- إنضم
- 5 يوليو 2013
- المشاركات
- 603
- التفاعل
- 924
- النقاط
- 102
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين
شغلني هذا الموضوع كثيرا جدا، لأنني كنت أجهل تفاصيل كثيرة عنه، وعندما بحثت فوجئت بما كنت أجهله
ولذلك وددت أن تعرفوا هذا الموضوع الخطير الذى بسببه تحدث مشاكل كثيرة في الأسرة نواة المجتمع
لذا من منطلق خوفي على أخواتي إماء الله،
وخوفي من تبعاته علي أخوتي عباد الله.
للشيخ الإمام الألباني رحمه الله
سلسلة المحاضرات رقم 13
عنوان المحاضرة: عورة المرأة المسلمة
للشيخ الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
فقد بدا لي أن أذكَّر إخواننا الحاضرين في هذه الجلسة المباركة - إن شاء الله- و من
يبلغُهم كلمتي بأمرٍ أظنُ أنَّ كثيرًا من المسلمين هم عنه من الغافلين ، و ليس
يخفى على أحد بأن تذكير الناس بما هم عنه غافلون و له جاهلون أولى من أن
نطرقَ مسامعهم بأمور طالما سمعوها من الخُطباء ،و المدرسين ،و الوعاظ ،و من
الإذاعات و نحو ذلك من الوسائل التي يسرها الله عز وجل في هذا العصر الحاضر ، و
لما كان من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : (خيرُ الناسِ أنفعهم للناس ) فلا شك
أننا نأخذ منه أن نفعَ الناس إنما يكون بتعليمهم بما هم جاهلون ، أو بتذكيرهم بما
هم عنه غافلون و من هذا القبيل أن نعلم ماهي عورة المرأةِ المسلمة بالنسبة
للمرأةِ المسلمة .
فإن من المذكور في بعض الكتب الفقهية أن عورة المرأة أمامَ المرأة المسلمة هي
كعورة الرجل مع الرجل ، أي من السُرة إلى الركبة و معنى هذا أنه يجوز للمرأة
المسلمة أن تظهر أمامَ أختها المسلمة و قِسمُهَا الأعلى نصفُ بدنها الأعلى عاري
مكشوف ! و كذلك ما تحت ركبتيها !
و الذي أريد أن أذكركم به هو أن نعلمَ قبلَ كلِ شيء أن هذا الحُكم ليسَ لهُ دليل
في كتاب الله و لا في حديث رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم .
و شيء آخر أن كتاب الله يدُل على خلاف هذا التوسع في تحديد عورة المرأة مع
أختها المسلمة .
إن علماء التفسير يذكرون أن هناك بالنسبة للمرأة زِينتين :زينةَ ظاهرة ،و زينةَ باطنة.
و أخذوا هذا من آيتين كريمتين الآية الأولى قوله ربنا تبارك و تعالى: ( وَلَا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا )) ، ولا يبدينَ زينتهنَّ للرجال الأجانب .
و الزينة الظاهرة لها علاقة بالأجانب ، و الزينة الظاهرة كما ثبت في غير ما حديثٍ
مرفوعٍ إلى النبي صلى الله عليه و على آله و سلم إنما هو بالنسبة للمرأة الوجهُ و
الكفان فقط، و ما سوى ذلك فهي الزينة الباطنة ، و هي التي لا يجوز لها أن تظهرَ
شيئًا منها أمام الغُرباء عنها .
أما الزينةُ الباطنة فهي مما أباح الله عز وجل أن تُظهرَها لمحارمها كلهم و لنساء
المسلمين في الآية المعروفة حين قال ربنا عز وجل : (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا
لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ..) و هكذا يسرُد ربنا عز وجل تًتِمة المحارم حتى يقول أو نسائهنَّ
أو ما ملكت أيمانهنَّ ، فقوله تبارك و تعالى أو نسائهن فيه دِلالة صريحة على أنه
يجوز للمرأة المسلمة أن تُظهرَ من زينتها الباطنة ما تُظهرُ لأبيها، و لأخيها، و لأختها،
و غير ذلك من المحارم ، فكذلك عورة المرأة مع المرأة المسلمة محدودة بهذه الزينة
الباطنة و لنفهم ماهي الزينة الباطنة .
