الشجرة الطيبة
عضو
- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبدالحق رعاك الله
سبق وأن كان لك موضوع حملت فيه على إدارة المنتدى بخصوص إجراءات إداريه اتخذناها بحقك وكنا فيها موضع إتهامك ولم نسلم من سهام نقدك .
وإني كنت قد تعمدت غض الطرف عنك في هذا الموضوع حتى ننظر في مآله ، فإذا بك تغتر وتأخذك العزة بالإثم وتنتقل من هتك عرض إمرؤ مسلم بغير بينة ولا حجه إلى الطعن على صحاح الحديث لمجرد أنها لا توافق هواك ، وما أراك إلا قد رددت على إخوانك بضاعتهم ورفضت نصحهم ، وأبيت أن تحترز لدينك كما يفعل كل كيس فطن ، فكان من الأسلم أن نمنعك من الرد في هذا الموضوع .
ولقد كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقسم عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن ابن صياد هو الدجال ، ولم يكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينكر عليه في شيئ من ذلك ، وما كان صنيع عمر ذاك من رؤيا رآها في منامه ... فكيف بك وانت تحتج بالرؤى والمنامات لتحكم بها على الناس .
ولعله من المفيد أن نستأنس بقصتين أوردهما الشاطبي – رحمه الله - في كتاب ( الإعتصام ) حيث قال: " يُحْكَى أَنَّ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ، فَلَمَّا رَآهُ؛ قَالَ: عَلَيَّ بِالسَّيْفِ وَالنَّطْعِ، قَالَ: وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّكَ تَطَأُ بِسَاطِي وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، فَقَصَصْتُ رُؤْيَايَ عَلَى مَنْ عَبَرَهَا، فَقَالَ لِي: يُظْهِرُ لَكَ طَاعَةً وَيُضْمِرُ مَعْصِيَةً. فَقَالَ لَهُ شَرِيكٌ: وَاللَّهِ مَا رُؤْيَاكَ بِرُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَلَا أَنَّ مُعَبِّرَكَ بِيُوسُفَ الصِّدِّيقِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-، فَبِالْأَحْلَامِ الْكَاذِبَةِ تَضْرِبُ أَعْنَاقَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَاسْتَحْيَا الْمَهْدِيُّ، وَقَالَ: اخْرُجْ عَنِّي، ثُمَّ صَرَفَهُ وَأَبْعَدَهُ.
وَحَكَى الْغَزَالِيُّ عَنْ بَعْضِ الْأَئِمَّةِ: أَنَّهُ أَفْتَى بِوُجُوبِ قَتْلِ رَجُلٍ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، فَرُوجِعَ فِيهِ فَاسْتَدَلَّ بِأَنَّ رَجُلًا رَأَى فِي مَنَامِهِ إِبْلِيسَ قَدِ اجْتَازَ بِبَابِ الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَدْخُلْهَا؟ فَقِيلَ: هَلْ دَخَلْتَهَا؟ فَقَالَ: أَغْنَانِي عَنْ دُخُولِهَا رَجُلٌ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: لَوْ أَفْتَى إِبْلِيسُ بِوُجُوبِ قَتْلِي فِي الْيَقَظَةِ؛ هَلْ تُقَلِّدُونَهُ فِي فَتْوَاهُ؟ فَقَالُوا: لَا! فَقَالَ: قَوْلُهُ فِي الْمَنَامِ لَا يَزِيدُ عَلَى قَوْلِهِ فِي الْيَقَظَةِ "
أما فيما يتعلق بما استدركه الدارقطني على صحيحي البخاري ومسلم ... فقد رد أهل العلم – الذين هم أعلم منا بدقائق صنعة الحديث - على ذلك
فقد قال ابن حجر في مقدمة فتح الباري : "استدرك الدارقطني على البخاري ومسلم أحاديث، وذلك الطعن مبني على قواعد لبعض المحدثين ضعيفة جدا، مخالفة لما عليه الجمهور من أهل الفقه والأصول وغيرهم، فلا تغتر بذلك"
وللمزيد من التفصيل عليك بمراجعة مقدمة الحافظ ابن حجر المسماه (هدي الساري مقدمة فتح الباري ) ... فقد تصدي فيها بالرد والتبيان على الدارقطني وغيره .
وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في كتاب ( الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ): "الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين، وممن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر، أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها، ليس في واحد منها مطعن أو ضعف، وإنما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منها في كتابه، وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها فلا يهولنك إرجاف المرجفين وزعم الزاعمين أن في "الصحيحين" أحاديث غير صحيحة، وتتبع الأحاديث التي تكلموا فيها، وانقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم، واحكم على بينة، والله الهادي إلى سواء السبيل "
أخي عبدالحق رعاك الله
سبق وأن كان لك موضوع حملت فيه على إدارة المنتدى بخصوص إجراءات إداريه اتخذناها بحقك وكنا فيها موضع إتهامك ولم نسلم من سهام نقدك .
وإني كنت قد تعمدت غض الطرف عنك في هذا الموضوع حتى ننظر في مآله ، فإذا بك تغتر وتأخذك العزة بالإثم وتنتقل من هتك عرض إمرؤ مسلم بغير بينة ولا حجه إلى الطعن على صحاح الحديث لمجرد أنها لا توافق هواك ، وما أراك إلا قد رددت على إخوانك بضاعتهم ورفضت نصحهم ، وأبيت أن تحترز لدينك كما يفعل كل كيس فطن ، فكان من الأسلم أن نمنعك من الرد في هذا الموضوع .
ولقد كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقسم عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن ابن صياد هو الدجال ، ولم يكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينكر عليه في شيئ من ذلك ، وما كان صنيع عمر ذاك من رؤيا رآها في منامه ... فكيف بك وانت تحتج بالرؤى والمنامات لتحكم بها على الناس .
ولعله من المفيد أن نستأنس بقصتين أوردهما الشاطبي – رحمه الله - في كتاب ( الإعتصام ) حيث قال: " يُحْكَى أَنَّ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ، فَلَمَّا رَآهُ؛ قَالَ: عَلَيَّ بِالسَّيْفِ وَالنَّطْعِ، قَالَ: وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّكَ تَطَأُ بِسَاطِي وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، فَقَصَصْتُ رُؤْيَايَ عَلَى مَنْ عَبَرَهَا، فَقَالَ لِي: يُظْهِرُ لَكَ طَاعَةً وَيُضْمِرُ مَعْصِيَةً. فَقَالَ لَهُ شَرِيكٌ: وَاللَّهِ مَا رُؤْيَاكَ بِرُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَلَا أَنَّ مُعَبِّرَكَ بِيُوسُفَ الصِّدِّيقِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-، فَبِالْأَحْلَامِ الْكَاذِبَةِ تَضْرِبُ أَعْنَاقَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَاسْتَحْيَا الْمَهْدِيُّ، وَقَالَ: اخْرُجْ عَنِّي، ثُمَّ صَرَفَهُ وَأَبْعَدَهُ.
وَحَكَى الْغَزَالِيُّ عَنْ بَعْضِ الْأَئِمَّةِ: أَنَّهُ أَفْتَى بِوُجُوبِ قَتْلِ رَجُلٍ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، فَرُوجِعَ فِيهِ فَاسْتَدَلَّ بِأَنَّ رَجُلًا رَأَى فِي مَنَامِهِ إِبْلِيسَ قَدِ اجْتَازَ بِبَابِ الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَدْخُلْهَا؟ فَقِيلَ: هَلْ دَخَلْتَهَا؟ فَقَالَ: أَغْنَانِي عَنْ دُخُولِهَا رَجُلٌ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: لَوْ أَفْتَى إِبْلِيسُ بِوُجُوبِ قَتْلِي فِي الْيَقَظَةِ؛ هَلْ تُقَلِّدُونَهُ فِي فَتْوَاهُ؟ فَقَالُوا: لَا! فَقَالَ: قَوْلُهُ فِي الْمَنَامِ لَا يَزِيدُ عَلَى قَوْلِهِ فِي الْيَقَظَةِ "
أما فيما يتعلق بما استدركه الدارقطني على صحيحي البخاري ومسلم ... فقد رد أهل العلم – الذين هم أعلم منا بدقائق صنعة الحديث - على ذلك
فقد قال ابن حجر في مقدمة فتح الباري : "استدرك الدارقطني على البخاري ومسلم أحاديث، وذلك الطعن مبني على قواعد لبعض المحدثين ضعيفة جدا، مخالفة لما عليه الجمهور من أهل الفقه والأصول وغيرهم، فلا تغتر بذلك"
وللمزيد من التفصيل عليك بمراجعة مقدمة الحافظ ابن حجر المسماه (هدي الساري مقدمة فتح الباري ) ... فقد تصدي فيها بالرد والتبيان على الدارقطني وغيره .
وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في كتاب ( الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ): "الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين، وممن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر، أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها، ليس في واحد منها مطعن أو ضعف، وإنما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منها في كتابه، وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها فلا يهولنك إرجاف المرجفين وزعم الزاعمين أن في "الصحيحين" أحاديث غير صحيحة، وتتبع الأحاديث التي تكلموا فيها، وانقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم، واحكم على بينة، والله الهادي إلى سواء السبيل "