سبحان الله..
عشنا حتى صار الذي يدعو الناس الى الله فاتن
" ﺍﺩْﻉُ ﺇِﻟَﻰ ﺳَﺒِﻴﻞِ
ﺭَﺑِّﻚَ ﺑِﺎﻟْﺤِﻜْﻤَﺔِ ﻭَﺍﻟْﻤَﻮْﻋِﻈَﺔِ
ﺍﻟْﺤَﺴَﻨَﺔِ ﻭَﺟَﺎﺩِﻟْﻬُﻢْ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲَ
ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺇِﻥَّ ﺭَﺑَّﻚَ ﻫُﻮَ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺑِﻤَﻦْ
ﺿَﻞَّ ﻋَﻦْ ﺳَﺒِﻴﻠِﻪِ ﻭَﻫُﻮَ ﺃَﻋْﻠَﻢُ
ﺑِﺎﻟْﻤُﻬْﺘَﺪِﻳﻦَ ( 125 ) ﻭَﺇِﻥْ ﻋَﺎﻗَﺒْﺘُﻢْ
ﻓَﻌَﺎﻗِﺒُﻮﺍ ﺑِﻤِﺜْﻞِ ﻣَﺎ ﻋُﻮﻗِﺒْﺘُﻢْ ﺑِﻪِ
ﻭَﻟَﺌِﻦْ ﺻَﺒَﺮْﺗُﻢْ ﻟَﻬُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟِﻠﺼَّﺎﺑِﺮِﻳﻦَ
( 126 ) ﻭَﺍﺻْﺒِﺮْ ﻭَﻣَﺎ ﺻَﺒْﺮُﻙَ ﺇِﻟَّﺎ
ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺤْﺰَﻥْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻚُ
ﻓِﻲ ﺿَﻴْﻖٍ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﻤْﻜُﺮُﻭﻥَ ( 127 )
ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻣَﻊَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺗَّﻘَﻮْﺍ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻫُﻢْ ﻣُﺤْﺴِﻨُﻮﻥَ (128 ) [ ﺳﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻨﺤﻞ
مما استحسنت نقله
--------------
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ / ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ ﺹ : /63
ﻻﺑﺪ ﻟﻶﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﻲ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻓﻖ
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﻭﻳﻨﻬﻰ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ -
ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﻣﺎﻻ
ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻭﻗﺎﻝ -
ﺗﻌﺎﻟﻰ :- ( ﺍﺩْﻉُ ﺇِﻟَﻰ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺭَﺑِّﻚَ
ﺑِﺎﻟْﺤِﻜْﻤَﺔِ ﻭَﺍﻟْﻤَﻮْﻋِﻈَﺔِ ﺍﻟْﺤَﺴَﻨَﺔِ
ﻭَﺟَﺎﺩِﻟْﻬُﻢْ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲَ ﺃَﺣْﺴَﻦُ )
(ﺍﻟﻨﺤﻞ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 125 ) ، ﻓﻤﻦ
ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﺴﻮﺓ
ﻭﻋﻨﻒ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻀﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ
ﺗﻨﻔﻊ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ
ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﻐﺘﺮ
ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ
ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ،
ﻓﻴﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﺤﺘﻘﺮ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﻻ ﻧﻈﺮﺓ
ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ - ﻋﻠﻴﻪِ
ﺍﻟﺴﻼﻡ :- (ﻻ ﺗﻨﻈﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻓﻲ
ﺫﻧﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺃﺭﺑﺎﺏ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺄﻧﻜﻢ ﻋﺒﻴﺪ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﺒﺘﻠﻰ
ﻭﻣﻌﺎﻓﻰ، ﻓﺎﺭﺣﻤﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻼﺀ
ﻭﺍﺣﻤﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ).
ﻓﺎﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻓﻴﻘًﺎ
ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻪ، ﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰّ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- ( ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﻟﻲ
ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﻣﺘﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ
ﻓﺎﺭﻓﻖ ﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ
ﺃﻣﺘﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺎﺷﻘﻖ
ﻋﻠﻴﻪ ) ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻻ
ﻳﻨﻔﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻐﻠﻈﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﺆﺫﻱ ﺍﻟﻀﺎﺭ، ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻃﻴﺐ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﺛﺮ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻓﻲ
ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺄﻧﺲ
ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﻠﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻨﻒ
ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﻔﺮ ﻻ ﻣﻘﺮﺏ، ﻭﻣﻔﺮﻕ ﻻ
ﺟﺎﻣﻊ .
ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰّ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺭﻓﻴﻖ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ
ﻭﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﻻ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻨﻒ ) .
ﻭﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰّ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ( ﻋﻠﻴﻚ
ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ
ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﺯﺍﻧﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﺰﻉ ﻣﻦ
ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﺷﺎﻧﻪ ) .
ﻭﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - :
(ﻣﻦ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻛﻠﻪ ) .
ﻭﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :-
( ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﺁﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﺁﻧﻴﺔ ﺭﺑﻜﻢ ﻗﻠﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﻩ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺃﺣﺒﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻟﻴﻨﻬﺎ
ﻭﺃﺭﻗﻬﺎ )