عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ: "أَنَّ صَبِيغًا الْعِرَاقِيَّ جَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَدِمَ مِصْرَ، فَبَعَثَ بِهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُولُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: فِي الرَّحْلِ، قَالَ عُمَرُ: أَبْصِرْ أَنْ يكونَ ذَهَبَ فَتُصِيبَكَ مِنِّي بِهِ الْعُقُوبَةُ الْمُوجِعَةُ، فَأَتَاهُ بِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: تَسْأَلُ مُحْدَثَةً، فأرْسلَ عُمَرُ إِلَى رَطَائِبَ مِنْ جَرِيدٍ، فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى تَرَكَ ظَهْرَهُ دَبِرَةً، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرَأَ، ثُمَّ عَادَ لَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرَأَ، فَدَعَا بِهِ لِيَعُودَ لَهُ، قَالَ: فقالَ صَبِيغٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلِي، فَاقْتُلْنِي قَتْلًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُدَاوِيَنِي، فَقَدْ وَاللَّهِ بَرَأْتُ، فَأَذِنَ لَهُ إِلَى أَرْضِهِ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ لَا يُجَالِسَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ، فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ: أَنْ قَدْ حَسُنَتْ تَوْبَتُهُ، فَكَتَبَ عُمَرُ: أنِ ائْذَنْ لِلنَّاسِ بِمُجَالَسَتِهِ".
وفي رواية ابن وضاح: "فَقَالَ عُمَرُ: تَسُلُّ حَدَثَة ً؟"، "فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنْ قَدْ حَسُنَتْ هَيْئَتُهُ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ يَأْذَنَ لِلنَّاسِ يُجَالِسُونَهُ" (أخرجه الدارمي في السنن (1/ 254، تحت رقم150)، وابن وضاح البدع لابن وضاح (2/ 111، تحت رقم 148)،
[ فلما سمع عمر رضي الله عنه مسائله فيما لا يعنيه كشف رأسه؛ لينظر هل يرى العلامة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصفة التي وصفها، فلما لم يجدها أحسن تأديبه؛ لئلا يتغالى به في المسائل إلى ما يضيق صدره عن فهمه، فيصير من أهل العلامة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم، فحقن دمه -أي: لم يقتله؛ لأنه ليس بصاحب علامة- وحفظ دينه بأدبه، رحمة الله عليه ورضوانه. ولقد نفع الله صبيغاً بما كتب له عمر في نفيه ]. لأن عمر نفاه إلى البصرة، وقال: هذا صبيغ يا أهل البصرة لا بد أن يقوم فيكم خطيباً، فيفضح نفسه على الملأ، ويقول: كان برأسي كيت وكيت وكيت، حتى أدبني أمير المؤمنين وفعل بي كذا وكذا وكذا، ولا زال صبيغ وضيعاً حتى مات بعد أن كان شريفاً. ثم قال: [ فلما خرجت الحرورية -وهي فرقة عظيمة من فرق الضلالة- قالوا لـصبيغ : إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا [ فلما سمع عمر رضي الله عنه مسائله فيما لا يعنيه كشف رأسه؛ لينظر هل يرى العلامة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصفة التي وصفها، فلما لم يجدها أحسن تأديبه؛ لئلا يتغالى به في المسائل إلى ما يضيق صدره عن فهمه، فيصير من أهل العلامة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم، فحقن دمه -أي: لم يقتله؛ لأنه ليس بصاحب علامة- وحفظ دينه بأدبه، رحمة الله عليه ورضوانه. ولقد نفع الله صبيغاً بما كتب له عمر في نفيه ]. لأن عمر نفاه إلى البصرة، وقال: هذا صبيغ يا أهل البصرة لا بد أن يقوم فيكم خطيباً، فيفضح نفسه على الملأ، ويقول: كان برأسي كيت وكيت وكيت، حتى أدبني أمير المؤمنين وفعل بي كذا وكذا وكذا، ولا زال صبيغ وضيعاً حتى مات بعد أن كان شريفاً. ثم قال: [ فلما خرجت الحرورية -وهي فرقة عظيمة من فرق الضلالة- قالوا لـصبيغ : إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا ]. يعني: ذهب أصحاب السوء إلى صبيغ وقالوا: يا صبيغ لقد ظهرت فرقة تسمى: الحرورية -نسبة إلى مكان يسمى: حروراء، وهم خوارج، فهل لك يا صبيغ أن تلحق بهم، وأن تصير رأساً فيهم كما كنت رأساً من قبل؟ فانظر إلى رد صبيغ ماذا قال. قال: [ فقال: هيهات، نفعني الله بموعظة الرجل الصالح أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وكان عمر قد ضربه حتى سالت الدماء على وجهه، أو رجليه أو على عقبيه.ولقد صار صبيغ لمن بعده مثلاً وتردعة لمن نقر وألحف في السؤال ].