يجب أن نرجع إلى ماكان عليه النساء في الجاهلية و قبل دخولهنَّ في الإسلام دينا
، جاءت هذه الأحكام تبين لهم لهذه النسوة ما يجوز لهنَّ بالنسبة للأجانب و هو
الوجه و الكفين فقط، و هي الزينة الظاهرة .
و مايجوز لهنَّ بالنسبة للمحارم و هي الزينة الباطنة .
فماهي الزينة الباطنة ؟
هنا يجب أن نقف قليلا عند تفسير العلماء لقول الله تبارك و تعالى : ((وَلَا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ..))الآية ، مالمقصود بهذه الكلمة (لا يبدين زينتهنَّ) هل
المقصود الزينة نفسها ؟ أم مَوضعُ الزينة ؟
أي هل معنى الآية لا يبدين مواضع الزينة و لو لم يكن عليها شيء من الزينة ؟ ، أم
المقصود لا يبدين تلك المواضع و عليها الزينة ؟
قولان للعلماء ،و لاشك أن القول الصحيح الذي اعتمده علماء التفسير إنما المعنى
هو لا يبدين مواضع الزينة ، و ليس المقصود لا يبدين الزينة .ذلك لأن المرأة إذا أخذت
عقدًا تضعهُ على صدرها في يدها فقد أبدّت الزينة
فهل هذا هو الذي نُهِيت عنه ؟ الجواب لا ، و إنما نُهيت عن ابداء الزينة و هي في موضعها .
فإذا المقصود من الآية (ولا يبدين زينتهنَّ) أي مواضع الزينة إلاّ لهؤلاء المحارم ثم
للنساء المسلمات كما ذكرنا ، و معنى هذا أننا نستحضر في أذهاننا أنَّ هناك مواطن
لم يكن حتى هذه الساعة من عادة النساء أن يضعنّ زينةً عليها.
فمثلا هل في الفخذ زينة ؟ الجواب لا !، هل في الظهر زينة ؟ الجواب لا !، هل على
الثديين زينة ؟ الجواب لا ! ، هل تحت الإبط زينة ؟ ، و عدّوا ماشئتم ،و كل الجواب لا لا .
إذن ربنا عز وجل في هذه الآية ، إنما أباح للنساء أن يُظهرنَّ للمحارم مواطن الزينة
من أبدانهن ليس إلا .مواضع الزينة من أبدانهنَّ لا أكثر من ذلك أبدًا .
و لكي نتأكد من هذا المعنى يجب أن نستحضر قول رسول الله صلى الله عله و
على آله و سلم : ( المرأةُ عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) يعني تطلع إليها
و أوحى إليها بما يوحي بافتتانها بمثل لو قال الشخص لآخر ، أهلا و سهلا ،
ماأجملكِ !، ما أحسنكِ !، ما أحلاك! ِو هكذا .
المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ، إذًا هذه المرأة التي كلها عورة إلاّ ما استثنى الشرع
فقد عرفنا من الزينة الظاهرة أنّ الشارع أكثر ما استثنى بالنسبة للزينة الظاهرة
أمامَ الأجانب إنما هو الوجه و الكفين فقط.
و بالنسبة للمحارم إنما استثنى مواطن الزينة .
فماهي مواطن الزينة التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ؟
ذلك محصور في مواضع معروفة ، أول ذلك مثلًا الأساور في المِعصَم ، ثاني ذلك
الدُملج الذي كان يوضع في عضُد المرأة ، ثالثًا الطُوق ( السلسلة) توضع على الرقبة
و على شيء من الصدر ، أخيرًا الخَلخَال الذي أشار ربنا عز وجل إليه و بين أنه من
الزينة الباطنة حين قال : ((وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ))، فكانت
المرأة التي تنحرف و لو بعض الشيء عن الحجاب الشرعي و الآداب الإسلامية التي
يجب على المرأة المسلمة أن تتزين بها ،و أن تتخلق بها أنها تضرب بأرجلها ليَسمع
الرجالُ صوت الأجراس التي كانت تُوضَع على الخَلخَال فيكون له رَنَّة فهذه الرنَّة تُلفت
نظر الرجال إليها هكذا كان يفعل بعض النساء و لا سِيما في أول الإسلام حينما كانوا حديثي عهد به.
