اظن ان وجود عينات مثل هؤلاء تجعلهم فريسة سهلة لشياطين الانس والجن ولا استبعد ان ينتحر معظمهم عندما تشتد عليهم ظلمات النفس والانتقادات البشرية ، فالمنبوذ من المجتمع يفقد كل امل بالحياة ويقولك انا ضايع ضايع رلا مجال للخلاص فلماذا لااضيع اكثر
نعم هذا صحيح أختي
أذكر منذ عدة سنوات كنت أدخل لأحد المواقع الأجنبية
وقرأت تساؤلاً من أحد الأشخاص الأمريكين يسأل عن أفضل طريقة للإنتحار دون ألم وذكر أسباب رغبته في الانتحار
وكانت أنه فعلاً منبوذ من المجتمع بسبب أمر في شكله لم يوضحه أو ربما إعاقة وأهم مشكلة عنده هي أنه لا امرأة تريد أن تصاحبه بسبب إعاقته وكل النساء تسخر منه وكذلك كل الناس بصفة عامة
ولا أحد يعمل حساب لمشاعره حتى أمه نفسها تركته ومبتعدة عنه ولا تطيقه وتشعر بالعار منه ولا يعرف أي شئ عن والده ولا يعرفه حتى من الأساس
كان شاباً عنده 21 سنة تقريباً حسبما أتذكر يعيش وحيداً شريداً بدون عمل وبدون أهل وبدون أصدقاء
كان يائساً من الحياة وليس عنده رغبة في العيش فيها ويريد الموت ولكنه يخاف أن يؤلمه فكان يسأل عن أخف وسائل الانتحار ألماً
كذلك كان هناك أمراً آخر يؤرقه ألا وهو : ما الذي سيكون بعد الموت ؟
فكان يسأل كل الناس من كل الأديان أن يعطونه جواباً مريحاً أنه لا شئ بعد الموت وأن الموت فيه راحة وسيكون مثل النوم ولكنه للأبد
المهم
وجدتني وقفت عند سؤاله جداً وتفكّرت في حاله وصعب علي صراحة ووقتها شعرت بمدى نعمة الإسلام ومعرفة الله واللجوء إليه
وكيف أن من لا يعرف الله يعيش في تعاسة وضيق ويكون تائهاً حائراً مكتئباً
كذلك أنه في الإسلام لا يوجد سخرية من بعضنا البعض بسبب الشكل أو أي أمر ، الإسلام فيه رقي عالٍ الحمد لله
فوجدت أن كل من رد عليه إما ملاحدة أو لادينيين " أي يؤمنون أن هناك خالق للكون ولكنهم لا يتبعون ديناً محدداً إما لأنهم لا يريدون أو لم يجدوا ديناً يقنعهم بعد "
وأخذوا يقنعونه أنه لا شئ فعلاً بعد الموت وأنه عليه أن لا يقلق من هذا
وهناك من أخذ يضع له فعلاً طرق للإنتحار والله المستعان !
فلم أجد ولا رد يعطي ذاك الشاب المسكين أي بصيص أمل ولو حتى من باب الدعم النفسي
فلم أحب وأنا مسلمة أكون مررت على استفساره وأنصرف وأتركه
ولكني في نفس الوقت لست من أهل العلم ولا أستطيع أن أتحدث في الدين وأشرحه خاصة مع تغير اللغة
ففكرت أن أضع له شيئاً لعل الله يشرح صدره
ولكن في نفس الوقت لم أرد أن أضع مقالاً أو أمور تحتاج وقت وجهد منه
هو كان يائس منهار فلن يقرأ شئ
فوجدتني فكّرت في القرءان المسجّل
فذهبت لموقع اليوتيوب أبحث عن مقطع مناسب مرفق فيه ترجمة
فأرشدني الله لمقطع جميل من أواخر سورة يس بتلاوة الشيخ عبد الرحمن دمشقية
وكان مترجماً
كانت هذه هي التلاوة ولكن كان الرابط واحد آخر
وعنوان المقطع كان بالعربية
فأخذته ووضعت رابطه في رد على استفساره ولكني لم أكتب ولا كلمة
فلم أكتب عن الإسلام ولا عن الله ولا حتى عن المقطع وأن هذا قرءان المسلمين
ولا حتى كتبت كلمة تشجيع له على المقاومة و.......
وضعت الرابط فقط وانصرفت
والحمد لله رب العالمين هو رأى الرابط واهتم به وفتحه واستمع للقرءان وقرأ الترجمة ولكنه لم يكن يعرف ما هذا الذي كان يسمعه
فسأل
فأخبرته أن هذا قرءان
فسأل : الخاص بالمسلمين ؟
قلت نعم
فوجدت من إسلوب كلامه بفضل الله تعالى أنه تغير تماماً ونفسيته أصبحت أفضل
والأهم اهتم بأمر ما بعد الموت
لأنه قال أن قلبه يقول له لابد من شئ بعد الموت لكنه لا يعرف ما هو بالضبط وغير مقتنع أبداً أنه بعد الموت نوم وفقط
فأحب أن يعرف عن الإسلام
فتراسلنا فترة قصيرة عبر الإيميل
أعطيه روابط وما شابه كي تدله وتساعده وتشرح له
لأني لم أحب أن أحادثه فترة لأنه رجل وأنا امرأة وإن كان أصغر مني في السن
وهو لم يكن يحب هذا أي أن أتركه " يعني ما صدّق أن هناك أحداً اهتم بأمره وأخذ يسمعه ويساعده ويحترمه رغم ما هو فيه "
فأخذت أفهمه أن هذا لا يجوز في الإسلام وأنه يُخشى على القلب من الفتنة وليس كي أساعدك بخصوص الإسلام أضع نفسي وأضعك في فتنة
إن كنت صادقاً سيساعدك الله
وأخبرته أن يبحث عن مسجد قريب منه وسيجد إخوة إن شاء الله يساعدونه وسيصبحون له أصدقاء إن شاء الله ولن يكون وحيداً
بل وإن شاء الله سيساعدونه في إيجاد عمل ثم عروسة بإذن الله
وتركته وانقطعت عنه
ولا أعرف عنه أي شئ منذ وقتها
ولكن أسأل الله أن يكون قد شرح صدره للإسلام وأن ييسر أموره
أحببت أن أذكر لكِ هذا أختي كي تتشجعي وتستمري بإذن الله
لعل الله يعينك ويجعلكِ سبباً في هداية تلك المرأة
ولكن لا تنسي الدعاء
ادعي الله أن يلهمكِ رشدكِ وأن يهديكِ بخصوصها وأن يقيكِ شرها إن كان وراءها شراً
أسأل الله أن يعينكِ وأن يوفقكِ وألا يحرمكِ الأجر