- إنضم
- 5 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 8,034
- التفاعل
- 24,202
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لوحظ في الفترة الاخيرة في المنتدى استدلال بعض الاخوة الاعضاء بأقوال من كتب أهل الكتاب - اليهود والنصارى - ويستشهدوا بقوله صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني ولو ايه وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ..."
ففضلت ان ابين لكم حكم الاخذ من كتبهم والاستشهاد باقوالهم من الكتاب والسنة وأقوال العلماء ، وبعد قراءة هذا الموضوع ستقام الحجة على من استشهد من عندهم بشيء .
السؤال : ما حكم قراءة الكتب السماوية مع علمنا بتحريفها ؟
أولاً : التوراة والإنجيل هما في الأصل من عند الله تعالى ، ويجب علينا أن نؤمن بهما لقوله تعالى :{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } البقرة / 136
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } النساء / 136 .
لكن لَحِق التوراة والإنجيل التحريف والتبديل ، قال الله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة / 79 .
وبسبب هذا التحريف واختلاط الحق بالباطل فيهما جاء النهي عن مطالعتهما ،
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ ، فَقَرَأَهُ على النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ وَقَالَ : ( أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا ، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتْبَعَنِي ) رواه أحمد (14736) ، وحسنه الألباني في إرواء الغليل (6/34 ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بعد أن ذكر أسانيد هذا الحديث :وهذه جميع طرق هذا الحديث ، وهي وإن لم يكن فيها ما يحتج به ، لكن مجموعها يقتضي أن لها أصلا . انتهى من " فتح الباري " (13/525 ) .
ثم إن الحق الذي في التوراة والإنجيل يغني عنه ما في القرآن الكريم : قال الله تعالى : { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } العنكبوت / 51 .
ثم إن الاشتغال بالتوراة والإنجيل : اشتغال بما لا ينفع المسلم في آخرته .قال القرطبي رحمه الله تعالى : وإذا كان لقارئه – أي القرآن – بكلّ حرف عشر حسنات فأكثر على ما ذكرناه في مقدّمة الكتاب ، فالرّغبة عنه إلى غيره ضلال وخسران ، وغبن ونقصان انتهى من ( الجامع لأحكام القرآن 16/ 378 ) .
ثانيا : بناء على ما سبق ذكره ، ذهب أهل العلم رحمهم الله : إلى أن المطالعين لهذه الكتب
- كتب اليهود والنصارى - على قسمين :
القسم الأول :
العامي ومن ليس له علم ، وكذا ضعيف الإيمان : فيُنهى عن مطالعتهما حتى لا يفتن بما أدخل فيهما من الباطل ، وحتى لا يشغل نفسه بما لا ينفعه ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : وَالْأَوْلَى فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ التَّفْرِقَةُ بَيْنَ مَنْ لَمْ يَتَمَكَّنْ وَيَصِرْ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْإِيمَانِ فَلَا يَجُوزُ لَهُ النَّظَرُ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ .. " انتهى من فتح الباري " (13/525 ) .
وعلى هذا القسم العوام ومن في معناهم ، أو من طلب النفع في دينه من هذه الكتب تتنزل أقوال أهل العلم في النهي عن النظر في التوراة والإنجيل .جاء في مطالب أولي النهى ( 1 / 607 ) :
" ( ولا يجوز النظر في كتب أهل الكتاب ، نصا ) ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة ... ولا النظر في ( كتب مشتملة على حق وباطل ، ولا روايتها ) ؛ لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد " انتهى .
وقال النووي رحمه الله تعالى :
" وكتب التّوراة والإِنجيل : ممّا يحرم الانتفاع به ، لأنّهم بدّلوا وغيّروا " انتهى من " روضة الطالبين " ( 10 / 259 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
" على كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله : التوراة والإنجيل والزبور ، فيؤمن أن الله أنزل الكتب على الأنبياء ، وأنزل عليهم صحفا ، فيها : الأمر والنهي ، والوعظ والتذكير ، والإخبار عن بعض الأمور الماضية ، وعن أمور الجنة والنار ونحو ذلك ، لكن ليس له أن يستعملها ؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير ، فليس له أن يقتني التوراة أو الإنجيل أو الزبور ، أو يقرأ فيها ؛ لأن في هذا خطرا ؛ لأنه ربما كذب بحق ، أو صدق بباطل ؛ لأن هذه الكتب قد حرفت وغيرت ، ودخلها من أولئك اليهود والنصارى وغيرهم التبديل والتحريف ، والتقديم والتأخير ، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم : القرآن الكريم " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (1/9) .
وسُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :هل يجوز للمسلم أن يقتني الإنجيل ليعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى عليه الصلاة والسلام ؟فأجاب :
" لا يجوز اقتناء شيء من الكتب السابقة على القرآن ، من إنجيل أو توراة أو غيرهما ، لسببين :
السبب الأول : أن كل ما كان نافعا فيها فقد بيَّنه الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم.
السبب الثاني : أن في القرآن ما يغني عن كل هذه الكتب ؛ لقوله تعالى : ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) ، وقوله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ) ، فإن ما في الكتب السابقة من خير موجود في القرآن .أما قول السائل إنه يريد أن يعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى ، فإن النافع منه لنا : قد قصه الله في القرآن ، فلا حاجة للبحث في غيره . وأيضا : فالإنجيل الموجود الآن محرّف ، والدليل على ذلك أنها أربعة أناجيل ، يخالف بعضها بعضا ، وليست إنجيلا واحدا ، إذن فلا يعتمد عليه " انتهى من " مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (1 /32 – 33) .
القسم الثاني :
الراسخون في العلم الذين يستعملون هذه الكتب في مجادلة اليهود والنصارى ، وإقامة الحجة عليهم .ففي هذه الحالة : خوف الفتنة انتفى ، لأن عند الراسخ في العلم من المقدرة ما يؤهله إلى معرفة الباطل الذي أدخل في هذه الكتب ، والحذر منه ، ورده والتحذير منه أيضا ، مع ما في مجادلته لأهل الكتاب ورد باطلهم من المصلحة الشرعية المطلوب تحصيلها .ولهذا تتابع أهل العلم على استعمال هذه الكتب في محاججة اليهود والنصارى ،
ومن أشهر من رد على اليهود والنصارى من خلال كتبهم : ابن تيمية في كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح "
و ابن القيم في كتابه " هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى " .
وابن حزم في كتابه " الفصل في الملل والأهواء والنحل " .
والقرطبي في كتابه " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام " ، وغيرهم كثير .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :بخلاف الراسخ ؛ فيجوز له النظر في التوراة والإنجيل ، ولا سيما عند الاحتياج إلى الرد على المخالف ، ويدل على ذلك نقل الأئمة قديما وحديثا من التوراة ، وإلزامهم اليهود بالتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم بما يستخرجونه من كتابهم ، ولولا اعتقادهم جواز النظر فيه ، لما فعلوه وتواردوا عليه . " انتهى من " فتح الباري (13/ 525 – 526 ) .
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى : وإذا حصل من مُسْلِمَة أهل الكتاب ، الّذين علموا ما عندهم بلغتهم ، وترجموا لنا بالعربيّة
انتفع بذلك في مناظرتهم ومخاطبتهم ، كما كان عبد اللّه بن سلام ، وسلمان الفارسيّ ، وكعب الأحبار ، وغيرهم ، يحدّثون بما عندهم من العلم ، وحينئذ يستشهد بما عندهم على موافقة ما جاء به الرّسول ، ويكون حجّة عليهم من وجه ، وعلى غيرهم من وجه آخر ، كما بيّنّاه في موضعه . " انتهى من " مجموع الفتاوى ( 4 / 109 – 110 ) .
وفي " مطالب أولى النهى " من كتب المذهب الحنبلي (1/607 – 608) :
" (ويتّجه : جواز نظرٍ) في كتب أهل البدع ، لمن كان متضلِّعا من الكتاب والسّنّة ، مع شدّة تثبّت ، وصلابة دين ، وجودة فطنة ، وقوّة ذكاء ، واقتدار على استخراج الأدلّة ، ( للرّدّ عليهم) وكشف أسرارهم ، وهتك أستارهم ، لئلاّ يغترّ أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة ، فتختل عقائدهم الجامدة ، وقد فعله أئمّة من خيار المسلمين ، وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جوابا ، وكذلك نظروا في التّوراة ، واستخرجوا منها ذِكْر نبيّنا في محلات، وهو متَّجه " انتهى
فأما بالنسبة لحكم المقروء منها فإنه على ثلاثة أنواع :
أ - نوع يجوز تصديقه وروايته ، وهو ما جاء في كتبهم موافقاً لما في شرعنا .
ب - نوع يحرم روايته إلا بشرط تكذيبه وبيان بطلانه ، وهو ما جاء في كتبهم مخالفاً لما في شرعنا .
ج - نوع يتوقف فيه ، لا يحكم عليه بصدق ولا بكذب وتجوز روايته وتذكر للاستشهاد لا للإعتقاد ، وهو ما سكت عنه شرعنا .ثالثاً : إن كافة الكتب السماوية السابقة لنزول القرآن منسوخة فهو ليس بحاجة لقراءة مثل تلك الكتب ، بل هو مطالب شرعاً على التفقه في الدين لينال خيري الدنيا والآخرة
رابعاً : إن قراءة مثل تلك الكتب قد تفتح باب الشبهات أم المسلم :والمسلم بطبيعته ضعيف يخشى أن تستقر الشبهة في قلبه ، وهو لا يملك في الأصل الرد على مثل تلك الشبهات ، ومن الصعوبة بمكان أن تختفي تلك الشبهات من القلب والعياذ بالله .
هذا وقد سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين السؤال التالي : أحسن الله إليكم تقول في هذا السؤال ما حكم قراءة الكتب السماوية مع علمنا بتحريفها ؟؟؟
فأجاب – رحمه الله : ( أولاً يجب أن نعلم أنه ليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد لله بقراءته وليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد الإنسان لله تعالى بما شرع فيه إلا كتاباً واحداً وهو القرآن ولا يحل لأحد أن يطالع في كتب الإنجيل ولا في كتب التوراة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة من التوراة فغضب وقال أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب والحديث وإن كان في صحته نظر لكن صحيح أنه لا اهتداء إلا بالقرآن ثم هذه الكتب التي بأيدي النصارى الآن أو بأيدي اليهود هل هي المنزلة من السماء إنهم قد حرفوا وبدلوا وغيروا فلا يوثق أن ما في أيديهم هي الكتب التي نزلها الله عز وجل ثم إن جميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن فلا حاجة لها إطلاقاً نعم لو فرض أن هناك طالب علم ذو غيرةٍ في دينه وبصيرةٍ في علمه طالع كتب اليهود والنصارى من أجل أن يرد عليهم منها فهذا لا بأس أن يطالعها لهذه المصلحة وأما عامة الناس فلا وأرى من الواجب على كل من رأى من هذه الكتب شيئاً أن يحرقه النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة صاروا يبثون في الناس الآن ما يدعونه إنجيلاً على شكل المصحف تماماً مشكل على وجهٍ صحيح وفيه فواصل كفواصل السور والذي لا يعرف المصحف كرجلٍ مسلم ولكنه لا يقرأ إذا رأى هذا ظن أنه القرآن كل هذا من خبثهم ودسهم على الإسلام فإذا رأيت أخي المسلم مثل هذا فبادر بإحراقه يكون لك أجر لأن هذا من باب الدفاع عن الإسلام. المصدر : http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8894.shtml
خامساً : أن كتب أهل الكتاب محرفة يقيناً بنص القرآن الكريم ،
قال تعالى : { قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىَ نُوراً وَهُدًى لّلنّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً ...... } سورة الأنعام – الآية 91
وقال : { فَبِمَا نَقْضِهِم مّيثَاقَهُمْ لَعنّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّا مّمّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مّنْهُمْ إِلاّ قَلِيلاً مّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ * وَمِنَ الّذِينَ قَالُواْ إِنّا نَصَارَىَ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مّمّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيّنُ لَكُمْ كَثِيراً مّمّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُمْ مّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مّبِينٌ } سورة المائدة – الآية 13 ، 15 )
وقد أجمع المسلمون على وقوع التحريف في التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب السابقة ، إما عمداً وإما خطأً في ترجمتها أو في تفسيرها أو تأويلها 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لوحظ في الفترة الاخيرة في المنتدى استدلال بعض الاخوة الاعضاء بأقوال من كتب أهل الكتاب - اليهود والنصارى - ويستشهدوا بقوله صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني ولو ايه وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ..."
