• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الواحد الأحد ... الفرد الصمد ... الذي رفع السماء بلا عمد ... وجعل الجبال للأرض كالوتد ... ولم يتخذ صاحبة ولا ولد ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد المرسلين ... المبعوث رحمة للعالمين ... سيدنا محمد النبي الكريم الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الأبرار المؤمنين ، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد ...

فنشرع فيما قصدنا من جمع وترتيب المعنى المراد والمقصود من لفظ ( دابه) مما ورد في القرآن الكريم ، لاسيما وأن البعض قد أساء في تطويع عمومية اللفظ وإخراجه عن مراد معناه ، بغية الخروج على الناس بمزاعم وأقوال هي أقرب للتخرص و شذوذ القول ، مخالفا ما هو غالب ومتعارف عليه من لغة العرب والذين نزل القرآن الكريم بلسانهم ، فضلا عما هو مأثور في السنة النبويه... وكان منها قول من قال أن ( المهدي هو دابة آخر الزمان ).

وكنا قد رددنا – ولله الحمد والمنه - على هذا الزعم الكاذب والقول الشاذ ... بحجة دامغه وبينة واضحة جليه في رسالة مختصره بعنوان ( كشف زيف وبهتان من أدعى أن المهدي هو دابة آخر الزمان (2) )

فشتان بين الإنسان الذي أستودعه الله – عز وجل – أمانة قد نأت السموات والأرض والجبال عن حملها ، وبين الدواب من البهائم والأنعام التي خلقها الله – عز وجل - للإنسان ، ليحمل عليها أثقاله ، ومن لحومها طعامه ، ومن ألبانها شرابه ، ومن أصوافها لباسه .

وكيف لعقول البعض أن تشطح ويغلب عليها السفه ، لتنعت المهدي بالدابه وهو عترة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ... بل كيف تستسيغ ألسنتكم أن تنعتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالدابه ، وقد أدى الأمانه وبلغ الرساله ونصح للأمه وكشف الله – عز وجل – به الغمه ... ما لكم كيف تحكمون !! ... أفلا تعقلون !!
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
مقدمه :- المجاز اللغوي عند الأصوليين

كنا قد ذكرنا أن المعنى اللغوي لكلمة ( دابه ) هي " كل مخلوق يدب على وجه الأرض " ، بيد أن المتعارف عليه والغالب من لغة العرب أنها تطلق على ما يُركب من الحيوان .

والمتأمل لمواضع ذكر لفظ ( دابه ) - سواء بصيغة المفرد أو الجمع – في القرآن الكريم ، يجد أنه في غالبها يراد بها الدواب مما سوى الإنسان . ولا عجب في ذلك ... فهذا هو المتعارف عليه ، والقرآن إنما أنزل بلسان عربي مبين .. لقوم يعلمون .

وقد عرَّف الأصوليون المجازَ على أنه انتقالُ اللَّفظ إلى غير ما وضع له؛ لوجود علاقة بين محل الحقيقة ومحل المجاز، وهو مجاز لغوي أو عُرفي أو شرعي، فالمجاز اللُّغوي كانتِقال الاسم من الحقيقة اللغوية إلى المجاز اللغوي؛ "كإطلاق لفظ الإنسان على الناطق عمومًا عن طريق التجاوز"، والمجاز العرفي كاستِعْمال لفظ الدَّابة لكل ما يَدِبُّ على الأرض، بعد استقرار عُرْفِها بذوات الأربع، والمجاز الشرعي كاستعمال لفظ "الصلاة" الذي استقرَّ في الشرع بدلالة خاصة، تضمُّ أقوالاً وأفعالاً تؤدَّى بصورة معينة، وكان يستعمل للدعاء.

يقول الآمدي في كتاب ( الإحكام في أصول الأحكام ) :-

" وأما الحقيقة العرفية اللغوية فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له بعرف الاستعمال اللغوي وهي قسمان :

الأول : أن يكون الاسم قد وضع لمعنى عام ثم يخصص بعرف استعمال أهل اللغة ببعض مسمياته ، كاختصاص لفظ الدابة بذوات الأربع عرفا وإن كان في أصل اللغة لكل ما دب ، وذلك إما لسرعة دبيبه أو كثرة مشاهدته أو كثرة استعماله أو غير ذلك .

