الصين تبلغ منظمة الصحة العالمية بظهور تحور في فيروس إنفلونزا الطيور ليصبح أكثر فتكا بالدواجن
الإثنين 20/فبراير/2017 - 10:34 م
أ.ش.أ
كشفت الصين ظهور أول طفرة جينية في فيروس إنفلونزا الطيور اتش7 إن9 حيث يتوقع المتخصصون أن يؤدي هذا التغيير إلى نفوق المزيد من الدواجن، وأكدوا أنه لا يمثل خطورة أكبر على البشر.
وأعلن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها اليوم الإثنين، أنه أبلغ منظمة الصحة العالمية أن هذا التحور تم اكتشافه في عينات جمعت من إثنين من المرضى في مقاطعة قوانغدونغ الشهر الماضي.
وقال المركز في بيان رسمي إن الفيروس تحور ليصبح أكثر فتكا بالدواجن، مؤكدا أنه ليس هناك أي مؤشر على أنه يشكل خطرا على البشر.
وجاء هذا الاستنتاج بعد استشارة الخبراء من وزارة الزراعة وبناء على دراسة حالة المصابين الإثنين الذين التقطا الفيروس من طيور نافقة والذين شفي أحدهما وخرج من المستشفى بينما ما يزال الآخر يتلقى العلاج.
وقال المركز إنه تم وضع نحو 105 أشخاص كانوا على اتصال وثيق مع المرضى تحت الملاحظة للتأكد من أنهم لم يصابوا هم أيضا بالفيروس، ولكن حتى الآن لم تظهر أي أعراض للإصابة على أي منهم.
وأشار البيان إلى أن السلطات الزراعية وجدت أربع عينات دواجن ظهر بها التحور حيث يتم حاليا إجراء المزيد من الدراسات عليها، كما أوضح أن هذه العينات تم جمعها من الدواجن في قوانغدونغ.
وقال شي يي، الباحث في العدوى الفيروسية بالأكاديمية الصينية للعلوم ومعهد علم الأحياء الدقيقة، في تصريحات نشرتها صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست على موقعها الإلكتروني أن حدوث طفرات في إنفلونزا الطيور ليس من الأمور غير المألوفة، وضرب المثل بفيروس الإنفلونزا من سلالة اتش5 إن1 الذي حدث له تحور مماثل من قبل.
وقال إنه بالرغم من أنه ليس هناك تجارب معملية بعد على الطفرة الجديدة في إتش7 إن9، ولكن بناء على الدراسات السابقة بشأن إتش5 إن1، فمن الممكن لـ إتش7 إن9 أن يتحور ليصبح معديا أكثر.
وأضاف أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل يشير إلى أي تغييرات في طريقة العدوى أو القوة الحالية للفيروس.
وقال قوان يي، مدير أحد جامعات هونغ كونغ المتخصصة في الأمراض المعدية الناشئة ومركز بحوث الإنفلونزا أن الطفرة في إنفلونزا إتش7 إن9 من المرجح أن تجعل الفيروس أكثر فتكا بالدواجن.
وأوضح أنه قبل حدوث الطفرة، فإن فيروس إتش7 إن9 كان فقط يصيب أمعاء الدواجن وجهاز التنفسي، ولكن وجود الطفرة يعني أن الفيروس يمكن أن ينتقل إلى أي جزء بأجسام الدواجن وهو أمر سينتج عنه نفوق الدواجن المصابة في غضون أيام قليلة من انتقال الفيروس إليها.
وكانت السلطات الصحية الصينية أعلنت مؤخرا أنها كثفت من إجراءات الوقاية والمكافحة ضد انتشار فيروس إنفلونزا الطيور إتش7 إن9 ، الذي تم وصف معدلات تفشيه في موسم الشتاء الحالي من قبل مسئولي المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأنها الأسوأ منذ أول مرة ظهر فيها في البلاد في عام 2013، وحثوا السلطات المحلية الصينية على إيلاء مواجهة هذا التحدي أهمية قصوى.
ووفقا لما كانت اللجنة الوطنية الصينية للصحة كشفت عنه أواخر الأسبوع الماضي فإنه ومنذ مطلع شهر يناير الماضي وحتى الآن تم الإبلاغ عن 269 على الأقل من الإصابات البشرية بالفيروس في أنحاء البلاد مع وفاة 87 حالة.
وذكر الإعلام الرسمي الصيني أن معظم حالات الإصابة والوفاة كانت في مناطق حول دلتا نهر اليانغتسى ونهر اللؤلؤ، مشيرا إلى أن هيئة الغذاء والدواء في بكين أعلنت يوم الخميس الماضي أنه تم الموافقة على بدء التجارب السريرية على أربعة لقاحات ضد المرض على أمل تحسين نسب الوقاية منه في المستقبل.
وفي أحدث تقرير تحليلي نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني الأسبوع الماضي حول التطورات الأخيرة بالنسبة للفيروس قالت إنه لا يوجد دليل حتى الآن على انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان ... وأن كانت حذرت من أنه لا يمكن استبعاد احتمالات حدوث تلك الظاهرة بشكل مطلق.
كانت الصين سجلت في 23 ديسمبر الماضي أول حالتي وفاة بإنفلونزا الطيور إتش7 إن9 هذا الشتاء وذلك في مقاطعة آنهوى بشرق البلاد. وقد قامت السلطات الصينية بإعدام أكثر من 175 ألف من الطيور خلال الأشهر القليلة الماضية للقضاء على تفشي الفيروس محليا.
ومن المعروف أن الإصابة البشرية بإنفلونزا الطيور سببها مخالطة الطيور الحية المصابة، وغالبا ما يرتبط انتشار العدوى من هذه الإنفلونزا وخاصة السلالة التي يطلق عليها إتش7 إن9 بفصلي الشتاء والربيع.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن أول حالة عدوى بشرية بفيروس أنفلونزا الطيور إتش7 إن9 ظهرت في الصين في مطلع عام 2013 وتم من وقتها وحتى العام الماضي الإبلاغ عما يزيد عن 800 حالة مؤكدة مختبرياً للإصابة بالعدوى البشرية.