السلام عليكم، و رحمة الله تعالى و بركاته
معلومة لاشكالية الخلافة في قريش، في فجر الاسلام حتى سقوط الخلافة العباسية، كان المسلمون يقرون الخلافة في قريش
منقول
__________
في عصر المرابطون في المغرب الاقصى ، اتخد الامير يوسف بن تاشفين رحمه الله وكنيته أبو يعقوب، وهو ثاني ملوك دولة المرابطين، اتَّخذ لقب أمير المسلمين، وهو أعظم ملك مسلم في وقته، أسس أول إمبراطورية في الغرب الإسلامي من حدود تونس إلى غانا جنوبًا والأندلس شمالًا، أنقذ الأندلس من ضياع مُحَقَّق، وهو بطل معركة الزَّلَّاقَة وقائدها، كما وَحَّد وضمَّ كلَّ ملوك الطوائف في الأندلس إلى دولته بالمغرب.لقد كانت شخصية يوسف بن تاشفين شخصية إسلامية متميزة؛ استجمعت من خصائل الخير وجوامع الفضيلة ما ندر أن يوجد مثلها في شخص مثله، فيوسف بن تاشفين أبو يعقوب لا يقلُّ عظمة عن يوسف بن أيوب الملقَّب بـ صلاح الدين الأيوبي، وإذا كان الأخير قد ذاع صيته في المشرق الإسلامي وهو يُقارع الصليبيين ويُوَحِّد المسلمين، فإن الأول قد انتشر أمره في المغرب الإسلامي وهو يُقارع الإسبان والمارقين من الدين وملوك الطوائف، ويُوَحِّد المسلمين في زمنٍ كان المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى أمثاله.
كانت الظروف السياسية السائدة في زمنه غاية في التعقيد، وغلب عليها تعدُّد الولاأت وانقسام العالم الإسلامي، وسيطرة قوى متناقضة على شعوبه؛ ففي بغداد كانت الخلافة العباسية من الضعف بمكان بحيث لا تُسيطر على معظم ولاياتها، وفي مصر ساد الحكم الفاطمي، وفي بلاد الشام بدأت بواكير الحملات الصليبية بالنزول في سواحل الشام، وفي الأندلس استعرت الخصومة والخيانة، وعمَّ الفساد بين ملوك طوائفها،
بعد أن قوي أمر يوسف بن تاشفين واستقرَّت دولته وتوسَّعت، لجأ إليه مسلمو الأندلس طالبين الغوث والنجدة؛ حيث كانت أحوال الأندلس تسوء يومًا بعد يوم، فـ ملوك الطوائف لَقَّبُوا أنفسهم بالخلفاء، وخطبوا لأنفسهم على المنابر، وضربوا النقود بأسمائهم، وصار كل واحدٍ منهم يسعى إلى الاستيلاء على ممتلكات صاحبه، لا يضرُّه الاستعانة بالإسبان النصارى أعداء المسلمين لتحقيق أهدافه، واستنابوا الفُسَّاق، واستنجدوا بالنصارى، وتنازلوا لهم عن مداخل البلاد ومخارجها، وأدرك النصارى حقيقة ضعفهم فطلبوا منهم المزيد.
ولقد استجاب ابن تاشفين لطلب المسلمين المستضعفين، : «فلبَّاهم أمير المسلمين ومنحه اللـه النصر، وألجم الكفار السيف، واستولى على مَنْ قدر عليه من الرؤساء من البلاد والمعاقل، وبقيت طائفة من رؤساء الثغر الشرقي للأندلس تحالفوا مع النصارى، فدعاهم أمير المسلمين إلى الجهاد والدخول في بيعة الجمهور، فقالوا: لا جهاد إلَّا مع إمام من قريش ولستَ به، أو مع نائبه وما أنت ذلك. فقال: أنا خادم الإمام العباسي. فقالوا له: أظهر لنا تقديمه إليك. فقال: أَوَلَيْست الخطبة في جميع بلادي له؟ فقالوا: ذلك احتيال. ومردوا على النفاق».
وليكون ابن تاشفين أميرًا شرعيًّا أرسل إلى الخليفة العباسي يطلب منه توليته، ويقول السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء: «وفي سنة تسع وسبعين أرسل يوسف بن تاشفين صاحب سَبْتَة ومَرَّاكُش إلى المقتدي يطلب أن يُسَلْطِنَهُ، وأن يُقَلِّده ما بيده من البلاد، فبعث إليه الـخِلَعَ والأَعلام والتقليدَ، ولَقَّبه بأمير المسلمين؛ ففرح بذلك وسُرَّ به فقهاء المغرب
ولمَّا كبرت مملكة يوسف بن تاشفين واتسعت عمالته، اجتمع إليه أشياع قبيلته، وأعيان دولته، وقالوا له: «أنت خليفة الله في أرضه، وحقُّكَ أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين». فقال لهم: «حاشا لله أن نتسمَّى بهذا الاسم، إنما يتسمَّى به خلفاء بني العباس؛ لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة، وأنا راجلهم والقائم بدعوتهم». فقالوا له: «لا بُدَّ من اسم تمتاز به». فأجاب إلى «أمير المسلمين وناصر الدين»، وخطب لهم بذلك في المنابر، وخوطب به من العُدْوَتَيْن (أي المغرب والأندلس).
ومن علامات التقوى والتمسُّك بأهداب الدين تمسَّك الأمراء والحكام بالنقد الشرعي، وفي ذلك يقول ابن الخطيب في كتابه الإحاطة: «كان درهمه فضَّةً، وديناره تبرًا محضًا، في إحدى صفحتيه «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وتحت ذلك «أمير المسلمين يوسف بن تاشفين»، وفي الدائر: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وفي الصفحة الأخرى «الإمام عبد الله أمير المؤمنين»، وفي الدائرة: تاريخ ضربه وموضع سكِّه». وعبد الله اصطلاحًا هو كنية يصلح لاسم كل خليفة عباسي.
واتخذ يوسف السواد شعارًا للمرابطين، وهو شعار الدولة العباسية نفسه، ورَفْعُ شعارِ السواد يدلُّ على التمسُّك بالسُّنَّة، والتمسُّك بالوَحْدَة، وعدم شقِّ جماعة المسلمين، إضافة إلى أن راية رسول الله –صلى الله عليه وسلمء كانت سوداء
__________
رحم الله الامير يوسف بن تاشفين أسد الاندلس