اذا أصبحت فلا تنتظر المساء
وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح
من عاش على شيء شاب عليه ومن شاب على شيء مات عليه
ويبعث الشخص على ما مات عليه
زورو القبور فإنها تذكركم بالآخرة
وأكثروا من مجالس الذكر فإنها تحيي القلوب
تزود من التقوى فإنك لاتدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من عروس زينوها لزوجها وقد نسجت أكفانها وهي لاتدري
وكم من صغار إرتجى طول عمهرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حينآ من الدهر
القبر وما ينفع فيه من الأعمال الصالحة
الرحيل ليس منه مهرب!!!!!
قال النبي _صلى الله عليه وسلم_
((مارأيت منظرآ قط إلا والقبر أفظع منه))
وعن البراء قال كنا مع النبي-صلى الله عليه وسلم-
في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى.ثم قال:
((ياأخواني لمثل هذا فأعدوا))
كان عثمان _رضي الله عنه_إذا وقف على قبر بكى حتى بل لحيته:
فقيل له أتذكر الجنة والنار ولاتبكي وتبكي من هذا؟
قال إن رسول الله _قال:
((إن القبر أول منازل الآخرة . فإن نجا منه أحد فما بعده أيسر منه .
وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه))
يا أخي ويا أختي في الله :
القبر يناديك ويقول لك :
يا ابن آدم ويحك ما غرك بي؟
ألم تعلم أني بيت الدود؟
ألم تعلم أني بيت الفرقة؟
ألم تعلم أني بيت الوحشة؟
ألم تعلم أني بيت الظلمة؟
هذا ما أعددت لك
فماذا أعددت أنت لي؟؟؟؟
تخيل وتوهم أنك الآن في داخل القبر وتسمع خفق نعال أقاربك
وأصحابك حين يولون عنك
وجاء الملكين فيسئلان:
فماذا يكون جوابك!...!
فلتعد للسؤال جوابآ؟
عن أبي هريرة _رضي الله عنه_عن النبي
_صلى الله عليه وسلم_قال:
((إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه,
فإن كان مؤمنآ كان الصلاة عند رأسه,
وكان الصيام عن يمينه,
وكانت الزكاة عن شماله,
وكان فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه,
فيؤتى من قبل رأسه, فتقول الصلاة ماقبلي مدخل,
ثم يؤتى من قبل يساره:فتقول الزكاة ماقبلي مدخل,
ثم يؤتى من قبل رجليه:فيقول فعل الخير من الصدقة
والمعروف الإحسان ماقبلي مدخل,
فيقال له اجلس, فيجلس, وقد مثلت له الشمس وقد أذينت للغروب,
فيقال له: أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه؟
وماذا تشهد به عليه؟ قال فيقول دعوني حتى أصلي,
فيقولون إنك ستفعل: أخبرنا عما نسألك عنه ,
أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم, ما تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟
قال:فيقول:محمد أشهد أنه رسول الله, وأنه جاء بالحق من عند الله,
فيقال له: على هذات حييت وعلى هذا مت وعلى هذا تبعث إن شاء الله,
ثم يفتح له باب من أبواب الجنة, فيقال هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها,
فيزداد غبطة وسرورآ,
ثم يفتح له باب من أبواب النار:فيقال له:
هذا مقعدك من منها, وما أعد الله لك فيها لو عصيته,
فيزداد غبطة وسرورآ,
ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعآ, وينور له فيه,
ويعاد الجسد لما بدأ منه,
فتجعل نسمته في النسيم الطيب,
وهي طير يعلق في شجر الجنة قال:فذلك قوله تعالى:
((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ويضل الله الظالمين ويفعل ما يشاء))
عجبآ لأولئك الذين تقودهم شهواتهم عبر الطرق والأزقة المظلمة الموحشة
إلى نهاية مفزعة في الدنيا والآخرة ,
عجبآ لهم ! إذ يشترون شقاء الدارين بنزوات طائشة
سرعان ماينساها صاحبها
لتبقى حسرة وندامة
أخوتي وأخواتي
أسألوا أنفسكم بصراحة وخشوع وتفكر وخضوع
أين الآباء....والأجداد...!
وأين الكثيرون من الأهل والأحباب
ستجد الجواب مصحوبآ بدموع الحزن.. أزير القلوب
على الفراق:هم تحت طيات الثرى والتراب؟!
نعم هذا هو المآل....
وهذا هو المصير
ياأمة الله
كم في كتابك من خطأ وزلل,
وكم في عملك من سهو وخلل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالبدار البدار ياأمة الله ويا محمية هذا الدين ويا أمل هذه الأمة..
البدار البدار إلى توبة نصوح ورجعة صادقة لله تعالى
من قبل أن يحين الحين ويبين البين!!
قال تعالى((ياأيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله
ومن يفعل ذلك فاؤلئك هم الخاسرون))
الموت لايعرف كبيرآ ولاصغيرآ
ولكن إذا شاء الله أمر ملك الموت فنزل على من إنتهى أجله فقبض روحه
يقول ابن عمر رضي الله عنها أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال
((يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
إجعلها ممرآ ستخرج منها يومآ من الأيام))
وكان ابن عمر يقول أذا أمسيت فلا تنتظر الصباح
وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأيام كما شاهدتها دول
من سره زمن سآئته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد
ولايدوم على حال لها شأن
متاع الدنيا قليل
والآخرة خير لمن أتقى
ولاتظلمون فتيلآ
أينما تكونوا يدركم الموت
ولو كنتم في بروج مشيدة
فلا تركن إلى الدنيا ولاتطمئن لها
مالي رأيتك تطمئن إلى الحياة وتركن
ياساكن الشرفات مالك غير قبرك مسكن
اليوم أنت مكاثر مفاخر تتزين
وغدآ تسير إلى التراب محنط ومكفن
أحدث لربك توبة فسبيلها لك ممكن
واصرف هواك لخوفه مما تسر وتعلن
فكأن شخصك لم يكن في الناس ساعة تدفن
وكأن أهلك بكوا جزعآ عليك ورننو
فإذا مضى لك جمعة فكأنهم لم يحزنوا
والناس في غفلتهم ورحى المنية تطحن
فكن من الذين قال الله فيهم
((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين))
ولاتكن من الذين قال الله فيهم ((لهم قلوب لا يفقهون بها
ولهم أعين لايبصرون بها
ولهم آذآن لايسمون بها
أولئك كالأنعام بل هم أضل))
أولئك هم الغافلون
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلما