خرج جحا يوما يتجول هو وإبنه وأخذ معه حماره ،،،،
وبينما هما في الطريق،مرا على نفر يقفون على قارعة الطريق يقلبون بأبصارهم كل مار بالطريق،وما إن تجاوزهم جحا وإبنه وهما يجران الحمار ضحك أحدهم وقال: "أنظروا لهؤلاء الغبيين،يمتلكان حمارا ولا يركبان عليه ،،، إن هذا لهو الغباء بعينه" ..
فتعالت ضحكات الرجال وسخروا من جحا وإبنه لأنهما يجران الحمار ولا يركبان عليه ،،،
فسمعهم جحا وهم يسخرون منه ومن إبنه فلم يجبهم،لكنه قال لإبنه:
"لنركب معا على الحمار لكى لا نمر بنفر آخر من الرجال فيسخرون منا كما سخر الأولون"..
فركبا معا على الحمار وإذ بجماعة أخرى ما إن مر بهم جحا وابنه،قال لإبنه: "جماعة أخرى ،،،لو بقينا سائرين على أقدامنا لسخروا منا كما سخر الأولون" ،،،
وما إن جاوزهم جحا هو وابنه،سمعا صوت أحدهم يقول :
"أنظروا إلى قسوة جحا وإبنه،يركبان معا على حمار ضعيف لا يقوى على حمل" ..
لم يبال جحا بضحكات القوم وقد تعالت،قال لإبنه:
"سأنزل أنا لأننى أثقل منك ،وأركب أنت وحدك" ..
فبينما هما فى الطريق على هذا الحال،مرا على إمرأتين تنظران من نافذة المنزل،وبمجرد أن رأتا جحا يمشى وإبنه راكب قالت إحداهما للأخرى:
"إنظرى إلى هذا الولد العاق،كيف يركب ويدع أباه المسكين يمشى" ..
فسمعهم جحا فأنزل إبنه وركب هو مكانه .. فقالت الثانية للأولى : "إنظرى لهذا الأب القاسى كيف يركب هو ويترك إبنه الصغير المسكين يمشى" ..
فسمعهم جحا فقال لإبنه واعظا إياه:
"إسمع يا بنى،،، إنك لن تستطيع أن ترضى الناس مهما حرصت،فلا ترضى إلا رب الناس" ،،،،
" من جعل الهموم هما واحدا،هم آخرته،كفاه الله هم دنياه، ... "
( أليس الله بكاف عبده )