جاء في رواية بيان الأسئلة التي كان يسأل عنها صبيغ ففي كتابه الشريعة (1/ 481 -482)، قال الآجري رحمه الله: "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا لَقِينَا رَجُلًا يَسْأَلُ عَنْ تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَمْكِنِّي مِنْهُ قَالَ: فَبَيْنَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ يُغَدِّي النَّاسَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ وَعِمَامَةٌ يَتَغَدَّى حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا، فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴾ (الذاريات: 2) فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ هُوَ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِدُهُ حَتَّى سَقَطَتْ عِمَامَتُهُ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَوْ وَجَدْتُكَ مَحْلُوقًا لَضَرَبْتُ رَأْسَكَ، أَلْبِسُوهُ ثِيَابَهُ، وَاحْمِلُوهُ عَلَى قَتَبٍ، ثُمَّ أَخْرِجُوهُ حَتَّى تَقْدِمُوا بِهِ بِلَادَهُ، ثُمَّ لِيَقُمْ خَطِيبًا، ثُمَّ لِيَقُلْ: إِنَّ صَبِيغًا طَلَبَ الْعِلْمَ فَأَخْطَأَهُ فَلَمْ يَزَلْ وَضِيعًا فِي قَوْمِهِ حَتَّى هَلَكَ وَكَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ".
قال الآجري رحمه الله (الشريعة 1/ 484): "فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَنْ يَسْأَلُ عَنْ تَفْسِيرِ: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴾ (الذاريات: 2)، اسْتَحَقَّ الضَّرْبَ، وَالتَّنْكِيلَ بِهِ وَالْهِجْرَةَ.
قِيلَ لَهُ: لَمْ يَكُنْ ضَرْبُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَهُ بِسَبَبٍ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَلَكِنْ لَمَّا تَأَدَّى إِلَى عُمَرَ مَا كَانَ يَسْأَلُ عَنْهُ مِنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرَاهُ عَلِمَ أَنَّهُ مَفْتُونٌ، قَدْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِمَا لَا يَعُودُ عَلَيْهِ نَفْعُهُ، وَعَلِمَ أَنَّ اشْتِغَالَهُ بِطَلَبِ عِلْمِ الْوَاجِبَاتِ مِنْ عِلْمِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ أَوْلَى بِهِ , وَتَطَلُّبُ عِلْمِ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى بِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَى مَا لَا يَنْفَعُهُ، سَأَلَ عُمَرُ اللَّهَ تَعَالَى أّنْ يُمَكِّنَهُ مِنْهُ، حَتَّى يُنَكِّلَ بِهِ، وحَتَّى: يُحَذِّرُ غَيْرَهُ؛ لِأَنَّهُ رَاعٍ يَجِبُ عَلَيْهِ تَفَقُّدُ رَعِيَّتِهِ فِي هَذَا وَفِي غَيْرِهِ، فَأَمْكَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَقَدْ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَيَكُونُ أَقْوَامٌ يُجَادِلُونَكُمْ بِمُتَشابَهِ الْقُرْآنِ فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ، فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى"اهـ.
الثانية : مشروعية عقوبة الإمام لمن هذا حاله، وقد بوّب على القصة الآجري رحمه الله : "بَابُ تَحْذِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ بِمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَعُقُوبَةِ الْإِمَامِ لِمَنْ يُجَادِلُ فِيهِ"اهـ وقال (الشريعة 5/ 2554- 2555): "بَابُ عُقُوبَةِ الْإِمَامِ وَالْأَمِيرِ لِأَهْلِ الْأَهْوَاءِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ: يَنْبَغِي لِإِمَامِ الْمُسْلِمِينَ وَلِأُمَرَائِهِ فِي كُلِّ بَلَدٍ إِذَا صَحَّ عِنْدَهُ مَذْهَبُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ - مِمَّنْ قَدْ أَظْهَرَهُ - أَنْ يُعَاقِبَهُ الْعُقُوبَةَ الشَّدِيدَةَ ؛
فَمَنِ اسْتَحَقَّ مِنْهُمْ أَنْ يَقْتُلَهُ قَتَلَهُ.
