السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي فالله تحية من عند الله مباركة طيبه وبعد
اليوم باذن الله نتكلم عن احد رجالات الخلافه الراشده
رجل افتري عليه وسمعنا عنه من الاعلام والقصص والحكايات كلاما مغلوطا يقيم الرجل في غير مكانه وقيمته
انه هارون الرشيد
الرجل المجاهد العابد
قالو عنه انه شارب خمر
مزواج
مترف
اما الحق فاحاول ان وفقني الله ان اظهر بعضه عن ذلك الرجل
واود اولا ان اشير الي اصله وتعليمه وشهادات من حوله
حتي تتجلي لنا صوره له
هو أمير المؤمنين أبو جعفر هارون بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس رضى الله عنهما .
وأخوه أمير المؤمنين موسى الهادى , وأمّه هى أم ولد تسمّى الخيزران
ولقبه ابوه بالرشيد لغزوه وانتصاره
ولد
رحمه الله بالرىّ – مدينة بجانب طهران عام 148 هجريه او 145 هجريه
وتولي الخلافه عام 169 هجريا والي عام 193 هجريا
قاد جيشا من 95 الف وسبعمائه جندي للغزو في سن 17
كان يسمي نفسه الغازى الحاج وكان له خاتم مكتوب عليه
"كن مع الله على حذر"
كان الرشيد رجلا ورعا تقيا شانه شأن ابيه وجده
كان يغزو عاما ويحج عاما
والروايه لابن خلدون
"
حكى الطبري وغيره أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة نافلة، وكان يغزو عامًا ويحج عامًا.."
وشهدو له انه ترجل في حجه من مكة الي مني الي عرفات مشيا علي قدميه
عن ابن الاثير
"كان الرشيد يصلي كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا إلا من مرض، وكان يتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم بعد زكاته، وكان إذا حج أحج ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الظاهرة، وكان يحب الشعر والشعراء، ويميل إلى أهل الأدب والفقه، ويكره المراء في الدين.."
كان يجهز ثلاثمائه حاجا كل عام من نفقته الخاصه
"إن الرشيد اعتمر في شهر رمضان وعاد إلى المدينة عام 179هـ وأقام بها إلى وقت الحج، وحج بالناس ومشى من مكة إلى منى ثم منها إلى عرفات، وشهد المشاعر كلها ماشيًا على قدميه"...
ومن المتناقضات العجيبة في كتب التاريخ أيضًا ما ذكره ابن طباطبا الشيعي في كتابه "الفخري في الآداب السلطانية"(ان الرشيد زوج جعفر اخته ولكن بشرط الا يمسها ثم قتله لانها حملت من زوجها)
وكان سخيا كريما مع اهل مكة والمدينه (ويقال انه لرؤيا امره رسول الله صل الله عليه وسلم فيها بذلك)
ويذكر السيوطي: أن الرشيد كان من عادته في كل حجة يحجها، أن يوزع أموالاً طائلة وصدقات عظيمة على سكان الحرمين الشريفين وفقراء الحجيج.. ثم يقول: "ولم يسبقه في مثل هذا خليفة قبله، وربما كان السبب في عنايته بالحج واهتمامه بالترفيه عن أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة، أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل توليته الخلافة؛ فقال له: إن هذا الأمر صائر إليك، فاغزُ، وحِجَّ، ووَسِّعْ على أهل الحرمين"..
اما اساتذته ف منهم
علي ابن حمزه الكسائي امام ائمة اهل الكوفه في اللغه والنحو والاخبار واحد شيوخ القراءات السبع
ومن فقهاء عصره والذين جالسهم في شبابه ف:
ابو يوسف القاضي صاحب ابي حنيفه
ومحمد ابن الحسن وغيرهم
وظل علي صلته بهم حتي موته
شهادة ابن خلدون في مقدمته
"وأين هذا من حاله وقيامه بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة، وما كان عليه من صحبة العلماء والأولياء، ومحاورته للفضيل بن عياض، و ابن السماك، والعمري، ومكاتبته لسفيان الثوري وبكاؤه من مواعظهم، ودعاؤه بمكة في طوافه، وما كان عليه من المحافظة على أوقات الصلاة، وشهود صلاة الصبح لأول وقتها"..
اما الشبهات منها
قتله لصديقه جعفر بن يحي البرمكي فهي لا تعدوا كونها مزحة سخيفه لا اصل لها وغالب الظن انها من تشويهات الشيعه
فيقولون انه ارسل مسرورا (السياف) لقص راس جعفر فقال له عاود امير المؤمنين (اي تاكد) فلعل الشرب قد حمله علي ذلك
ومن الواضح هنا انهم يريدون الصاق تهمه شرب الخمر اليه وهنا مشكله لان في نفس الوقت هو من قالو عنه انه يريد اقامة الحد علي ابنه المامون لشربه الخمر ؟؟؟!!!!
وهذا ثابت عن ابن طباطبا الشيعي في كتابه "الفخري في الآداب السلطانية"
فلعلنا ندرك من اين تاتينا الاخبار
"قيل وقال" حذرنا منها النبي المختار
صل الله عليه وسلم
"قال عبد الرازق بن همام: كنت يومًا مع الفضيل بن عياض بمكة، فمَرَّ هارون الرشيد، فقال الفضيل: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز عليَّ منه "لو مات لرأيت أمورًا عظامًا".. كتابه"النجوم الزاهرة لابو المحاسن
وهذه روايه ابن قتيبه
يروي ابن قتيبة أن الرشيد ـ عندما حج في عام 174هـ ـ حضر مجلسه في المدينة الإمام مالك بن أنس، وقال له: "إن أباك يا أمير المؤمنين بعث إليّ في هذا المجلس، كما بعثت إليّ، وحدثته بما حدثتك به من شأن أهل المدينة، وما يصبرون عليه من البلاء وشدة الزماة وغلاء الأسعار، صبرًا على ذلك واختيارًا لجوار الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقال الرشيد: ذلك أبي وأنا ولده، وسوف أفعل ما فعل، وأمر في الحال لأهل المدينة بعشرة أبيات مال، وهو ما كان أمر لهم به أبوه، ثم قال الرشيد للإمام مالك: ما تقول في منبر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا، فإني أريد أن أنزع ما زاد فيه معاوية بن أبي سفيان وأرده إلى الثلاث درجات التي كانت على عهد رسول الله؟ فقال مالك: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنما هو من عود ضعيف قد تخرمته المسامير، وقد ذهب أكثره، ومع هذا يا أمير المؤمنين فإنك لو أعدته إلى ثلاث درجات لم آمن عليه أن ينتقل من المدينة، إذ قد يأتي بعدك أحد فيقول: أو يقال له: ينبغي لمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون معك حيث كنت، فإنما المنبر للخليفة؛ فيُنقَل ـ كما نقل من المدينة ـ كل ما كان بها من آثار النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه ما تُرِك له بها نعلٌ ولا شعرٌ، ولا فراش، ولا عِصِي ولا قدح ولا شئ مما له هنا من آثار..
فأطاعه الرشيد وانتهى عن تغيير منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفي في طوس (مشهد) عام 193 للهجره عن عمر يناهز 48 سنه
ذكر كثيرا عند الالمان باسم ارون (aron)
والهنود والصينيون ذكروه باسم آ-لون (alon)
ولو اطردت لما وفيته حقه بكثير كلام او شهاده شهود
نحسبه من المفلحين والله حسيبه
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ او سهو او نسيان فمني ومن الشيطان