- إنضم
- 25 أغسطس 2014
- المشاركات
- 62
- التفاعل
- 117
- النقاط
- 37
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه سلسلة مقالات غصن الرب والإمام المهدي للشيخ الدكتور: محمد أحمد المبيض حفظه الله وجزاه عنا خيرًا.
وقد نشرها في مدونته: الموسوعة في علامات الساعة
http://mausoaa.blogspot.com/
وهذا رابط المقالة الأولى:
http://mausoaa.blogspot.com/2016/02/1.html
غصن الرب والإمام المهدي ( التمهيد ) 1
ملاحظة : هذه مسودة بحث متكاملة ، أبرز من خلالها حقيقة غصن الرب المطروح في سفر إشعياء ، ولا يمكن فهم الموضوع إلا إذا تم ملاحقة المقالات كاملة ، وكما ذكرت هذه مسودة لبحث سيكتمل بصورته العلمية قريباً .
تمهيد ومدخل
هذا الموضوع لم أرغب بطرحه هنا ، لكن توافق مدلولاته مع السنن الإلهية ، ومع الرؤى المتنوعة جعلني أرى فائدة في طرحه لملاحقة كل المدلولات ذات العلاقة بعلامات الساعة .
والحقيقة أنني لست صاحب فكرة الربط بين غصن الرب في سفر إشعياء ، وبين الإمام المهدي ، بل سبقني إليها البعض منهم : عالم عراقي يكنى أبو الخليل عبد الله في بحثه ( الكتاب الفريد ) . ([1]) ، لكنه وصل لنتائج مغايرة لما وصلت إليه هنا في بعض التفاصيل .
إشعياء يعتبر من الأنبياء الكبار المتأخرين بعد داود وسليمان عليهما السلام ، وسياق السفر كله يشير إلى تنبؤات وأحداث وتقريع بيهود ذلك الزمان في مرحلة تدمير الهيكل الأول ، وإشارات إلى رجل عظيم يكون في آخر الأيام يكون مخلصاً للثلة المؤمنة المتبقية في ذلك العهد ، وهذه الإشارات تتضمن رمزيات كثيرة أوهمت اليهود فحافظوا على تلك النبوءات في كتبهم لأنها في ظنهم ترمز إلى المسيح ابن داود ، وحافظ عليها النصارى لأنها برأيهم ترشد إلى عيسى عليه السلام ، وهناك من المسلمين من أسقطها على النبي محمد عليه السلام ، وهذا يستلزم بيان المراد من هذه النبوءات على وجه الخصوص .
وبخصوص سفر إشعياء فقد دخل عليه كغيره من الأسفار كثيراً من التلاعب خاصة في ظل الترجمات المتنوعة لنصوص العهد القديم والموجودة حالياً ، والمتناقضة فيما بينها لنفس النص ، ونحن هنا نتحدث عن نصوص قديمة ترجمت من الآرامية والأكادية والسريانية إلى اليونانية ثم إلى اللغات الأخرى ومن ضمنها العربية ([2]) ، وفي ظل هذا التناقض بقيت تلك النبوءة قائمة لكن مع الاحتياط الشديد في بعض نصوصها .
بداية لابد أن أوضح أن نصوص العهد القديم تحتاج إلى خبرة عالية ونفس طويل حتى يتم استخراج مكنوناتها من بين فرث ودم ، فالتلاعب في هذه النصوص مر في مراحل متعددة فرضت نفسها على تلك النصوص بشكل حيوي ، لكن ذلك لا يمنع بقاء آثارة من علم خاصة في موضوع النبوءات ، ونلاحظ أن القرآن الكريم قد أشار إلى تلك البقايا في آيات كثيرة ، بل جاءت الآيات المرشدة إلى أن القرآن الكريم جاء مصدقاً لما قبله ([3]) ، مما يشير إلى بقايا من هذا الصدق تتوارثه الأجيال ، والنبوءة بمخلص آخر الزمان في أشعياء قد تكون من تلك البقايا .
بداية سأدخل في تحليل النبوءات في إشعياء وبيان الرابط بينها وبين الإمام المهدي في المقالات التالية بعد هذه المقالة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) لكن ما أطرحه هنا قد يكون مغايراً للنتائج التي وصل إليها ، حيث تمحورت فكرة بحثه على العراق بينما في نظري أن الموضوع أعم مما توصل إليه من نتائج بالرغم من أن جهده غير مسبوق ورائع في تفاصيله ، لكن هنا سأطرح الفكرة مضيفاً لها بعض التفاصيل الأخرى والاجتهادات الخاصة بي في فهم ظاهرة غصن الرب والربط بينه وبين حجر الزاوية المبشر به في العهدين القديم والجديد ، إضافة للربط بين السنن الإلهية وبين بعض الرؤى وبين ما تشير إليه تلك النبوءات المذكورة في سفر إشعياء كقرائن معززة . ولاحظت في الكتاب الفريد أن صاحبه يترجم سفر إشعياء مباشرة عن نسخة مارتن لوثر الألمانية للسفر ، ولكوني لا أستطيع التحقق من دقة الترجمة أو أصالتها خاصة أن البحث ليس عليه معلومات نشر ؛ لذا آثرت أن استخدم النسخ الموجودة والمعهودة للكتاب المقدس بالرغم من تشوه ترجمتها قياساً على ترجمة مارتن لوثر التي أراها والله أعلم أقرب للصواب من الترجمات العربية الموجودة حالياً والتي يظهر فيها تشوه كل النبوءات في إشعياء ، إضافة إلى أن الترجمات الموجودة لدي سواء العربية أو العبرية وجدت فيها اختلافات كثيرة بين النصوص بما لا يمكن ملاحقته حالياً في هذه المسودة ، بل يحتاج الأمر إلى دراسة مطولة أسأل الله أن تتيسر لي في وقت قريب .
([2]) إضافة إلى التغيير النصي بسبب الترجمات الكثيرة والتحولات المتتابعة للنصوص عبر التاريخ ، نجد أيضاً أن التحريف كان له نصيب في هذه النصوص خاصة في أهم جانبين أثرا في كل كتاب العهد القديم وهما : الإثنية تأثراً بالزرادشتية وإله الظلمة وإله النور وما نتج عنه من تسلل الشيطان للنصوص ، والعنصرية التي تتمحور فقط حول بني إسرائيل ويعقوب وجبل صهيون ، فهذان الجانبان خلال دراستي المطولة لكتاب العهد القديم وجدتهما قد أثرا على أكثر النصوص تحريفاً وتحويراً وإخراجاً لها عن ثوبها الحقيقي ، والدارس المتأمل يجد هذه الأمور ببساطة في ثنايا النصوص ، لكن ذلك لا يمنع من بقاء آثارة من علم في ثنايا تلك النصوص ، وهذا موضوع فصلت القول فيه خلال فصل أصولي مطول في كتابي عن التاريخ القديم .
([3]) هذا باب طويل تضمن نصوص قرآنية متعددة أشارت إلى أن القرآن في حقيقته هو كتاب مصدق لما قبله من الكتب من جهة ، وفي بعض النصوص كان القرآن يوجه للتوراة الموجودة في عهد النبي محمد في بعض المسائل منها : {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93 وهذا عيسى جاء مصدقاً للتوراة بالرغم من دخول أشكال من التحريف عليها في عهده يقول تعالى : {وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ }آل عمران50 فعيسى مصدقاً للحق الباقي في النصوص ، وكذلك جاءت كثير من النصوص في حق النبي محمد عليه السلام للدلالة على نفس المعنى ، يقول الله سبحانه وتعالى : {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ }فاطر31 فالقرآن الحق هو مصدق للحق الذي بين يديه من التوراة والإنجيل وكتابات الأنبياء .
هذه سلسلة مقالات غصن الرب والإمام المهدي للشيخ الدكتور: محمد أحمد المبيض حفظه الله وجزاه عنا خيرًا.
وقد نشرها في مدونته: الموسوعة في علامات الساعة
http://mausoaa.blogspot.com/
وهذا رابط المقالة الأولى:
http://mausoaa.blogspot.com/2016/02/1.html
غصن الرب والإمام المهدي ( التمهيد ) 1
ملاحظة : هذه مسودة بحث متكاملة ، أبرز من خلالها حقيقة غصن الرب المطروح في سفر إشعياء ، ولا يمكن فهم الموضوع إلا إذا تم ملاحقة المقالات كاملة ، وكما ذكرت هذه مسودة لبحث سيكتمل بصورته العلمية قريباً .
تمهيد ومدخل
هذا الموضوع لم أرغب بطرحه هنا ، لكن توافق مدلولاته مع السنن الإلهية ، ومع الرؤى المتنوعة جعلني أرى فائدة في طرحه لملاحقة كل المدلولات ذات العلاقة بعلامات الساعة .
والحقيقة أنني لست صاحب فكرة الربط بين غصن الرب في سفر إشعياء ، وبين الإمام المهدي ، بل سبقني إليها البعض منهم : عالم عراقي يكنى أبو الخليل عبد الله في بحثه ( الكتاب الفريد ) . ([1]) ، لكنه وصل لنتائج مغايرة لما وصلت إليه هنا في بعض التفاصيل .
إشعياء يعتبر من الأنبياء الكبار المتأخرين بعد داود وسليمان عليهما السلام ، وسياق السفر كله يشير إلى تنبؤات وأحداث وتقريع بيهود ذلك الزمان في مرحلة تدمير الهيكل الأول ، وإشارات إلى رجل عظيم يكون في آخر الأيام يكون مخلصاً للثلة المؤمنة المتبقية في ذلك العهد ، وهذه الإشارات تتضمن رمزيات كثيرة أوهمت اليهود فحافظوا على تلك النبوءات في كتبهم لأنها في ظنهم ترمز إلى المسيح ابن داود ، وحافظ عليها النصارى لأنها برأيهم ترشد إلى عيسى عليه السلام ، وهناك من المسلمين من أسقطها على النبي محمد عليه السلام ، وهذا يستلزم بيان المراد من هذه النبوءات على وجه الخصوص .
وبخصوص سفر إشعياء فقد دخل عليه كغيره من الأسفار كثيراً من التلاعب خاصة في ظل الترجمات المتنوعة لنصوص العهد القديم والموجودة حالياً ، والمتناقضة فيما بينها لنفس النص ، ونحن هنا نتحدث عن نصوص قديمة ترجمت من الآرامية والأكادية والسريانية إلى اليونانية ثم إلى اللغات الأخرى ومن ضمنها العربية ([2]) ، وفي ظل هذا التناقض بقيت تلك النبوءة قائمة لكن مع الاحتياط الشديد في بعض نصوصها .
بداية لابد أن أوضح أن نصوص العهد القديم تحتاج إلى خبرة عالية ونفس طويل حتى يتم استخراج مكنوناتها من بين فرث ودم ، فالتلاعب في هذه النصوص مر في مراحل متعددة فرضت نفسها على تلك النصوص بشكل حيوي ، لكن ذلك لا يمنع بقاء آثارة من علم خاصة في موضوع النبوءات ، ونلاحظ أن القرآن الكريم قد أشار إلى تلك البقايا في آيات كثيرة ، بل جاءت الآيات المرشدة إلى أن القرآن الكريم جاء مصدقاً لما قبله ([3]) ، مما يشير إلى بقايا من هذا الصدق تتوارثه الأجيال ، والنبوءة بمخلص آخر الزمان في أشعياء قد تكون من تلك البقايا .
بداية سأدخل في تحليل النبوءات في إشعياء وبيان الرابط بينها وبين الإمام المهدي في المقالات التالية بعد هذه المقالة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) لكن ما أطرحه هنا قد يكون مغايراً للنتائج التي وصل إليها ، حيث تمحورت فكرة بحثه على العراق بينما في نظري أن الموضوع أعم مما توصل إليه من نتائج بالرغم من أن جهده غير مسبوق ورائع في تفاصيله ، لكن هنا سأطرح الفكرة مضيفاً لها بعض التفاصيل الأخرى والاجتهادات الخاصة بي في فهم ظاهرة غصن الرب والربط بينه وبين حجر الزاوية المبشر به في العهدين القديم والجديد ، إضافة للربط بين السنن الإلهية وبين بعض الرؤى وبين ما تشير إليه تلك النبوءات المذكورة في سفر إشعياء كقرائن معززة . ولاحظت في الكتاب الفريد أن صاحبه يترجم سفر إشعياء مباشرة عن نسخة مارتن لوثر الألمانية للسفر ، ولكوني لا أستطيع التحقق من دقة الترجمة أو أصالتها خاصة أن البحث ليس عليه معلومات نشر ؛ لذا آثرت أن استخدم النسخ الموجودة والمعهودة للكتاب المقدس بالرغم من تشوه ترجمتها قياساً على ترجمة مارتن لوثر التي أراها والله أعلم أقرب للصواب من الترجمات العربية الموجودة حالياً والتي يظهر فيها تشوه كل النبوءات في إشعياء ، إضافة إلى أن الترجمات الموجودة لدي سواء العربية أو العبرية وجدت فيها اختلافات كثيرة بين النصوص بما لا يمكن ملاحقته حالياً في هذه المسودة ، بل يحتاج الأمر إلى دراسة مطولة أسأل الله أن تتيسر لي في وقت قريب .
([2]) إضافة إلى التغيير النصي بسبب الترجمات الكثيرة والتحولات المتتابعة للنصوص عبر التاريخ ، نجد أيضاً أن التحريف كان له نصيب في هذه النصوص خاصة في أهم جانبين أثرا في كل كتاب العهد القديم وهما : الإثنية تأثراً بالزرادشتية وإله الظلمة وإله النور وما نتج عنه من تسلل الشيطان للنصوص ، والعنصرية التي تتمحور فقط حول بني إسرائيل ويعقوب وجبل صهيون ، فهذان الجانبان خلال دراستي المطولة لكتاب العهد القديم وجدتهما قد أثرا على أكثر النصوص تحريفاً وتحويراً وإخراجاً لها عن ثوبها الحقيقي ، والدارس المتأمل يجد هذه الأمور ببساطة في ثنايا النصوص ، لكن ذلك لا يمنع من بقاء آثارة من علم في ثنايا تلك النصوص ، وهذا موضوع فصلت القول فيه خلال فصل أصولي مطول في كتابي عن التاريخ القديم .
([3]) هذا باب طويل تضمن نصوص قرآنية متعددة أشارت إلى أن القرآن في حقيقته هو كتاب مصدق لما قبله من الكتب من جهة ، وفي بعض النصوص كان القرآن يوجه للتوراة الموجودة في عهد النبي محمد في بعض المسائل منها : {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93 وهذا عيسى جاء مصدقاً للتوراة بالرغم من دخول أشكال من التحريف عليها في عهده يقول تعالى : {وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ }آل عمران50 فعيسى مصدقاً للحق الباقي في النصوص ، وكذلك جاءت كثير من النصوص في حق النبي محمد عليه السلام للدلالة على نفس المعنى ، يقول الله سبحانه وتعالى : {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ }فاطر31 فالقرآن الحق هو مصدق للحق الذي بين يديه من التوراة والإنجيل وكتابات الأنبياء .