الثاني : أن يكون الاسم في أصل اللغة بمعنى ثم يشتهر في عرف استعمالهم بالمجاز الخارج عن الموضوع اللغوي بحيث إنه لا يفهم من اللفظ عند إطلاقه غيره ، كاسم الغائط فإنه وإن كان في أصل اللغة للموضع المطمئن من الأرض غير أنه قد اشتهر في عرفهم بالخارج المستقذر من الإنسان ، حتى إنه لا يفهم من ذلك اللفظ عند إطلاقه غيره ، ويمكن أن يكون شهرة استعمال لفظ الغائط من الخارج المستقذر من الإنسان لكثرة مباشرته وغلبة التخاطب به مع الاستنكاف من ذكر الاسم الخاص به لنفرة الطباع عنه ، فكنوا عنه بلازمه أو لمعنى آخر .

وأما الحقيقة الشرعية فهي استعمال الاسم الشرعي فيما كان موضوعا له أولا في الشرع ، وسواء كان الاسم الشرعي ومسماه لا يعرفهما أهل اللغة أو هما معروفان لهم غير أنهم لم يضعوا ذلك الاسم لذلك المعنى ، أو عرفوا المعنى ولم يعرفوا الاسم ، أو عرفوا الاسم ولم يعرفوا ذلك المعنى ، كاسم الصلاة والحج والزكاة ونحوه ، وكذلك اسم الإيمان والكفر ، لكن ربما خصت هذه بالأسماء الدينية
"
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
الفصل الأول :- في قول الله – جل وعلا - :- " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ "

قال ابن جرير الطبري في تفسيره :- " إن شر ما دب على الأرض عند الله ، الذين كفروا بربهم ، فجحدوا وحدانيته ، وعبدوا غيره ... فهم لا يصدقون رسل الله ، ولا يقرون بوحيه وتنزيله "

وقال البغوي نقلا عن الكلبي ومقاتل : " يعني يهود بني قريظة ، منهم كعب بن الأشرف وأصحابه "

وقال القرطبي :- " الذين كفروا فهم لا يؤمنون نظيره الصم البكم الذين لا يعقلون "

ومن هنا يتبين لنا السر من تشبيه ونعت الكفار بالدواب في الآيه الكريمه ، فهي تخصهم حصراً من ظاهر النص القرآني ، وهذا ما يتأكد لنا في مواضع أخري

فقد وصف سبحانه وتعالى الكفار بأنهم لا يسمعون ولا ينطقون ، فقال – سبحانه وتعالى - :- " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ "

ويتجلى لنا المعني بشكل أوضح في قوله – سبحانه - :- " وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ " ، وقوله – سبحانه وتعالى - :- " أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "

يقول ابن القيم :- " قال قتادة : خلق الله سبحانه الملائكة عقولا بلا شهوات ، وخلق البهائم شهوات بلا عقول ، وخلق الانسان وجعل له عقلا وشهوة ، فمن غلب عقله شهوته فهو مع الملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله فهو كالبهائم "

وقد وصف الله – عز وجل – اليهود - الذين لم يعملوا بما جاء في كتابهم التواره - بالحمير، فقال – سبحانه - :- " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "

وقد ضرب الله – عز وجل – مثلا لمن كذب بآياته وأغتر بالدنيا الفانيه ، فقال- سبحانه - :- " وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "

وعليه ... فإن لفظة ( الدواب ) الوارده في الآيه الكريمه ، إنما تخص الكفار الذين سفهوا أنفسهم واتبعوا أهواءهم ، وانحطوا - بسبب انغماسهم في ملذات الدنيا وشهواتها - إلى مرتبة البهائم والأنعام ، فختم الله – عز وجل – على أسماعهم وقلوبهم وجعل على أبصارهم غشاوه ، فانتفى في حقهم ما كرم الله – عز وجل – به الانسان وشرفه ورفعه وميزه من نعم جمه .
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
الفصل الثاني :- في قول الله – عز وجل - :- " وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ "

وهنا ( من ) للتبعيض وليس للبيان ، يقول ابن جرير الطبري :- " وقوله ( ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك ) كما من الثمرات والجبال مختلف ألوانه بالحمرة والبياض والسواد والصفرة ، وغير ذلك "