فأدّبهنَّ الله تبارك و تعالى بهذه الآية فقال : ((وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ))
إذًا هذه آخر زينة معروفة في زمن الإسلام الأول ، فإذا ما علمنا من الآية السابقة أنَّ الله عز وجل أباحَ للنساء أن يُظهرنَّ مواطن الزينة .
و قد عرفنا بوضوح ماهي المواضع التي يجوز للمرأة أن تظهر بها أمام أبيها ،و أخيها ،و ابن أخيها ، ثم بالنهاية أمام نساء المسلمات .
إذًا عندنا اليد و إلى قريبًا من العَضُد حيث كان الدُملج ، ثم عندنا الرأس حيث عليه
شيء من الزينة في الأذنين و العنق كما ذكرنا ، ثم القدم و شيء من الساق الذي عليه الخلخال هذا .
هذه هي المواطن التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تكشفها أمام محارمها و أيضًا أمام أختها المسلمة.
و الآن كيف يعيش المسلمين في بيوتهم ، يعيشون بتعرٍّ أشبه ما يكون بتعري
النساء اللاتي لا يعرفن دين الله تبارك و تعالى ؛لا أدري ما مبلغ هذا التعري في البيوت لأني حديث عهدٍ بهذه البلاد.
لكن عندنا في سوريّة وفي مصر حدّث و لا حَرج عن توسع الناس في بيوتهم
بالتكشف ، تَكشِف المرأة عن شيء كثير من بدنها فوق ما أباح الله لها من إظهاره ألا و هو مواطن الزينة فقط .
مثلا قد ابتلينا باللباس القصير الذي ليس له أكمام ، اللباس الداخلي و الذي يسمى
في لغة العرب القديمة بالتُبان و يعرف اليوم بالشُرت( بنطلون الشرت القصير) الذي يظهر دونه الأفخاد.
فالنساء اليوم تلبس الأم و البنت مثل هذا اللباس القصير فتجلس البنت أمام أمها
،بل و أمام أخيها الشاب الممتلئ فتوةً و شهوة فترفع رجلها و تضعها على فخذها
فيظهر فخذها مكشوفًا عاريًا بحجة ماذا ؟! بحجة مافي أحد غريب هذا أخوها !!
هذا خلاف الآية السابقة لأنّ الله كما ذكرنا إنما أباح الكشف عن مواضع الزينة
فالفخذان لم يكونا يومًا ما مواطن للزينة و عسى أن لا يكون ذلك أبدًا.
كذلك تخرج المرأة أمام أخيها فضلا عن أنها تخرج كذلك أمام أبيها و هي عارية
الدرعين ، هذا خلاف النص السابق لا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ فهنا العضد ليس
زينة، و الابط ليس زينة فكل هذا باق على التحريم في حدود تصريح قوله صلى الله عليه و آله و سلّم : ((المرأة عورة )).
و أكثر من ذلك يقع .. تدخل المرأة الأم الحمام (حمام المنزل) فتأمر ابنتها بأن تُدِّلك
لها ظهرها فتكشف عن ظهرها و عن ثدييها، والقسم الأعلى كما قلنا من البدن ، و
لا حرج إطلاقًا ،من أين جاء هذا ؟! مع أنّ الآية صريحة بأنه إنما أجازَ ربنا عز وجل
للمرأة أن تكشف فقط عن مواضع الزينة .
و الصدر ليس موضعًا للزينة ، و الظهر ليس موضعًا للزينة ، لذلك كان سلفنا الصالح
رضي الله عنهم يعيشون في بيوتهم في حدود السِترة التي رخص الله عز وجل لهنّ
بها ، فلم يكن هناك هذا التعري الذي فشا اليوم في البلاد الإسلامية .
فأنا أريد أن أذكّر بهذا المفهوم الصريح في القرآن و أن نتأدب بأدب القرآن وأن نؤدب
بذلك نساءنا و بناتنا ، و لا نتأثر بالأجواء المحيطة حولنا لأنّ هذه الأجواء إنما تحكي تقاليد أوروبّية كافرة في الغالب .
