بن عيسى
عضو
- إنضم
- 30 مارس 2016
- المشاركات
- 1,520
- التفاعل
- 5,267
- النقاط
- 122
ترامب يعاقب كاليفورنيا على "جدار المكسيك" بإلغاء تمويل "السكك الحديدية"
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنها "تعتزم إلغاء تخصيص ما يقرب من مليار دولار لتمويل مشروع خط سكة حديد لقطارات فائقة السرعة في كاليفورنيا"، الأمر الذي اعتبره مراقبون عقابا من إدارة ترامب على "الطعن على حالة الطوارئ الوطنية وتبني سياسة إلغاء تمويل جدار المكسيك".
ودفع إلى هذه الخطوة، التي جاء الإعلان عنها في رسالة من رئيس الإدارة الاتحادية للسكك الحديدية إلى نظيره في هيئة السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة في ولاية كاليفورنيا، العجز المالي في الهيئة.
وكان ينظر إلى مشروع السكك الحديدية باعتباره طفرة اقتصادية تربط بين لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو. لكن حاكم الولاية جافين نيوسام قال الأسبوع الماضي إن الميزانية المتضخمة دفعته إلى إعادة تركيز عملية البناء على مسافة صغيرة من السكة الحديدية بين المدينتين متوسطتي الحجم بيكرسفيلد وميرسيد في وسط كاليفورنيا.
وقال رئيس الإدارة الاتحادية للسكك الحديدية، رونالد باتوري، إن خطة نيوسام المعدلة "تحبط الغرض الذي تم تخصيص الأموال الاتحادية من أجله".
وأضاف باتوري أنه سيتم إلغاء التمويل في الخامس من مارس.
وألقى مصير مشروع السكك الحديدية عالية السرعة في كاليفورنيا مزيداً من الشك عندما أعلنت الحكومة الفيدرالية عن خطط لإلغاء 929 مليون دولار من أموال المنح كان يفترض تقديمها لهيئة السكك الحديدية، وهو أمر اعتبره المراقبون مردوداً سياسياً لمعاقبة كاليفورنيا.
ويمثل هذا التصعيد تصاعدا في المعركة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة ولاية كاليفورنيا.
وقال نائب حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه "ليس من قبيل المصادفة أن يأتي تهديد الإدارة بعد 24 ساعة من قيام ولاية كاليفورنيا بتبني 16 ولاية للطعن في اعلان حالة الطوارئ الوطنية للرئيس"، في إشارة إلى إعلان ترامب الطارئ لتأمين تمويل جداره على الحدود المكسيكية. وأضاف "ربط الرئيس هاتين القضيتين معاً في تغريدة هذا الصباح، لذا أنا أقول إنه انتقام سياسي واضح من الرئيس ترامب، ونحن لن نجلس مكتوفي الأيدي. هذه أموال كاليفورنيا، وسنناضل من أجلها".
وفي وقت سابق، أعلن ترامب على موقع "تويتر"، أن "مشروع القطار السريع فاشل في كاليفورنيا، حيث أصبحت التكاليف رقماً قياسياً عالمياً، أكثر كلفة بمئات المرات من الجدار الذي نحن في أمس الحاجة له!".
وقالت إدارة النقل أيضاً إنها "تستكشف بنشاط كل خيار قانوني لاستعادة منحة إضافية بقيمة 2.5 مليار دولار تستخدم لتمويل بناء 119 ميلاً من خط السكك الحديدية في الوادي الأوسط".
وتمثل المنح الفيدرالية حوالي ربع إجمالي تمويل المشروع حتى الآن، وهو مبلغ يمثل أهمية بالغة لإكمال الجزء الخاص بالوادي الأوسط وإتمام المراجعات البيئية لقطاعات أخرى بين سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس.
ويرى مراقبون انه إذا فقدت الأموال أو تم تقييدها في معركة قانونية طويلة ، فربما كان على الدولة إما أن تحول الأموال إلى مكان آخر أو أن تقلل من تمويل المشروع.
وتعهدت نيوزوم بعرقلة التحرك، بحجة أنها كانت بمثابة رد سياسي من إدارة ترامب.
