بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
فإن ذكر الله نعمة كبرى ومنحة عظمى به تستجلب النعم وبمثله تستدفع النقم
وهو قوت القلوب وقرة العيون وسرور النفوس وروح الحياة وحياة الأرواح
ما أشد حاجة العباد إليه وما أعظم ضرورتهم إليه لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال
ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر بالمسلم أن يتعرف على فضله
وأنواعه وفوائده وفيما يلي مقتطفات من كلام العلامة ابن القيم في فضل الذكر
نقلتها باختصار من كتابه " الوابل الصيب " قال رحمه الله :
فضــل الذكــر
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق
الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم }
قالوا : بلى يا رسول الله قال : { ذكر الله عز وجل } [ رواه أحمد ] .
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ يقول الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه
ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبراً
تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }
وقد قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ) [ الأحزاب:41 ]
وقال تعا لى: ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ ) [ الأحزاب: 35 ]
أي : كثيراً . ففيه الأ مر با لذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه وعدم استغنائه عنه طرفة عين
وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه : ( لكل شيء جلاء ، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل )
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما وجلاؤه بالذكر فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء
فإذا ترك الذكر صدئ ، فإذا ذكر الله عز وجل جلاه .
وصدأ القلب بأمرين : بالغفلة ، والذنب ، وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار ، والذكر
قال تعالى: ( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا ) [ الكهف:28 ] .
فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر : هل هو من أهل الذكر ، أو من الغافلين ؟
وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي ؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة
وأمره فرط لم يقتد به ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك .
أنـــواع الذكــر
الذكر نوعان: أحدهما : ذكر أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته والثناء عليه بهما
وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به تبارك وتعالى
وأفضل هذا النوع : الثناء عليه بما أثنى به على نفسه وبما أثنى به عليه رسوله صلى الله عليه وسلم
من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل وهذا الذكر ثلاثة أنواع :
1 - حمدٌ
2 - وثناءٌ
3 - و مجد
النوع الثاني من الذكر : ذكر أمره تبارك وتعالى ونهيه وأحكامه
الذكـر أفضــل من الدعــاء
لأن الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه
والدعاء سؤال العبد حاجته ، فأين هذا من هذا ؟
قــراءة القـرأن أفضــل مـن الذكــر
قراءة القرآن أفضل من الذكر والذكر أفضل من الدعاء هذا من حيث النظر إلى كل منهما مجرداً
ولما كانت الصلاة مشتملة على القراءة والذكر والدعاء وهي جامعة لأجزاء العبودية على أتم الوجوه
كانت أفضل من كل من القراءة والذكر والدعاء بمفرده لجمعها ذلك كله مع عبودية سائر الأعضاء
مــن فــوائــد الـذكــر
وفي الذكر نحو من مائة فائدة ذكرها ابن القيم رحمه الله منها :
1 : أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره
2: أنه يرضي الرحمن عز وجل
3 : أنه يزيل الهم والغم عن القلب
4 : أنه يجلب للقلب الفرح والسرور
5 : أنه يقوي القلب والبدن
6 : أنه ينور الوجه والقلب
7 : أنه يجلب الرزق
8 : أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة
9 : أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام
10 : أنه يحط الخطايا ويذهبها
11 : أنه منجاة من عذاب الله تعالى
12 : أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل
13 : أن الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط
14 : أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق
وغيرها من الفوائد الكثير ويكفي ذكر الله تعالى للذاكر
كما قال تعالى : ( فَـاذْكُـرُونِي أَذْكُـرْكُـمْ ) [ البقرة:152 ] .
اللهم إجعلنا من الذاكرين ولا تجعلنا من الغافلين
واهدنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال
وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
فإن ذكر الله نعمة كبرى ومنحة عظمى به تستجلب النعم وبمثله تستدفع النقم
وهو قوت القلوب وقرة العيون وسرور النفوس وروح الحياة وحياة الأرواح
ما أشد حاجة العباد إليه وما أعظم ضرورتهم إليه لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال
ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر بالمسلم أن يتعرف على فضله
وأنواعه وفوائده وفيما يلي مقتطفات من كلام العلامة ابن القيم في فضل الذكر
نقلتها باختصار من كتابه " الوابل الصيب " قال رحمه الله :
فضــل الذكــر
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق
الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم }
قالوا : بلى يا رسول الله قال : { ذكر الله عز وجل } [ رواه أحمد ] .
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ يقول الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه
ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبراً
تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }
وقد قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ) [ الأحزاب:41 ]
وقال تعا لى: ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ ) [ الأحزاب: 35 ]
أي : كثيراً . ففيه الأ مر با لذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه وعدم استغنائه عنه طرفة عين
وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه : ( لكل شيء جلاء ، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل )
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما وجلاؤه بالذكر فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء
فإذا ترك الذكر صدئ ، فإذا ذكر الله عز وجل جلاه .
وصدأ القلب بأمرين : بالغفلة ، والذنب ، وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار ، والذكر
قال تعالى: ( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا ) [ الكهف:28 ] .
فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر : هل هو من أهل الذكر ، أو من الغافلين ؟
وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي ؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة
وأمره فرط لم يقتد به ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك .
أنـــواع الذكــر
الذكر نوعان: أحدهما : ذكر أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته والثناء عليه بهما
وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به تبارك وتعالى
وأفضل هذا النوع : الثناء عليه بما أثنى به على نفسه وبما أثنى به عليه رسوله صلى الله عليه وسلم
من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل وهذا الذكر ثلاثة أنواع :
1 - حمدٌ
2 - وثناءٌ
3 - و مجد
النوع الثاني من الذكر : ذكر أمره تبارك وتعالى ونهيه وأحكامه
الذكـر أفضــل من الدعــاء
لأن الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه
والدعاء سؤال العبد حاجته ، فأين هذا من هذا ؟
قــراءة القـرأن أفضــل مـن الذكــر
قراءة القرآن أفضل من الذكر والذكر أفضل من الدعاء هذا من حيث النظر إلى كل منهما مجرداً
ولما كانت الصلاة مشتملة على القراءة والذكر والدعاء وهي جامعة لأجزاء العبودية على أتم الوجوه
كانت أفضل من كل من القراءة والذكر والدعاء بمفرده لجمعها ذلك كله مع عبودية سائر الأعضاء
مــن فــوائــد الـذكــر
وفي الذكر نحو من مائة فائدة ذكرها ابن القيم رحمه الله منها :
1 : أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره
2: أنه يرضي الرحمن عز وجل
3 : أنه يزيل الهم والغم عن القلب
4 : أنه يجلب للقلب الفرح والسرور
5 : أنه يقوي القلب والبدن
6 : أنه ينور الوجه والقلب
7 : أنه يجلب الرزق
8 : أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة
9 : أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام
10 : أنه يحط الخطايا ويذهبها
11 : أنه منجاة من عذاب الله تعالى
12 : أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل
13 : أن الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط
14 : أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق
وغيرها من الفوائد الكثير ويكفي ذكر الله تعالى للذاكر
كما قال تعالى : ( فَـاذْكُـرُونِي أَذْكُـرْكُـمْ ) [ البقرة:152 ] .
اللهم إجعلنا من الذاكرين ولا تجعلنا من الغافلين
واهدنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال
وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .