- إنضم
- 22 يونيو 2013
- المشاركات
- 17,316
- التفاعل
- 32,942
- النقاط
- 122
- الإقامة
- ارض الله
- الموقع الالكتروني
- www.almobshrat.net
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصدق
إن للصدق منزلة عظيمة وإنه خلق من الأخلاق العظيمة ،بل إن الصدق أصل الإيمان ،وهو أساس النجاة من عذاب الله عز وجل،
وبه يتميز أهل الإيمان الحق من المنافقين الكاذبين.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في منزلة الصدق:
«وهو منزل القوم الأعظم الذي مـنـه تنشأ جميع منازل السالكين،
والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين»
... إلى أن يقول: «فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهـوال،
والباب الذي دخــل منه الواصــلون إلى حضرة ذي الجلال،وهو أساس بناء الدين،
وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة "النبوة" التي هي أرفع درجات العالمين».
الصدق في كل الأمور يوصل صاحبه إلى مرتبة الصديقية، التي هي المرتبة التالية لمرتبة النبوة،
وعندما أقول في كل الأمــور أريد من ذلك عدم حصر الصدق في اللسان فقط،
وإنما الصدق في النيات والأقوال والأعمال،
والأصل تحري الصدق في ذلك كله.
الصِّدِّيقية: هي كمال الانقياد للرسول مع كمال الإخلاص للمرسل .
وقال القرطبي: (الصديق هو الذي يحقق بفعله ما يقوله بلسانه ) .
وقال ابن تيمية: (فالصِّدِّيق قد يراد به الكامل في الصدق، وقد يُراد به الكامل في التصديق) .
وقال ابن العربي: (وأما الصِّدِّيق فهو من أسماء الكمال، ومعناه الذي صدَّق علمه بعمله) .
إن مجاهدة النفس على تحري الصــــدق في جميع الأمور يوصلها إلى هذه المرتبة العظيمة؛
مرتبة الصديقية كما جاء في الحديث الـســـابق الذكر:
«... ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا»
في الصحيحين .
وهنيئاً لمن وصل إلى هذه المرتبة، فيا لها من رتــبـة، وما أشـرف قدرها وأعظم فضلها،
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
في وصــــف أهل هذه الطبقة: الطبقة الرابعة ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم،
وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله على طريقهم ومنهاجهم،
وهذه أفضل مراتب الخلــق بعد الرسالة والنبوة، وهي مرتبة الصديقية، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء
فـقـــال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}
[النساء: 69].
ويقول أبو حاتم:
(إنَّ الله جلَّ وعلا فضَّل اللسان على سائر الجوارح، ورفع درجته،
وأبان فضيلته، بأن أنطقه من بين سائر الجوارح بتوحيده، فلا يجب للعاقل أن يعود آلة خلقها الله للنطق بتوحيده بالكذب،
بل يجب عليه المداومة برعايته بلزوم الصدق، وما يعود عليه نفعه في داريه؛
لأنَّ اللسان يقتضي ما عُوِّد؛ إن صدقًا فصدقًا، وإن كذبًا فكذبًا)
روضة العقلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصدق
إن للصدق منزلة عظيمة وإنه خلق من الأخلاق العظيمة ،بل إن الصدق أصل الإيمان ،وهو أساس النجاة من عذاب الله عز وجل،
وبه يتميز أهل الإيمان الحق من المنافقين الكاذبين.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في منزلة الصدق:
«وهو منزل القوم الأعظم الذي مـنـه تنشأ جميع منازل السالكين،
والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين»
... إلى أن يقول: «فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهـوال،
والباب الذي دخــل منه الواصــلون إلى حضرة ذي الجلال،وهو أساس بناء الدين،
وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة "النبوة" التي هي أرفع درجات العالمين».
الصدق في كل الأمور يوصل صاحبه إلى مرتبة الصديقية، التي هي المرتبة التالية لمرتبة النبوة،
وعندما أقول في كل الأمــور أريد من ذلك عدم حصر الصدق في اللسان فقط،
وإنما الصدق في النيات والأقوال والأعمال،
والأصل تحري الصدق في ذلك كله.
الصِّدِّيقية: هي كمال الانقياد للرسول مع كمال الإخلاص للمرسل .
وقال القرطبي: (الصديق هو الذي يحقق بفعله ما يقوله بلسانه ) .
وقال ابن تيمية: (فالصِّدِّيق قد يراد به الكامل في الصدق، وقد يُراد به الكامل في التصديق) .
وقال ابن العربي: (وأما الصِّدِّيق فهو من أسماء الكمال، ومعناه الذي صدَّق علمه بعمله) .
إن مجاهدة النفس على تحري الصــــدق في جميع الأمور يوصلها إلى هذه المرتبة العظيمة؛
مرتبة الصديقية كما جاء في الحديث الـســـابق الذكر:
«... ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا»
في الصحيحين .
وهنيئاً لمن وصل إلى هذه المرتبة، فيا لها من رتــبـة، وما أشـرف قدرها وأعظم فضلها،
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
في وصــــف أهل هذه الطبقة: الطبقة الرابعة ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم،
وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله على طريقهم ومنهاجهم،
وهذه أفضل مراتب الخلــق بعد الرسالة والنبوة، وهي مرتبة الصديقية، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء
فـقـــال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}
[النساء: 69].
ويقول أبو حاتم:
(إنَّ الله جلَّ وعلا فضَّل اللسان على سائر الجوارح، ورفع درجته،
وأبان فضيلته، بأن أنطقه من بين سائر الجوارح بتوحيده، فلا يجب للعاقل أن يعود آلة خلقها الله للنطق بتوحيده بالكذب،
بل يجب عليه المداومة برعايته بلزوم الصدق، وما يعود عليه نفعه في داريه؛
لأنَّ اللسان يقتضي ما عُوِّد؛ إن صدقًا فصدقًا، وإن كذبًا فكذبًا)
روضة العقلاء