وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي أبو العز
محتوى الفيديو الذي أرفقته يذكرني بما رواه أبو داود في سننه بإسناد حسن عن على بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه قال :- " ( لو كان الدينُ بالرأي لكان أسفلُ الخف أولى بالمسحِ مِن أعلاه، وقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسَحُ على ظاهر خفَّيْه "
نعم ... فالدين ليس بمجرد العقل دون الرواية والنقل ، ولا عبره بنتيجة أي اجتهادات أو استنباطات أو تحليلات عقليه لأحداث آخر الزمان ، تخالف ما جاءت به النصوص الثابته والصريحه والصحيحه والمتواتره بأن الدجال يعاصر المهدي ، وأن المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام – يأتم بالمهدي ويصلي خلفه .
ورحم الله معاذ بن جبل – رضي الله عنه – عندما قال – فيما رواه الدارمي في مسنده - :- " يُفْتَحُ الْقُرْآنُ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَقْرَأَهُ الْمَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ وَالرَّجُلُ ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ : قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعُ ، وَاللَّهِ لَأَقُومَنَّ بِهِ فِيهِمْ لَعَلِّي أُتَّبَعُ ، فَيَقُومُ بِهِ فِيهِمْ فَلَا يُتَّبَعُ ، فَيَقُولُ : قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ ، وَقَدْ قُمْتُ بِهِ فِيهِمْ ، فَلَمْ أُتَّبَعْ ، لأَحْتَظِرْنَّ فِي بَيْتِي مَسْجِدًا لَعَلِّي أُتَّبَعْ ، فَيَحْتَظِرُ فِي بَيْتِهِ مَسْجِدًا فَلَا يُتَّبَعُ ، فَيَقُولُ : قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ ، وَقُمْتُ بِهِ فِيهِمْ فَلَمْ أُتَّبَعْ ، وَقَدْ احْتَظَرْتُ فِي بَيْتِي مَسْجِدًا , فَلَمْ أُتَّبَعْ ، وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُمْ بِحَدِيثٍ لَا يَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَمْ يَسْمَعُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ لَعَلِّي أُتَّبَعُ ، قَالَ مُعَاذٌ : فَإِيَّاكُمْ وَمَا جَاءَ بِهِ فَإِنَّ مَا جَاءَ بِهِ ضَلَالَةٌ " .
***
أما فيما يتعلق بما زعمه صاحب الفيديو – ولا أظنه إلا أنت – من أن المهدي لا يعاصر الدجال احتجاجاً بالمفارقه بين هذين الحديثين ، وتعذر الجمع بينهما وهما
الأول :- ما رواه الحاكم في مستدركه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال "يخرج في أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً- يعني حججاً"
وهذا الحديث صححه الحاكم ووافقه على ذلك الذهبي .
الثاني :- ما رواه ابن ماجه ، وصحيح ابن خزيمة ، ومستدرك الحاكم ، عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء، فلا يبقى ذات ظلف إلا هلكت؛ إلا ما شاء الله ، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير، والتحميد، ويجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام" وصححه الألباني في صحيح الجامع
***
فنرد عليه بما يلي
أولا :- أن تلك السنوات الشداد جعلها الله – عز وجل – علامه للناس على خروج الدجال وابتلاء للناس .
ثانياً :- لا يوجد ما يمنع شرعاً ولا عقلا من أن تكون تلك السنوات الثلاث الشداد في آخر عهد المهدي ، والذي هو عهد الخير ، فقد كان الفاروق أمبر المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – خليفة راشداً ، وانتشر الخير والعدل والبركه في زمانه وتوسعت في عهده الفتوحات الاسلاميه ، ومع كل ذلك وقعت بالمدينه المنوره – والتي هي عاصمة الخلافه - وما حولها مجاعة شديدة، وكان ذلك في 18هـ بعد عودة الناس من الحج، فحبس المطر من السماء وأجدبت الأرض، وهلكت الماشية، واستمرت هذه المجاعة تسعة أشهر، حتى صارت الأرض سوداء فشبهت بالرماد ، وسمي هذا العام عام الرماده ، وقد رويت آثار كثيرة تشير إلى ما أصاب الناس من الجهد والمشقة في هذا العام، وأنهم أكلوا الجرابيع والجرذان من الجوع، وأن الموت انتشر فيهم ...
ثالثاُ :- تواترت الأحاديث الصحاح من أن المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام – يأتم بالمهدي ويصلي خلفه ومنها
الدليل الأول :- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- " يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مريمَ ، فيقولُ أَمِيرُهُمُ المَهْدِيُّ : تَعالَ صَلِّ بِنا ، فيقولُ : لا ، إِنَّ بعضَهُمْ أَمِيرُ بَعْضٍ ، تَكْرِمَةُ اللهِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ "
أخرجه أحمد في مسنده ( 14762 ) ، وأبو يعلى ( 2078 ) ، والطبراني في المعجم الأوسط ( 9078 ) ، وأبو عوانه في المسند ( 317 ) ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/291) ، وأخرجه الحارث بن أبي أسامه في ( المسند ) ، وقال ابن القيم في ( المنار المنيف ) ( 114 ) :- إسناده جيد ، وصححه الألباني في السلسله الصحيحه ( 2236 ) وقال :- إسناده جيد ورواته ثقات
وهذا الحديث أصله في صحيح مسلم بدون تسمية الأمير ، وأسوقه لك بتمامه للفائده
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) ، قَالَ : ( فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا ، فَيَقُولُ : لَا ، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ )
رواه مسلم في صحيحه ( 156 )
يقول الشيخ محمد صالح المنجد :- " وقد بين جمع من أئمة العلم والهدى أنه يجب حمل اللفظ المطلق الوارد في الصحيحين على المقيد في خارجهما، وأن هذا الإمام الذي يصلي بالمسيح هو المهدي، جزم بذلك ابن الجوزي، والحافظ ابن حجر، والسيوطي، وصديق حسن خان، والألباني، وغيرهم ".
قلت :- وهذا الحديث الصحيح هو نص قاطع وصريح في أن عيسى بن مريم – عليه السلام – يأتم بالمهدي ، فدل ذلك على أن خروج المهدي يكون قبل نزول المسيح عيسى بن مريم ، ومما هو معلوم من صحاح الأحاديث أن عيسى بن مريم – عليه السلام – يقتل الدجال ، وهذا يؤكد أن الدجال يخرج في زمن المهدي ، وأسوق لك الحديث الدال على ذلك في الدليل الثاني .
الدليل الثاني :- ما رواه ابن ماجة (4077) , والروياني (1269) ,و نعيم بن حماد في "الفتن" (1446 و1516 و1589) والطبراني في (الكبير) (8\ 146\7844) ، وابن أبى عاصم في (السنة) (391) والكنجي في (البيان) (ص 99رقم 47), والحاكم (4\ 536\8664) وأبو نعيم (14) واللفظ له
عن أبي أمامة الباهلي- رضي الله عنه - قال: «خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وذكر الدجال - وقال: فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد, ويدعي ذلك اليوم يوم الخلاص, فقالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل, وجلهم ببيت المقدس, وإمامهم المهدي رجل صالح, فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح, إذ نزل عليهم عيسى بن مريم, فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى, فيضع عيسى يده بين كتفيه, ثم يقول له: تقدم فصل, فإنها لك أقيمت, فيصلي بهم إمامهم»
وقد روى هذا الحديث بأطول من هذا مما يدلل على معاصرة المهدي لكل من الدجال والمسيح ابن مريم ، وصحح الحديث الألباني في صحيح الجامع ( 7875 ) ، وقد رواه ابن ماجه وأبو داود مختصراً ولفظه
