نينوى تستغيث وتطلب النجدة لإخماد حرائق هائلة تجتاح مزارعها
د أسامة مهدي
حرائق مزارع الحنطة والشعير في العراق
وجّهت محافظة نينوى العراقية الشمالية نداءات استغاثة خلال الساعات الأخيرة وطلبت النجدة من محافظات مجاورة لإخماد حرائق هائلة اجتاحت مزارعها. وأعلنت محافظة نينوى اندلاع حرائق هائلة في مزارعها للقمح، حيث تكافح فرق الدفاع المدني للسيطرة عليها، فيما وجّهت نداءات استغاثة إلى محافظتي أربيل ودهوك المجاورتين لتوفير سيارات إطفاء تحسبًا لتوسع مساحات المزارع المحترقة.
إيلاف: اندلعت الحرائق مساء أمس في مدن الحضر والقيارة وزمار وسنجار، التي التهم حريقها مئات الدونمات باتجاه الحدود السورية، بمساحة 27 كيلومترًا من الأراضي طولًا وكيلومترين عرضًا.
مخاطر على الأمن الغذائي للعراق
وحذر مدير زراعة محافظة نينوى دريد حكمت طوبيا من أن الحرائق المسجلة تشكل خطرًا على الأمن الغذائي للبلاد.
وقال طوبيا إن هذه الحرائق تعتبر الأكبر من حيث المساحة منذ بدء عمليات الحصاد في المحافظة أخيرًا.. موضحًا في بيان تابعته "إيلاف" الأربعاء أن الحرائق المسجلة بدأت تتزايد بشكل يمثل خطرًا على الأمن الغذائي للعراق، داعيًا المسؤولين كافة إلى الوقوف مع نينوى في هذه الفترة الحرجة".
وأشار إلى أن "كثافة المزروعات والمساحات الكبيرة المزروعة تستوجب جهدًا أكبر من الجهات ذات العلاقة في التدخل من أجل إنقاذ أراضي الفلاحين والمزارعين قبل خسارة المزيد من المساحات".
إستغاثة
من جانبها، أطلقت المفوضية العليا لحقوق الإنسان نداء استغاثة عاجل لإنقاذ وحماية حقول ومحاصيل محافظة نينوى.
|
حرائق مزارع الحنطة في عدد من مناطق العراق |
ودعا نائب رئيس المفوضية علي ميزر الشمري الحكومة العراقية ممثلةً في الرؤساء الثلاثة للجمهورية برهم صالح والحكومة عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي ومحافظ نينوى إلى "تدراك الأمور والسيطرة على الحرائق الهائلة التي تلتهم آلاف الدونمات في قضاءي سنجار والبعاج، وتسير بسرعة فائقة خلال الساعات الأخيرة، في وقت لا توجد سيارات إطفاء كافية لإخماد الحرائق".
وقال الشمري "إننا سبق وحذرنا مرارًا وتكرارًا من استمرار هذه الحرائق الخطيرة التي تهدد الأمن الغذائي للعراق وأرزاق المزارعين والفلاحين وعوائلهم ومصالحهم ومصادر عيشهم وحتى مساكنهم، ولكن الحكومة لم تستجب لتحذيراتنا ومطالبنا"، كما قال في بيان صحافي تابعته "إيلاف".
طالب الهيئات الرسمية والمجتمعية ببذل الجهود العاجلة "لتحريك سيارات الإطفاء من مركز المحافظة والمحافظات الأخرى للسيطرة على النيران وحماية خيرات العراق وشعبه، والذين ينتظرونها بفارغ الصبر منذ خمسة أعوام وحماية منازل المواطنين والمنشآت الحيوية داخل الأراضي الزراعية كمشاريع الماء والكهرباء وغيرها"..
يذكر أن آخر إحصائية للدفاع المدني أشارت الاثنين الماضي إلى أن محافظة نينوى كانت الأكثر تضررًا من حرق المحاصيل منذ الثامن من مايو الماضي، ولغاية أول أمس، فإن مساحة المحاصيل المحروقة في نينوى بلغت 1117 دونمًا، حيث بلغ مجموع حوادث الحرائق خلال هذه الفترة 231 حادثًا، وكانت المساحة المتضررة 20 ألفا و635 دونمًا، والمساحة المنقذة 521 و637 دونمًا.
يذكر أن الدونم هو وحدة قياس زراعية في العراق، وتبلغ مساحته كيلومترين مربعين ونصف كيلومتر مربع.