وما يهمنا هنا هو لفظة ( الدواب ) ، والتي تخص هنا البهائم لأن (واو العطف ) تفصل هنا بين لفظة الدواب و لفظ ( الناس ) ، فلا مجال هنا للتعميم . وهذا أيضا ينطبق على لفظة ( الدواب ) الوارده في قوله – جل وعلا - :- " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء "
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
الفصل الثالث :- في قوله – عز وجل - :- " وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ "

قال القرطبي :- " أي من كل ما يدب على الأرض والملائكة يعني الملائكة الذين في الأرض ، وإنما أفردهم بالذكر لاختصاصهم بشرف المنزلة ، فميزهم من صفة الدبيب بالذكر وإن دخلوا فيها ; كقوله : فيهما فاكهة ونخل ورمان . وقيل : لخروجهم من جملة ما يدب لما جعل الله لهم من الأجنحة ، فلم يدخلوا في الجملة فلذلك ذكروا . وقيل : أراد ولله يسجد من في السماوات من الملائكة والشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب ، وما في الأرض من دابة وتسجد ملائكة الأرض . "
نقول : والحقيقه أن الأصل في أداة ( ما ) أنها تستخدم لغير العاقل ، بعكس ( من ) فتستخدم للعاقل ، وهكذا عبر أكثر النحويين . وقال بعض اللغويين أنها تأتي لتغليب الأكثر على غيره ، فإذا عبر ب ( ما ) وأريد بها الجميع فهي تغليب لغير العاقل على العاقل لأنه أكثر.

قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه لألفية ابن مالك ردا على تساؤل : هل تأتي (مَنْ) في محل (ما) و(ما) في محل (مَنْ) أو لكل واحدة منهما محل لا تأتيه الأخرى؟ فقال: " أن الأصل لكل واحدة منهما محل لا تأتي فيه الأخرى، لكن قد يخرج عن هذا الأصل لسبب، فالأصل في (من) أن تكون للعاقل. هكذا عبر أكثر النحويين، ولكن ابن هشام قال: ينبغي أن نقول: إنها للعالم؛ لأنها تأتي ويراد بها الرب عز وجل، والرب لا يقال عنه: عاقل، كما في قوله تعالى: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16] أي: الله. فلا تقول: مَنْ للعاقل في هذا المحل؛ لأن الله عز وجل لا يوصف بالعقل، فلهذا اختار ابن هشام رحمه الله أن يعبر بالعالم بدلاً عن العاقل، والله يوصف بالعلم.
على كل حال هي لا تكون إلا للعالم الذي يعلم ويتصرف باختياره، هذا الأصل.
و(ما) الأصل أن تكون لغير العالم على تعبير ابن هشام ، أو لغير العاقل على تعبير أكثر النحويين، فتكون في الجمادات، وفي المعاني، لأن المعاني أوصاف، لكن قد تأتي (من) محل (ما)، كما في قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ [النور:45] فمن هنا لغير العالم؛ لأن بني آدم لا يمشون على بطونهم، إنما يمشون على أرجلهم.فجاءت (من) هنا في محل (ما)، لكن لماذا جاءت؟ يقول بعضهم: إنها جاءت من أجل المشاكلة، وتغليباً للعالم على غيره، مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ [النور:45] وفي قوله تعالى: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [آل عمران:109] ، وفي آية أخرى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الرعد:15] فجاءت (من) وجاءت (ما) وكلها في السموات والأرض، لكن انظر: (( يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ))[الرعد:15] جاءت من، وفي آية أخرى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [النحل:49].