و إذًا علينا أن نقف عند هذه الآية : ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...)) ثم قال
تعالى: (( أو نسائهنَّ)) و النساء هنا هنّ نساء المسلمات و لذلك هنا أدب آخر يجب
أن نتنبَّه له و هذا يقع في هذه البلاد التي امتنّ الله تبارك و تعالى عليها بالمال
الوفير فقد رأيتُ هذه البلوى حيث لا نرها في البلاد الفقيرة الأخرى ، و هي استكثار
المسلمين من استخدام النساء الكافرات فضلا عن الرجال خدمًا لهم في بيوتهم .
فتدخل المرأة الخادم الكافرة إلى غرفة المرأة المسلمة و هي كما تقف أمام زوجها،
هذا لا يجوز ، يجب على المرأة المسلمة أن تتحجب أمام المرأة الكافرة كما لو كانت هذه المرأة رجلا مسلمًا فضلًا عن كافر.
فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عن شيء من زينتها الباطنة للمرأة الكافرة ،
لأن الله عز وجل إنما أباح لها أن تكشف عن مواضع الزينة للمرأة المسلمة ،و لذلك
فلم يكن عبثًا قول الله تبارك و تعالى حين أضاف النساء اللاتي يجوز للمرأة أن تظهر
أمامها إلى المسلمات فقال: (( أو نسائهنَّ )) ، و لم يقل أو النساء ،فيشمل حين
ذاك النساء كلهنّ سواءً كنّ مسلمات أو كافرات لم يقل شيئًا من ذلك ، و إنما قال :
أو نسائهنّ فلا يجوز إذًا للمرأة المسلمة أن تتسامح مع الخادم الكافرة فتظهر أمامها
كما تظهر أمام المرأة المسلمة ، و هذه الحدود التي ذكرناها من كتاب الله تبارك و
تعالى هذا ما أردتُ أن أذكر به و الذكرى تنفع المؤمنين. انتهى
__________________
ضروري بالله عليكم وعليكن تذكير غيركم بهذا الموضوع
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=5923
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين
شغلني هذا الموضوع كثيرا جدا، لأنني كنت أجهل تفاصيل كثيرة عنه، وعندما بحثت فوجئت بما كنت أجهله
ولذلك وددت أن تعرفوا هذا الموضوع الخطير الذى بسببه تحدث مشاكل كثيرة في الأسرة نواة المجتمع
لذا من منطلق خوفي على أخواتي إماء الله،
وخوفي من تبعاته علي أخوتي عباد الله.
للشيخ الإمام الألباني رحمه الله
سلسلة المحاضرات رقم 13
عنوان المحاضرة: عورة المرأة المسلمة
للشيخ الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
فقد بدا لي أن أذكَّر إخواننا الحاضرين في هذه الجلسة المباركة - إن شاء الله- و من
يبلغُهم كلمتي بأمرٍ أظنُ أنَّ كثيرًا من المسلمين هم عنه من الغافلين ، و ليس
يخفى على أحد بأن تذكير الناس بما هم عنه غافلون و له جاهلون أولى من أن
نطرقَ مسامعهم بأمور طالما سمعوها من الخُطباء ،و المدرسين ،و الوعاظ ،و من
الإذاعات و نحو ذلك من الوسائل التي يسرها الله عز وجل في هذا العصر الحاضر ، و
لما كان من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : (خيرُ الناسِ أنفعهم للناس ) فلا شك
أننا نأخذ منه أن نفعَ الناس إنما يكون بتعليمهم بما هم جاهلون ، أو بتذكيرهم بما
هم عنه غافلون و من هذا القبيل أن نعلم ماهي عورة المرأةِ المسلمة بالنسبة
للمرأةِ المسلمة .
فإن من المذكور في بعض الكتب الفقهية أن عورة المرأة أمامَ المرأة المسلمة هي
كعورة الرجل مع الرجل ، أي من السُرة إلى الركبة و معنى هذا أنه يجوز للمرأة
المسلمة أن تظهر أمامَ أختها المسلمة و قِسمُهَا الأعلى نصفُ بدنها الأعلى عاري
مكشوف ! و كذلك ما تحت ركبتيها !
