حالة اشتباه بالكوليرا في اليمن منظمة الصحة العالمية لـ«الشبيبة»: 5427
المياه الملوثة أحد أسباب عودة الكوليرا إلى اليمن (أرشيفية)
مسقط – محمد محمود البشتاوي
تزيد الكوليرا في اليمن من سوء الوضع الإنساني، الذي يشهدُ تدهوراً في ظل تفاقمِ الصراع، وتمسّك أطرافهِ بشروطها لحل الأزمة، الأمر الذي أفقد اليمن قدرتهُ على استعادةِ عافيتهِ من حربٍ دمرت البنية التحتية، وتسببت في نقص بالخدمات الطبية والصحية، كما عززت من انتشار الأمراض، وعودة الأوبئة المنقرضة، مثل الكوليرا العائد حديثاً إلى اليمن، والذي بدأ اكتشافه في محافظة واحدة، لينتشر لاحقاً في 11 محافظة يمنية.
وحتى كتابة هذا التقرير «بلغ عدد الحالات المشتبه في أن تكون حالات كوليرا: 5427 حالة تأكد منها مختبرياً 96 حالة في 29 مقاطعة من 11 محافظة في اليمن»، بحسب ما أكدته مديرة إعلام المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية رنا سيداني في تصريحات خاصة لـ«الشبيبة».
وقالت سيداني إن «عدد حالات الوفاة التي تسببت فيها بكتيريا الكوليرا بلغ حتى اليوم 8 في عدن، عمران، إب، وصنعاء. وعدد الوفيات المرتبطة بالإسهال المائي الحاد بلغ 65 حالة في عدن، عمران، إب، صنعاء، البيضاء، الدحلة، الحديدة، صنعاء، حجة وتعز»، وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية أسست بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان اليمنية 24 مركزاً لعلاج الكوليرا في المحافظات التي ينتشر فيها.
من جانبه، أكد مدير «المجلس النرويجي للاجئين» وولفجانج جريسمان لـ«الشبيبة» أن الوضع الإنساني في اليمن بائس على نحو متزايد بعد عام ونصف العام من الصراع، مشيراً إلى انتشار المجاعة والكوليرا وتفاقم المشكلات الاقتصادية.
وقال جريسمان إن هنالك أكثر من 2.2 مليون شخص ما زالوا مشرّدين ونحو 950000 آخرين عادوا ليعيشوا في ظروف قاسية، ويستندُ في تقديراته هذه إلى إحصائية منظمة الصحة العالمية التي قالت إن ما يقرب من نصف عدد الأطفال في جميع أنحاء البلاد «ضعفاء بشكل لا رجاء في علاجه».
اليمن ليس وحيداً
اليمن ليس وحيداً في هذه المأساة، حيث سجّلت منظمة الصحة العالمية «العام الفائت 454172 حالة كوليرا عالمياً، و1304 حالات وفـــاة. 41 % من الحالات كانت فــــي أفريقيـــا، و37 % في آسيا، و21 % فــــي الأمريكيتين»، ولا تزال الكوليرا تتسبب بوفيات بخاصة لدى المجتمعات التي ليست لديها مياه مأمونة للشرب، فهناك 663 مليون شخص من دون مياه نظيفة.
وتؤكد سيداني أن «اتباع نهج متعدد التخصصات أمر أساسي للوقاية من الكوليرا ومكافحتها والحد من الوفيات الناجمة عنها، وهو نهج ينطوي على استخدام توليفة تضم أنشطة الترصد وتوفير إمدادات المياه وممارسة النظافة الشخصية والتعبئة الاجتماعية والعلاج وإعطاء لقاحات الكوليرا الفموية».
وبحسب منظمة الصحة فإن «الكوليرا مرض سهل العلاج، ويمكن أن يتكلّل علاج معظم المصابين به بالنجاح من خلال الإسراع في إعطائهم محاليل الإمهاء الفموي. ويُذاب محتوى الكيس القياسي من محلول الإمهاء الفموي الذي توزّعه المنظمة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في لتر واحد من المياه النظيفة، وقد يحتاج المريض البالغ إلى كمية تصل إلى 6 لترات من هذا المحلول لعلاج الجفاف المعتدل في اليوم الأول من إصابته بالمرض».
أما المرضى الذين يعانون من جفاف شديد فهم معرّضون لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد. ويحتاج شخص بالغ وزنه 70 كيلوجراماً إلى حقنه بكمية من السوائل قدرها 7 لترات على الأقل عن طريق الوريد، علاوة على إعطائه سوائل الإمهاء الفموي أثناء علاجه.
يُشار إلى أن الكوليرا انتشرت خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند. واندلعت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر عبر القارات كلها. أما الجائحة الحالية (السابعة) فقد اندلعت بجنوب آسيا في العام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في العام 1971 ومن ثم إلى الأمريكيتين في العام 1991. وتتوطن الكوليرا الآن العديد من البلدان.