ففضلت ان ابين لكم حكم الاخذ من كتبهم والاستشهاد باقوالهم من الكتاب والسنة وأقوال العلماء ، وبعد قراءة هذا الموضوع ستقام الحجة على من استشهد من عندهم بشيء .
السؤال : ما حكم قراءة الكتب السماوية مع علمنا بتحريفها ؟
أولاً : التوراة والإنجيل هما في الأصل من عند الله تعالى ، ويجب علينا أن نؤمن بهما لقوله تعالى :{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } البقرة / 136
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } النساء / 136 .
لكن لَحِق التوراة والإنجيل التحريف والتبديل ، قال الله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة / 79 .
وبسبب هذا التحريف واختلاط الحق بالباطل فيهما جاء النهي عن مطالعتهما ،
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ ، فَقَرَأَهُ على النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ وَقَالَ : ( أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا ، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتْبَعَنِي ) رواه أحمد (14736) ، وحسنه الألباني في إرواء الغليل (6/34 ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بعد أن ذكر أسانيد هذا الحديث :وهذه جميع طرق هذا الحديث ، وهي وإن لم يكن فيها ما يحتج به ، لكن مجموعها يقتضي أن لها أصلا . انتهى من " فتح الباري " (13/525 ) .
ثم إن الحق الذي في التوراة والإنجيل يغني عنه ما في القرآن الكريم : قال الله تعالى : { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } العنكبوت / 51 .
ثم إن الاشتغال بالتوراة والإنجيل : اشتغال بما لا ينفع المسلم في آخرته .قال القرطبي رحمه الله تعالى : وإذا كان لقارئه – أي القرآن – بكلّ حرف عشر حسنات فأكثر على ما ذكرناه في مقدّمة الكتاب ، فالرّغبة عنه إلى غيره ضلال وخسران ، وغبن ونقصان انتهى من ( الجامع لأحكام القرآن 16/ 378 ) .
ثانيا : بناء على ما سبق ذكره ، ذهب أهل العلم رحمهم الله : إلى أن المطالعين لهذه الكتب
- كتب اليهود والنصارى - على قسمين :
القسم الأول :
العامي ومن ليس له علم ، وكذا ضعيف الإيمان : فيُنهى عن مطالعتهما حتى لا يفتن بما أدخل فيهما من الباطل ، وحتى لا يشغل نفسه بما لا ينفعه ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : وَالْأَوْلَى فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ التَّفْرِقَةُ بَيْنَ مَنْ لَمْ يَتَمَكَّنْ وَيَصِرْ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْإِيمَانِ فَلَا يَجُوزُ لَهُ النَّظَرُ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ .. " انتهى من فتح الباري " (13/525 ) .
وعلى هذا القسم العوام ومن في معناهم ، أو من طلب النفع في دينه من هذه الكتب تتنزل أقوال أهل العلم في النهي عن النظر في التوراة والإنجيل .جاء في مطالب أولي النهى ( 1 / 607 ) :
" ( ولا يجوز النظر في كتب أهل الكتاب ، نصا ) ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة ... ولا النظر في ( كتب مشتملة على حق وباطل ، ولا روايتها ) ؛ لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد " انتهى .
وقال النووي رحمه الله تعالى :
" وكتب التّوراة والإِنجيل : ممّا يحرم الانتفاع به ، لأنّهم بدّلوا وغيّروا " انتهى من " روضة الطالبين " ( 10 / 259 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
" على كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله : التوراة والإنجيل والزبور ، فيؤمن أن الله أنزل الكتب على الأنبياء ، وأنزل عليهم صحفا ، فيها : الأمر والنهي ، والوعظ والتذكير ، والإخبار عن بعض الأمور الماضية ، وعن أمور الجنة والنار ونحو ذلك ، لكن ليس له أن يستعملها ؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير ، فليس له أن يقتني التوراة أو الإنجيل أو الزبور ، أو يقرأ فيها ؛ لأن في هذا خطرا ؛ لأنه ربما كذب بحق ، أو صدق بباطل ؛ لأن هذه الكتب قد حرفت وغيرت ، ودخلها من أولئك اليهود والنصارى وغيرهم التبديل والتحريف ، والتقديم والتأخير ، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم : القرآن الكريم " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (1/9) .
وسُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :هل يجوز للمسلم أن يقتني الإنجيل ليعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى عليه الصلاة والسلام ؟فأجاب :
" لا يجوز اقتناء شيء من الكتب السابقة على القرآن ، من إنجيل أو توراة أو غيرهما ، لسببين :
السبب الأول : أن كل ما كان نافعا فيها فقد بيَّنه الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم.
السبب الثاني : أن في القرآن ما يغني عن كل هذه الكتب ؛ لقوله تعالى : ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) ، وقوله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ) ، فإن ما في الكتب السابقة من خير موجود في القرآن .أما قول السائل إنه يريد أن يعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى ، فإن النافع منه لنا : قد قصه الله في القرآن ، فلا حاجة للبحث في غيره . وأيضا : فالإنجيل الموجود الآن محرّف ، والدليل على ذلك أنها أربعة أناجيل ، يخالف بعضها بعضا ، وليست إنجيلا واحدا ، إذن فلا يعتمد عليه " انتهى من " مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (1 /32 – 33) .
القسم الثاني :
الراسخون في العلم الذين يستعملون هذه الكتب في مجادلة اليهود والنصارى ، وإقامة الحجة عليهم .ففي هذه الحالة : خوف الفتنة انتفى ، لأن عند الراسخ في العلم من المقدرة ما يؤهله إلى معرفة الباطل الذي أدخل في هذه الكتب ، والحذر منه ، ورده والتحذير منه أيضا ، مع ما في مجادلته لأهل الكتاب ورد باطلهم من المصلحة الشرعية المطلوب تحصيلها .ولهذا تتابع أهل العلم على استعمال هذه الكتب في محاججة اليهود والنصارى ،
ومن أشهر من رد على اليهود والنصارى من خلال كتبهم : ابن تيمية في كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح "
و ابن القيم في كتابه " هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى " .
وابن حزم في كتابه " الفصل في الملل والأهواء والنحل " .
والقرطبي في كتابه " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام " ، وغيرهم كثير .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :بخلاف الراسخ ؛ فيجوز له النظر في التوراة والإنجيل ، ولا سيما عند الاحتياج إلى الرد على المخالف ، ويدل على ذلك نقل الأئمة قديما وحديثا من التوراة ، وإلزامهم اليهود بالتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم بما يستخرجونه من كتابهم ، ولولا اعتقادهم جواز النظر فيه ، لما فعلوه وتواردوا عليه . " انتهى من " فتح الباري (13/ 525 – 526 ) .
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى : وإذا حصل من مُسْلِمَة أهل الكتاب ، الّذين علموا ما عندهم بلغتهم ، وترجموا لنا بالعربيّة
انتفع بذلك في مناظرتهم ومخاطبتهم ، كما كان عبد اللّه بن سلام ، وسلمان الفارسيّ ، وكعب الأحبار ، وغيرهم ، يحدّثون بما عندهم من العلم ، وحينئذ يستشهد بما عندهم على موافقة ما جاء به الرّسول ، ويكون حجّة عليهم من وجه ، وعلى غيرهم من وجه آخر ، كما بيّنّاه في موضعه . " انتهى من " مجموع الفتاوى ( 4 / 109 – 110 ) .
وفي " مطالب أولى النهى " من كتب المذهب الحنبلي (1/607 – 608) :
" (ويتّجه : جواز نظرٍ) في كتب أهل البدع ، لمن كان متضلِّعا من الكتاب والسّنّة ، مع شدّة تثبّت ، وصلابة دين ، وجودة فطنة ، وقوّة ذكاء ، واقتدار على استخراج الأدلّة ، ( للرّدّ عليهم) وكشف أسرارهم ، وهتك أستارهم ، لئلاّ يغترّ أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة ، فتختل عقائدهم الجامدة ، وقد فعله أئمّة من خيار المسلمين ، وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جوابا ، وكذلك نظروا في التّوراة ، واستخرجوا منها ذِكْر نبيّنا في محلات، وهو متَّجه " انتهى
فأما بالنسبة لحكم المقروء منها فإنه على ثلاثة أنواع :
أ - نوع يجوز تصديقه وروايته ، وهو ما جاء في كتبهم موافقاً لما في شرعنا .