إذاً: فهمنا من هذا أن كل واحدة منهما تأتي في مكان الأخرى، لماذا؟ قالوا: للتغليب، أي تغليب العالم على غيره، وتغليب الأكثر على غيره، فإذا عبر بـ(ما) وأريد بها الجميع فهو تغليب لغير العالم على العالم لأنه أكثر، هذا فيما نرى والعلم عند الله، وقد يكون هناك مخلوقات أخرى ذات علم أكثر من هذا. وإذا عبر بمَنْ للعموم فهو من باب تغليب العالم على غيره لشرفه.فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:3] فنحن ننكح العالمات، وما طاب وصف فنقول: جاءت (ما) في محل (من)؛ لأن المرأة إنما تنكح لأوصافها، والأوصاف معان غير عاقلة، فالإنسان لا ينكح المرأة لذات المرأة فقط، إنما تنكح المرأة لأربع. إذاً جاءت (ما) في محل (من) من أجل هذه النكتة البلاغية، وهي أن المرأة إنما تنكح لأوصافها لا لأنها بشر مخلوق من لحم وعظم وعصب وما أشبه ذلك ".

لطيفه :- هذه الآيه وردت في سورة النحل .... فتأمل
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
الفصل الرابع :- في قول الله – عز وجل - :- " إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "

قال القرطبي :- " ما من دابة أي نفس تدب على الأرض ; وهو في موضع رفع بالابتداء "

وقال ابن كثير :- " ما من شيء إلا تحت ملكه وقهره وسلطانه "

وقال الطبري :- " إني على الله الذي هو مالكي ومالككم ، والقيم على جميع خلقه ، توكلت من أن تصيبوني ، أنتم وغيركم من الخلق بسوء ، فإنه ليس من شيء يدب على الأرض ، إلا والله مالكه ، وهو في قبضته وسلطانه . ذليل له خاضع "

وهنا نلاحظ من أقوال المفسرين أن لفظة ( دابه ) تقتضي التعميم أي أنها تشمل البشر والبهائم وما إلى ذلك وهذا صحيح ولا مطعن في ذلك .
ولكن إذا ما نظرنا للآية الكريمه بدون أن نجردها من سياقها ... مع ربط القرائن التي تزيد المعنى إيضاحاً وبياناً.

فمن حيث سياق الآيات الكريمة، ما قبلها وما بعدها ... أي من حيث اللفظ الذي بُدئ به الخطاب في الآيات الكريمة السابقة واللاحقة
... يتبين لنا معنى بديع ولطيفه دقيقه تظهر انسجام آيات القرآن الكريم الذي أحكمت آياته من لدن عزيز حكيم ، فهذه الآيه الكريمه هي جواب هود لقومه لما كذبوه وكفروا بما جاء به واستحقاقهم العقوبه لذلك ، " قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ " ، فهم بهذا الكفر قد انحطت مرتبتهم إلى مرتبة الدواب من البهائم والأنعام وهوت مكانتهم وانتفى في حقهم ما شرفهم الله به من السمع والبصر والفؤاد حال كفرهم بأنعم الله وعتوهم وجبروتهم .
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
الفصل الخامس :- في قوله – عز وجل - :- " وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا "

وهي كقول الله – عز وجل - :- " وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ "

قال القرطبي :- " قوله تعالى : ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا يعني من الذنوب . ما ترك على ظهرها من دابة

قال ابن مسعود : يريد جميع الحيوان مما دب ودرج . قال قتادة : وقد فعل ذلك زمن نوح عليه السلام . وقال الكلبي : من دابة يريد الجن والإنس دون غيرهما ; لأنهما مكلفان بالعقل . وقال ابن جرير والأخفش والحسين بن الفضل : أراد بالدابة هنا الناس وحدهم دون غيرهم .

قلت – أي القرطبي - : والأول أظهر ; لأنه عن صحابي كبير .
"

والحقيقه إن ما رحجه القرطبي هو الصحيح ... فالآيه الكريمه بدأت بحرف عطف وهو الواو ، و(لو ) آداة شرط غير جازمه ، والشرط هنا هو قوله – جل وعلا - :- " يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم " وهي تختص بكفرة البشر ومجرميهم والذين لا فرق بينهم وبين البهائم ، وجواب الشرط قوله – سبحانه - :- " مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ " ، و ( ما ) هنا نافيه داخله على الفعل الماضي ، ولفظة (دابة) هنا يراد به الدواب التي لا عقل لها ، وإن كان يدخل في المعنى العام البشر ... فالأولى أنها تختص بالكفار والمكذبين والعتاه المجرمين دون غيرهم ، لأن الله – عز وجل – قال في محكم التنزيل " وكذلك ننجي المؤمنين " ، " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين " ، والآيات في هذا كثيره .

