أختي والله لا نتكلم عن المجاهدين فنعلم جميعا هدفهم الاسمى رفع راية الاسلام
لكن نتكلم عن من يديرهم
تخيلوا معي قليلا... ولنضرب مثالا فبه يتضح بعض ما يحير... وهذا اسلوب اسلامي قرآني نبوي... فكم من أمثال ضربت في القرآن والسنة ليتضح الحق لعباد الله وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم...
ومن أفضل مثالا من القدوة والحبيب والشفيع؟
فقد كان رسول الله معه حق مبين
وكان من حوله ينقسمون لثلاث:
1- من يصدقه دون أدني شك وذلك لوجود النور في قلوبهم وحب الحق والنظرة الصادقة للأشخاص، وهم قليل (مثال: أبي بكر)
2- من يكذبه ويعاديه وإن رأى الحق بأم عينيه وهم أكثر قليلا (أمثلتهم كثيرة منهم أبي لهب وجهل وغيرهم، فهم يعلمون أنه حق ولكن يكابروا ويعاندوا)
3- من يتذبذب بين التصديق أو التكذيب أو يقف محايدا... وهؤلاء منهم من يسلم ويحسن إسلامه ومنهم من يكفر ويعاديه وذلك حسب الأحوال وحسب طريقة تلقيه للحق من رسول الله، وهؤلاء كثير وفئة كبيرة من الناس، وهم يترنحون بين رقم (1) و (2)، فإن كانت حجج المصدقين وسماعهم لهم كثير اتبعوهم، وان كان العكس اتبعوا المكذبين، وان لم يميلوا لأحد بقوا محايدين.
ويرسل الله لهم الآيات والدلائل لجذبهم للحق واقامة الحجة عليهم. وبقائهم على الحياد مذموم فديننا يعلمنا ان نتبع الحق وان لا نخاف في الله لومة لائم وإن كنا قلة وأن نصدع بالحق ضد الباطل، فديننا يقول إما أن تكون أبيض أو أسود والرماديين لا مكان لهم بل يجب أن تقرر قبل فوات الآوان.
لنرى إلى حجج المكذبين التي كانت تجعل الفئة (3) في حياد بل قد تجعلهم يكذبوه وهو مثال جيد لما يحصل عادة في كل الأزمان لأصحاب الحق:
- قالوا ان محمد يريد أن ينشر ما لديه من فكر ليتملكنا ويصبح سيد علينا!
- يريد أن يغير ديننا الحق الى دين عجيب جديد!
- ما يقوله ليس من دين الله بل درسها واكتتبها وهي أساطير الأولين.
- ساحر كاذب كاهن مجنون.
والكثير غيرها... الكل يعلمها لا داعي للإستفاضة ولكن المقصد هو ما القاسم المشترك بين كل حجج اهل الباطل ودلائلهم؟
القاسم المشترك بينهم وهو ديدن كل اهل الباطل بكل زمن ضد أهل الحق:
- هناك هدف من فعله لذلك، وهو هدف يخدمه أو يخدم أجندات، فهو إما يدير هذه الأمور لنفسه أو هناك أحد من ورائه يديره لتحقيق هدف معين يضرنا.
- تشويه افعاله واتهامه بأنه يريد أن يظهر الفساد.
- التخبط بكل أنواع الاتهامات، وحتى وان كانت اتهامات متعارضة.
- اجتماع اكثر من عدو لمعاداته بل قد يتحالفوا ضده (مثل مشركي قريش ويهود المدينة والمنافقين... وغيرهم).
******
فالجملة التي لطالما تقال وصدعت رؤوسنا:
(ياخي صراحه ما يفعله بعض المجاهدين... تخدم فلان وعلان! والعدو يستخدمهم ويديرهم لتحقيق اهدافه!)
يا اخي/ اختي وما دخل المجاهد الذي نيته اعلاء لا اله الا الله بما قد يسببه من أمور قد يستخدمه احد لتحقيق هدفه؟!
لنعطي مثال طفل قد يفهمه:
ذهب أحمد الى بائع الحلوى ليشتري حلوى... واتى جاره وقال لوالد أحمد: يا ابو احمد ابنك خرج من البيت لبائع الحلوى... لأن البائع كما تعلم ليس مسلم ويريد أن يكسبه المال ليضر المسلمين، وايضا سبب خروجه لانه يريد ان يعصيك ولا يستأذنك، وايضا لانه يريد ان يأكل الحلوى ليتقوى على فعل المعاصي ولأنه اثناء الطريق مر على بيت جارتنا لينظر اليها خلسة، وايضا وهو يأكل الحلوى وسخ ملابسه ليتعب زوجتك بالغسيل وبالطريق وهو يمشي دعس نملة فماتت.. و...و....
وبالاخير احمد المسكين يريد فقط ان يأكل الحلوى لأنه جائع وهذا هدفه الأول وإن كان ما فعله اكسب الكافر مالا وجعل الزوجه تغسل الملابس وضر النملة وقتلها؟ ولكن هل هذا هدف احمد؟ هل قصد؟ وهل يجب أن يمشي وهو ينظر الارض بتركيز لكي لا يدعس النمل او يلغي ذهابه لشراء الحلوى خوفا على ضرر قد يصيب النمل؟ او لا يأكل لكي لا تغسل ام محمد الملابس وتتعب؟
والله ما يحصل للمجاهدين... تكون بمثل هذه السخافة بل واكثر ولكن بغطاء اعلامي ومكر أكبر!