من جهته وضع رونالد باتوري، رئيس الإدارة الفيدرالية للسكك الحديدية، وهي وكالة النقل التي قدمت المنح في عامي 2009 و2010 حجة قانونية مطولة بشأن سبب عدم امتثال الدولة لاتفاقية المنحة. وقال باتوري في رسالة مؤلفة من ثلاث صفحات إلى الرئيس التنفيذي لسلطات السكك الحديدية في ولاية كاليفورنيا بريان كيلي إن "الدولة فشلت مادياً في الامتثال لشروط الاتفاقية وفشلت في تحقيق تقدم معقول في المشروع".
****************************************************************************
المؤرخ الأمريكي فيكتور ديفيس هانسون يكتب: هل أمريكا على شفا حرب أهلية؟
يستمر الأمريكيون فى الانقسام فى معسكرين معاديين لبعضهما البعض، حيث يبدو أن البلاد لم تعد فى عام ٢٠١٨، ولكنها عادت إلى عام ١٨٦٠، عشية الحرب الأهلية، خلال أعظم عصر من الثراء، والترفيه، والحرية، فى تاريخ الحضارة.
وقد رأى المؤرخ الإغريقى الشهير، ثوسيديديس، أن الخلاف المدنى الذى مزق المدن اليونانية فى القرن الـ٥ قبل الميلاد هو بمثابة حالة من الركود، فالركود بالنسبة له كان يتمثل فى الحرب الأهلية المريرة بين الجماهير الثورية، والطبقات التقليدية المتوسطة، والعليا، ويبدو أن هذا الانقسام القديم بات الآن يصيب كل جانب من جوانب الحياة الأمريكية.
وينقسم الأمريكيون إلى فريقين، أحدهما يفخر بالتقاليد الأمريكية القديمة، والإصلاح المستمر، والاستثنائية الأمريكية الحالية، أما الفريق الآخر فهو يصر على أن البلاد كانت معيبة، بشكل ميؤوس منه، عند نشأتها، وأنه يجب أن يتم إعادة بنائها بشكل جذرى لتصحيح خطاياها الأصلية.
ولم يعد أى مجال للحياة فى مأمن من التسييس فى الولايات المتحدة الآن: الأفلام، والتليفزيون، والرياضة، والكوميديا، والجامعات، حتى الأعاصير عادةً ما تتصدر الأجندات السياسية.
ولكن ما الذى يجعل الأمريكيين يحولون اختلافاتهم إلى هذه الكراهية المُرة؟، ولماذا الآن؟.
غالبًا ما يتحول رواد الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعية، ليصبحوا بمثابة عصابة غوغائية إلكترونية تقتل دون محاكمة، وفى أقل من ثانية.
وقد أدت العولمة إلى إثراء أمريكا وإفقارها، على حد سواء، كما جعلتها أكثر انقسامًا أيضًا، حيث أدت إلى فقد أولئك الذين يعملون فى الأعمال اليدوية مَن قرروا الذهاب إلى بلدان خارجية أقل تكلفة وأقل تنظيمًا، وظائفهم، فأصبح أولئك هم الخاسرين من العولمة، فيما أصبح الأمريكيون الذين استفادوا من الخبرة المهنية فى الأسواق العالمية الجديدة الواسعة أكثر ثراءً، وباتوا هم الفائزين.
وقد أججت جغرافية البلاد، التى عملت على تكثيف الصراع المدنى فى التاريخ، الانقسام الاقتصادى، والثقافى المتزايد، حيث بات الأمريكيون منقسمين فى ولايات حمراء وزرقاء، فينجذب الليبراليون إلى المجتمعات الساحلية الحضرية، وأساليب الحياة التقدمية، والكثير من الخدمات الحكومية، فيما ينتقل المحافظون بصورة متزايدة إلى المناطق الأقل ضرائب، والحكومات الأصغر، والأكثر تقليدية، فعلى سبيل المثال تختلف أساليب الحياة فى سان فرانسيسكو، وتوليدو، بشكل كبير للغاية لدرجة تكاد تكون كما لو كانا كوكبين مختلفين.
ولطالما كانت الهجرة القانونية، المتنوعة، بمثابة قوة لأمريكا، حيث كانت سهولة الاستيعاب، والاندماج، والتزاوج داخل البلاد تؤدى إلى تحويل القادمين الجدد إلى أمريكيين شديدى الانتماء فى خلال جيل أو اثنين.
ولكن عندما تكون الهجرة غير قانونية، أو متنوعة، فإن النتيجة تكون البلقنة (هى تقسيم منطقة إلى دول أو مجموعات أصغر معادية بشكل متبادل)، وتستضيف البلاد حاليًا نحو 60 مليون شخص من غير المواطنين، وهو أكبر عدد من المهاجرين فى تاريخ أمريكا.
ولكن على عكس الماضى، لا تطلب أمريكا فى كثير من الأحيان من المهاجرين الجدد تعلم اللغة الإنجليزية، أو الاندماج فى أسرع وقت ممكن، وبدلًا من ذلك قد باتت الهجرة مسيسة، حيث يُنظر إلى الوافدين الجدد على أنهم مجرد كتل تصويتية مفيدة.
وقد أصبحت الآن القبلية هى المبدأ الأمريكى الجديد، حيث بات ضروريا للغاية النوع، والتوجه الجنسى، والدين، والعرق، فالأمريكيون باتوا يهرعون إلى الانقسام إلى كتل متنوعة، وغالباً ما تكون أمريكا هدفًا للانتقادات غير الواقعية، وقليلون هم الذين يستوعبون أن البدائل الأسوأ بكثير فى الخارج مليئة بالعنصرية، والتمييز، على أساس الجنس، والحروب الأهلية، والفساد، والفقر، وهى الأمور التى لا يمكن تصورها فى الولايات المتحدة، وأضافت الانتخابات الماضية إلى السقوط المتزايد نحو الهاوية.
والسؤال الآن، هل ستظل أمريكا فى الانقسام، وسرعان ما ستلجأ إلى العنف المفتوح، كما حدث عام 1861؟، أم هل سيتحد الأمريكيون من جديد ويعملون على علاج جراحنا، كما فعلنا فى أعقاب اضطرابات الكساد العظيم فى الثلاثينيات، أو بعد احتجاجات الستينيات؟.
وأرى أن الجواب موجود فى داخل كل واحد منا، فإما سنعامل بعضنا البعض فى كل يوم كزملاء أمريكيين، مع الاتحاد أكثر بكثير من الانقسام، أو سنستمر فى المسار الحالى الذى سيؤدى فى نهاية المطاف إلى مناخ ملىء بالكراهية مثل ذلك الموجود فى العراق، أو رواندا، أو البلقان.
نقلا عن صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنها "تعتزم إلغاء تخصيص ما يقرب من مليار دولار لتمويل مشروع خط سكة حديد لقطارات فائقة السرعة في كاليفورنيا"، الأمر الذي اعتبره مراقبون عقابا من إدارة ترامب على "الطعن على حالة الطوارئ الوطنية وتبني سياسة إلغاء تمويل جدار المكسيك".
ودفع إلى هذه الخطوة، التي جاء الإعلان عنها في رسالة من رئيس الإدارة الاتحادية للسكك الحديدية إلى نظيره في هيئة السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة في ولاية كاليفورنيا، العجز المالي في الهيئة.
وكان ينظر إلى مشروع السكك الحديدية باعتباره طفرة اقتصادية تربط بين لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو. لكن حاكم الولاية جافين نيوسام قال الأسبوع الماضي إن الميزانية المتضخمة دفعته إلى إعادة تركيز عملية البناء على مسافة صغيرة من السكة الحديدية بين المدينتين متوسطتي الحجم بيكرسفيلد وميرسيد في وسط كاليفورنيا.
وقال رئيس الإدارة الاتحادية للسكك الحديدية، رونالد باتوري، إن خطة نيوسام المعدلة "تحبط الغرض الذي تم تخصيص الأموال الاتحادية من أجله".
وأضاف باتوري أنه سيتم إلغاء التمويل في الخامس من مارس.
وألقى مصير مشروع السكك الحديدية عالية السرعة في كاليفورنيا مزيداً من الشك عندما أعلنت الحكومة الفيدرالية عن خطط لإلغاء 929 مليون دولار من أموال المنح كان يفترض تقديمها لهيئة السكك الحديدية، وهو أمر اعتبره المراقبون مردوداً سياسياً لمعاقبة كاليفورنيا.
ويمثل هذا التصعيد تصاعدا في المعركة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة ولاية كاليفورنيا.