" يا أَيُّها الناسُ ! إنها لم تكن فتنةٌ على وجهِ الأرضِ ، منذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدمَ أَعْظَمَ من فتنةِ الدَّجَّالِ ، وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لم يَبْعَثْ نبيًّا إلا حَذَّرَ أُمَّتَه الدَّجَّالَ ، وأنا آخِرُ الأنبياءِ ، وأنتم آخِرُ الأُمَمِ ، وهو خارجٌ فيكم لا مَحالةَ ، فإن يخرجْ وأنا بين أَظْهُرِكم ، فأنا حَجِيجٌ لكلِّ مسلمٍ ، وإن يخرجْ من بَعْدِي ، فكلٌّ حَجِيجُ نفسِه ، واللهُ خَلِيفَتِي على كلِّ مسلمٍ ، وإنه يخرجُ من خُلَّةٍ بين الشامِ والعراقِ . فيَعِيثُ يمينًا وشمالًا ، يا عبادَ اللهِ ! أَيُّها الناسُ ! فاثبُتوا فإني سأَصِفُه لكم صفةً لم يَصِفْها إياه قبلي نبيٌّ ، … يقولُ : أنا ربُّكم ، ولا تَرَوْنَ ربَّكم حتى تَمُوتُوا ، وإنه أَعْوَرُ ، وإنَّ ربَّكم ليس بأَعْوَرَ ، وإنه مكتوبٌ بين عَيْنَيْهِ : كافرٌ ، يقرؤُه كلُّ مؤمنٍ ، كاتِبٌ أو غيرُ كاتِبٍ . وإنَّ من فتنتِه أنَّ معه جَنَّةً ونارًا ، فنارُه جنةٌ ، وجنتُه نارٌ ، فمَن ابتُلِيَ بنارِه فلْيَسْتَغِثْ باللهِ ، ولْيَقْرَأْ فواتِحَ الكهفِ… وإنَّ من فتنتِه أن يقولَ للأعرابيِّ : أرأيتَ إن بَعَثْتُ لك أباك وأمَّك أَتَشْهَدُ أني ربُّك ؟ فيقولُ : نعم ، فيتمثلُ له شيطانانِ في صورةِ أبيه وأمِّه ، فيقولانِ : يا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ ، فإنه ربُّك ، وإنَّ من فتنتِه أن يُسَلَّطَ على نفسٍ واحدةٍ فيَقْتُلُها ، يَنْشُرُها بالمِنْشارِ حتى تُلْقَى شِقَّيْنِ ، ثم يقولُ : انظُرُوا إلى عَبْدِي هذا ، فإني أَبْعَثُه ثم يَزْعُمُ أنَّ له ربًّا غيري ، فيبعثُه اللهُ ، ويقولُ له الخبيثُ : مَن ربُّك ؟ فيقولُ : رَبِّيَ اللهُ ، وأنت عَدُوُّ اللهِ ، أنت الدَّجَّالُ ، واللهِ ما كنتُ قَطُّ أَشَدُّ بصيرةً بك مِنِّي اليومَ . وإنَّ من فتنتِه أن يأمرَ السماءَ أن تُمْطِرَ ، فتُمْطِرُ ، ويأمرَ الأرضَ أن تُنْبِتَ ، فتُنْبِتُ . وإنِّ من فتنتِه أن يَمُرِّ بالحيِّ فيُكَذِّبونه ، فلا يَبْقَى لهم سائمةٌ إلا هَلَكَت . وإنَّ من فتنتِه أن يَمُرَّ بالحيِّ ، فيُصَدِّقونه ، فيأمرُ السماءَ أن تُمْطِرَ فتُمْطِرُ ، ويأمرُ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتُ ، حتى تَرُوحَ مَواشِيهِم من يومِهِم ذلك أَسْمَنَ ما كانت ، وأَعْظَمَه ، وأَمَدَّه خَواصِرَ وأَدَرَّهُ ضُروعًا . وإنه لا يَبْقَى شيءٌ من الأرضِ إلا وَطِئَه وظَهَر عليه ، إلا مكةَ والمدينةَ ، لا يأتِيهِما من نَقَب من أنقابِهِما إلا لَقِيَتْهُ الملائكةُ بالسيوفِ صَلْتَةً ، حتى يَنْزِلَ عند الضَّرِيبِ الأحمرِ ، عند مُنْقَطَعِ السَّبَخةِ ، فتَرْجُفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رَجْفاتٍ ، فلا يَبْقَى فيها منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خرج إليه ، فتَنْفِي الخبيثَ منها ، كما يَنْفِي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ ، ويُدْعَى ذلك اليومُ يومَ الخَلَاصِ ، قيل : فأين العربُ يَوْمَئِذٍ ؟ قال : هم يَوْمَئِذٍ قليلٌ ، . . . وإمامُهم رجلٌ صالحٌ ، فبَيْنَما إمامُهم قد تَقَدَّم يُصَلِّي بهِمُ الصُّبْحَ ، إذ نزل عليهم عيسى ابنُ مريمَ الصُّبْحَ ، فرجع ذلك الإمامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى ليتقدمَ عيسى ، فيضعُ عيسى يدَه بين كَتِفَيْهِ ، ثم يقولُ له : تَقَدَّمْ فَصَلِّ ؛ فإنها لك أُقِيمَتْ ، فيُصَلِّى بهم إمامُهم ، فإذا انصرف قال عيسى : افتَحوا البابَ ، فيَفْتَحُون ووراءَه الدَّجَّالُ ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ ، كلُّهم ذو سيفٍ مُحَلًّى وسَاجٍ ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ . وينطلقُ هاربًا ، … فيُدْرِكُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ ، فيقتلُه ، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ ، فلا يَبْقَى شيءٌ مِمَّا خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَواقَى به يهوديٌّ ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ ، لا حَجَرٌ ولا شجرٌ ولا حائطٌ ولا دابةٌ ، إلا الغَرْقَدَةُ ، فإنها من شَجَرِهِم لا تَنْطِقُ ، إلا قال : يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقتُلْه . فيكونُ عيسى ابنُ مريمَ في أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وإمامًا مُقْسِطًا يَدُقُّ الصليبَ ، ويَذْبَحُ الخِنْزيرَ ، ويضعُ الجِزْيةَ ، ويتركُ الصدقةَ ، فلا يَسْعَى على شاةٍ ولا بعيرٍ ، وتُرْفَعُ الشحناءُ والتباغُضُ ، وتُنْزَعُ حِمَةُ كلِّ ذاتِ حِمَةٍ ، حتى يُدْخِلَ الوليدُ يدَه في فِيِّ الحَيَّةِ ، فلا تَضُرُّه ، وتَضُرُ الوليدةُ الأسدَ فلا يَضُرُّها ، ويكونُ الذئبُ في الغنمِ كأنه كلبُها ، وتُمْلَأُ الأرضُ من السِّلْمِ كما يُمْلَأُ الإناءُ من الماءِ ، وتكونُ الكلمةُ واحدةً ، فلا يُعْبَدُ إلا اللهُ ، وتضعُ الحربُ أوزارَها ، وتُسْلَبُ قريشٌ مُلْكَها ، وتكونُ الأرضُ كفاثورِ الفِضَّةِ ، تُنْبِتُ نباتَها بعَهْدِ آدمَ حتى يجتمعَ النَّفَرُ على القِطْفِ من العنبِ فيُشْبِعُهم ، ويجتمعُ النَّفَرُ على الرُّمَّانةِ فتُشْبِعُهم ، ويكونُ الثُّوْرُ بكذا وكذا وكذا من المالِ ، ويكونُ الفَرَسُ بالدُّرَيْهِماتِ ، … وإنَّ قبلَ خروجِ الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شِدادٍ ، يُصِيبُ الناسَ فيها جُوعٌ شديدٌ ، يأمرُ اللهُ السماءَ السنةَ الأولى أن تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضَ أن تَحْبِسَ ثُلُثَ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضُ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثالثةِ فتَحْبِسُ مطرَها كلَّه ، فلا تَقْطُرُ قُطْرةً ، ويأمرُ الأرضَ فتَحْبِسُ نباتَها كلَّه فلا تُنْبِتُ خضراءَ ، فلا يَبْقَى ذاتُ ظِلْفٍ إلا هَلَكَت إلا ما شاء اللهُ ، قيل : فما يُعِيشُ الناسَ في ذلك الزمانِ ؟ قال : التهليلُ ، والتكبيرُ ، والتحميدُ ، ويُجْزِئُ ذلك عليهم مَجْزَأَةَ الطعامِ "