و الذي أريد أن أذكركم به هو أن نعلمَ قبلَ كلِ شيء أن هذا الحُكم ليسَ لهُ دليل
في كتاب الله و لا في حديث رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم .
و شيء آخر أن كتاب الله يدُل على خلاف هذا التوسع في تحديد عورة المرأة مع
أختها المسلمة .
إن علماء التفسير يذكرون أن هناك بالنسبة للمرأة زِينتين :زينةَ ظاهرة ،و زينةَ باطنة.
و أخذوا هذا من آيتين كريمتين الآية الأولى قوله ربنا تبارك و تعالى: ( وَلَا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا )) ، ولا يبدينَ زينتهنَّ للرجال الأجانب .
و الزينة الظاهرة لها علاقة بالأجانب ، و الزينة الظاهرة كما ثبت في غير ما حديثٍ
مرفوعٍ إلى النبي صلى الله عليه و على آله و سلم إنما هو بالنسبة للمرأة الوجهُ و
الكفان فقط، و ما سوى ذلك فهي الزينة الباطنة ، و هي التي لا يجوز لها أن تظهرَ
شيئًا منها أمام الغُرباء عنها .
أما الزينةُ الباطنة فهي مما أباح الله عز وجل أن تُظهرَها لمحارمها كلهم و لنساء
المسلمين في الآية المعروفة حين قال ربنا عز وجل : (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا
لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ..) و هكذا يسرُد ربنا عز وجل تًتِمة المحارم حتى يقول أو نسائهنَّ
أو ما ملكت أيمانهنَّ ، فقوله تبارك و تعالى أو نسائهن فيه دِلالة صريحة على أنه
يجوز للمرأة المسلمة أن تُظهرَ من زينتها الباطنة ما تُظهرُ لأبيها، و لأخيها، و لأختها،
و غير ذلك من المحارم ، فكذلك عورة المرأة مع المرأة المسلمة محدودة بهذه الزينة
الباطنة و لنفهم ماهي الزينة الباطنة .
يجب أن نرجع إلى ماكان عليه النساء في الجاهلية و قبل دخولهنَّ في الإسلام دينا
، جاءت هذه الأحكام تبين لهم لهذه النسوة ما يجوز لهنَّ بالنسبة للأجانب و هو
الوجه و الكفين فقط، و هي الزينة الظاهرة .
و مايجوز لهنَّ بالنسبة للمحارم و هي الزينة الباطنة .
فماهي الزينة الباطنة ؟
هنا يجب أن نقف قليلا عند تفسير العلماء لقول الله تبارك و تعالى : ((وَلَا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ..))الآية ، مالمقصود بهذه الكلمة (لا يبدين زينتهنَّ) هل
المقصود الزينة نفسها ؟ أم مَوضعُ الزينة ؟
أي هل معنى الآية لا يبدين مواضع الزينة و لو لم يكن عليها شيء من الزينة ؟ ، أم
المقصود لا يبدين تلك المواضع و عليها الزينة ؟
قولان للعلماء ،و لاشك أن القول الصحيح الذي اعتمده علماء التفسير إنما المعنى
هو لا يبدين مواضع الزينة ، و ليس المقصود لا يبدين الزينة .ذلك لأن المرأة إذا أخذت
عقدًا تضعهُ على صدرها في يدها فقد أبدّت الزينة
فهل هذا هو الذي نُهِيت عنه ؟ الجواب لا ، و إنما نُهيت عن ابداء الزينة و هي في موضعها .
فإذا المقصود من الآية (ولا يبدين زينتهنَّ) أي مواضع الزينة إلاّ لهؤلاء المحارم ثم
للنساء المسلمات كما ذكرنا ، و معنى هذا أننا نستحضر في أذهاننا أنَّ هناك مواطن
لم يكن حتى هذه الساعة من عادة النساء أن يضعنّ زينةً عليها.
فمثلا هل في الفخذ زينة ؟ الجواب لا !، هل في الظهر زينة ؟ الجواب لا !، هل على
الثديين زينة ؟ الجواب لا ! ، هل تحت الإبط زينة ؟ ، و عدّوا ماشئتم ،و كل الجواب لا لا .
