- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,567
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لمن المفيد حقا أن نقتنص دقيقتين من وقتنا ، لنقف أمام المرآه ناظرين ومتأملين في أنفسنا وسط زخم هذه الحياه ومشاغلنا .
فالكثير منا يمر أمام المرآه مرور الكرام مكتفين يتسريح الشعر وتهذيب المظهر وترتيب الهندام ، بيد أن الحقيقه تكمن وراء كل ذلك . فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقول إذا نظر إلى المرآه " اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي " وزاد في رواية " وَحَرِّمْ وَجْهِي عَلَى النَّارِ " .
فمن منا يستحضر قول رسول – صلى الله عليه وسلم عندما ينظر في المرآه ؟ ولماذا لا تكون وقفتنا أمام المرآه – قبل الانطلاق لوجهتنا - تجديدا للعهد مستنيرين بميراث تركه لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟
صحيح أن المرآه تظل عاجزه عن فك شفرات ما كتبته الأقدار على جباهنا فيما نستقبله من أحداث ، ولكنها تستطيع – وبكل سهوله - أن تكشف لنا عما تركته الأقدار - الماضيه والحاضره - على صفحات الوجوه من بصمات وآثار ... من لحظات أفراح وأطراح ... دموع وآلام وأحزان ... ابتسامات وضحكات ... ذكريات يتسلل لها القلم لواذا ساكبا مداده على الورق ليكتب الحكايه من البدايه .
وصدقوني ... لن تفلح الكريمات ومساحيق التجميل في إخفاء الحقيقه عن أنفسنا أمام المرآه ، فإذا نجحنا في الاختباء وراء تلكم المساحيق وخدعنا بها الناس ، فلن نستطيع أن نخدع أنفسنا مهما حاولنا ... بل الانسان على نفسه بصيره .
المرآه لا تكذب ... لأنها تذكرك بقول الله – عز وجل -" وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ " ، فما العمر إلا ورقات ، ما تلبث إحداها لتصفر ومن ثم تيبس لتسقط على الأرض معلنه مضى يوم من أيامك المعدوده .
المرآه لا تكذب ... لأنها تريك آيه من آيات الله " وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ "
المرآه لا تكذب ... لأنها تكاشفك بقول المولى – سبحانه وتعالى – " أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ " ، وبقوله سبحانه " ولتبلغوا اجلا مسمى ولعلكم تعقلون "
المرآه لا تكذب ... لأنها لا تستطيع أن تجامل ولا أن تداهن أحدا في الوقت الذي يجاملك فيه الكثيرون ، ويتصنعون لك ساكبين عليك سيلا من المديح ، إما طمعا مما في جيبك أو مخافة من شرك أو انخداعا في مظهرك أو أو أو .... الخ ، حتى وصل بنا الحال إلى المجامله على حساب الدين .
المرآه لا تكذب ... في عالم تملؤه الأكاذيب وقنوات تصنع أحداثا ، ثم تحيطها بهالة من التزييف والكذب وقلب الحقائق ، حتى صار الحق باطلا ، والباطل حقا ، وتوشك الحقيقه أن تنحصر في موقعين لا ثالث لهما ... في ثغور أو قبور ، وإن غدا لناظره لقريب .
كانت أمتنا في أوج قوتها وإزدهارها ... يوم كان المرء مرآه لأخيه ، ورحم الله إمرءا أهدى إلى عيوبي ، فلما صارت المداهنه شعارا والمجامله دثارا ، آل الحال إلى ما نحن فيه اليوم من تضييع للأمانه وتفريط في جنب الله وتهاون في المسؤوليه ، وما ذاك إلا لأن الأمر وسد إلى غير أهله ، واستحوذت المظاهر والكاريزما المزيفه على مساحة كبيرة من حياتنا ، وذلك على حساب الأخلاقيات .
إنها السنوات الخدعات– بلا أدني شك - فقد روى أصحاب السنن عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة" قالوا: " من الرويبضه يا رسول الله؟ " قال: " التافه يتكلم في أمر العامة ".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لمن المفيد حقا أن نقتنص دقيقتين من وقتنا ، لنقف أمام المرآه ناظرين ومتأملين في أنفسنا وسط زخم هذه الحياه ومشاغلنا .
فالكثير منا يمر أمام المرآه مرور الكرام مكتفين يتسريح الشعر وتهذيب المظهر وترتيب الهندام ، بيد أن الحقيقه تكمن وراء كل ذلك . فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقول إذا نظر إلى المرآه " اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي " وزاد في رواية " وَحَرِّمْ وَجْهِي عَلَى النَّارِ " .
فمن منا يستحضر قول رسول – صلى الله عليه وسلم عندما ينظر في المرآه ؟ ولماذا لا تكون وقفتنا أمام المرآه – قبل الانطلاق لوجهتنا - تجديدا للعهد مستنيرين بميراث تركه لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟
صحيح أن المرآه تظل عاجزه عن فك شفرات ما كتبته الأقدار على جباهنا فيما نستقبله من أحداث ، ولكنها تستطيع – وبكل سهوله - أن تكشف لنا عما تركته الأقدار - الماضيه والحاضره - على صفحات الوجوه من بصمات وآثار ... من لحظات أفراح وأطراح ... دموع وآلام وأحزان ... ابتسامات وضحكات ... ذكريات يتسلل لها القلم لواذا ساكبا مداده على الورق ليكتب الحكايه من البدايه .
وصدقوني ... لن تفلح الكريمات ومساحيق التجميل في إخفاء الحقيقه عن أنفسنا أمام المرآه ، فإذا نجحنا في الاختباء وراء تلكم المساحيق وخدعنا بها الناس ، فلن نستطيع أن نخدع أنفسنا مهما حاولنا ... بل الانسان على نفسه بصيره .
المرآه لا تكذب ... لأنها تذكرك بقول الله – عز وجل -" وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ " ، فما العمر إلا ورقات ، ما تلبث إحداها لتصفر ومن ثم تيبس لتسقط على الأرض معلنه مضى يوم من أيامك المعدوده .
المرآه لا تكذب ... لأنها تريك آيه من آيات الله " وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ "
المرآه لا تكذب ... لأنها تكاشفك بقول المولى – سبحانه وتعالى – " أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ " ، وبقوله سبحانه " ولتبلغوا اجلا مسمى ولعلكم تعقلون "
المرآه لا تكذب ... لأنها لا تستطيع أن تجامل ولا أن تداهن أحدا في الوقت الذي يجاملك فيه الكثيرون ، ويتصنعون لك ساكبين عليك سيلا من المديح ، إما طمعا مما في جيبك أو مخافة من شرك أو انخداعا في مظهرك أو أو أو .... الخ ، حتى وصل بنا الحال إلى المجامله على حساب الدين .
المرآه لا تكذب ... في عالم تملؤه الأكاذيب وقنوات تصنع أحداثا ، ثم تحيطها بهالة من التزييف والكذب وقلب الحقائق ، حتى صار الحق باطلا ، والباطل حقا ، وتوشك الحقيقه أن تنحصر في موقعين لا ثالث لهما ... في ثغور أو قبور ، وإن غدا لناظره لقريب .
كانت أمتنا في أوج قوتها وإزدهارها ... يوم كان المرء مرآه لأخيه ، ورحم الله إمرءا أهدى إلى عيوبي ، فلما صارت المداهنه شعارا والمجامله دثارا ، آل الحال إلى ما نحن فيه اليوم من تضييع للأمانه وتفريط في جنب الله وتهاون في المسؤوليه ، وما ذاك إلا لأن الأمر وسد إلى غير أهله ، واستحوذت المظاهر والكاريزما المزيفه على مساحة كبيرة من حياتنا ، وذلك على حساب الأخلاقيات .
إنها السنوات الخدعات– بلا أدني شك - فقد روى أصحاب السنن عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة" قالوا: " من الرويبضه يا رسول الله؟ " قال: " التافه يتكلم في أمر العامة ".