- إنضم
- 15 مايو 2018
- المشاركات
- 767
- التفاعل
- 870
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
ثلاثة أصول للتعامل مع الله تعالىالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
1- الأصل الأول: احذر وأنت تتعامل مع الله
إن التعامل مع الله تعالى خطير.. ليس بالأمر السهل ولا البسيط، هذا إله وليس كأي شخص آخر، قال تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارا) قال مجاهد: لا تبالون عظمة ربكم، وقال سبحانه: (ويحذركم الله نفسه) عوتب الحسن في شدة حزنه فقال: «ما يؤمنني أن يكون قد اطلع عليَّ في بعض ما يكره فمقتني، فقال اذهب فلا غفرت لك»، نحن أحق بهذا من الحسن رحمه الله، ولكن ليس الخوف يكون لكثرة الذنوب، فلو كان كذلك لكنا أكثر خوفا منه، وإنما يكون لصفاء القلب وشدة التعظيم لله تعالى.
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: »تأملت حالة أزعجتني وهو أن الرجل قد يفعل مع امرأته كل جميل وهي لا تحبه وكذا يفعل مع صديقه والصديق يبغضه وقد يتقرب إلى السلطان بكل ما يقدر عليه والسلطان لا يؤثره فيبقى متحيرا يقول: ما حيلتي؟ فخفت أن تكون هذه حالتي مع الخالق سبحانه أتقرب إليه وهو لا يريدني وربما يكون قد كتبني شقيا في الأزل».
قال ابن القيم في الفوائد: «من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره، فإنك توقر المخلوق وتجله أن يراك في حال لا توقر الله أن يراك عليها» (الفوائد - ابن قيم الجوزية).
2- الأصل الثاني: التعامل مع الله يختلف عن التعامل مع غيره
وهذا الاختلاف من وجهين:
أ- تعامله معك يختلف عن أي تعامل تعامله معك أحد في حياتك.
ب- تعاملك معه يختلف عن أي تعامل تعاملته مع أي شيء في حياتك.
فإن كل من تعامل معك في السابق إنما مقصوده منفعة نفسه في النهاية، إلا الله تعالى فإنه ينفعك لا لشيء إلا لك، كرما منه وفضلا (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)، قال ابن القيم في الجواب الكافي: «فكل من تحبه من الخلق أو يحبك إنما يريدك لنفسه وغرضه منك والرب سبحانه وتعالى يريد لك كما في الأثر الإلهي: «عبدي كل يريدك لنفسه وأنا أريدك لك»، فكيف لا يستحيي العبد أن يكون ربه له بهذه المنزلة وهو معرض عنه مشغول بحب غيره وقد استغرق قلبه محبة ما سواه؟! وأيضا فكل من تعامله من الخلق ان لم يربح عليك لم يعاملك ولابد له من نوع من أنواع الربح والرب تعالى إنما يعاملك لتربح أنت عليه أعظم الربح وأعلاه فالدرهم بعشرة أمثاله إلى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة والسيئة بواحدة وهي أسرع شيء محوا.
وإن الخلق أهون ما تكون عليهم أحوج ما تكون إليهم، وأعظم ما يكون العبد قدرا عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، أما إذا زاد على ذلك بأن أحسن إليهم كان أعظم ما يكون قدرا عندهم.
أما الله تعالى فأكرم ما تكون عليه أحوج ما تكون إليه.. وكلما افتقرت إليه أكثر.. واحتجته أكثر.. أحبك أكثر.. ألا ترى أنه يحب الملحين في الدعاء.. تقع في بلاء وضيق فيرسل لك من ينقذك ويفك ضيقك فتشكر المرسل وﻻ تشكر من أرسله، بل يتسخط إذا لم يعجبه شيء من أمور دنياه ومع هذا فيستمر المتسخط عليه بإعطاء المتسخط.
3- الأصل الثالث: «ربنا ما عبدناك حق عبادتك»
نقول لربنا تعالى: «سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ما قدرناك حق قدرك»، قال تعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) سبحانك ربنا وبحمدك عدد خلقك، بعد هذا كله كيف لا تحب القلوب من هذه صفاته وهذه أفعاله وهذا خلقه وهذه عظمته؟!
منقول.