إذن ربنا عز وجل في هذه الآية ، إنما أباح للنساء أن يُظهرنَّ للمحارم مواطن الزينة
من أبدانهن ليس إلا .مواضع الزينة من أبدانهنَّ لا أكثر من ذلك أبدًا .
و لكي نتأكد من هذا المعنى يجب أن نستحضر قول رسول الله صلى الله عله و
على آله و سلم : ( المرأةُ عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) يعني تطلع إليها
و أوحى إليها بما يوحي بافتتانها بمثل لو قال الشخص لآخر ، أهلا و سهلا ،
ماأجملكِ !، ما أحسنكِ !، ما أحلاك! ِو هكذا .
المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ، إذًا هذه المرأة التي كلها عورة إلاّ ما استثنى الشرع
فقد عرفنا من الزينة الظاهرة أنّ الشارع أكثر ما استثنى بالنسبة للزينة الظاهرة
أمامَ الأجانب إنما هو الوجه و الكفين فقط.
و بالنسبة للمحارم إنما استثنى مواطن الزينة .
فماهي مواطن الزينة التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ؟
ذلك محصور في مواضع معروفة ، أول ذلك مثلًا الأساور في المِعصَم ، ثاني ذلك
الدُملج الذي كان يوضع في عضُد المرأة ، ثالثًا الطُوق ( السلسلة) توضع على الرقبة
و على شيء من الصدر ، أخيرًا الخَلخَال الذي أشار ربنا عز وجل إليه و بين أنه من
الزينة الباطنة حين قال : ((وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ))، فكانت
المرأة التي تنحرف و لو بعض الشيء عن الحجاب الشرعي و الآداب الإسلامية التي
يجب على المرأة المسلمة أن تتزين بها ،و أن تتخلق بها أنها تضرب بأرجلها ليَسمع
الرجالُ صوت الأجراس التي كانت تُوضَع على الخَلخَال فيكون له رَنَّة فهذه الرنَّة تُلفت
نظر الرجال إليها هكذا كان يفعل بعض النساء و لا سِيما في أول الإسلام حينما كانوا حديثي عهد به.
فأدّبهنَّ الله تبارك و تعالى بهذه الآية فقال : ((وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ))
إذًا هذه آخر زينة معروفة في زمن الإسلام الأول ، فإذا ما علمنا من الآية السابقة أنَّ الله عز وجل أباحَ للنساء أن يُظهرنَّ مواطن الزينة .
و قد عرفنا بوضوح ماهي المواضع التي يجوز للمرأة أن تظهر بها أمام أبيها ،و أخيها ،و ابن أخيها ، ثم بالنهاية أمام نساء المسلمات .
إذًا عندنا اليد و إلى قريبًا من العَضُد حيث كان الدُملج ، ثم عندنا الرأس حيث عليه
شيء من الزينة في الأذنين و العنق كما ذكرنا ، ثم القدم و شيء من الساق الذي عليه الخلخال هذا .
هذه هي المواطن التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تكشفها أمام محارمها و أيضًا أمام أختها المسلمة.
و الآن كيف يعيش المسلمين في بيوتهم ، يعيشون بتعرٍّ أشبه ما يكون بتعري
النساء اللاتي لا يعرفن دين الله تبارك و تعالى ؛لا أدري ما مبلغ هذا التعري في البيوت لأني حديث عهدٍ بهذه البلاد.
لكن عندنا في سوريّة وفي مصر حدّث و لا حَرج عن توسع الناس في بيوتهم
بالتكشف ، تَكشِف المرأة عن شيء كثير من بدنها فوق ما أباح الله لها من إظهاره ألا و هو مواطن الزينة فقط .
مثلا قد ابتلينا باللباس القصير الذي ليس له أكمام ، اللباس الداخلي و الذي يسمى
في لغة العرب القديمة بالتُبان و يعرف اليوم بالشُرت( بنطلون الشرت القصير) الذي يظهر دونه الأفخاد.