وقال نائب حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه "ليس من قبيل المصادفة أن يأتي تهديد الإدارة بعد 24 ساعة من قيام ولاية كاليفورنيا بتبني 16 ولاية للطعن في اعلان حالة الطوارئ الوطنية للرئيس"، في إشارة إلى إعلان ترامب الطارئ لتأمين تمويل جداره على الحدود المكسيكية. وأضاف "ربط الرئيس هاتين القضيتين معاً في تغريدة هذا الصباح، لذا أنا أقول إنه انتقام سياسي واضح من الرئيس ترامب، ونحن لن نجلس مكتوفي الأيدي. هذه أموال كاليفورنيا، وسنناضل من أجلها".
وفي وقت سابق، أعلن ترامب على موقع "تويتر"، أن "مشروع القطار السريع فاشل في كاليفورنيا، حيث أصبحت التكاليف رقماً قياسياً عالمياً، أكثر كلفة بمئات المرات من الجدار الذي نحن في أمس الحاجة له!".
وقالت إدارة النقل أيضاً إنها "تستكشف بنشاط كل خيار قانوني لاستعادة منحة إضافية بقيمة 2.5 مليار دولار تستخدم لتمويل بناء 119 ميلاً من خط السكك الحديدية في الوادي الأوسط".
وتمثل المنح الفيدرالية حوالي ربع إجمالي تمويل المشروع حتى الآن، وهو مبلغ يمثل أهمية بالغة لإكمال الجزء الخاص بالوادي الأوسط وإتمام المراجعات البيئية لقطاعات أخرى بين سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس.
ويرى مراقبون انه إذا فقدت الأموال أو تم تقييدها في معركة قانونية طويلة ، فربما كان على الدولة إما أن تحول الأموال إلى مكان آخر أو أن تقلل من تمويل المشروع.
وتعهدت نيوزوم بعرقلة التحرك، بحجة أنها كانت بمثابة رد سياسي من إدارة ترامب.
من جهته وضع رونالد باتوري، رئيس الإدارة الفيدرالية للسكك الحديدية، وهي وكالة النقل التي قدمت المنح في عامي 2009 و2010 حجة قانونية مطولة بشأن سبب عدم امتثال الدولة لاتفاقية المنحة. وقال باتوري في رسالة مؤلفة من ثلاث صفحات إلى الرئيس التنفيذي لسلطات السكك الحديدية في ولاية كاليفورنيا بريان كيلي إن "الدولة فشلت مادياً في الامتثال لشروط الاتفاقية وفشلت في تحقيق تقدم معقول في المشروع".
****************************************************************************
المؤرخ الأمريكي فيكتور ديفيس هانسون يكتب: هل أمريكا على شفا حرب أهلية؟
يستمر الأمريكيون فى الانقسام فى معسكرين معاديين لبعضهما البعض، حيث يبدو أن البلاد لم تعد فى عام ٢٠١٨، ولكنها عادت إلى عام ١٨٦٠، عشية الحرب الأهلية، خلال أعظم عصر من الثراء، والترفيه، والحرية، فى تاريخ الحضارة.
وقد رأى المؤرخ الإغريقى الشهير، ثوسيديديس، أن الخلاف المدنى الذى مزق المدن اليونانية فى القرن الـ٥ قبل الميلاد هو بمثابة حالة من الركود، فالركود بالنسبة له كان يتمثل فى الحرب الأهلية المريرة بين الجماهير الثورية، والطبقات التقليدية المتوسطة، والعليا، ويبدو أن هذا الانقسام القديم بات الآن يصيب كل جانب من جوانب الحياة الأمريكية.
وينقسم الأمريكيون إلى فريقين، أحدهما يفخر بالتقاليد الأمريكية القديمة، والإصلاح المستمر، والاستثنائية الأمريكية الحالية، أما الفريق الآخر فهو يصر على أن البلاد كانت معيبة، بشكل ميؤوس منه، عند نشأتها، وأنه يجب أن يتم إعادة بنائها بشكل جذرى لتصحيح خطاياها الأصلية.
ولم يعد أى مجال للحياة فى مأمن من التسييس فى الولايات المتحدة الآن: الأفلام، والتليفزيون، والرياضة، والكوميديا، والجامعات، حتى الأعاصير عادةً ما تتصدر الأجندات السياسية.
ولكن ما الذى يجعل الأمريكيين يحولون اختلافاتهم إلى هذه الكراهية المُرة؟، ولماذا الآن؟.
غالبًا ما يتحول رواد الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعية، ليصبحوا بمثابة عصابة غوغائية إلكترونية تقتل دون محاكمة، وفى أقل من ثانية.
وقد أدت العولمة إلى إثراء أمريكا وإفقارها، على حد سواء، كما جعلتها أكثر انقسامًا أيضًا، حيث أدت إلى فقد أولئك الذين يعملون فى الأعمال اليدوية مَن قرروا الذهاب إلى بلدان خارجية أقل تكلفة وأقل تنظيمًا، وظائفهم، فأصبح أولئك هم الخاسرين من العولمة، فيما أصبح الأمريكيون الذين استفادوا من الخبرة المهنية فى الأسواق العالمية الجديدة الواسعة أكثر ثراءً، وباتوا هم الفائزين.
وقد أججت جغرافية البلاد، التى عملت على تكثيف الصراع المدنى فى التاريخ، الانقسام الاقتصادى، والثقافى المتزايد، حيث بات الأمريكيون منقسمين فى ولايات حمراء وزرقاء، فينجذب الليبراليون إلى المجتمعات الساحلية الحضرية، وأساليب الحياة التقدمية، والكثير من الخدمات الحكومية، فيما ينتقل المحافظون بصورة متزايدة إلى المناطق الأقل ضرائب، والحكومات الأصغر، والأكثر تقليدية، فعلى سبيل المثال تختلف أساليب الحياة فى سان فرانسيسكو، وتوليدو، بشكل كبير للغاية لدرجة تكاد تكون كما لو كانا كوكبين مختلفين.
ولطالما كانت الهجرة القانونية، المتنوعة، بمثابة قوة لأمريكا، حيث كانت سهولة الاستيعاب، والاندماج، والتزاوج داخل البلاد تؤدى إلى تحويل القادمين الجدد إلى أمريكيين شديدى الانتماء فى خلال جيل أو اثنين.
ولكن عندما تكون الهجرة غير قانونية، أو متنوعة، فإن النتيجة تكون البلقنة (هى تقسيم منطقة إلى دول أو مجموعات أصغر معادية بشكل متبادل)، وتستضيف البلاد حاليًا نحو 60 مليون شخص من غير المواطنين، وهو أكبر عدد من المهاجرين فى تاريخ أمريكا.
ولكن على عكس الماضى، لا تطلب أمريكا فى كثير من الأحيان من المهاجرين الجدد تعلم اللغة الإنجليزية، أو الاندماج فى أسرع وقت ممكن، وبدلًا من ذلك قد باتت الهجرة مسيسة، حيث يُنظر إلى الوافدين الجدد على أنهم مجرد كتل تصويتية مفيدة.
وقد أصبحت الآن القبلية هى المبدأ الأمريكى الجديد، حيث بات ضروريا للغاية النوع، والتوجه الجنسى، والدين، والعرق، فالأمريكيون باتوا يهرعون إلى الانقسام إلى كتل متنوعة، وغالباً ما تكون أمريكا هدفًا للانتقادات غير الواقعية، وقليلون هم الذين يستوعبون أن البدائل الأسوأ بكثير فى الخارج مليئة بالعنصرية، والتمييز، على أساس الجنس، والحروب الأهلية، والفساد، والفقر، وهى الأمور التى لا يمكن تصورها فى الولايات المتحدة، وأضافت الانتخابات الماضية إلى السقوط المتزايد نحو الهاوية.
والسؤال الآن، هل ستظل أمريكا فى الانقسام، وسرعان ما ستلجأ إلى العنف المفتوح، كما حدث عام 1861؟، أم هل سيتحد الأمريكيون من جديد ويعملون على علاج جراحنا، كما فعلنا فى أعقاب اضطرابات الكساد العظيم فى الثلاثينيات، أو بعد احتجاجات الستينيات؟.
وأرى أن الجواب موجود فى داخل كل واحد منا، فإما سنعامل بعضنا البعض فى كل يوم كزملاء أمريكيين، مع الاتحاد أكثر بكثير من الانقسام، أو سنستمر فى المسار الحالى الذى سيؤدى فى نهاية المطاف إلى مناخ ملىء بالكراهية مثل ذلك الموجود فى العراق، أو رواندا، أو البلقان.
نقلا عن صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية
التعديل الأخير: