السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدليل الأول: عندن قرائتنا للأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالمهدي، تجد عبارات كثيرة تدل على أن الخير مطلق في عهد المهدي من قبيل: " أبشركم بالمهدي..." " يملأ الأرض عدلا وقسطا" .." يسقيه الله الغيت" " تنعم أمتي نعمة لم تنعمها قط " .." المال يومئذ كدوس.." وغيرها كثير من العبارات التي تعدد الخير الذي سيعم عهد المهدي...ثم يختم رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله بالعبارات التالية " ..يكون كذلك سبع سنين" وعند وفاته لا حظي قول نبينا الكريم "..يرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء" ...وحتما هذا يخالف تماما عصر ما قبل الدجال الذي تكون فيه الأرض في شدة وجفاف، وتراجع حضاري كبير، ومجاعات...حتى سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن ما يأكلونه، فأكد أن التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير يجري في دمائمهم مجرى الدم....وهذا عين المفارقة.
يتبع الدليل الثاني
الدليل الثاني: يقول رسول الله صلى عليه وسلم عن عصر المهدي: " يسقيه الله الغيت " "تكثر الماشية " بينما عصر ما قبل الدجال ثلاث سنوات عجاف، السماء تحبس مطرها، والأرض نباتها...وحتما الدجال يأتي الدجال في السنة الرابعة بجبل من خبز ونهر من ماء لهذا السبب ليبتز به الناس حتى يؤمنون به..وهذا عين المفارقة أيضا
هذا نجيب عليه من وجوه
أولها :- أن العبارات التي تعدد الخير الذي سيعم في عهد المهدي – على حد وصفك –
لا تعني بأن الخير يكون على إطلاقه ، وذلك لأن
سنة الابتلاء والتمحيص ماضية في الأمم منذ عهد - آدم عليه السلام – إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فكم من أمم ألبسها الله – عز وجل – لباس الجوع والخوف ، ومنها قرون من هذه الأمه .
وقد ورد في الصحيحين أن أناساً دخلوا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقالوا له :- "
قحط المطر واحمر الشجر وهلكت البهائم وجاع العيال فادع الله يغثنا " ...
وهذا كان في عهد النبوه ... فتأمل .
وقد سقت لك في مشاركتي السابقه ما كان على
عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - من مجاعة وقحط شديدين فيما سمي بعام الرماده ، فراجعه في موضعه .
وقد أصاب مصر وكان يوسف – عليه السلام – عزيزها سبع شداد ، مما قص الله – عز وجل – علينا من نبأ يوسف في القرآن الكريم .
فالجفاف والمجاعات هي من الأمور القدريه – الخارجه عن فعل المهدي وإرادته - ابتلاء من الله – عز وجل – للعباد والبلاد ، مصداقاً لقول الله – عز وجل - :- "
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " ، وقوله – جل وعلا - :- "
وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً " ...
وليس عهد المهدي بمنأى عن هذه السنه الإلهيه التي لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا .
فالمهدي ليس بأكرم على الله – عز وجل من أنبيائه ورسله ، وقد أصابهم ما أصابهم ، ولا يمنع أن تجود السماء بمائها ، والأرض بنباتها في أول عهد المهدي ، ومن ثم تمسك المساء قطرها والأرض نباتها في آخر ثلاث سنوات من عهد المهدي ، ايذاناً بخروج الدجال – وقانا الله شره وفتنته - .
ثانياً :- أن الله – عز وجل – كما
جعل علامه لخروج المهدي وهي الخسف ، فقد جعل علامة على قرب خروج الدجال وهي السنين الثلاث الشداد ، مما صح من حديث أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه .
ثم إن القول الفصل في هذا الإشكال ... أنه
قد صح في السنة النبوية أن الدجال يعاصر المهدي ويخرج في زمنه ، وصح أيضاً أن المهدي يؤم عيسى بن مريم الذي ينزل من السماء ليقتل الدجال ، وقد أوردت ذلك مفصلا في مشاركتي السابقه ... ومعلوم أنه
لا اجتهاد مع نص صحيح صريح ثابت .
ولا يمكننا أن نؤول أن الشخص الذي يصلي خلفه المسيح عيسى بن مريم هو شخص آخر غير المهدي – أقنى الأنف أجلى الجبهه من ولد فاطمة الزهراء من عترة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، لأن الأحاديث الصحاح تصرح بخلاف ذلك .
***
الدليل الثالث: أشارت السنة الصحيحة أنه بين الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية ست سنوات، ثم يخرج الدجال في السابعة ، وفي الثامنة عيسى عليه السلام...وبالتالي بين الملحمة ونزول عيسى ثمان سنوات...لكن أختي هناك فتوح أخرى قبل النلخمة الكبرى و فتح الروم... وهي فتح جزيرة العرب، ثم فارس..ولنفترض أن الأمر أخذ من المهدي ثلاث سنوات فقط كتمهيد وفتح لشبه الجزيرة العربية وفارس...هنا ندخل في ما يزيد عن إحدى عشر سنة بين بيعة المهدي ونزول المسيح عيسى...وهذا عين المفارقة أيضا
قد
جانبك الصواب في قولك :- "
أشارت السنة الصحيحة أنه بين الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية ست سنوات، ثم يخرج الدجال في السابعة "، وذلك لسببين
الأول :-
أن الحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (2361 ) ، وضعفه أيضاً في مشكاة المصابيح برقم (5425 ) .
