ما أكثر التحريف! وما أكثر من يجهل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابه...
بإختصار شديد سيرة نبي الإسلام كانت على ثلاث مراحل من فهمها رأى أين الحق ومع من...
ولا يأتي قائل ويقول نحن في عصر جديد وما كان أيام النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان ماضيا والمواقف تختلف وأن رسول الله ليس بين أظهرنا كما كان بينهم، فقد قال الله سبحانه
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
وكما هو واضح أن القرآن غالبه قصص وعبر وضرب للأمثال من الأمم السابقة والصالحين اﻷوائل لكي تكون أداة تساعد النبي وصحابته وأمته من بعده لينجو من الفتن ويتبعوا طريق الحق وإذا كان هذا الحال مع من قبل رسول الله، فما بالكم بقصة وسيرة رسول الله خاتم الأنبياء محمد وصحابته؟ هو أولى أن نطبقه ونوقعه على واقعنا المعاصر وخاصة أنه أقرب الأنبياء إلينا ونحن من أتباعه
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
فالمراحل الثلاث المهم إدراكها لكي تتضح الأمور بإختصار شديد:
1- مرحلة الصبر على الأذى، ومقابلة الأذى بالإحسان، والتعريف بالإسلام دون أي شدة أو غلظة بالتعامل وإن حصل أذى، والتعامل باللين مع الجميع، وعدم فرض شيء من أحكام الإسلام على غير المسلمين كالجزية بسبب الضعف.
والدلائل من القرآن والسنة كثيرة في مراحل الدعوة الأولى منها:
(وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا)
(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
(لكم دينكم ولي دين)
والقصة المشهورة في يوم من الأيام كان عليه الصلاة والسلام يصلي عند البيت ، وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس ، فقال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد ، فانبعث أشقى القوم فجاء به ، فانتظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه على ظهره بين كتفيه، فجعلوا يضحكون ويميل بعضهم على بعض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره الأذى.
وقصته عندما رجع من الطائف بعد أن آذوه كثيرا حتى أغمي عليه وبعد ذلك سؤال ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين ورده اللين والعطوف ورقته ورحمته بمن أذوه.
وغيرها الكثير من محاولاته ومواقفه الكثيرة في دعوتهم وصبره على آذاهم وعدم الرد عليهم.
2- مرحلة الشدة والغلظة، وأمر الله للنبي وصحابته بمحاربتهم، وإظهار الشدة لهم، وبعدم الرفق معهم، والتعامل باللين فقط مع المسلمين، وفرض أحكام الإسلام عند المقدرة
والدلائل من القرآن والسنة عديدة نذكر بعضها:
(فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ)
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)
(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ)
(قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
ومن السنة:
وقصة أبو بكر الصديق الشهيرة بقوله لأحد المشركين (أمصص بظر اللات) فتأمل كيف يعيبه الصديق رقيق القلب بشتم وبسبة غليظة شديدة بحضرة رسول الله ويقره على ذلك.
وقصة القافلة المتوجهة لقريش ولم تكن لتحاربهم ولكن النبي أمر بقتل من فيها وأن يغنموها تخويفا لقريش.
وقصة قتل الأسرى جميعهم وعدم إبقائهم.
وقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه مخاطبا صحابته من يأتيني برأس الهذلي.
والكثير الكثير من الدلائل من القرآن والسنة على مرحلة الشدة والغلظة تلك وآخرها قبل بدء المرحلة الثالثة وهي أمر النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بعد فتح مكة بقتل بعض المشركين ولو تعلقوا على أستار الكعبة!
3- مرحلة العفو والتسامح والتعامل مع الجميع مسلمين وكفار باللين ولكن مع فرض أحكام الإسلام على غير المسلمين كالجزية وأشهر الدلائل من السنة:
موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة:
(لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت، فصلى بين الساريتين، ثم وضع يديه على عضادتي الباب، فقال: لا إله إلا الله وحده ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ قالوا: نقول خيرًا، ونظن خيرًا: أخ كريم، وابن أخ، وقد قدرت، قال: فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف صلى الله عليه وسلم: لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين.
وهي تختلف عن المرحلة الأولى وذلك بأن الأولى رفق ولين ولكن مع حصول الأذى والصبر عليه وأما هذه المرحلة فرفق ولين ولكن مع عزة وقدرة وقوة، وعدم تجرأ أي غير مسلم على الإيذاء لمسلم، وإلا رجعنا للتعامل على طريقة المرحلة الثانية
فالمرحلة الأولى رفق ولين مع صبر على الأذى دون غلظة قد اختفت ولن ترجع لأن المسلمين في عزة وقد تمكنوا في الأرض وأما الآن فعفو وصفح ورفق ودعوة باللين ولكن إن حصل أذى يأتي الشدة والغلظة معه.
فالمراحل الثلاث:
- دعوة للإسلام برفق مع صبر على الأذى.
- حرب وقتال وشدة وغلظة لتطبيق الإسلام وفرضه ونصرة المستضعفين.
- عفو وصفح على من أساء ورفق في الدعوة مع تطبيق أحكام الإسلام وعقاب عند الأذى.
فالمرحلة الأولى تأتي لها فترة وهي وقت الضعف ثم تختفي تماما عند بدء المرحلة الثانية أي أثناء القتال والحرب، ولا تتداخل مع بعضها أبدا
ثم إن المرحلة الثانية تستمر لوحدها حتى تصل للمرحلة الثالثة ويبقى بينهم تداخل وقد يستمروا مع بعض وقد يختفوا مع بعض إذا رجعت المرحلة الأولى (مرحلة الضعف).
***
نحن الآن كأمة مليار مسلم بل وأكثر... نعيش أي مرحلة؟ فلا يمكن أن نعيش ثلاث مراحل متداخلة! بل نحن بأحد الثلاث التي مر بها قائدنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام...
فكيف سنتعامل مع أمة غير المسلمين؟ وهل فعلا نحن بفتنة؟ أم الحل بين أيدينا؟ وهل نقول افتتنا أو هلكنا؟ أم نتفائل ونقول بل قد قمنا من جديد وسنعيد مجد الإسلام؟
فكما علمنا الله:
أنه عندما أقام النبي دولة الإسلام مر بهذه المراحل الثلاث وبحكمة وبتخطيط إلهي...
فنحن لنعيد دولة الإسلام علينا أن نرى أين نحن ولنمشي على خطى سيدنا وشفيعنا...
_______
* لنسقط المرحلة الأولى على واقعنا:
الكل لا ينكر بأن المرحلة الأولى مرت بنا وأننا تعايشنا مع الذل والضعف والأذى وصبرنا عليه من سنين...
ولكن هل من المعقول أننا لا زلنا بالمرحلة الأولى؟ وهل علينا أن نصبر على الأذى بعد أن مرت سنين ونحن تأكل فينا الأمم من كل جانب، والأقصى وغيره ينزف لسنين، وقد كثر فينا هتك الأعراض، وكثر فينا الأسر، وسرق منا الأرض، والمال، والحقوق؟ وهل علينا أن نرضى بذلك ولا نوجه أنفسنا إلى المرحلة الثانية، أم ليس هذا وقتها؟
فقد قمنا بالدعوة بالرفق واللين واستمررنا سنين كما يقول البعض بسلمية وطالبنا الحقوق بسلمية وقابلنا الأذى بالإحسان والصبر ونصحنا ونشر الدعاة والمصلحين الإسلام في دول الكفر بالرفق وأصبح الإعلام ووسائل التواصل وسيلة للتعريف بالإسلام وكل غير مسلم يستطيع أن يعرف عن الإسلام بضغطة زر وقد وقعت الحجة عليهم...
