موضوع حصري الــــشـــعـــر نـــفــث الــشــيــاطــيــن

[خالد علي]

وإن شئت أن أزيد في بيان جهلك وخطأك وهذا اللوث الذي جئت به زدت ولكن أرجوا الله أن يكون فيه كفاية
والحمدلله رب العالمين

 

[الشجرة الطيبة]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم ( ركن الدين )

أولا :- إعلم – رعاك الله – أن الشعر هو من جملة القول والكلام ، فقد روى البخاري في الأدب المفرد، والطبراني في الكبير والأوسط أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلامِ، فَحَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلامِ، وقَبِيحُهُ كَقَبيحِ الْكَلامِ ". وهذا الحديث قد حسن إسناده الهيثمي ، وصححه الألباني .

وروى أبو يعلى في مسنده عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ : سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشِّعْر فَقَالَ: " هُوَ كَلاَمٌ فَحَسَنُهُ حَسَنْ وَقَبِيحُه قَبِيح ".

ولا يخفى عليك أخي الكريم .. أننا قد أُمرنا بتقوى الله – عز وجل – في القول والعمل ... قال الله – عز وجل - :- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " ، " لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا "، " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون " ، والناس يتباينون أيما تباين في مثل هذا ، ويتمايزون تمايز السماء عن الأرض ، فمنهم من يتحرى الصدق والعدل والتقوى في مقاله ومنهم من هو دون ذلك من سوء القول وفحشه .

وهذا يعد مفتاحا لفهم المسأله ، حتى لا نسئ الفهم ونطلق الحكم على عمومه في الذم والشجب متغافلين ما قيد وخصص منه .

فالشعر منه مباح مستحسن كالذي يشتمل على توحيد الله – عز وجل – والثناء عليه ، والمدائح النبويه (بشرط عدم الغلو) ، وأشعار الزهد والمواعظ والحكم والأدب ... الخ

وعلى النقيض من ذلك ... فهناك شعر محرم وهو المقصود بالذم والاستقباح ، كالشعر الذي يدعو للفحشاء والمنكر والبغي والباطل ، وكل ما ينافي مكارم الأخلاق وما يخل بعقيدة المسلم .

يقول الإمام النووي في ( شرحه لصحيح مسلم ) : " قال العلماء كافة: هو مباح ما لم يكن فيه فحش ونحوه، قالوا: وهو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، وهذا هو الصواب؛ فقد سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشعر واستنشده وأمر به حسان في هجاء المشركين، وأنشده أصحابه بحضرته في الأسفار وغيرها، وأنشده الخلفاء وأئمة الصحابة وفضلاء السلف، ولم ينكره أحد منهم على إطلاقه وإنما أنكروا المذموم منه وهو الفحش ونحوه "
***

ثانياً :- أما قولك أن الشعر ( نفث الشيطان ) واستدلالك بحديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – من أن الشعر كان أبغض الحديث عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فنرد عليك بما ورد في صحيح السنة النبويه من أن الصحابه – رضوان الله عليهم – كان يتناشدون الحديث في مجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ولم ينكر عليهم ولم ينهرهم – بأبي هو وأمي .. صلوات ربي وسلامه عليه –

فقد روى الترمذي في سننه والطيالسي في مسنده والبهقي في السنن الكبري وأحمد في المسند عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: «جَالَسْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ، فَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ، وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَرُبَّمَا يَتَبَسَّمُ مَعَهُمْ»

وفي رواية عند البيهقي عن سماك قال :- "قلت لجابر بن سمره أكنت تجالس النبي – صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم وكان طويل الصمت قليل الضحك وكان أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – يتناشدون الشعر والنبي – صلى الله عليه وسلم - يتبسم " .... والحديث صححه الألباني في السلسله الصحيحه (434)

وروى البخاري في الأدب المفرد وابن ابي شيبة في الأدب عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : " لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَحَزِّقِينَ ، وَلا مُتَمَاوِتِينَ ، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ فِي مَجَالِسِهِمْ ، وَيَذْكُرُونَ أَمْرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ ، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، دَارَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ " .

بل أنظر معي يا ( ركن الدين ) إلى هذا الحديث أدناه الذي يدحض ما استدللت به ...

َأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا كَانَتْ تَقُول :" الشَّعْر مِنْهُ حَسَن وَمِنْهُ قَبِيح ، خُذْ الْحَسَن وَدَعْ الْقَبِيح وَلَقَدْ رَوَيْت مِنْ شِعْر كَعْب بْن مَالِك أَشْعَارًا مِنْهَا الْقَصِيدَة فِيهَا أَرْبَعُونَ بَيْتًا ". قال ابن حجر: وَسَنَده حَسَن .
***

ثالثاً :- ضربت لنا مثلا بسم الأفعى وأن منه دواء في سعيك لاثبات حجتك ، والشئ بالشئ يذكر يا ( ركن الدين ) ، ونحن نرد عليك بما يلي

روى البهقي في سننه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ ، فَلَمْ يَدْرِ مَا تَفْسِيرُهُ ، فَلْيَلْتَمِسْهُ فِي الشِّعْرِ ، فَإِنَّهُ دِيوَانُ الْعَرَبِ " .

وعند البيهقي في شعب الإيمان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : " أَنَّهُ كَانَ يُسْأَلُ عَنِ الْقُرْآنِ ، فَيُنْشِدُ فِيهِ الشِّعْرَ " .

وروى الزمخشري وابن عطية والواحدي : أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خفي عليه معنى التخوف في قول الله – عز وجل – " أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم " ، وأراد أن يكتب إلى الأمصار ، وأنه سأل الناس ، وهو على المنبر : ما تقولون فيها ؟ فقام شيخ من هذيل فقال : هذه لغتنا ، التخوف : التنقص ، قال : فهل تعرف العرب ذلك في أشعارها ؟ قال : نعم قال شاعرنا :

تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن

فقال عمر - رضي الله عنه - : " أيها الناس عليكم بديوانكم لا يضل " ، قالوا : وما ديواننا ؟ قال : " شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم " .

ولهذا ... يقول ابن قدامة في المغني: " وليس في إباحة الشعر خلاف، وقد قاله الصحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه، لمعرفة اللغة العربية والاستشهاد به في التفسير، وتعرف معاني كلام تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستدل به أيضاً على النسب والتاريخ وأيام العرب ".
***

رابعاً :- ما ورد في السنة من ذم لبعض حالات الشعر، فالمقصود به الإكثار من ذلك حتى يشغله عن القرآن والسنة والتفقه في الدين

فقد روى البخاري ومسلم والترمذي وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا "

يقول الحافظ في الفتح :- " وقوله شعرا ظاهره العموم في كل شعر ، لكنه مخصوص بما لم يكن مدحا حقا كمدح الله ورسوله وما اشتمل على الذكر والزهد وسائر المواعظ مما لا إفراط فيه "

ولهذا نجد أن البخاري قد بوب له " صحيحه " للحديث فقال :" باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله "

وقال المناوي في " فيض القدير " :" نقلا عن النووي :- " هذا الحديث محمول على التجرد للشعر بحيث يغلب عليه ، فيشغله عن القرآن و الذكر " .

وقال القرطبي :- " من غلب عليه الشعر ، لزمه بحكم العادة الأدبية الأوصاف المذمومة ، و عليه يحمل الحديث "

وأوصي بمراجعة ما أورده الألباني في السلسله الصحيحه للاستزاده والتوسع
***

خامساً :- قد علمت أن الله – عز وجل – قد وصف جنة الخلد في كتابه ، فما قولك في نونية ابن القيم في وصف الجنه ؟

وما تقول في (الكافية الشافية في اعتقاد الفرقة الناجية ) ؟ ... فهؤلاء علماء وفقهاء كانوا أعلم منا وأتقى لله منا ، ولا أنا غلطان يا ركن الدين ؟!!
***

وختاماً ... أتوجه إليك أخي الكريم برجاء أن لا تتكلم وتهرطق في مسأله بغير علم ، لاسيما إذا كانت تتعلق بالحلال والحرام ، كي لا تلبس على نفسك وإخوانك بالمنتدى ، فنحن هنا نتحرى الحلال ونجتهد في طلبه ، ومعاذ الله أن نحل ما حرمه الله ورسوله ، ونحن لسنا بعلماء ولا حتى طلاب علم ، وسيعلمنا الله من فضله إن شاء .

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

 

[مستبشرة]

ما رايك في هذه القصيدة للامام الشافعي رحمه الله تعالى ؟

تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ هذا محالٌ في القياس بديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمة ٍ منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ

 

[مغررد]

ما بني على باطل فهو باطل
فاذا كان تقصد بلفظ "الشعراء"
انهم الذين ينضمون الشعر فهذا تصور باطل
ولا دليل عليه ولذلك كل ما يبنى عليه فهو باطل

والشعراء هم أصحاب الاعلام
قديماً لم يكن هناك وسائل للتواصل مع الاشخاص
البعيدين عن مكه ولذلك كان هناك اشخاص
من كبار قريش اذا قالوا امرا انتشر بسرعه
من خلال اتباعهم ومن يوالونهم

ولذلك يقال " شعائر " وهي المعالم
" أن الصفا والمروه من شعائر الله "
فهي واضحة لكل الناس

ولم تتطرق الايات لمن ينظمون ويقولون الشعر
والله أعلم

 

[خالد علي]

لا يفضض الله فاك أخي الشجرة الطيبة أحسنت القول والاستدلال

 

[الظلم ظلمات]

وكما تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يحب الشعر ولكنه مع ذلك يقوله!

اتفق مع اخي خالد علي في هذه النقطه وفعلاً كأنك تقول اخي ركن الدين ان الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم انه كان يداهن الشعراء
اتمنى اخي ان تنتبه اكثر في طريقة الكلام فلامشكله ان يكون لك رأي مخالف لكن احذر اخي ان ترسم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الصوره حفظك الله