فائده :- لو بحثنا عن كلمة " أكثر الناس " في القرآن لوجدنا بعدها .. ( لا يعلمون - لا يشكرون - لا يؤمنون ) ، ولو بحثنا عن كلمة " أكثرهم " لوجدت بعدها .. ( فاسقون - يجهلون - معرضون - لا يعقلون - لا يسمعون )
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
الفصل السادس :- في قوله – عزوجل - :- " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ "

ومنه قوله – تبارك وتعالى - :- " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "

وهنا يذكر المولى – سبحانه وتعالى – عباده بنعمه الجمه وآياته البينات وكمال قدرته وبديع صنعه ، فالخطاب هنا للناس بما يدلل – بما لا يدع مجالا لالتباس أو شك – أن لفظ ( دابه ) هنا هي للدواب التي لا عقل لها من الخيل والبغال والحمير ..... الخ .

***

الفصل السابع :- " فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ "

وقد ذهب أغلب المفسرين هنا إلى أن المقصود من ( دابة الأرض ) هي الأرضه التي أكلت عصا سليمان – عليه السلام - ، وعليه فإن المعنى واضح لا لبس فيه .
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
الفصل الثامن :- في قوله – عز وجل - :- " وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "

قال القرطبي :- " وقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمؤمنين بمكة حين آذاهم المشركون : اخرجوا إلى المدينة وهاجروا ولا تجاوروا الظلمة .
قالوا : ليس لنا بها دار ولا عقار ولا من يطعمنا ولا من يسقينا . فنزلت : وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم أي ليس معها رزقها مدخرا وكذلك أنتم يرزقكم الله في دار الهجرة وهذا أشبه من القول الأول وتقدم الكلام في ( كأين ) و أن هذه ( أي ) دخلت عليها كاف التشبيه وصار فيها معنى كم ، والتقدير عند الخليل وسيبويه كالعدد أي كشيء كثير من العدد . ( من دابة )

قال مجاهد : يعني الطير والبهائم تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئا . الحسن : تأكل لوقتها ولا تدخر لغد .
وقيل : لا تحمل رزقها أي لا تقدر على رزقها ( الله يرزقها ) أينما توجهت وإياكم .
وقيل : الحمل بمعنى الحمالة .
وحكى النقاش : أن المراد النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ولا يدخر .

قلت : وليس بشيء ; لإطلاق لفظ الدابة وليس مستعملا في العرف إطلاقها على الآدمي فكيف على النبي صلى الله عليه وسلم .
" انتهى

وعليه ... فإن صريح الآيه القرآنيه يدلل على أن المراد هنا بلفظ (دابة ) هو الحيوان ، وتم إفراد (الآدمي) لشرفه وتكريمه.

ولكن لفظة ( دابه ) قد وردت بعمومية معناها في موضع آخر ، فقال – سبحانه وتعالى :- " وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ "

فهذا عام لا خاص فيه، يقول الشافعي: "فكل شيء من سماء وأرض وذي روح وشجر وغير ذلك، فالله خالِقُه، وكل دابة فعلى الله رزقها ويعلم مستقرَّها ومستودعها"

وهذا حق ... فالله – سبحانه وتعالى – قد تكفل بأرزاق الخلائق جميعا من آدمي وحيوان .
 
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,556
النقاط
122
الفصل التاسع :- في قوله – عز وجل - :- " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ "

قال ابن كثير :- " ( من دابة ) وهذا يشمل الملائكة والجن والإنس وسائر الحيوانات ، على اختلاف أشكالهم وألوانهم ولغاتهم ، وطباعهم وأجناسهم ، وأنواعهم ، وقد فرقهم في أرجاء أقطار الأرض والسموات ".

وقال القرطبي :- " قال مجاهد : يدخل في هذا الملائكة والناس "

وقد ورد التمييز والتخصيص تشريفا للآدمي في قول الله – عز وجل - :- " وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ "

***

الفصل العاشر :- في قول الله – عز وجل - :- " وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ "

كشف زيف وبهتان من أدعى أن المهدي هو دابة آخر الزمان (2)
 

مواضيع ممائلة