السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتقد ان اجتهاد الاخ " هلا و الله " هو الاقرب للحق لانه يوافق كلام الصادق المصدوق عليه الصلاة و السلام، لنراجع الاحاديث قبل 14 قرنا و نعرف من المقصود بالمتطاولين في البنيان، هل اهل البدو او الحضر !!
قول الاخ " الهصور " يخالف الاحاديث، لان الرسول عليه الصلاة و السلام لا ينطق عن الهوى هو حدد من هم المتطاولين : هم البدو ! و لو نزعوا الغثرة و لبسوا ربطة العنق و لباس الروم العصري و سكنوا في الابراج و اصبحوا رؤوس القوم يبقون اصلهم بدو : الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ.
نورد الاحاديث
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المشهور بحديث جبريل - أن جبريل عليه السلام قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. .
والحُفَاةُ: جمعُ حافٍ، وهو الذي لا يلبس في رِجْلَيْهِ شيئًا.
والعُرَاة: جمعُ عارٍ، وهو الذي لا يلبس على جَسَدِهِ ثوبًا.
والعَالَةُ مخفَّفةَ اللام: جمع عائل، وهو الفقير، والعَيْلة: الفقر ؛ يقال: عال الرجلُ يَعِيل عَيْلَةً: إذا افتقر، وأَعال يُعِيلُ: إذا كَثُرَ عياله.
و رعاء الشاء : هم رعاة ، الجمع : شاءٌ و شياهٌ
الشَّاةُ : الوَاحِدَةُ مِنَ ذَوَاتِ الظِّلْفِ ، النَّعامُ ، أي الضَّأْنُ أَوِ الْمَعِزُ أَوِ الظِّبَاءُ أوِ البَقَرُ أوِ النَّعَامُ لِلذَّكَرِ وَالأُنْثَى
عن عبد الله بن عباس مرفوعا به وزاد في آخره : قال : جلس رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مجلسا له فأتاه جبريل عليه السلام فجلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعا كفيه على ركبتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله حدثني ما الإسلام ( قلت : فذكر الحديث بطوله وفيه ) قال : يا رسول الله فحدثني متى الساعة ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سبحان الله خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله : { إن الله عنده علم الساعة ... } الآية ولكن إن شئت حدثتك بعالم لها دون ذلك قال : أجل يا رسول الله فحدثني قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فذكره . وزاد في آخره : قال : يا رسول الله ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة ؟ قال العرب . ( صحيح ) السلسلة الصحيحة - مختصرة - ( 3 / 332)
( الْعَالَة ) جَمْع عَائِل بِمَعْنَى الْفَقِير ,( رِعَاء الشَّاء ) .... وَالْمُرَاد الْأَعْرَاب وَأَصْحَاب الْبَوَادِي ,
قال القرطبي - رحمه الله - في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: ومقصودُ هذا الحديث: الإخبارُ عن تبدُّلِ الحال وتغيُّره؛ بأنْ يستولي أهلُ الباديةِ الذين هذه صفاتُهم على أهل الحاضرة، ويتملَّكوا بالقهر والغلبة، فتكثُر أموالهمْ، وتتسعَ في حُطَامِ الدنيا آمالُهُم، فتنصرفَ هِمَّتُهُمْ إلى تشييد المَغَانِي، وهَدْمِ الدين وتحريفِ المعاني، وأنَّ ذلك إذا وُجِدَ، كان من أشراط الساعة.
وقال ابن رجب - رحمه الله - في كتابه جامع العلوم والحكم: وقوله: رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ . هكذا في حديث عمر، والمراد أنَّ أسافلَ الناس يصيرون رؤساءهم، وتكثر أموالهم حتّى يتباهوا بطول البنيان وزخرفته وإتقانه.
وفي حديث أبي هريرة ذكر ثلاثَ علامات منها:
أنْ تكون الحُفاة العراة رءوسَ الناس، ومنها: أنْ يتطاول رِعاءُ البَهم في البنيان.
وروى هذا الحديث عبدُ الله بن عطاء، عن عبد الله بن بُريدة، فقال فيه: وأنْ تَرى الصمَّ البُكمَ العُمي الحفاةَ رعاءَ الشاء يتطاولون في البنيان ملوك الناس، قال: فقام الرَّجُلُ، فانطلق، فقلنا: يا رسولَ الله، مَنْ هؤلاء الذين نعتَّ؟ قال: «هم العُريب» ( وكذا روى هذه اللفظة الأخيرة عليُّ بنُ زيد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله عليه الصلاة و السلام : ' سلوني ......قال يا رسول الله متى تقوم الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأحدثك عن أشراطها إذا رأيت المرأة تلد ربها فذاك من أشراطها وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها ) الحديث رواه البخاري ومسلم صحيح الترغيب والترهيب - (ج 2 / ص 182)
(وفى رواية ابن حبان ولكن إن شئت نبأتك عن أشراطها إذا رأيت العالة من الحفاة العراة يتطاولون فى البنيان وكانوا ملوكا قيل ما العالة الحفاة العراة قال العرب) جامع الأحاديث - (ج 28 / ص 68)
(قال : ( إذا رأيت العالة الحفاة العراة يتطاولون في البناء وكانوا ملوكا ) قال : ما العالة الحفاة العراة ؟ قال : ( العريب ) صحيح ابن حبان - (ج 1 / ص 397)
كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية رحمه الله - (ج 1 / ص 72) يقول : والعلامة الثانية أن ترى الحفاة العراة العالة والمراد بالعالة الفقراء كقوله تعالى ووجدك عائلا فأغنى وقوله رعاء الشاء يتطاولون في البنيان هكذا في حديث عمر - رضي الله عنه - والمراد أن أسافل الناس يصيرون رؤساءهم وتكثر أموالهم حتى يتباهون بطول البنيان وزخرفته وإتقانه وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ذكر ثلاث علامات منها أن تكون الحفاة العراة رؤساء الناس ومنها أن يتطاول رعاة البهم في البنيان.
فالشاهد المتطالون في البنيان هم من البدو العالة الحفاة العراة رعاء الشاء و ان تبدلت احوالهم، فاصلهم من البدو، و لو رجعنا لقرن من الزمن قبل طفرة النفط، الاكيد ان هؤلاء المتطاولين في البنيان اما انهم بدو، او اجدادهم من البدو...
الاصل هو تصديق نبؤوة نبوية لانها وحي رباني و الله اعل
أما قضية التطاول في البنيان :
فقد اختلف أهل العلم في حكم التطاول في البناء والتوسع فيه وزخرفته ؛ فمنهم من يحرمه، ومنهم من يجيزه، ومنهم من يقول بكراهته، وهذا القول الأخير هو القول الوسط لتماشيه مع أدلة المجيزين، وعدم منافاته لأدلة المحرمين ففي سنن أبي داود عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ: "أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فَرَأَى قُبّةً مُشْرِفَةً فقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: هَذِهِ لِفُلاَنٍ - رَجُلٍ مِنَ الانْصَارِ - قال: فَسَكَتَ وَحَمَلَهَا في نَفْسِهِ حَتّى إِذَا جَاءَ صَاحِبُهَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُسَلّمُ عَلَيْهِ في النّاسِ أَعْرَضَ عَنْهُ، صَنَعَ ذَلِكَ مِرَاراً حَتّى عَرَفَ الرّجُلُ الْغَضَبَ فِيهِ وَالإعْرَاضِ عَنْهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَصحَابِهِ، فقَالَ: وَالله إِنّي لأنْكِرُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ، قالُوا: خَرَجَ فَرَأَى قُبّتَكَ، فَرَجَعَ الرّجُلُ إِلَى قُبّتِهِ فَهَدَمَهَا حتّى سَوّاهَا بالأرض،ِ فَخَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَلمْ يَرَهَا فَقَالَ: مَا فَعَلَتِ الْقُبّةُ؟ قالُوا: شَكَا إِلَيْنَا صَاحِبُهَا إِعْرَاضَكَ عَنْهُ، فأَخْبَرْنَاهُ، فَهَدَمَهَا، فقَالَ: أَمَا إِنّ كُلّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلا مَا لا، إِلا مَا لا" - يَعْنِي - مَا لا بُدّ مِنْهُ. والحديث صححه الألباني.