أبعد هذا نستمر بالدعوة السلمية ونصبر على الأذى ونرضى بالذل وتعدي أعدائنا علينا ونتغاضى عن قدرتنا على التوجه للمرحلة الثانية ولا نعترف أن هذا وقتها؟
بصراحة من لا يزال يعيش هذه المرحلة فهو واهم ضعيف لا يفقه سيرة نبيه ولن يصل للمرحلة الثانية أبدا ولن يعترف بها بل سيحذفها من قاموسه وسيتغاضى عنها بل سيتناسها كأنها ليست بسيرة قدوته، لأن الحقيقة أننا لا نشتكي ولا ينقصنا قوة عدد ولا مال ولا عقل ولا قدرة ولا سلاح بل لدينا كل شيء ولا عذر لأحد فقط ينقصنا عزيمة وتوكل على الله وإرادة، فالإعداد كما في قوله (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) موجود! ولكن الإعداد المعنوي للكثير مفقود!
بل وصل لبعضهم أن يذم "الإرهاب" ويعارض أمر الله بالإرهاب في الآية السابقة بقوله "ترهبون"، أو قول رسول الله نصرت بالرعب، فما لي أرى بعض المسلمين مرتعبين وارتهبوا كما الكافرين بل ويناصرون الكافرين على الارهابيين المرعبين؟
فكما هو واضح ولمن له بصر وبصيرة نحن بالمرحلة الثانية وقد دخل فيها عدد غير يسير ولله الحمد ومتوجهين للمرحلة الثالثة إن شاء الله ولكن أين البقية؟!
______
والآن السؤال من نتبع؟ ومن معه الحق؟ ومن يمشى على هذه المراحل ويطبقها؟ ومن يقتدي بأسوته الحسنة محمد صلى الله عليه وسلم؟
ولكي نعرف ذلك علينا أن نعلم من هم الفئات الستة الرئيسية التي على الكرة الأرضية ولها مشروع والتي واحدة منهن على حق وما تبقى على باطل:
1- اليهود:
خطتهم وآمالهم هو التحكم بمن في الأرض والتوسع لإستحلال كل الأرض وبلدان العالم وفرض أجندتهم وكما يقولون موطننا من النهر إلى النهر وحتى المدينة المنورة هي خيبرهم.
2- المسلمين المجاهدين:
خطتهم وآمالهم هو إستخلاف الأرض وإنقاذ المستضعفين المضطهدين ونشر تعاليم الإسلام وتطبيق شريعة الله بكل مكان وتوحيد الأمصار دون وضع أي حدود أو جنسيات تفرقهم وإخراج الناس من الظلمات إلى النور وإقامة العدل في الأرض وإنقاذهم من نار جهنم بدعوتهم للإسلام.
3- النصارى المحاربين:
خطتهم وآمالهم كما اليهود فهم يريدون فرض أجندتهم بألإضافة إلى ثقافتهم، وأيضا استحلال الموارد الطبيعية وخيرات غيرهم.
4- الشيعة:
خطتهم وآمالهم هي استخلاف الأرض بأوامر من مهديهم كما يزعمون أو السيد الفقيه وقتل كل من يخالفهم خاصة المسلمين وتسهيل الحج إلى كربلاء ونشر ديانتهم من التبرك بالقبور وغيرها والوصول للتحكم بمكة والمدينة ومخططاتهم ليست بخفية بل ويفاخرون بها ويريدون التوسع بالأرض.
5- ورثة الحكم والإمارة:
وهم بغض النظر مسلمين كانوا أو غير مسلمين، ولدوا في أسرهم وعائلاتهم أمراء وحكام وملوك أو وصلوا للحكم بطريقتهم وهؤلاء ليست لهم أجندة توسعية ولا يريدون أخذ أرض أحد أو مال أحد أو ينصروا دين أحد بل همهم الأكبر هو البقاء على (الكرسي) واذا اضطر لإظهار نصرة لدين من يحكمهم أو اضطر لخذل دينهم أو ادعى المساعدة أو حارب أحدا أو تحالف مع أحد، فكل ذلك لأجل بقائه وهذا همه الأكبر، الإبقاء على ملكه وماله وكرشه ومتعة فرجه ولا هم له بغيره.
6- كل ما تبقى على الأرض:
من شيوعيين وملحدين ومذاهب آخرى ولديهم آمال وخطط كما البقية وغالبها دنيوية وقد تكون توسعية أو لا، ولا داعي لتفصليها.
فكما نلاحظ أنه كل واحد منهم لديه مخطط يختلف عن الآخر وغالب المسلمين الآن في حيرة...
كيف أن بعضهم يظهر بأنهم أصحاب وليسوا أعداء وأن أجندتهم واحدة وأن تقول أنها تختلف؟
الجواب:
((( تقاطع أو التقاء مصالح )))
مثلا اليهود والنصارى يتحالفوا ضد المسلمين المجاهدين لأن خطر المسلمين عليهم أشد من خطرهم على بعض... أو شيعة مع ورثة الحكم والإمارة... أو تحالف فلان مع فلان...
فالمقصود ليس المعنى أنهم تحالفوا أي أن خطتهم واحدة بل كل واحد لديه خط سير مستقيم وقد يتقاطعوا ويلتقوا في مكان ما أثناء السير، وهذا ما يسمى إلتقاء وتقاطع مصالح وتكون في نقطة معينة فإذا تجاوزها ونجحوا بتخطيها، تراهم ينقلبوا على بعضهم البعض كل واحد يريد أن يطبق أجندته التي بها فائدته.
فالجماعة أو الفئة الوحيدة التي على حق هي:
التي لا ترضى أن تتقاطع مع أحد غيرها ولا تلتقي معها إلا إذا كانت تفيدها دون أن تفيد من التقت معها.
وفي هذا العمل قمة الحكمة والحنكة...
وكما هو واضح لكل منصف أن هذه الفئة هي فئة المسلمين المجاهدين، وليس أي مسلمين مجاهدين بل المسلمين المجاهدين الذين يطبقون جهادهم كما يريد الله ورسوله وهي كالتالي:
- السعي لتطبيق شريعة الله ونبذ القوانين البشرية الوضعية
- لا يتحالفون مع أي أحد يعادي الإسلام أو متحالف مع عدو للإسلام وهذا به قمة التوكل على الله
- يؤمنون بقول النبي جعل رزقي تحت ظل رمحي، ولا يأخذون معونات وأموال وسلاح من أدعياء النصرة الذي همهم شراء ذمم ورشوة تصب بمصالحهم وتجعلهم يدهنون معهم
- لا يهتمون بالحدود التي رسمها الغرب ولم ينزل الله بها من سلطان ولم يأمر بها نبينا صلى الله عليه وسلم
- لا يهتمون بما يسمى جنسية وأن الجهاد حكر على جنسية معينة
- يؤمنون بأن المسلم في الشرق كما المسلم في الغرب وفي كل مكان
- يسعون إلى تحرير كل المقدسات المغتصبة ويؤمنون بهذه الآية إيمان فعلي وعملي: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)
********
فمن إلى الآن لم يطلب ولو ينبس ببنت شفة بخصوص التبرعات والأموال؟ ومع ذلك رزقه يتوسع بجهاده برمحه؟
ومن يقبل المجاهدين من كل مكان ونبذ الجنسيات فالشرط هو الإسلام؟
ومن يسعى حثيثا لتطبيق الشريعة وإن استثقلها الناس وانكروها لغربتهم عنها ولانهم غسلت عقولهم من إعلام العدو؟
ومن أول من كسر حدودا ارتسمت منذ سنين فرقت المسلمين وجعلت المسلم لا يستطيع مساعدة جاره المسلم ولو بلقمة بمجرد أنه ليس بداخل حدوده الوهمية! بل وجعلت المسلم ينسى حديث نبيه: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به).
******
مشكلة من هم مسلمين وقاعدين...
ولكن أيضا مشكلة من خرجوا للجهاد وهم يأخذون العون والخطط ويجالسون ويسامرون ويجتمعون وينظمون القمم والمؤتمرات مع أعداء للمسلمين أو حلفاء لعدو للمسلمين! أو مسلمين قاعدين مشجبين منكرين متباكين مستضعفين منبطحين لا طاقة لهم بهمة الجهاد!
ويخرجوا للجهاد ويقولوا هي حكرا لبلد معين من حدود معينة... وأين ذهبت آية : (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) لا يوجد جهاد لجنسية معينة بل لا يوجد ما يدعى بجنسية بالإسلام يا مسلمين!
ويخرجوا للجهاد ويقولوا همنا وهدفنا الأخير: هو اسقاط نظام وحاكم هذا البلد الظالم... نعم ثم ماذا؟ ... ثم إبداله بحاكم نختاره بطريقتنا ونضع دستور وقوانين وأحكام ديموقراطية مدنية ترضي جميع أطياف الشعب... آه كيف إذا سمعكم رسول الله؟ سيبكي أم سيغضب؟ ألا يرضيكم حكم الله وشريعته الكاملة أم هي بها نقصان ولا تنطبق على عصرنا المتحضر ولا يتناسب مع الأديان الأخرى ومواثيق وعهود الأمم المتقدمة؟ هذا الذي أضاعنا...
من الذي يغضب بل وسير كل العالم ضده؟ وكل التشويه والتركيز عليه؟ أليس هذا دليل لشيء؟ اتفقت كل الأمم الظالمة والفاسدة على ارهابية هذا الفصيل لماذا؟
الجواب: لأنه مسلم مجاهد حقيقي.
****
يقول قائل هو ليس مسلم مجاهد حقيقي بل هو فزاعة وعامل تخويف يستخدمه العدو لغزو بلداننا المسلمة !
مضحك أن يظن المسلم أن عدوه اذا اراد أن يغزو بلده يجب أن يخترع فزاعة والأضحك هذه الفزاعة تتبع دينه ولكنه دين منحرف ومتطرف وارهابي!
ضرب عصفورين بحجر جعلك تخاف من أخوك المجاهد وجعلك تتهمه بالإرهاب...
فخوفك منه جعلك تقبل أن يحاربوه واتهامك له بالإرهاب جعل لك دين اسلامي ولكن منزوع منه نفس الجهاد وروحه...
خذها كما يقال بنصف الجبهة: عدوك يستطيع غزوك بكل بساطة لأنك لسنين وأنت راضخ تحت سياساته ولسنين أنت وأقرانك قاعدين عن الجهاد ولسنين الغالب يتبع شهواته ولسنين هو بين أظهركم في بلدانكم بل ويتحكم بكم كما يريد هو...
وليعلم الكل أن المجاهد الحق هو من يمضي على طريق مستقيم همه رضا الله...
ولنفرض ونتماشى مع الموج ونقول ان هذا الذي نظنه مسلم مجاهد حقيقي... هو أصلا اختراع من نفس العدو وفزاعة يستخدمه العدو لغزو عدو له... فما الذي يضره إن كان مجاهد صادق فالكل أعداءه؟
بمعنى آخر الآن العدو الصليبي واليهودي يستخدم المسلم المجاهد الحقيقي ليفزع دول هي أصلا عدو للمجاهد وهي أصلا متحالفة مع العدو الصليبي واليهودي... فما الذي يضر المجاهد؟ فليفزعوا بعض ويخوفوا بعض ويخدعوا بعض وليضربوا ببعضهم البعض!
فالمجاهد هو المستفيد وليس كما يقول الجهلة إذا هو فزاعة أجل هو متحالف مع العدو!
أنت أصلا جهلت أن عدوك هو حاكم بلدك وإنه من دون أن يأخذ مشورتك يتحالف مع من تظنه عدوك!
المجاهد ماض في طريقه وجهاده ليرضي الله وإن استخدمه أي كان لأي غرض كان، فلا يبالي ما دام أنه لا يضره ولا يمسه بسوء.
انتهى.