- إنضم
- 15 مايو 2018
- المشاركات
- 5,134
- التفاعل
- 23,378
- النقاط
- 122
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحلقه التاسعه عشر
" مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ "
بعد ذكر رحمة الله في سورة الفاتحة "الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ " ذكر الله يوم القيامة وجعل آية "الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ " قبلها ليبين أن رحمته سبقت غضبه وأنه كتب على نفسه الرحمة سبحانه .
وفي هذه الآية قراءتان الأولى مالك يوم الدين المشهورة والثانية ملك يوم الدين مالك وملك كلاهما من أسماء الله تعالى ولكن بينهما فرق مالك من المِلك أي من تملك الأشياء فإنك تقول ملكت البيت مثلاً, وأما ملِك من المُلك والمُلك أي السيادة والتصرف .
وقد يكون العبد ملِك وليس مالك وقد يكون مالكاً وليس ملكاً.
مثال: بعض الدول يكون الرئيس فيها ملكاً يتصرف ويدبر ولكن بعد أربع أو ثماني سنوات تجرى انتخابات فيعود رجلاً عادي هذا له ملكٌ ولكنه ليس مالكاً لأن الأشياء التي بسط عليها ملكه وتدبيره ما آلت إليه بل نزعت منه وبعض الناس العكس مالك ولكنه ليس بملِك وان سمي بملك لأنه لا يتصرف في ملكه مثل بعض الدول الأوربية يوجد فيها ملك أو ملكة يحملون عرش المملكة وتوضع صورهم على العملات ويتوارثون البلاد أباً عن جد ولكنهم لا يستطيعون اتخاذ قرار واحد في ملكهم بل الأمر كله عند رئيس الوزراء فهذا مالك وليس بملك.
الله ربنا جل في علاه ملِك ومالك جمع بين الملكين مالك يوم الدين وملِك يوم الدين أي يوم الحساب وتخصيص ملكه بيوم الدين لا يعني أن الله لا يملك إلا يوم القيامة حاشاه سبحانه ولكن يدل على أن من ملك الآخرة فمن باب أولى أن يملك الدنيا التي هي اقل بكثير وهو أصلا قد أخبرك قبلا انه رب العالمين وهو يعم الدنيا والآخرة وإنما أضيف الملك إلى يوم الدين خصوصا لان ذلك اليوم يزول فيه كل ملكٌ إلا ملِك الملك سبحانه الذي هو مالك يوم الدين ملِك الملوك لدرجة أن لا احد يستطيع أن يتكلم إلا بإذنه.
كما قال تعالى: "يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً" [النبأ : 38] .
حتى الشفاعة ما يشفع أحد إلا بإذنه قال تعالى: "مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" .
يوم القيامة ليس هو فقط الذي تزول فيه الدنيا ولكن لكلٍ إنسان يوم قيامة خاصٌ به..
قال الإمام القرطبي اعلم أن كل ميتٍ مات فقد قامت قيامته ولكنها قيامة صغرى بخروج روحه وهي عبارة عن مصيبة كما قال الله تعالى: "أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ" [المائدة : 106]
لن ينجو منها أحد ولو كان أحد سينجو منها لنجا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تذكر عائشة عن النبي عليه الصلاة السلام انه في مرض وفاته كان يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا اله إلا الله إن للموت لسكرات.
وكما قال تعالى: "وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" [قـ : 19] تخيلوا معي لحظة نزع الروح للانسان ثم القبر و البقاء فيه إما منعما أو معذباً الله أعلم كم سيستمر هناك عشرات السنين مئات آلالاف إلا انه سيحدث له أمر وهو في القبر وبينما هو هناك إذ انشق القبر عنه فخرج منه فنظر حوله ماذا حدث؟
إذا الشمس كورت والنجوم انكدرت الجبال سيرت زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وهو يقول مالها الناس كأنهم جراد مبثوث والجبال كأنها صوف وعهن منفوش المرأة تركض هرباً من زوجها والأخ يفر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبتيه وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأنٌ يغنيه, كل امرأة كانت حامل تضع مولودها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد الشمس تدنو من العباد وهم تحت لهيبها إلا ما شاء الله أن يكون تحت ظل عرش الرحمن منهم رجل قلبه معلق بالمساجد منهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقل إني أخاف الله منهم إمام عادل إلى آخره..
ويبقون هكذا تحت الشمس 50000 سنة وبينما هم كذلك إذ ظهر نورٌ عظيم وأشرقت الأرض ما الذي حدث؟
لقد جاء الله "وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً "
فسكت الناس "وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً"
ونكس المجرمون رؤوسهم "رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ "[السجدة : 12].
قال النبي صلى الله عليه وسلم :" يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض" . رواه البخاري ومسلم..
