وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أجاب الشيخ والإخوة والأخوات لكن أحاول أن أزيد شيئا في الموضوع فأقول:
كل مسلم عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر ويعلم مراد الشارع ويعرف حقيقة الدنيا وفتنتها يؤيد ذلك هذا من جهة ومن جهة أخرى أنه أعني الدعوة إلى ترك ذلك دعوة إلى الميل للشهوات المحرمة سواء بالقلب أو الفعل ولكل منهما ضرره العاجل والآجل لذا ما وجد الكفار وأعوانهم الذين يتبعون الشهوات طريقا أنجع لهكم في افساد ناشئة المسلمين مثل أن يستهجنوا الزواج ويقبحوه ويدعون للاختلاط ويجملوه فيوقدون النار بالهشيم ولسان حالهم يقول أتحداك أن تطفئها يعني أنكم مستعبدون بعد ذلك لمخططنا إن أخذتم في أوله ودرجتم في مسلكة خاصة مع انتشار النعمة في المآكل والمشارب وتيسر سبل الراحة فمن لم يشق نفسه وهو عزب بجلد عبادة وسهر علم أو كسب رزق وعمل مضنٍ في حلال وإلا هلك في تلك المزالق
والشيطان نفسه ماقدر أن يصل بالناس لما وصلوا إليه اليوم لولا اجتهادهم في تحقيق مراده فإنه يبث سراياه ولا يعدوا أن يثني على من فرق بين الزوجين وهؤلاء قطعوا الزواج من الاساس
وأما من يقول أن فيه عيوب فليس هذا باب ذكرها ، هؤلاء يريدون إغلاق الحلال النافع للأمة على وجه العموم والعيوب خاصة قد يحترزها من لا يجد ضررا ولا يقدم عليه هو في نفسه كما يفعل الزهاد والعباد المنقطعين للتعبد وطلب العلم وأما مصلحة العموم فيؤخذ فيها بالأصل الشرعي وكل شيء في هذه الدنيا لايكاد يخلو من عيب ونقص حتى الزواج عموما للكبار والصغار لكن المصلحة المرجوة منه ماهي والمفسدة المدفوعة به ماهي إذا عرف ذلك لم تكن العيوب عيوبا أمام هذه المصالح
وهنا تذكير لمن لم يتزوج ليعلم أن هذه المخططات والمدلهمات ليست لك بعذر أن تسلم نفسك مواضع الاثم وتستسهلها بل الفتنة فتنة محذر منها من ولجها من الأولين والآخرين هلك إلا بمعالجة التوبة والاقلاع وبتحرزك منها هنا يكمن الفضل للآخرين الذين ابتلوا بالفتن فنجوا منها "فواها ثم واها" كما قال صلى الله عليه وسلم لمن ابتلي فصبر وقال "إن السعيد لمن جنب الفتن" لأن النجاة منها معجزة ومن خوارق العادات نعوذ بالله من شر هذه الفتن وما يتبعها ونسأله سبحانه غنيمة أجرها بتجنبها والصبر عنها إذ وقعت بنا .
والمسألة يتفرع عنها أمور كثير من عوائق الزواج اليوم وطريقة الحياة المدنية مدروسة وجارية على سننهم فالله يعجل بالفرج وأسباب أخرى كالحسد المستطير حين ضعف الدين فمثلاً يجدون أن يتزوج غير ذي المال من أمحل المحال ولو أخذ ذات مال اتهم بأنه يريد المال فعندهم يتزوج صاحب المال ويعدد ولو لم يكن ذا صبوة ويتزوج الغنية أيضا و ممنوع أن يتزوج ذات الغنى الفقير المتلهف للزواج ويعاتب وكأن رزقه بيده ومعلوم في الشرع طريقة خير القرون وقصة زينب زوجة عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما حين أرادت أن تجعل زكاة مالها له وقبل ذلك خير الخلق وزواجه من خديجة وطريقته في كل عرسه وحجرات أزواجه صلوات الله وسلامه عليه واليوم استعبدهم المال وزخرف البناء وغلب كل القيم والمصالح والله المستعان .