ب - نوع يحرم روايته إلا بشرط تكذيبه وبيان بطلانه ، وهو ما جاء في كتبهم مخالفاً لما في شرعنا .
ج - نوع يتوقف فيه ، لا يحكم عليه بصدق ولا بكذب وتجوز روايته وتذكر للاستشهاد لا للإعتقاد ، وهو ما سكت عنه شرعنا .ثالثاً : إن كافة الكتب السماوية السابقة لنزول القرآن منسوخة فهو ليس بحاجة لقراءة مثل تلك الكتب ، بل هو مطالب شرعاً على التفقه في الدين لينال خيري الدنيا والآخرة
رابعاً : إن قراءة مثل تلك الكتب قد تفتح باب الشبهات أم المسلم :والمسلم بطبيعته ضعيف يخشى أن تستقر الشبهة في قلبه ، وهو لا يملك في الأصل الرد على مثل تلك الشبهات ، ومن الصعوبة بمكان أن تختفي تلك الشبهات من القلب والعياذ بالله .
هذا وقد سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين السؤال التالي : أحسن الله إليكم تقول في هذا السؤال ما حكم قراءة الكتب السماوية مع علمنا بتحريفها ؟؟؟
فأجاب – رحمه الله : ( أولاً يجب أن نعلم أنه ليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد لله بقراءته وليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد الإنسان لله تعالى بما شرع فيه إلا كتاباً واحداً وهو القرآن ولا يحل لأحد أن يطالع في كتب الإنجيل ولا في كتب التوراة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة من التوراة فغضب وقال أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب والحديث وإن كان في صحته نظر لكن صحيح أنه لا اهتداء إلا بالقرآن ثم هذه الكتب التي بأيدي النصارى الآن أو بأيدي اليهود هل هي المنزلة من السماء إنهم قد حرفوا وبدلوا وغيروا فلا يوثق أن ما في أيديهم هي الكتب التي نزلها الله عز وجل ثم إن جميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن فلا حاجة لها إطلاقاً نعم لو فرض أن هناك طالب علم ذو غيرةٍ في دينه وبصيرةٍ في علمه طالع كتب اليهود والنصارى من أجل أن يرد عليهم منها فهذا لا بأس أن يطالعها لهذه المصلحة وأما عامة الناس فلا وأرى من الواجب على كل من رأى من هذه الكتب شيئاً أن يحرقه النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة صاروا يبثون في الناس الآن ما يدعونه إنجيلاً على شكل المصحف تماماً مشكل على وجهٍ صحيح وفيه فواصل كفواصل السور والذي لا يعرف المصحف كرجلٍ مسلم ولكنه لا يقرأ إذا رأى هذا ظن أنه القرآن كل هذا من خبثهم ودسهم على الإسلام فإذا رأيت أخي المسلم مثل هذا فبادر بإحراقه يكون لك أجر لأن هذا من باب الدفاع عن الإسلام. المصدر : http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8894.shtml
خامساً : أن كتب أهل الكتاب محرفة يقيناً بنص القرآن الكريم ،
قال تعالى : { قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىَ نُوراً وَهُدًى لّلنّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً ...... } سورة الأنعام – الآية 91
وقال : { فَبِمَا نَقْضِهِم مّيثَاقَهُمْ لَعنّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّا مّمّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مّنْهُمْ إِلاّ قَلِيلاً مّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ * وَمِنَ الّذِينَ قَالُواْ إِنّا نَصَارَىَ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مّمّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيّنُ لَكُمْ كَثِيراً مّمّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُمْ مّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مّبِينٌ } سورة المائدة – الآية 13 ، 15 )
وقد أجمع المسلمون على وقوع التحريف في التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب السابقة ، إما عمداً وإما خطأً في ترجمتها أو في تفسيرها أو تأويلها 0