ردك مجرد تشغيب من حضرتك و لا علاقة له بما كتبته في ردي السابق ألبتة
الرؤى لا تثبت بها الأحكام الشرعية .. هذا صحيح و هذا ما أقوله أيضا ، و الأحكام الشرعية لا تؤخذ إلا من كتاب الله و سنة رسولنا صلى الله عليه و سلم .. هذا شيء أكيد و هذا ما أقوله دائما و سبق أن كتبته هنا مرة مند شهور ، فما علاقة تعقيبك بردي السابق ؟!
على كل واضح أن ما أثارك و استفزك هو إشارتي إلى أن فتحَ بغداد سيكون نصرا عظيما لعموم المسلمين وخاصة مسلمي العراق وسيكون نكسة و هزيمة للكافرين الأمريكان وللمجوس الإيرانيين وللمنافقين من بني جلدتنا
فهل حضرتك تشك و لو للحظة أن فتح بغداد و هزيمة المشركين الروافض فيه سُيفرح أحدا من المنافقين .. أكيد لا ، فتحُ بغداد على أيدي المجاهدين لن يُحبَّه و يفرحَ له و يَسعدَ به إلا المسلمون المؤمنون و لن يكرَهَه و ينزعج منه و يحزَن به إلا الكفار الأصليون والمنافقون .
وهذا على كل حال من أبجديات عقيدتنا الإسلامية .. انتصار المسلمين على الكفار والمشركين في أي معركة يفرح المؤمنين و يغيظ الكافرين و المنافقين
أما بخصوص أنه لا يمكننا معرفة المنافقين بأعيانهم فليس على الإطلاق والمهم بالنسبة للمسلم ليس هو أن يعرف أعيانَهم و إنما أن يعرف صفاتِهم حتى يحذرها و لا يقع فيها فــــتَــحْــبَـــطَ أعمالُه ،
و هكذا إذا رجعت إلى كتاب الله و إلى سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فستجد أن الله سبحانه و تعالى لم يذكر المنافقين بأعيانِهم و إنما ذكرهم لنا بصفاتهم و علاماتهم و كذا في السنة المطهرة جاءت العديد من صفات المنافقين و بين لنا النبي صلى الله عليه و سلم شعب النفاق حتى يحذرها المسلمون و لا يقعوا فيها .. و بهذه الصفات و العلامات عرف الصحابة أن عبد الله بن أبي بن سلول مثلا هو رأس المنافقين في المدينة ، و بهذه الصفات و العلامات عرف الصحابة رضي الله عنهم بعض أعيان المنافقين و الأدلة على ذلك موجودة في كتب الحديث .. منها قول عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وهو يتحدث عن صلاة الجماعة قال : (ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق) رواه مسلم ، و منها ما قاله كعب بن مالك رضي الله عنه وهو يحكي قصة تخلفه عن غزوة تبوك حيث قال : (فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه النفاق، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء) متفق عليه
ــــــــــــــــــ
و من بين صفات المنافقين ـ مما يتصل بموضوعنا ـ :
~ موالاة الكافرين و اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين و ابتغاء العزة عند الكافرين
يقول الله سبحانه و تعالى [ بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ( 138 ) الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ( 139 ) ] النساء
~ و من صفات المنافقين توليهم للكافرين و الإتفاق مع الكافرين على قتال المسلمين
يقول الله سبحانه و تعالى [ ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون ( 11 ) ] الحشر
~ و من صفات المنافقين حب التحاكم إلى الطاغوت والصدود عما أنزل الله من أحكام و عدم الرضا بالتحاكم إليها
يقول الله سبحانه و تعالى [ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ( 60 ) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ( 61 ) ] النساء
~ و من صفات المنافقين كرههم الجهاد والاستشهاد في سبيل الله تعالى
يقول الله سبحانه و تعالى [ وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ( 166 ) وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ( 167 ) ] آل عمران
~ و من صفات المنافقين فرحهم بما يصيب المؤمنين من ضراء و انكسار واستياؤهم بما يمكّن الله لهم من انتصارات و فتوحات
يقول الله سبحانه و تعالى [ إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط ( 120 ) ] آل عمران
وغير ذلك من الصفات الكثيرة الواردة فيهم ...
و كثير من هذه الصفات نراها في عدد الناس اليوم وفي عدد من المشاهير و بالخصوص القيادات و المسؤولين و قادة أحزاب و مناهج في بلداننا ، فتجدهم يتذللون للغرب ولأمريكا خاصة ليل نهار و يوالونهم و يساعدونهم في أزماتهم الإقتصادية بل و يمولون حروب الكفار على المسلمين ..
رأينا مثلا قادة بأعينهم كيف مولوا حروب أمريكا على مسلمي أفغانستان و مجاهدي طالبان و على مسلمي العراق ،
و عندما أثخن و نكَّل المجاهدون في العراق بالقوات الأمريكية المحتلة رأيناهم كيف يسارعون في إنشاء و تمويل الصحوات سنة 2007 لإنقاذ أمريكا من هزيمتها في العراق ،
ورأينا أيضا قادة مولوا حرب فرنسا على مالي و مسلمي أزواد ، ورأيناهم اليوم مستمرين في خياناتهم فها هم يمولون و يشاركون في قتال و قصف مسلمي و مجاهدي الدولة الإسلامية في العراق و الشام ،
رأيناهم لا يرضون بالتحاكم إلى الكتاب و السنة في قضايا الأمة الكبرى و في التعامل مع اليهود في فلسطين و الغرب عموما بل لا يرضون إلا بالتحاكم إلى القوانين الدولية وقوانين الأمم الكافرة
رأينا أيضا قادة أحد الأحزاب و الجماعات التي تدعي أن مرجعيتها إسلامية كيف كانوا في صف الإحتلال الأمريكي في غزو العراق و كيف ساهموا في إنشاء الصحوات العميلة حماية لأظهر الأمريكان و الروافض ...