من المجاهد الذي يغضب بل وسير كل العالم ضده؟ وكل التشويه والتركيز عليه؟ أليس هذا دليل لشيء؟ اتفقت كل الأمم الظالمة والفاسدة على ارهابية هذا الفصيل لماذا؟
الجواب: لأنه مسلم مجاهد حقيقي.
****
يقول قائل هو ليس مسلم مجاهد حقيقي بل هو فزاعة وعامل تخويف يستخدمه العدو لغزو بلداننا المسلمة ! وليخدم مخططاته!
مضحك أن يظن المسلم أن عدوه اذا اراد أن يغزو بلده يجب أن يخترع فزاعة او يستخدم جماعة تدعي الجهاد لتنفيذ مخططه والأضحك هذه الفزاعة تتبع دين هذا المسلم ولكنه دين منحرف ومتطرف وارهابي! وقد افتى بذلك قادات وعلماء العدو.
الا ترى أن العدو ضرب: عصفورين بحجر؟
جعلك تخاف من أخوك المجاهد وجعلك تتهمه بالإرهاب...
فخوفك منه جعلك تقبل أن يحاربوه بل وتعاونهم. واتهامك له بالإرهاب كما صور لك جعل لك دين اسلامي ولكن منزوع منه نفس الجهاد وروحه... فمن يخدم العدو واصبح أداة له؟ المجاهدين ام انت؟
خذها كما يقال بنصف الجبهة: عدوك يستطيع غزوك بكل بساطة لأنك لسنين وأنت راضخ تحت سياساته ولسنين أنت وأقرانك قاعدين عن الجهاد ولسنين الغالب يتبع شهواته ولسنين هو بين أظهركم في بلدانكم بل ويتحكم بكم كما يريد هو...
وليعلم الكل أن المجاهد الحق هو من يمضي على طريق مستقيم همه رضا الله...
ولنفرض ونتماشى مع الموج ونقول ان هذا الذي نظنه مسلم مجاهد حقيقي... هو أصلا اختراع من نفس العدو وفزاعة يستخدمه العدو لغزو عدو له... فما الذي يضره إن كان مجاهد صادق؟ فالكل أعداءه؟
بمعنى آخر الآن العدو الصليبي واليهودي يستخدم المسلم المجاهد الحقيقي ليفزع دول هي أصلا عدو للمجاهد ودول خاضعة للحدود الوهمية التي رسمها له الغرب ودول تتحالف مع اليهود والنصارى! وما يغضبك فليفزعهم!
وقد تقول بل يضر جماعات جهادية أخرى، ولننظر لتلك الجماعات بنظرة حق:
نحن نعلم بأن المسلمين القاعدين مشكلة لا احد ينكر...
ولكن أيضا مشكلة من خرجوا للجهاد وهم يأخذون العون والخطط ويجالسون ويسامرون ويجتمعون وينظمون القمم والمؤتمرات مع أعداء للمسلمين أو حلفاء لعدو للمسلمين! أو مسلمين قاعدين مشجبين منكرين متباكين مستضعفين منبطحين لا طاقة لهم بهمة الجهاد!
ويخرجوا للجهاد ويقولوا هي حكرا لبلد معين من حدود معينة... وأين ذهبت آية : (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) لا يوجد جهاد لجنسية معينة،
بل لا يوجد ما يدعى بجنسية بالإسلام يا مسلمين!
ويخرجوا للجهاد ويقولوا همنا وهدفنا الأخير: هو اسقاط نظام وحاكم هذا البلد الظالم... نعم ثم ماذا؟ ... ثم إبداله بحاكم نختاره بطريقتنا ونضع دستور وقوانين وأحكام ديموقراطية مدنية ترضي جميع أطياف الشعب... آه كيف إذا سمعكم رسول الله؟ سيبكي أم سيغضب؟ ألا يرضيكم حكم الله وشريعته الكاملة أم هي بها نقصان ولا تنطبق على عصرنا المتحضر ولا يتناسب مع الأديان الأخرى ومواثيق وعهود الأمم المتقدمة؟ هذا الذي أضاعنا...
هي جماعات متميعة، ومن حيث تدري او لا تدري هي أصلا متحالفة مع العدو الصليبي واليهودي...
*****
فما الذي يضر المجاهد الحقيقي؟ اذا أذى وضر تلك الجماعات او احد الدول او العدو الكافر؟ وما يضره ان استخدم العدو بعض ما يفعله ليضر الجماعات الجهادية المتميعة؟
فليفزعوا بعض ويخوفوا بعض ويخدعوا بعض وليضربوا ببعضهم البعض!
فالمجاهد هو المستفيد وليس كما يقول الجهلة إذا هو فزاعة واستخدمه العدو... أجل هو متحالف مع العدو!
المجاهد ماض في طريقه وجهاده ليرضي الله وإن استخدمه أي كان لأي غرض كان، فلا يبالي ما دام أنه لا يضره ولا يمسه بسوء.
انتهى.