بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول رب العالمين ، وسيد الأولين والآخرين ... سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين المحجلين ، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المعاد والدين
أما بعد ...
إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام
ما بال أُناس قد
ضاقت صدورهم وتحرجت أنفسهم وانزعجوا – وارتابوا - من كثرة المشاركات المتضمنه لذكر الله – عز وجل - ، والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ثنايا الرؤى المعبره بالمنتدى ، وما كان حجتهم في ذلك إلا
الحفاظ على ترتيب الرؤى من الأحدث إلى الأقدم ، وأن الرؤى المعبره بالمنتدى ليست هي المكان المناسب لذكر الله – عز وجل – والصلاة والسلام على رسول الله ، فلهما مكان مخصص بالمنتدى ! .
إن مثل هؤلاء كمثل الذين خرجوا علينا في وسائل الإعلام ليقولوا أن
مكبرات الصوت في المساجد لابد أن تكون حبيسة جدران المساجد فقط ، لأنها مصدر إزعاج لمن هم خارج المسجد – والذين هم مطالبون أصلا بتلبية النداء والانضمام لصلاة الجماعه وليس المرور بجوار المسجد أو التسوق أو المكوث في المنزل ... الخ - !! .
وسواء بسواء .. فهؤلاء الذين ينزعجون من ذكر الله – تبارك وتعالى - والصلام والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في صفحات وثنايا الرؤى المعبره بالمنتدى ،
هم مطالبون في الأصل للمشاركه بإيجابيه في المنتدى سواء بالتعليق على الرؤى أو المشاركه بموضوعات هادفه ونافعه . ولكن – وللأسف الشديد -
فمستوى مشاركة بعض من هؤلاء - المنزعجين المرتابين - بالمنتدى في نطاق ( هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً) ، وحجتهم الانشغال وعدم توفر الوقت والاكتفاء بمطالعة المنتدى فقط !! ... يوجد وقت لمطالعة المنتدى ، ولكن لا يوجد وقت للمشاركه – حتى بذكر الله أو الصلاة والسلام على رسول الله أو مشاركه بسيطه أو نقل مفيد ... الخ - !!!. وكل همهم وجل رغبتهم هي الرؤى فقط ، وينزعجون ممن يعلق على الرؤى بكثرة ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله .
وإنني أتساءل ...
منذ متى كان ذكر الله – عز وجل – والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – محدد الزمان والمكان - حتى ولو كان هذا على صفحات منتدى - ؟!!.
ولماذا لا تكون حواضرنا وبوادينا وكل مكان تخطه أقدامنا مسجداً ومحراباً ، ونحن نعلم أن الله – عز وجل – قد جعل الأرض كلها لرسوله – صلى الله عليه وسلم – مسجداً وطهوراً .
وكيف لهذا الأمر أن يبلغ ما بلغه الليل والنهار ، إذا لم تصدح مساجدنا وأصوات أئمتنا – ليلا ونهاراً - بصوت الآذان والقرآن ليملئ ما بين الأرض والسماء وينير الآفاق ويمهد الدرب لخيول عاديات موريات مغيرات ، تملؤ الساحات بغبارٍ في سبيل الله – عز وجل – لا ينجلي إلا وسيوف الحق على رقاب الكفارالعتاة الطغاة البغاه .
وإذا كانت شجره أو أكمه أو جدار أو حائط يفصل بين صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مسيرهم ، فإذا بهم يسلمون على بعضهم البعض كما لو أنهم التقوا وتصافحوا لأول مره .... فكيف بنا اليوم والفواصل بيننا لا تعد ولا تحصى - .
ولكننا – وللأسف الشديد – نعيش اليوم في ثقافة (
كثر السلام يقل المعرفه ) ، وثقافة (
ما لله لله ، وما لقيصر لقيصر ) .
***
فصل :- إنه منتدى إسلامي وليس تويتر
كنت أتصور أننا لسنا في حاجه لتذكير الناس أن هذا المنتدى هو
منتدى إسلامي ، ولكن أحد الأعضاء المنزعجين ضرب لنا مثلا
بتويتر وسياسته في تنبيه العضو إلى عدم تكرار نفس المشاركات .
وعندما نقول منتدى إسلامي ... أي أنه منتدى
للإكثار من ذكر الله – عز وجل - ، والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
منتدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... منتدى نتواصى فيه بالحق ونتواصى فيه بالصبر ... منتدى جامع لكل ما فيه الخير والحكمه .... منتدى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .
ولا عجب في ذلك ... فديننا هو دين (
فإن زدت فهو خير لك ) ...
ولو على صفحات منتدى
فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ :
مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ :
مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ :
مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ :
إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .
وديننا هو دين (
أكثروا ) ...
ولو على صفحات منتدى
فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
أَكْثَرُوا مِنْ قَوْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ ، وَهُنَّ يَحْطُطْنَ الْخَطَايَا كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا ، وَهُنَّ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ " .
وديننا هو دين (
إذاً نكثر ... الله أكثر ) ...
ولو على صفحات منتدى
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا . قَالُوا :
إِذًا نُكْثِرُ . قَالَ :
اللهُ أَكْثَرُ ) .
فكم من دواوين رفع الله – عز وجل – قدر أصحابها لما فيها من كثرة ذكر الله – جل جلاله - والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وهل هذا المنتدى إلا ديوان ومجلس وصحيفه من صحائف أعمالكم تلقون الله – سبحانه وتعالى – بها يوم القيامه ؟
وهل تطيب أنفسكم أن تمضي عليكم الأيام والليالي والساعات بدون أن تتعطروا فيها بذكر الله – عز وجل – والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على صفحات المنتدى ، فتكون علينا حسره وخزي وندامه يوم القيامه ؟
فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :- "
مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ, وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَة "
وصح عنه – صلوات ربي وسلامه عليه – أنه قال :- "
مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ "
إن المنتدى الذي لا يخلو ما يُنشر فيه – سواء موضوعات أو رؤى – من ذكر الله – عز وجل – والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لهو مجلس تحفه الملائكه وتغشاه الرحمه وتتنزل عليه السكينه والبركات ، وهو كعبه يأوى إليها كل عابد وقانت ومخبت ، وهو سفينه للباحثين عن النجاه ، وهو كهف للفارين بدينهم والمعتزلين للفتن .
ولأن كثير الكلام يُنسي بعضه بعضا ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ... سأكتفي بهذا القدر .
وإنني أعلم أن كلامي هذا
قد لا يوافق أهواء البعض ولا يعجبهم ، ولكننا
لا نسعى لرضى الناس – والتي هي غايه لا تُدرك - ، بل نسعى ونجتهد في رضا المولى – تبارك وتعالى - ووعده الحق الذي لا يُخلف.
ولطالما كان
قلمي هو فرسي الذي آخذ بلجامه... فبه أصول وبه أجول ، وصرير قلمي هو صهوة جوادي ، ولساني هو سيفي إن شئت أمضيته وأنقذته ، وإن شئت كففته وأغمدته ، وفي صدري قلب لا يستوحش إلى أحد ، ولا يفرح بنُصرة أحد ، ولا ينخذل بخذلان أحد .
وأسأل الله العظيم أن يجعلني ممن يُرضونه – سبحانه وتعالى – دائماً وإن سخط الناس .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
***