- إنضم
- 16 نوفمبر 2015
- المشاركات
- 336
- التفاعل
- 796
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
كنت قاضيا في الشام وحدث أن كنا مجموعة نمضي المساء عند أحد الأصدقاء فشعرت بضيق نفس و اختناق شديد، فاستأذنت أصدقائي للرحيل فأصروا أن أتم السهرة معهم ولكني لم أستطع وقلت لهم: أريد أن أتمشى لأستنشق هواء نقيا .
خرجت من عندهم ماشيا وحدي في الظلام، وبينما أنا كذلك إذ سمعت نحيبا وابتهال آت من خلف التلة، نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس كانت تبكي بحرقة وتدعو الله فاقتربت منها وقلت لها: ما الذي يبكيك يا أختي؟ قالت : إنّ زوجي رجل قاس وظالم طردني من البيت و أخذ أبنائي و أقسم أن لا أراهم يوما، وأنا ليس لي أحد ولا مكان أذهب له. فقلت لها: ولماذا لا ترفعين أمرك للقاضي؟
فبكت كثيرا و قالت: كيف لامرأة مثلي أن تصل الى القاضي؟! نحن في سنة الف وتسعمائة وثمانية وأربعين . يكمل الشيخ ويقول : المرأة تقول "كيف لامرأة مثلي ان تصل للقاضي" وهي لا تعلم أنّ الله قد جرّ القاضي (يقصد نفسه) من رقبته ليحضره إليها . قال فقلت لها : ابشري يا اختاه انا علي الطنطاوي قاضي دمشق وقد ساقني الله اليك بعد ان ضيّق عليّ الانفاس ليخرجني من بيت أصدقائي في ظلمة الليل ويقدّر لي ان اسلك هذا الطريق لأقف امامك وترف عين اليّ شكواك . وقد جرت العادة انّ الشاكي هو الذي يذهب الى القاضي ولكني الليلة رأيت انّ القاضي هو الذي ذهب الى الشاكية !
فيامن تشعر بالبؤس وتظن أن الـدنيا قـد أظــلمت ، فقط ارفع يديك للسماء ولاتقل كيف ستحل؟ بل تضرع لمن يسمع دبيب النملة وهو سيجيبك. أليس هو سبحانه اللطيف القريب الذي يقول: (ادْعُونِي اسْتَجِبْ لَكُم)
قصة ذكرها الشيخ/ علي الطنطاوي رحمه الله
في كتاب/ ذكريات علي الطنطاوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
كنت قاضيا في الشام وحدث أن كنا مجموعة نمضي المساء عند أحد الأصدقاء فشعرت بضيق نفس و اختناق شديد، فاستأذنت أصدقائي للرحيل فأصروا أن أتم السهرة معهم ولكني لم أستطع وقلت لهم: أريد أن أتمشى لأستنشق هواء نقيا .
خرجت من عندهم ماشيا وحدي في الظلام، وبينما أنا كذلك إذ سمعت نحيبا وابتهال آت من خلف التلة، نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس كانت تبكي بحرقة وتدعو الله فاقتربت منها وقلت لها: ما الذي يبكيك يا أختي؟ قالت : إنّ زوجي رجل قاس وظالم طردني من البيت و أخذ أبنائي و أقسم أن لا أراهم يوما، وأنا ليس لي أحد ولا مكان أذهب له. فقلت لها: ولماذا لا ترفعين أمرك للقاضي؟
فبكت كثيرا و قالت: كيف لامرأة مثلي أن تصل الى القاضي؟! نحن في سنة الف وتسعمائة وثمانية وأربعين . يكمل الشيخ ويقول : المرأة تقول "كيف لامرأة مثلي ان تصل للقاضي" وهي لا تعلم أنّ الله قد جرّ القاضي (يقصد نفسه) من رقبته ليحضره إليها . قال فقلت لها : ابشري يا اختاه انا علي الطنطاوي قاضي دمشق وقد ساقني الله اليك بعد ان ضيّق عليّ الانفاس ليخرجني من بيت أصدقائي في ظلمة الليل ويقدّر لي ان اسلك هذا الطريق لأقف امامك وترف عين اليّ شكواك . وقد جرت العادة انّ الشاكي هو الذي يذهب الى القاضي ولكني الليلة رأيت انّ القاضي هو الذي ذهب الى الشاكية !
فيامن تشعر بالبؤس وتظن أن الـدنيا قـد أظــلمت ، فقط ارفع يديك للسماء ولاتقل كيف ستحل؟ بل تضرع لمن يسمع دبيب النملة وهو سيجيبك. أليس هو سبحانه اللطيف القريب الذي يقول: (ادْعُونِي اسْتَجِبْ لَكُم)
قصة ذكرها الشيخ/ علي الطنطاوي رحمه الله
في كتاب/ ذكريات علي الطنطاوي