فالنساء اليوم تلبس الأم و البنت مثل هذا اللباس القصير فتجلس البنت أمام أمها
،بل و أمام أخيها الشاب الممتلئ فتوةً و شهوة فترفع رجلها و تضعها على فخذها
فيظهر فخذها مكشوفًا عاريًا بحجة ماذا ؟! بحجة مافي أحد غريب هذا أخوها !!
هذا خلاف الآية السابقة لأنّ الله كما ذكرنا إنما أباح الكشف عن مواضع الزينة
فالفخذان لم يكونا يومًا ما مواطن للزينة و عسى أن لا يكون ذلك أبدًا.
كذلك تخرج المرأة أمام أخيها فضلا عن أنها تخرج كذلك أمام أبيها و هي عارية
الدرعين ، هذا خلاف النص السابق لا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ فهنا العضد ليس
زينة، و الابط ليس زينة فكل هذا باق على التحريم في حدود تصريح قوله صلى الله عليه و آله و سلّم : ((المرأة عورة )).
و أكثر من ذلك يقع .. تدخل المرأة الأم الحمام (حمام المنزل) فتأمر ابنتها بأن تُدِّلك
لها ظهرها فتكشف عن ظهرها و عن ثدييها، والقسم الأعلى كما قلنا من البدن ، و
لا حرج إطلاقًا ،من أين جاء هذا ؟! مع أنّ الآية صريحة بأنه إنما أجازَ ربنا عز وجل
للمرأة أن تكشف فقط عن مواضع الزينة .
و الصدر ليس موضعًا للزينة ، و الظهر ليس موضعًا للزينة ، لذلك كان سلفنا الصالح
رضي الله عنهم يعيشون في بيوتهم في حدود السِترة التي رخص الله عز وجل لهنّ
بها ، فلم يكن هناك هذا التعري الذي فشا اليوم في البلاد الإسلامية .
فأنا أريد أن أذكّر بهذا المفهوم الصريح في القرآن و أن نتأدب بأدب القرآن وأن نؤدب
بذلك نساءنا و بناتنا ، و لا نتأثر بالأجواء المحيطة حولنا لأنّ هذه الأجواء إنما تحكي تقاليد أوروبّية كافرة في الغالب .
و إذًا علينا أن نقف عند هذه الآية : ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...)) ثم قال
تعالى: (( أو نسائهنَّ)) و النساء هنا هنّ نساء المسلمات و لذلك هنا أدب آخر يجب
أن نتنبَّه له و هذا يقع في هذه البلاد التي امتنّ الله تبارك و تعالى عليها بالمال
الوفير فقد رأيتُ هذه البلوى حيث لا نرها في البلاد الفقيرة الأخرى ، و هي استكثار
المسلمين من استخدام النساء الكافرات فضلا عن الرجال خدمًا لهم في بيوتهم .
فتدخل المرأة الخادم الكافرة إلى غرفة المرأة المسلمة و هي كما تقف أمام زوجها،
هذا لا يجوز ، يجب على المرأة المسلمة أن تتحجب أمام المرأة الكافرة كما لو كانت هذه المرأة رجلا مسلمًا فضلًا عن كافر.
فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عن شيء من زينتها الباطنة للمرأة الكافرة ،
لأن الله عز وجل إنما أباح لها أن تكشف عن مواضع الزينة للمرأة المسلمة ،و لذلك
فلم يكن عبثًا قول الله تبارك و تعالى حين أضاف النساء اللاتي يجوز للمرأة أن تظهر
أمامها إلى المسلمات فقال: (( أو نسائهنَّ )) ، و لم يقل أو النساء ،فيشمل حين
ذاك النساء كلهنّ سواءً كنّ مسلمات أو كافرات لم يقل شيئًا من ذلك ، و إنما قال :
أو نسائهنّ فلا يجوز إذًا للمرأة المسلمة أن تتسامح مع الخادم الكافرة فتظهر أمامها
كما تظهر أمام المرأة المسلمة ، و هذه الحدود التي ذكرناها من كتاب الله تبارك و
تعالى هذا ما أردتُ أن أذكر به و الذكرى تنفع المؤمنين. انتهى
__________________
ضروري بالله عليكم وعليكن تذكير غيركم بهذا الموضوع
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=5923
التعديل الأخير: