الخوف خطير وآفة اذا سيطر على الأنسان : با خبركم عن قصة خوف ستوصلكم لمعرفة حسب تحليلي , زمان ونحن صغار كنا نهاب الأماكن المظلمة وهذا طبيعي عند الصغار . ولكن اذا كانت فيها مبالغة فقد تصل لدرجة الخطر , في حارتنا القديمة كنا نذهب لبيت امرأة تحفظ الصغار القرآن الكريم اسمها ( سعدية ) . امرأة لا تفارق العصا ابدآ , وكنا نروح لبيتها لندرس بصراحة ونحن مغصوبين غصب من الأهل من شدة الخوف منها , ندخل البيت ونحن مغيبين خارج هذا الكون من شدة الرهبة والخوف منها , اعيننا لا تفارق عصاتها ابدآ , نردد الآيات ونحن بالعشرات ومع قوة ارتفاع اصواتنا لا تسمع آذاننا الا صوت ضربات العصى على اجساد الصغار . الضرب ليس فقط على الحفظ , لا , بل على كل حركة او همسة او ميلان للجسم . امرأة يا اخوان سبحان الله وربي كأنها رجل , عمرنا ما شفناها تبتسم , جد جد لدرجة فظيعة , اقول لكم بصراحة كنا نعد اللحظات متى تنتهي ونخرج من ( المدرس ) , المدرس عندنا اسم لمدرسة القرآن , مدرس ( بالسكون ) . بصراحة ما قط شفت طالب اكمل عندها الدراسة , الكل كان يتهرب وبأي وسيلة . الله يرحمها ويغفر لها ويجزيها عنا كل خير . المهم , مش هذا هو الموضوع الأساسي اللي اريد اقول لكم عنه , الحكاية ان كان هناك في بيت هذه المدرسة , في الدور الأرضي , كانت هناك غرفة , هذه الغرفة نمر عليها قبل ان ندخل لغرفة التدريس . والكل لابد ان يتوقف عندها , كنا نتجمع ونتداول الأخبار كصغار , والكل كان يجمع على ان هذه الغرفة مسكونة , لا يتجراء احد من الصغار الدخول اليها , مع انها غرفة بلا باب . ولكن من الخارج لا ترى الا الظلام الدامس . وكان الأطفال يتداولون قصة فيما بينهم انه مرة بنت تجرأت ودخلت الغرفة , وبعد ان دخلت قالوا ان هناك جنية قد صفعتها ,,, . ( هنا الموضوع اللي اريد اوصله لكم ) . وهذه هي القصة اليومية اللي كان يرددها الأطفال عند كل زيارة مرور لهذه الغرفة . كبرت القصة في قلوبنا ووصلت لدرجة ان جعلتنا نخاف لمجرد التفكير في الدخول , وهذا هو الخووووووووووف , يكبر ويكبرفي عقل الأنسان حتى يصل لدرجة السيطرة , والأعصاب تشتد وتشتد وتشتد الى ان يصل الأنسان الى الأستسلام للفكرة , او للشيء المزروع في العقل . وفعلآ يا اخوان , البنت اللي دخلت للغرفة خرجت وهي تصيح وتصرخ وقد التف وجهها لجهة اليمين , المهم اخذوها الناس لأهلها وبدأت مرحلة العلاج العجيبة , وجه البنت اشتد كله لجهة اليمين , فمها ورأسها بالكامل لليمين , هذا هو الخوف يا اخوان وليس ( الجنية ) كما كنا نقول ويقول الأطفال وحتا الناس في الحارة . الخوف سيطر على البنت وسيطر على كامل اعصابها , وهنا بدأت لعبة الأعصاب , فقدت البنت السيطرة على اعصابها وانخذلت وانشلت اعصابها وعروقها , وفقدت السيطرة , وخرجت من تلك الغرفة وهي فاقدة لكامل شعورها , لا شيء غير الصراخ . عندما تكبر فكرة الخوف من اي شيء في نفس الأنسان ويستسلم لها ينهزم ويتداعا ويفقد السيطرة على افكاره وثباته . هذه هي حقيقة الغرفة المظلمة الخفية والتي سكنتها جنية الخوف . قصة الغرفة هذه موجودة في كل الناس . لها تفاصيل تختلف من شخص لآخر . والسبب : ( الظلمة ) , نعم يا احباب , الخوف سببه الظلام , لو دخل كل من فينا الى غرفة الظلام وهو هاديء ثابت ساكن , لوصل لحقيقة الجنية المخيفة , هل تذكرون دعاء الرسول الكريم : اللهم ارزقني الصبر والثبات والسكينة , هذا الدعاء لو تحقق للأنسان لكان من اشجع الناس واقواهم واثبتهم واسكنهم . سر الصبر وسر الثبات وسر السكينة هو في ( الأيمان ) وسر الأيمان هو في ( اليقين ) . ستخترق كل الغرف وستهزم اعتا الجن والطغاة بقوة الأيمان , هل تعلمون يا اخوان كيف عالجوا البنت والتي اسموها المصفوعة , كانوا يعالجون مثل هذه الحالات بذبح ذبيحة ويسكبون الدم على رأس الأنسان , وهذا العلاج يسمونه ( فدية ) بعني يفدون المصاب بالذبيحة , وبعد سكب الدم يصفعونه في نفس الجهة المشلولة من الوجة , يصفعونه بفخظ الذبيحة وبقوة , ويكررونها عدة مرات ,,,, تصدقون ان المريض يشفى , ويعود لنفس وضعه الطبيعي السابق , السر ببساطة هو ان ضربهم للمصاب وسكبهم الدم عليه هو عملية تحفيز لأعصاب المصاب المشلول . هم في علاجهم هذا يظنون انهم يفدون المريض بذبيجة , وانهم يخرجون اثر صفعة الجني او الجنية , ولكن رحمة ربك بالناس البدائيين وعطفه عليهم هي التي كانت تنفعهم وتوصلهم لطرق علاج وشفاء , وقد تكون هي طريقة علاج من احد الصالحين القدامى ولكن مع مرور الزمن دخلت فيها امور الجاهلية , ارجو اخواني ان لا اكون قد اطلت عليكم , ولكنها مجرد خاطر خطر علي واردت به ان انفعكم ولو بمعلومة , قد تنفع وارجو من ربي ان انفع , والسلام خير ختام