بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
لماذا لم تذكر أية آية في كتاب الله عز وجل عن خلق الروح أو النور أو الكتاب أو الإيمان؟
الجواب لأن هذه من "الأمر". أي أنها غير مخلوقة. فالله عز وجل قال في كتابه العزيز "ألا له الخلق والأمر"، فملك الله لا يقتصر على عالم المخلوقات المادية، بل وله كذلك الأمر. فما "الأمر"؟
الأمر إن جُمعت كانت على شكلين:
أوامر، وهي مجموع ما أمر به الله عز وجل. طيب من الذين أمرهم الله؟ كل ما في السموات والأرض مأمور من الله. فأوامر الله للأجرام السماوية والأجسام غير الحية عامة هي ما يُعرف الآن بقوانين الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وغيرها. وأوامر الله للكائنات الحية هي ما إلى ذلك ويضاف عليها ما يخص الأحياء، وهي علوم الأحياء (كيفية حياة الخلايا وتفاعلها فيما بينها ومع العالم وما إلى ذلك وكل هذه الأمور لا شأن للكائن الحي بها، يعني الإنسان لا يتحكم بخلاياه ويقول لهذه الخلايا أنت اصنعي بروتين ويقول لغيرها أنت كوني كبدا، هذا من أمر الله). وأوامر الله عز وجل للإنسان المكلف هي ما جاء في الكتب السماوية منه.
فمن هنا يكون الكتاب والإيمان من أمر الله. فقال سبحانه وتعالى "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم." كل ما ورد في هذه الآية من "أمر" الله وليس من الخلق.
وإن جُمعت على "أمور" كان المعنى في أمور مثل "النور" (وليس الضوء (جعل الشمس ضياء والقمر نورا) (وعلى ذلك يقاس الظلمات فهي من الأمور وليس الخلق)
ومن ذلك الروح. فلما سئل النبي عن الروح نزلت الآية جوابا لذلك "قل الروح من أمر ربي" فكانت جوابا من الله وليس من باب صرفهم عن السؤال. فالروح غير مخلوقة، بل هي من أمر الله.
طيب ما الفرق بين الخلق والأمر؟
يقول ربنا في كتابه العزيز "إنا كل شيء خلقناه بقدر، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر"
إذن الخلق يحتاج إلى قدر (بمعنى الكم والحجم والوزن وغير ذلك)، أما الأمر فـ "كلمح بالبصر" أي لا يحتاج لزمان ليكون.
ولا يُطلق على الأمر كلمة "شيء" فالشيء هي المخلوقات، إنما يُطلق عليها كلمة "أمر".
وما جاءت كلمة "قضى" (بمعنى القضاء) إلا وكانت لأمر في القرآن "إذا قضى أمرا.."، فالقضاء مختلص بالأمر، ومن هنا كان معنى الآية "يحفظونه من أمر الله" لا تعني "بأمر الله" فقط بل وتعني كذلك "من أمر الله" فهناك "أمور" في الكون لولا حفظ الله لنا لما كان لنا عيش على الأرض. ومن هنا كانت "السماء سقفا محفوظا" من باب حفظ الله للبشر والحيوان والشجر.
أما القدر فيكون منه خلق وأمر. فجاء في كتاب ربنا "وكان أمر الله قدرا مقدورا". القضاء للأمر والقدر للخلق والأمر.
والله أعلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
لماذا لم تذكر أية آية في كتاب الله عز وجل عن خلق الروح أو النور أو الكتاب أو الإيمان؟
الجواب لأن هذه من "الأمر". أي أنها غير مخلوقة. فالله عز وجل قال في كتابه العزيز "ألا له الخلق والأمر"، فملك الله لا يقتصر على عالم المخلوقات المادية، بل وله كذلك الأمر. فما "الأمر"؟
الأمر إن جُمعت كانت على شكلين:
أوامر، وهي مجموع ما أمر به الله عز وجل. طيب من الذين أمرهم الله؟ كل ما في السموات والأرض مأمور من الله. فأوامر الله للأجرام السماوية والأجسام غير الحية عامة هي ما يُعرف الآن بقوانين الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وغيرها. وأوامر الله للكائنات الحية هي ما إلى ذلك ويضاف عليها ما يخص الأحياء، وهي علوم الأحياء (كيفية حياة الخلايا وتفاعلها فيما بينها ومع العالم وما إلى ذلك وكل هذه الأمور لا شأن للكائن الحي بها، يعني الإنسان لا يتحكم بخلاياه ويقول لهذه الخلايا أنت اصنعي بروتين ويقول لغيرها أنت كوني كبدا، هذا من أمر الله). وأوامر الله عز وجل للإنسان المكلف هي ما جاء في الكتب السماوية منه.
فمن هنا يكون الكتاب والإيمان من أمر الله. فقال سبحانه وتعالى "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم." كل ما ورد في هذه الآية من "أمر" الله وليس من الخلق.
وإن جُمعت على "أمور" كان المعنى في أمور مثل "النور" (وليس الضوء (جعل الشمس ضياء والقمر نورا) (وعلى ذلك يقاس الظلمات فهي من الأمور وليس الخلق)
ومن ذلك الروح. فلما سئل النبي عن الروح نزلت الآية جوابا لذلك "قل الروح من أمر ربي" فكانت جوابا من الله وليس من باب صرفهم عن السؤال. فالروح غير مخلوقة، بل هي من أمر الله.
طيب ما الفرق بين الخلق والأمر؟
يقول ربنا في كتابه العزيز "إنا كل شيء خلقناه بقدر، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر"
إذن الخلق يحتاج إلى قدر (بمعنى الكم والحجم والوزن وغير ذلك)، أما الأمر فـ "كلمح بالبصر" أي لا يحتاج لزمان ليكون.
ولا يُطلق على الأمر كلمة "شيء" فالشيء هي المخلوقات، إنما يُطلق عليها كلمة "أمر".
وما جاءت كلمة "قضى" (بمعنى القضاء) إلا وكانت لأمر في القرآن "إذا قضى أمرا.."، فالقضاء مختلص بالأمر، ومن هنا كان معنى الآية "يحفظونه من أمر الله" لا تعني "بأمر الله" فقط بل وتعني كذلك "من أمر الله" فهناك "أمور" في الكون لولا حفظ الله لنا لما كان لنا عيش على الأرض. ومن هنا كانت "السماء سقفا محفوظا" من باب حفظ الله للبشر والحيوان والشجر.
أما القدر فيكون منه خلق وأمر. فجاء في كتاب ربنا "وكان أمر الله قدرا مقدورا". القضاء للأمر والقدر للخلق والأمر.
والله أعلم.
التعديل الأخير: