قال أبو حاتم السجستاني رحمه الله:
إذا اشتملت على اليأس القلوب
وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطأت المكاره واطمأنت
وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجها
ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث
يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت
فموصول بها الفرج القريب
وقيل:
فكم لله من لطف خفي
يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم أمر تساء به صباحا
وتأتيك المسرة في العشي
وكم يسر أتى من بعد عسر
ففرج كربة القلب الشجي
إذا ضاقت بك الأحوال يوما
فثق بالواحد الفرد العلي
* * *
فَائِدَةٌ لُغَوِيَّةٌ قُرْآنِيَّةٌ
يَقُولُ اللهُ – تَعَالَى – فِي سُورَةِ الشَّرْحِ:"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(6)"
هُنَا لَفْظُ "العُسْرِ" تَكَرَّرَ مَرَّتَيْنِ، وَأيْضًا لَفْظُ "اليُسْرِ" تَكَرَّرَ مَرَّتَيْنِ، فَكَيْفَ يُقَالُ إنَّ عُسْرًا لا يَغْلِبُ يُسْرَيْنِ؟
قَالَ أهْلُ اللُغَةِ إنَّ مِنْ عَادَةِ العَرَبِ إذَا ذَكَرُوا اسْمًا مُعَرَّفًا ثُمَّ كَرَّرُوهُ، فَهُوَ هُوَ. وَإذَا نَكَّرُوهُ ثُمَّ كَرَّرُوهُ فَهُوْ غَيْرُهُ.
وَهَذَا مَا حَدَثَ فِي الآيَتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ؛ فَالعُسْرُ تَكَرَّرَ مُعَرَّفًا فَهُوَ وَاحِدٌ، أمَّا اليُسْرُ فَتَكَرَّرَ مُنَكَّرًا فَهُمَا اثْنَانِ؛ لِيَكُونَ أقْوَى للأمَلِ وَأبْعَثَ عَلَى الصَّبْرِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى:خَلَقْتُ عُسْرًا وَاحِدًا وَخَلَقْتُ يُسْرَيْنِ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعَودٍ: لَوْ كَانَ العُسْرُ فِي حَجَرٍ لَطَلَبَهُ اليُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.
وَلِلَّهِ دَرُّ القَائِلِ:
إذا اشتدَّت بك العُسْرَى *** ففكِّر في ألَمْ نَشْرَحْ
فعُسْرٌ بين يُسْرَيْن *** إذا كَرَّرْتَه فافْرَحْ
* * *
إذا اشتملت على اليأس القلوب
وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطأت المكاره واطمأنت
وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجها
ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث
يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت
فموصول بها الفرج القريب
وقيل:
فكم لله من لطف خفي
يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم أمر تساء به صباحا
وتأتيك المسرة في العشي
وكم يسر أتى من بعد عسر
ففرج كربة القلب الشجي
إذا ضاقت بك الأحوال يوما
فثق بالواحد الفرد العلي
* * *
فَائِدَةٌ لُغَوِيَّةٌ قُرْآنِيَّةٌ
يَقُولُ اللهُ – تَعَالَى – فِي سُورَةِ الشَّرْحِ:"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(6)"
هُنَا لَفْظُ "العُسْرِ" تَكَرَّرَ مَرَّتَيْنِ، وَأيْضًا لَفْظُ "اليُسْرِ" تَكَرَّرَ مَرَّتَيْنِ، فَكَيْفَ يُقَالُ إنَّ عُسْرًا لا يَغْلِبُ يُسْرَيْنِ؟
قَالَ أهْلُ اللُغَةِ إنَّ مِنْ عَادَةِ العَرَبِ إذَا ذَكَرُوا اسْمًا مُعَرَّفًا ثُمَّ كَرَّرُوهُ، فَهُوَ هُوَ. وَإذَا نَكَّرُوهُ ثُمَّ كَرَّرُوهُ فَهُوْ غَيْرُهُ.
وَهَذَا مَا حَدَثَ فِي الآيَتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ؛ فَالعُسْرُ تَكَرَّرَ مُعَرَّفًا فَهُوَ وَاحِدٌ، أمَّا اليُسْرُ فَتَكَرَّرَ مُنَكَّرًا فَهُمَا اثْنَانِ؛ لِيَكُونَ أقْوَى للأمَلِ وَأبْعَثَ عَلَى الصَّبْرِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى:خَلَقْتُ عُسْرًا وَاحِدًا وَخَلَقْتُ يُسْرَيْنِ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعَودٍ: لَوْ كَانَ العُسْرُ فِي حَجَرٍ لَطَلَبَهُ اليُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.
وَلِلَّهِ دَرُّ القَائِلِ:
إذا اشتدَّت بك العُسْرَى *** ففكِّر في ألَمْ نَشْرَحْ
فعُسْرٌ بين يُسْرَيْن *** إذا كَرَّرْتَه فافْرَحْ
* * *