الكريم اعيد التأكيد انني لا ادافع عن بالخطأ بل اعطيني حل . انا لست نبية ولا مرسلة ولا طاقة لي ان اتحمل كل هذا وانا خرساء يجب ان تجد حل إما السكوت حتى على الخطأ والإذعان لمشيئة الغير ولو من دون أي حق او دين او فهم وإما أن تجد لذلك سبيلا وهذا ما وجدتني افعله لا اسكت عن حقي ولا اظلم ولا احب ان يعتبر سكوتي ضعفاً هذا ما وصلت اليه بعد تجارب مريرة في عملي وفي عالمي وفي محيطي وحتى في بيتي . يا استاذي الفاضل حتى المجنون لا يسلم من شر الناس كما الإنسان يدافع عن حقه ضد عدوه ترى الناس اليوم اغلبهم اقرب للعدو من الصاحب لا تأمن شرهم ولا تسلم من غدرهم ولكني بالمقابل لا اغدر ولا اخون ولا استغيب ولكني ارد بوجه الغير . لا استطيع ان اغير الناس ولا ان اتعايش معهم ولا ان اغير مكان عالمي فقررت أن اعتزل كل الناس وأعيش في وحدتي فأسلم ويسلموا من شري وهذا ما انا عليه اليوم للأسف صدقاً انت تقول الحقيقة ولكن كيف نطبقها ، يا أخي اقسم لك أن لنا جيرانا اكلوا كل ما إستطاعوا من ارضنا وغدروا بنا ولم نطالبهم بشيء وحتى ركبوا سقفهم على نافذة غرفتنا والقانون لا يقبل بهذا ولا احد يحترم أي قانون حتى دين الله ولا تجد من يقبل بهذا حتى شرعاً والحل وانا اخبرتهم بحدة ماذا فعلوا لنا وكم سامحناهم ولم يرتدعوا فهل انا مجنونة ربما ؟
كل ما انا عليه هو أنني بت عاجزة عن إيجاد عالم بديل ولا قيمة فيه لأي احد ولا حق فيه الا للأقوياء ولا مكان للضعفاء على الأقل كرامتي وحقي المعنوي ولا تهمني الماديات أنا لم اطالب يوماً بحق مادي ولكني افهمه اني اعرف ماذا يفعل ولكن لا يمكنني تحمل عدم إحترامي بأي طريقة كانت ارجو الله أن يوصل لك حقيقة فهم وضعي وصبري الذي نفذ ولكني لست غاضبة مما قلته لي لأن الحق حق ولكن لا اعرف الوصول اليه في عالمي .نعم أنا آخذ أدوية ومن رحمة الله بي انني لم اصبح في مشفى المجانين . ولا تنسى مسألة هامة يا استاذي الكريم أنني من بقايا بشر آخر الزمن وليس أوله لك كل احترامي وتقديري
قال تعالى :
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام : 162]
أختي القديرة / نجوى الاسلام
حفظك الله وبارك فيك ونفع بك المسلمين وخدم بك الدين ... ثم أما بعد
فأن الله يبتلينا ( يختبرنا ) في كل حين وفي كل زمان .. يختبرنا ليعلم وهو علّام الغيوب صدق
ادّعاءنا او صدقنا في تمسّكنا بدينه الحق . ومن رحمته سبحانه وتعالى أنه يختبرنا في الجوانب
السهلة من الدين , ولو اختبرنا في العقيدة لما نجا منّا احد .
وكثيرٌ ما يختبرنا الله سبحانه وتعالى في الجوانب التي ندّعيها نحن أو نتّهم انفسنا بها .
فعندما يدّعي أحد انه صبور , فعليه ان يجهّز نفسه للإختبار في الصبر . واذا سمع حديثا في
الحلم ووعاه وفهمه ثمّ قام يريد تطبيق صفة الحلم على نفسه فعليه ان يستعد للامتحان في الحلم
وكل ما رَسِب المسلم في اختبار خصلة , وبقي على ادّعائه بتلك الخصلة اعيد له الاختبار فيها
مرّة ثانية أو وقع في امتحان لمادة أخرى وخصلة جديدة .. وهكذا من مادة لأخرى, مثل الرحمة
والحِلْم , والعفو , والتقوى , وباقي الأخلاق الأخرى وهي كثيرة .وهذا ما لا يعلمه كثير منّا
وهكذا نحن مبتلين دائما في جوانب الدين . ليعلم الله الذين صدقوا منّا ويعلم الكاذبين .
