السلام عليكم، و رحمة الله تعالى و بركاته
الشيئ الذي يؤلمني حقا هو كم القتل و الهرج الموجود في بلاد العرب خاصة، لا يوجد بلد عربي ليس لديه مشاكل اما سياسية، او مشاكل حدود مع جيرانه، او اقتصادية او اجتماعية او عسكرية...سوريا، العراق، اليمن، السودان، مصر، ليبيا، لبنان،و مسلمي مالي، مسلمي افريقيا الوسطى، مسلمي الشيشان، مسلمي كشمير، مسلمي الصين، ...
اصبح القتل مثل شرب الماء، عادي ان تتصفح موقع اخباري و تقرأ 100 قتيل في سوريا، 40 قتيل في العراق بسبب سيارة مفخخة في سوق شعبي، 10 قتلى بصاروخ في ليبيا، 20 قتيل في اليمن، 2 قتلى في مظاهرات مصر، قتلى في غزة...
بالامس، طالعت الاخبار، فقرأت انه تم فعل مجزرة في باكستان !: 131 طفل مسلم تلميذ قتلوا على يد مجرمين...هل وصل الحد الاجرامي بنا ان نقتل الاطفال ؟ ما ذنبهم ؟ من يواسي ابائهم و امهاتهم، اطفال يدرسون لا علاقة لهم لا بالسياسة و لا بالصراعات الدينية و الطائفية و الاثنية، هؤلاء اطفال مسلمون، فما بالك لو كانوا اطفال من اهل الذمة، ربما يتم تقطيع رؤوسهم ووضعها في اليوتيوب للذكرى، ماذا يمكن ان نسمي هذا العمل الجبان ؟ عمل وحشي، عمل بربري، هل هؤلاء القتلة المجرمين يعرفون الله و رسوله؟ هل يقرؤون القران، هل عرفوا سماحة الاسلام و رحمة الرسول عليه الصلاة و السلام ؟ هل يعرفون اخلاق الاسلام في التعامل مع غير المسلمين من اهل الذمة و الغير حربيين ؟ ..، لو كان الاسلام يعتمد على أخلاق بعض المسلمين و افعالهم لما تجاوز الجزيرة العربية، لكن اخلاق النبي عليه الصلاة و السلام و عظمة القرآن تنشر الاسلام كالنار في الهشيم و لو كره الكافرون و المشركين...يجب ان نغير أخلاقنا و نرجع للدين الحق، دين السماحة..
كيف يمكن وصف مقتل 131 طفل مسلم ؟ هل هؤلاء القتلة المجرمين مارقين أو خوارج، أو سفاكي الدماء، أو مرضى نفسيين، او.....كيف سيقابلون رب العزة ؟ ما معنى ان تفجر سيارة في سوق شعبي او تقتل 131 طفل و ترجع للبيت و تتوضأ لتصلي او تقيم الليل او تصوم مدى الدهر و يداك ملطختان بدماء البؤساء و الضعفاء...
شخصيا، كرهت الاخبارر، يوميا القتل؛، العداد لا يتوقف....
صدق رسول الله و لا ينطق عن الهوى عند قوله بان السيف سيبقى في الامة إلى يوم الدين...
كما جاء في حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا وُضِعَ السَّيْفُ في أُمَّتِي لم يُرْفَعْ عنها إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
وكان عبد الله بن سلام رضي الله عنه من علماء أهل الكتاب ثم كان من علماء الصحابة رضي الله عنهم، وكان يقول لما أحاط القتلة بدار عثمان رضي الله عنه: ((لا تسلوا سيوفكم فلئن سللتموها لا تُغمدُ إلى يوم القيامة)).
وقد وقع السيف في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلم يُرفع إلى يومنا هذا، ولن يرفع إلى آخر الزمان.
تدبروا هذا الحديث الشريف و كأن الرسول الامين عليه الصلاة و السلام يعيش بيننا :
في حديث كُرْزِ بن عَلْقَمَةَ الخزاعي رضي الله عنه قال: ((قال رَجُلٌ: يا رَسُولَ الله، هل لِلإِسْلاَمِ من مُنْتَهَى؟ قال: نعم، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ الله بِهِمْ خَيْراً أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ، قال: ثُمَّ مَهْ؟ قال: ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ، قال: كَلاَّ والله إن شَاءَ الله، قال: بَلَى والذي نفسي بيده، ثُمَّ تَعُودُونَ فيها أَسَاوِدَ صُبًّا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)) رواه أحمد.
حسبنا الله و نعم الوكيل...
___________