ذكر ابن كثير في تفسيره أن الله يأمر إسرافيل بنفخة الصعق فيقول انفخ نفخة الصعق فيصعق أهل السموات والأرض إلا ما شاء الله
فإذا هم قد خمدوا جاء ملك الموت فقال يا ربي قد مات أهل السموات والأرض إلا من شئت
فيقول الله تبارك وتعالى فمن بقي وهو اعلم
فيقول بقيت أنت الحي الذي لا يموت وبقي حملت عرشك وبقي جبريل و ميكائيل وبقيت أنا
فيقول الله عز وجل : ليمت جبريل و ميكائيل فيموتان
فيأتي ملك الموت إلى الجبار عز وجل يا رب قد مات جبريل و ميكائيل
فيقول الله وهو اعلم من بقي فيقول بقيت أنت يا ربي الحي الذي لا يموت وبقي حملة عرشك وبقيت أنا
فيقول الله عز وجل ليمت حملة عرشي فيموتون
ثم يأتي ملك الموت فيقول يا ربي قد مات حملة عرشك
فيقول الله وهو أعلم من بقي
فيقول بقيت أنت الحي الذي لا يموت وبقيت أنا
فيقول الله عز و وجل يا ملك الموت أنت خلقٌ من خلقي فمت
فإذا لم يبقى إلا الله.
مات الجميع
قال فإذا لم يبقى إلا الله الواحد الأحد الصمد الذي ليس بوالدٍ ولا ولد طوى الله السموات والأرض كطي السجل للكتب
ثم ينادي سبحانه في ملكوت السموات والأرض
ينادي سبحانه في أرجاء مملكته
فيقول أنا الجبار لمن الملك اليوم؟
فلا يجيبه أحد ثم قال لمن الملك اليوم؟
فلا يجيب أحد.
لمن الملك اليوم؟
فلا يجيب أحد.
ثم يجيب هو نفسه سبحانه يقول : للواحد القهار
اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم
كيف أنجو من يوم القيامة؟
لقد أخبرنا الله تعالى كيف ننجو من ذلك اليوم في سورة الفاتحة بعد "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"
قال "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
هذه هي النجاة عبادة الله وحده
الدليل قال تعالى: " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "[الأعراف : 59]
فكانت عبادة الله هي النجاة من ذلك اليوم إذا ما عبدت الله وعصيته فهو الهلاك يوم القيامة فجعل النجاة في الآية التي تليها دعونا في الحلقة القادمة نشرح هذه النجاة لننجو من هذه المشاهد الصعبة يوم القيامة ...
الحلقه التاسعه عشر
" مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ "
بعد ذكر رحمة الله في سورة الفاتحة "الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ " ذكر الله يوم القيامة وجعل آية "الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ " قبلها ليبين أن رحمته سبقت غضبه وأنه كتب على نفسه الرحمة سبحانه .
وفي هذه الآية قراءتان الأولى مالك يوم الدين المشهورة والثانية ملك يوم الدين مالك وملك كلاهما من أسماء الله تعالى ولكن بينهما فرق مالك من المِلك أي من تملك الأشياء فإنك تقول ملكت البيت مثلاً, وأما ملِك من المُلك والمُلك أي السيادة والتصرف .
وقد يكون العبد ملِك وليس مالك وقد يكون مالكاً وليس ملكاً.
مثال: بعض الدول يكون الرئيس فيها ملكاً يتصرف ويدبر ولكن بعد أربع أو ثماني سنوات تجرى انتخابات فيعود رجلاً عادي هذا له ملكٌ ولكنه ليس مالكاً لأن الأشياء التي بسط عليها ملكه وتدبيره ما آلت إليه بل نزعت منه وبعض الناس العكس مالك ولكنه ليس بملِك وان سمي بملك لأنه لا يتصرف في ملكه مثل بعض الدول الأوربية يوجد فيها ملك أو ملكة يحملون عرش المملكة وتوضع صورهم على العملات ويتوارثون البلاد أباً عن جد ولكنهم لا يستطيعون اتخاذ قرار واحد في ملكهم بل الأمر كله عند رئيس الوزراء فهذا مالك وليس بملك.
الله ربنا جل في علاه ملِك ومالك جمع بين الملكين مالك يوم الدين وملِك يوم الدين أي يوم الحساب وتخصيص ملكه بيوم الدين لا يعني أن الله لا يملك إلا يوم القيامة حاشاه سبحانه ولكن يدل على أن من ملك الآخرة فمن باب أولى أن يملك الدنيا التي هي اقل بكثير وهو أصلا قد أخبرك قبلا انه رب العالمين وهو يعم الدنيا والآخرة وإنما أضيف الملك إلى يوم الدين خصوصا لان ذلك اليوم يزول فيه كل ملكٌ إلا ملِك الملك سبحانه الذي هو مالك يوم الدين ملِك الملوك لدرجة أن لا احد يستطيع أن يتكلم إلا بإذنه.
كما قال تعالى: "يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً" [النبأ : 38] .
حتى الشفاعة ما يشفع أحد إلا بإذنه قال تعالى: "مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" .
يوم القيامة ليس هو فقط الذي تزول فيه الدنيا ولكن لكلٍ إنسان يوم قيامة خاصٌ به..
قال الإمام القرطبي اعلم أن كل ميتٍ مات فقد قامت قيامته ولكنها قيامة صغرى بخروج روحه وهي عبارة عن مصيبة كما قال الله تعالى: "أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ" [المائدة : 106]
لن ينجو منها أحد ولو كان أحد سينجو منها لنجا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تذكر عائشة عن النبي عليه الصلاة السلام انه في مرض وفاته كان يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا اله إلا الله إن للموت لسكرات.
وكما قال تعالى: "وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" [قـ : 19] تخيلوا معي لحظة نزع الروح للانسان ثم القبر و البقاء فيه إما منعما أو معذباً الله أعلم كم سيستمر هناك عشرات السنين مئات آلالاف إلا انه سيحدث له أمر وهو في القبر وبينما هو هناك إذ انشق القبر عنه فخرج منه فنظر حوله ماذا حدث؟
إذا الشمس كورت والنجوم انكدرت الجبال سيرت زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وهو يقول مالها الناس كأنهم جراد مبثوث والجبال كأنها صوف وعهن منفوش المرأة تركض هرباً من زوجها والأخ يفر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبتيه وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأنٌ يغنيه, كل امرأة كانت حامل تضع مولودها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد الشمس تدنو من العباد وهم تحت لهيبها إلا ما شاء الله أن يكون تحت ظل عرش الرحمن منهم رجل قلبه معلق بالمساجد منهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقل إني أخاف الله منهم إمام عادل إلى آخره..
ويبقون هكذا تحت الشمس 50000 سنة وبينما هم كذلك إذ ظهر نورٌ عظيم وأشرقت الأرض ما الذي حدث؟
لقد جاء الله "وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً "
فسكت الناس "وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً"
ونكس المجرمون رؤوسهم "رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ "[السجدة : 12].
قال النبي صلى الله عليه وسلم :" يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض" . رواه البخاري ومسلم..
ذكر ابن كثير في تفسيره أن الله يأمر إسرافيل بنفخة الصعق فيقول انفخ نفخة الصعق فيصعق أهل السموات والأرض إلا ما شاء الله
فإذا هم قد خمدوا جاء ملك الموت فقال يا ربي قد مات أهل السموات والأرض إلا من شئت
فيقول الله تبارك وتعالى فمن بقي وهو اعلم
فيقول بقيت أنت الحي الذي لا يموت وبقي حملت عرشك وبقي جبريل و ميكائيل وبقيت أنا
فيقول الله عز وجل : ليمت جبريل و ميكائيل فيموتان
فيأتي ملك الموت إلى الجبار عز وجل يا رب قد مات جبريل و ميكائيل
فيقول الله وهو اعلم من بقي فيقول بقيت أنت يا ربي الحي الذي لا يموت وبقي حملة عرشك وبقيت أنا
فيقول الله عز وجل ليمت حملة عرشي فيموتون
ثم يأتي ملك الموت فيقول يا ربي قد مات حملة عرشك
فيقول الله وهو أعلم من بقي
فيقول بقيت أنت الحي الذي لا يموت وبقيت أنا
فيقول الله عز و وجل يا ملك الموت أنت خلقٌ من خلقي فمت
فإذا لم يبقى إلا الله.
مات الجميع
قال فإذا لم يبقى إلا الله الواحد الأحد الصمد الذي ليس بوالدٍ ولا ولد طوى الله السموات والأرض كطي السجل للكتب
ثم ينادي سبحانه في ملكوت السموات والأرض
ينادي سبحانه في أرجاء مملكته
فيقول أنا الجبار لمن الملك اليوم؟
فلا يجيبه أحد ثم قال لمن الملك اليوم؟
فلا يجيب أحد.
لمن الملك اليوم؟
فلا يجيب أحد.
ثم يجيب هو نفسه سبحانه يقول : للواحد القهار
اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم
كيف أنجو من يوم القيامة؟
لقد أخبرنا الله تعالى كيف ننجو من ذلك اليوم في سورة الفاتحة بعد "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"
قال "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
هذه هي النجاة عبادة الله وحده
الدليل قال تعالى: " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "[الأعراف : 59]
فكانت عبادة الله هي النجاة من ذلك اليوم إذا ما عبدت الله وعصيته فهو الهلاك يوم القيامة فجعل النجاة في الآية التي تليها دعونا في الحلقة القادمة نشرح هذه النجاة لننجو من هذه المشاهد الصعبة يوم القيامة ...