وكثير منّا يرى نفسه أنه يعاني من مشاكل الآخرين وينسى ان ذلك ربّما يكون هو الامتحان في
مادة ( الصبر ) والبعض منّا يرى ان كثيرا من الناس يتجنّون عليه كذباً وينسى ان كل تلك
التجنّيات ما كانت سوى امتحان الله له في العفو عن الناس . وقد يرى المسلم متسوّلين كثيرين
فمباشرة يتذكّر مكافحة التسوّل ويغفل عن اختبار الصدقة الذي ربما يكون هو يُختبر فيه حينها .
فيا أختي اذا كنتِ فهمتِ ما اقصده .
فكوني دائما مستعدّة للامتحانات . فحين يخطئ عليك جار . فتذكّري انه ربما هذا هو الامتحان
الذي يمتحنك الله به ليعلم صدقك في الصبر على الجار . وحينها حاولي ان تنجحي في ذلك
الاختبار . واعدّي نفسك بأنه قد يعاد الاختبار , لنقص في الدّرجات او لأسباب أخرى ... !!
وإذا تكالب عليك الخصوم فمباشرة فكّري في أنه ربّما هذا هو امتحان الله لي في التوكّل على
الله . ثم حاولي جاهدة ان تقدّمي اقصى ما عندك من إجابات لكي تنجحي في الامتحان ..!!!
وهكذا كل ما مرّ عليك حدث او ظرف اعتبريه امتحان من الله وكوني صادقة مخلصة لله .
وليس لأنك أنت الكبيرة , ولا لأنها اختك الصغرى او قريبتك ولا خوفا من ان يقول
الناس كذا وكذا ( ذمّا ) ولا ليقول الناس كذا وكذا ( مدحا ) , ولا لسمعة ولا لشهرة ..
بل لله وحدة وانسي أي شئ بعد هذا . ومهما قال لك الباقون انك مختلّة مجنونة ضعيفة
او شيئا من تلك الصفات فلا عليك فإن هذا يساعدك على صدقك مع الله في ذلك الموقف .
ولكن دائما كوني فعلاً صادقة وحاسمة وستجدين ان كل الأمور تصب في صالحك .
وستتمنين في نهاية المطاف ان تجدي من يُخطئ عليك من الناس ولن تجدي احداً ,
لأنك اصبحتِ تعفين لله وتسامحين لله وتصبرين لله وتخاصمين لله وترضين لله وتغضبين لله تبارك وتعالى .!!
وأنت في هذا مخيّرة بين أمرين , وكوني فيهما صادقة واضحة جازمة حازمة .
الأمر الأوّل : أن تنتصري لنفسك ممن ظلمك ولا تزيدي على حد العقوبة .
والأمر الثاني : ان تعفي لله وتسامحي فعلاً , دون ان يبقى في نفسك أي ندم .
وكذلك هذا ينطبق على كلا الحالين ( المادي والمعنوي ) . ولا تنسي القاعدة التي تقول :
( الحلم الدائم سذاجة والعفو في غير محلّة حماقة )
أما لماذا لا يهتم الآخرون بتعاليم دينهم وتركهم لأوامر الله والرسول عليه الصلاة والسلام .
فأنت اعتبري أن الدين نزل عليك أنت واعتبري انك انت المكلّفة بتطبيق الدين , وقومي بذلك .
قدر استطاعتك . واما هم فعليك التذكير فقط , ولا يلزمك ان تجعلينهم يطبّقوا الدين . الا اذا
اصبحتِ وليّة لأمر المسلمين ههههه. عاد هذا شأن آخر .
اعيد واكرر تعلّمي كيف تعفين لله وتدرّبي كيف تخاصمين لله وعوّدي نفسك على تطبيق ما
تيسّر لك من الاخلاق العمليّة .. كالعفو والحلم والصبر ... وبعد فترة سترين ان شاء الله
النتيجة . ولكن اجعلي دعائك الى الله ان يلهمك رشدك وان يعينك على تطبيق الدين ... والخ .
وحاولي ان تتذكّري المواقف السابقة التي صبرتِ فيها والتي لم تصبري وحاولي ان تحدّثي
نفسك دائما بما اعدّه الله للصابرين وذكّري نفسك بما يجازي الله به العافين عن الناس والكاظمين
للغيظ وكرري على نفسك حبّك للرسول عليه الصلاة والسلام وتمنّي او تخيّلي نفسك وانت
تطبّقين سننه في الجوانب التي يسهلها الله لك ... وهكذا .. وستنجحين بإذن الله .
اطلتُ عليك أنا آسف واسأل الله ان ينصرك ويؤّدك وان يعينك وان يوفّقك الى الخير كله .