الثاني :-
أن هناك حديث آخر يرده وهو حديث أضعف من الأول
فقد روى أبو داود (4295)، وابن ماجه (4092) واللفظ لهما، والترمذي (2238)، وأحمد (22098) باختلاف يسير عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال :- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :- "
الملحَمةُ الكبرَى ، و فَتحُ القسطنطينيةِ ، و خروجُ الدَّجالِ في سبعَةِ أشهر "
وقد عد أهل العلم هذين الحديثين الضعيفين من
مشكل الحديث لأن التعارض بينهما ثابت ويتعذر الجمع بينهما .
قلت :-
وعليه فلا يمكن الجزم بهما ، والاعتماد على أحدهما لتكوين تصور زمني على وجه الدقه لتسلسل الأحداث ومدتها الزمنيه
***
الدليل الرابع : هنا ستقولين أن المهدي سيسلم الخلافة لعيسى ليكون حكما عدلا...لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث أنه بعد وفاة المهدي سوف لن يكون العيش هنيئا بقوله "..ثم لا خير في العيش بعده " ..لكن حسب طرحك فالذي بعده هو فترة حكم عيسى عليه السلام الذي سيكون حاكما عادلا بعد القضاء على الدجال ويأجوج ومأجوج... والذي قال عن عهده نبينا الكريم.. " طوبى لعيش بعد المسيح "....وهذا والله عين المفارقة أيضا
نرد على هذا فنقول ...
أن عبارة (
ثم لا خير في العيش بعده )
لا تعني انقضاء الخير بوفاة المهدي ، بل يستمر من بعده ، وذلك من وجوه
الوجه الأول :- روى نعيم بن حماد في الفتن بإسناد
ضعيف عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «
الْقَحْطَانِيُّ بَعْدَ الْمَهْدِيِّ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا هُوَ دُونَهُ»
وفي رواية أخري ضعيفه ... «
سَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي رَجُلٌ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ الْقَحْطَانِيُّ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا هُوَ دُونَهُ »
والمقصود بعباره (
ما هو دونه ) أي أنه
عهده ليس بأقل من عهد المهدي في العدل والخير والبركه والنعمه .
الوجه الثاني :- أنه
قد ثبت في الصحيح أن الخير والبركه تكون في عهد عيسى بن مريم من بعد هلاك يأجوج ومأجوج ، وأسوق لك الحديث بتمامه للفائده ، وأرمز إلى مقصدي منه بالترميز اللوني
فقد روى مسلم في صحيحه ( 2937 ) ، وابن ماجه في سننه ( 3310 ) عن النواس بن سمعان – رضي الله عنه – قال :- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :- "
ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيه وَرَفَّعَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذلكَ فِينَا، فَقالَ: ما شَأْنُكُمْ؟ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فيه وَرَفَّعْتَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقالَ: غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي علَيْكُم، إنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فأنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وإنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتي علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إنَّه شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بعَبْدِ العُزَّى بنِ قَطَنٍ، فمَن أَدْرَكَهُ مِنكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ، إنَّه خَارِجٌ خَلَّةً بيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، وَما لَبْثُهُ في الأرْضِ؟ قالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، فَذلكَ اليَوْمُ الذي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فيه صَلَاةُ يَومٍ؟ قالَ: لَا، اقْدُرُوا له قَدْرَهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، وَما إِسْرَاعُهُ في الأرْضِ؟ قالَ: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتي علَى القَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فيُؤْمِنُونَ به وَيَسْتَجِيبُونَ له، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عليهم سَارِحَتُهُمْ، أَطْوَلَ ما كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتي القَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عليه قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عنْهمْ، فيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ ليسَ بأَيْدِيهِمْ شيءٌ مِن أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بالخَرِبَةِ، فيَقولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَضْحَكُ، فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ علَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حتَّى يُدْرِكَهُ ببَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ منه، فَيَمْسَحُ عن وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بدَرَجَاتِهِمْ في الجَنَّةِ، فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى: إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ ما فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فيَقولونَ: لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حتَّى يَكونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِن مِئَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فيُرْسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغَفَ في رِقَابِهِمْ، فيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى الأرْضِ، فلا يَجِدُونَ في الأرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلى اللهِ، فيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ منه بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَومَئذٍ تَأْكُلُ العِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ في الرِّسْلِ، حتَّى أنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإبِلِ لَتَكْفِي الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ البَقَرِ لَتَكْفِي القَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفِي الفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُرِ، فَعليهم تَقُومُ السَّاعَةُ. "
***
الديل الخامس والأخير: " ثم تكون خلافة... " نعم خلافة وليس خليفة واحد، فإن افترضنا أن المهدي هو مؤسس الخلافة الراشدة فالذي سيأتي بعده حسب ظاهر الحديث خلفاء راشدون مهديون آخرون..ولذلك سماها رسول الله بالخلافة الراشدة...خصوصا أن رسولنا عدد الخلفاء الراشدون من قريش باثنى عشر خليفة: منهم الخلفاء الأربعة الراشدون رضي الله تعالى عليهم، ثم خلافة الحسن رضي الله تعالى عنه.. ثم خلافة عمر ابن عبد العزيز ليبقى ست خلفاء آخرين منهم المهدي مؤسس الخلافة الراشدة في آخر الزمان إن شاء الله.
نرد على هذا فنقول ...
أولا :-
كون أن هناك خلفاء راشدون من بعد المهدي ، فهذا لا يعني عدم معاصرة المهدي لكل من الدجال والمسيح بن مريم لدلالة النصوص الصحيحه على ذلك بما لا يدع مجالا للشك .
ثانياً :-
أختلف أهل العلم في تعيين الإثنى عشر خليفه ، والقول الراجح في ذلك – والله أعلم – هو قول القاضي عياض ووافقه عليه الحافظ ابن حجر في الفتح ، وأنظر الرابط التالي
https://fatwa.islamweb.net/ar/fatwa/6305/
***