عمر محمد
عضو
- إنضم
- 18 نوفمبر 2013
- المشاركات
- 3,690
- التفاعل
- 11,547
- النقاط
- 122
كيف يا أخي هذه خطابات رسميةوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الراجح ان العرب المسلمين فى ذلك الوقت اخطأوا فى اسم الملك نتيجه لكنة تحويل الاسم للعربيه
كيف يخطئوا باسم ملك أو امتداد ملكه
اقرأ
تعليق على الوثيقة المنسوبة لجورج الثاني يخاطب بها هشام الثالث خليفة المسلمين في الأندلس
واضح أن الوثيقة المنسوبة لجورح الثاني وهشام الثالث بِنْتُ عصرِنَا هذا كتبها متحمس من مذهبه جواز الكذب للمسلمين وليس عليهم.
وقد تناولها غيري بالنقد، وأحب أن أضيف ما يلي:
أولا: أسلوبها أسلوب عصرنا، فمن كلماتها العصرية: ( الرُّقِي)، و (معاهد الصناعات) ولم يوجد آنذاك معاهد تعلم الصناعات، و(رأس بعثة) وهذه الكلمة تذكرنا بالبعثات اليوم إلى الغرب.
ثانيا : الخطاب اﻷول الموجه من جورج الثاني لهشام الثالث فيه أنه (ملك إنجلترا والغال والسويد والنرويج)، وفي الرد عليه تغير لقبه إلى (ملك انجلترا وإيكوسيا وإسكندنافيا).
ثالثا: نص خطاب هشام له على أنه ملك ( انجلترا وإيكوسيا) والخطاب مؤرخ في تاريخ ( 1028م)، وإيكوسيا هذه هي اسكتلندا، والثابت تاريخيا أنها لم تدخل في حكم ملوك انجلترا ، وظلت مملكة مستقلة حتى 1مايو 1707م حين تم إقرار قانون الوحدة لعام 1707م ، والذي اتحدت بموجبه مملكتا إنجلترا وإسكتلندا في ما يعرف اليوم بمملكة بريطانيا العظمى، وقبل ذلك استطاع أحد ملوك انجلترا ضمها في القرن الثاني عشر إلا أنها سرعان ما تحررت، واستقلت.
رابعا: ذكر في الخطاب الموجه اليه من هشام أن جورج ملك (اسكندنافيا) وهذا خطأ تاريخي فادح؛ ﻷن إسكندنافيا في ذاك التاريخ بالتحديد كان يحكمها الفايكنج وكانوا أصحاب قوة وبطش ففي تلك السنوات كانوا يغيرون على انجلترا، ولم تتوقف غاراتهم عليها إلا في سنة 1066م، في معركة جسر ستامفورد، فكيف يكون جورج ملك إنجلترا الواقع تحت غاراتهم آنذاك ملكا عليهم؟!
وأيضًا كان الفايكنج يغيرون على اﻷندلس عن طريق المحيط اﻷطلسي، وأحيانا يتوغلون في بعض اﻷنهر ويغيرون على بعض المدن .
خامسا: جاء في الوثيقة لقب خليفة المسلمين بأنه (هشام الثالث)، ولم يعهد تلقيبه بذلك، فلقب ( الثالث) أطلقه الدارسون بعد انقضاء ذلك العهد، ولقبه الرسمي (هشام المعتد بالله)، ولم يكن يملك اﻷندلس كلها بل كان في عصر بداية ملوك الطوائف، فملك قرطبة وما حولها فقط، ولهذا لما عُزِل عن الحكم بثورة العامة عليه بقيادة أمير أموي فَرَّ إلى أحد ملوك الطوائف لاجئا عنده.
سادسا: في خطاب ملك إنجلترا وقعه بقوله: (خادمكم)، وهذا غير معهود في خطاب الملوك لبعضهم إلا إذا كان تابعا أو مهددا بحرب فيظهر الخضوع، فكيف يصف نفسه بالخادم وهو حسب الوثيقة يملك إنجلترا وبلاد الغال (فرنسا) والسويد والنرويج، وهشام لا يملك آنذاك إلا قرطبة وبعض المدن القريبة منها، وبينه وبين بلاد الغال إمارات أندلسية ومملكة قشتالة المسيحية شمال اﻷندلس .
سابعًا : لو كانت هذه المكاتبة صحيحة لكانت أشهر من نار على علم، وترجمت لكل اللغات، وتداولها الدارسون الغربيون والشرقيون.
والله أعلم
وكتبه
د.سليمان الضحيان