هل التمثيل و قطع رؤوس الأحياء والأموات من هدي النبي ؟
لقد جاء الإسلام بشريعة واضحة لا لبس فيها, توجب حسن التعامل مع الأسرى وبما يتناسب مع إنسانيتهم بقوله تعالى: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"؛ فيقول أبو عزيز -مِن أسارى بدر-: «كنت في رهط مِن الأنصار حين أقبلوا بي مِن بدر، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر؛ لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحني بها، فأستحي فأردها على أحدهم فيردها على ما يمسها».
وقال قتادة كما في تفسير الطبري: «أمر الله بالأسرى أن يُحسن إليهم، وإن أسراهم يومئذٍ لأهل شرك وأخوك المسلم أحق أن تطعمه».
وعن سمرة بن جندب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة، والمثلة: تعذيب المقتول بقطع أعضائه وتشويه خلقه قبل أن يقتل أو بعده، وذلك مثل أن يجدع أنفه أو أذنه، أو تفقأ عينه، أو ما أشبه ذلك مِن أعضائه.
قال ابن عبد البر: «فالمثلة محرمة في السنة المجمع عليها، ويدخل في المُثلة: قطع رأس الميت»؛ فذبح الأسير (المستحق للقتل) بالسكين محرم شرعًا، فما بالنا بغير المستحق لذلك؟ وهذا لعدة أمور:
أولًا: هل وردت هذه القتلة عن رسول الله وصحابته؟ والجواب: أن هذه الطريقة لم تُعهد إلا عن الخوارج؛ كما ورد في كتب السير عندما ذبحوا عبد الله بن خباب كما تُذبح الشاة، ولم يرد ذلك عن صحابته صلى الله عليه وسلم؛ فعن عقبة بن عامر أن عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة بعثاه بريدًا برأس (يناق البطريق) إلى أبي بكر الصديق، فلما قدم على أبي بكر بالرأس أنكره, فقال: يا خليفة رسول الله؛ إنهم يفعلون ذلك بنا. فقال: فاستنانًا بفارس والروم؟ لا يحلمن إلى رأس، فإنما يكفيني الكتاب، وفي رواية أخرى قال: إنما هذه سنة العجم.
وعن الزهري قال: لم يُحمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأس قط ولا يوم بدر، وحُمل إلى أبي بكر رأس فأنكره.
ثانيًا: لأن ذلك منافٍ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قتلتم فأحسنوا القتلة»، قال ابن تيمية: «ففي هذا الحديث أن الإحسان واجب على كل حال، حتى في حال إزهاق النفوس، ناطقها وبهيمتها، فعلمه أن يُحسن القتلة للآدميين والذبحة للبهائم».
مقتطفات من
http://www.fath-news.com/Art/1014