وَمَنِ اسْتَحَقَّ أَنْ يَضْرِبَهُ وَيَحْبِسَهُ وُيُنَكِّلَ بِهِ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ.
وَمَنِ اسْتَحَقَّ أَنْ يَنْفِيَهُ نَفَاهُ, وَحَذَّرَ مِنْهُ النَّاسَ.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَمَا الْحُجَّةُ فِيمَا قُلْتَ؟ .
قِيلَ: مَا لَا تَدْفَعُهُ الْعُلَمَاءُ مِمَّنْ نَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعِلْمِ , وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلْدَ صَبِيغًا التَّمِيمِيَّ , وَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ: أَنْ يُقِيمُوهُ حَتَّى يُنَادِي عَلَى نَفْسِهِ , وَحَرَمَهُ عَطَاءَهُ , وَأَمَرَ بِهِجْرَتِهِ , فَلَمْ يَزَلْ وَضِيعًا فِي النَّاسِ.
وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَتَلَ بِالْكُوفَةِ فِي صَحْرَاءَ أَحَدَ عَشَرَ جَمَاعَةً ادَّعَوْا أَنَّهُ إِلَهُهُمْ , خَدَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ أُخْدُودًا وَحَرَّقَهُمْ بِالنَّارِ , وَقَالَ:
لَمَّا سَمِعْتُ الْقَوْلَ قَوْلًا مُنْكَرَا ... أَجَّجْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قَنْبَرَا
وَهَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ فِي شَأْنِ الْقَدَرِيَّةِ: تَسْتَتِيبُهُمْ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ.
وَقَدْ ضَرَبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عُنُقَ غَيْلَانَ وَصَلَبَهُ بَعْدَ أَنْ قَطَعَ يَدَهُ.
وَلَمْ يَزَلِ الْأُمَرَاءُ بَعْدَهُمْ فِي كُلِّ زَمَانٍ يَسِيرُونَ فِي أَهْلِ الْأَهْوَاءِ إِذَا صَحَّ عِنْدَهُمْ ذَلِكَ عَاقَبُوهُ عَلَى حَسَبِ مَا يَرَوْنَ , لَا يُنْكِرُهُ الْعُلَمَاءُ"اهـ.
الثالثة : مشروعية الهجر لأهل البدع ؛ ومحله إذا حقق مصلحة للهاجر أو المهجور أو للعامة،
الْقَاسِمِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو , قَالَ : أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا , يَقُولُ : لا تُجَالِسُوا أَهْلَ الأَهْوَاءِ , فَإِنَّ لَهُمْ عُرَّةً كَعُرَّةِ الْجَرَبِ .
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , قَالا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ , قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : لا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ , فَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ .
حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْقَافْلائِيُّ, قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ مُنْذِرٍ الثَوْرِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ , قَالَ : " لا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ , فَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ ".
حَدَّثَنَا الْقَافْلائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ التَّمَّارُ , قَالَ : سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ , يَقُولُ : لا تُجَالِسْ مَفْتُونًا , فَإِنَّهُ لَنْ يُخْطِئَكَ مِنْهُ إِحْدَى اثْنَتَيْنِ , إِمَّا أَنْ يَفْتِنَكَ فَتُتَابِعُهُ , وَإِمَّا أَنْ يُؤْذِيَكَ قَبْلَ أَنْ تُفَارِقَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , قَالَ : قَالَ يُونُسُ : احْفَظُوا عَنِّي ثَلاثًا ، إِنْ مُتُّ أَوْ عِشْتُ : لا يَدْخُلْ أَحَدُكُمْ عَلَى ذِي سُلْطَانٍ يُعَظِّمُهُ وَيُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ , وَلا يَخْلُوَنَّ بِامْرَأَةٍ شَابَّةٍ وَإِنْ أَقْرَأَهَا الْقُرْآنَ , وَلا يُمَكِّنْ سَمْعَهُ مِنْ ذِي هَوًى , ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ : لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَقُومُ كَمَا قَعَدَ لَمْ أُبَالِ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّكَّرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلادٍ الْمِنْقَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , قَالَ : قَالَ لَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ : أُوصِيكُمْ بِثَلاثٍ , فَخُذُوهَا عَنِّي حَيِيتُ أَوْ مُتُّ : لا تُمَكِّنْ سَمْعَكَ مِنْ صَاحِبِ هَوًى , وَلا تَخْلُ بِامْرَأَةٍ لَيْسَتْ لَكَ بِمَحْرِمٍ , وَلَوْ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ , وَلا تَدْخُلَنَّ عَلَى أَمِيرٍ , وَلَوْ أَنْ تَعِظَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى , قَالَ : حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , قَالَ : قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ : لا تُجَالِسْ سُلْطَانًا , وَلا صَاحِبَ بِدْعَةٍ , وَلا تَخْلُ بِامْرَأَةٍ لَيْسَتْ لَكَ بِمَحْرِمٍ .
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زِيَادٍ الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ طَلْحَةَ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ : لا تُجَالِسُوا أَهْلَ الأَهْوَاءِ , فَإِنَّ لَهُمْ عُرَّةٌ كَعُرَّةِ الْجَرَبِ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ , قَالَ : كَانَ يُقَالُ : لا تُجَالِسْ صَاحِبَ زَيْغٍ فَيُزِيغَ قَلْبَكَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ , قَالَ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ , يَقُولُ : لا تُجَالِسْ ذَا بِدْعَةٍ , فَيُمْرِضُ قَلْبَكَ , وَلا تُجَالِسْ مَفْتُونًا , فَإِنَّهُ مُلَقَّنٌ حُجَّتَهُ !
حَدَّثَنَا الْقَافْلائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ , عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ , قَالَ : خَرَجْتُ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى عَهْدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : فَسَمِعْتُ الْمَشْيَخَةَ الأُولَى , وَهُمْ يَتَعَوَّذُونَ بِاللَّهِ مِنَ الْفَاجِرِ الْعَلِيمِ اللِّسَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ , قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ دِينَارٍ , قَالَ : سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ , قَالَ : لا تُجَالِسْ مَفْتُونًا , فَإِنَّكَ مِنْهُ عَلَى إِحْدَى اثْنَتَيْنِ : إِمَّا أَنْ يَفْتِنَكَ فَتَتْبَعَهُ , وَإِمَّا أَنْ يُؤْذِيَكَ قَبْلَ أَنْ تُفَارِقَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ , قَالَ : حَدَّثَنَا نَوْفَلُ بْنُ مُطَهَّرٍ , عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ, قَالَ : لَوْ كَانَ صَاحِبُ الْبِدْعَةِ إِذَا جَلَسْتَ إِلَيْهِ يُحَدِّثُكَ بِبِدْعَتِهِ حَذَرْتَهُ , وَفَرَرْتَ مِنْهُ , وَلَكِنَّهُ يُحَدِّثُكَ بِأَحَادِيثِ السُّنَّةِ فِي بِدْءِ مَجْلِسِهِ , ثُمَّ يُدْخِلُ عَلَيْكَ بِدْعَتَهُ , فَلَعَلَّهَا تَلْزَمُ قَلْبَكَ , فَمَتَى تَخْرُجُ مِنْ قَلْبِكَ .
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ , عَنْ هِشَامٍ , قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ ، وَمُحَمَّدٌ ، يَقُولانِ : لا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ , وَلا تُجَادِلُوهُمْ , وَلا تَسْمَعُوا مِنْهُمْ .
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّبِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الدَّبَرِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ مُرَّةَ , سَمِعَ الْحَسَنَ , يَقُولُ : لا تُمَكِّنْ أُذُنَيْكَ مِنْ صَاحِبِ هَوًى , فَيُمْرِضُ قَلْبَكَ , وَلا تُجِيبَنَّ أَمِيرًا وَإِنْ دَعَاكَ لِتَقْرَأَ عِنْدَهُ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ , فَإِنَّكَ لا تَخْرُجُ مِنْ عِنْدَهُ إِلا بِشَرٍّ مِمَّا دَخَلْتَ حَدَّثَنَا الْقَافْلائِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ : حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّارُ , قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَنْصَارِيُّ , عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ , قَالَ : قَالَ لِي أَبُو قِلابَةَ : يَا أَيُّوبُ احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعًا : لا تَقُلْ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِكَ , وَإِيَّاكَ وَالْقَدَرَ , وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَمْسِكَ , وَلا تُمَكِّنُ أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ مِنْ سَمْعِكَ , فَيَنْبُذُوا فِيهِ مَا شَاءُوا .
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ الْعَطَّارُ ، قَالَ : أَمْلا عَلَيْنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , قَالَ : سَمِعْتُ جَدَّتِي أَسْمَاءَ ، تُحَدِّثُ ، قَالَتْ : دَخَلَ رَجُلانِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ فَقَالا : يَا أَبَا بَكْرٍ ، نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ قَالَ : لا , قَالا : فَنَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، قَالَ : لا , لِتَقُومَانِ عَنِّي , أَوْ لأَقُومَنَّ حَدَّثَنَا .
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ , قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لابْنِ سِيرِينَ : إِنَّ فُلانًا يُرِيدُ أَنْ يَأْتِيَكَ , وَلا يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ ، قَالَ : قُلْ لِفُلانٍ لا مَا يَأْتِينِي , فَإِنَّ قَلْبَ ابْنِ آدَمَ ضَعِيفٌ , وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ كَلِمَةً , فَلا يَرْجِعُ قَلْبِي إِلَى مَا كَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , قَالَ : كَانَ ابْنُ طَاوُسٍ جَالِسًا , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ , فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ، قَالَ : فَأَدْخَلَ ابْنُ طَاوُسٍ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ، قَالَ : وَقَالَ لابْنِهِ : أَيْ بُنَيَّ , أَدْخِلْ إِصْبُعَيْكَ فِي أُذُنَيْكَ , وَاشْدُدْ , وَلا تَسْمَعْ مِنْ كَلامِهِ شَيْئًا , قَالَ مَعْمَرٌ : يَعْنِي أَنَّ الْقَلْبَ ضَعِيفٌ .
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , قَالَ : قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى : أَرَى الْمُعْتَزِلَةَ عِنْدَكُمْ كَثِيرًا , قُلْتُ : نَعَمْ , وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنْهُمْ , قَالَ : أَفَلا تَدْخُلُ مَعِي هَذَا الْحَانُوتَ حَتَّى أُكَلِّمَكَ , قُلْتُ : لا ، قَالَ : لِمَ ؟ قُلْتُ : لأَنَّ الْقَلْبَ ضَعِيفٌ , وَالدِّينُ لَيْسَ لِمَنْ غُلِبَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ , أَنَّ رَجُلا , مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ قَالَ لأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَسْأَلُكَ عَنْ كَلِمَةٍ ، قَالَ أَيُّوبُ : وَجَعَلَ يُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ , وَلا نِصْفَ كَلِمَةٍ , وَلا نِصْفَ كَلِمَةٍ.
حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْقَافْلائِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ , قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، أَنَّ طَاوُسًا , كَانَ جَالِسًا هُوَ وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ , فَجَاءَهُمَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ , فَقَالَ : أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَجْلِسَ , فَقَالَ لَهُ طَاوُسٌ : إِنْ جَلَسْتَ قُمْنَا , فَقَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَقَالَ : هُوَ ذَاكَ إِنْ جَلَسْتَ وَاللَّهِ قُمْنَا , فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ . [وأقول إن بقي المنتدى يستقبل مثل هذا الكلام فما لي فيه مكان]
حَدَّثَنَا الْقَافْلائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنِ الْحَكَمِ , قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : لا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْخُصُومَاتِ , فَإِنَّهُمْ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ
حَدَّثَنَا الْقَافْلائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ : إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الزَّعَانِفَ , الَّذِينَ رَغِبُوا عَنِ السُّنَّةِ , وَخَالَفُوا الْجَمَاعَةَ
. انتهى من الأبانة
واعلم أن أهل السنة أعني المتأخرون منهم قد يخوضون في علم الكلام لمناظرة أهل الكلام ومحاججتهم بنظير طريقتهم ليقطعوا طريقهم فلا يظن ظان أن كل ما وجده في كتبهم الكلام فيه ليس من علم الكلام وجائز لأنهم ذكروه بل هو منه وهم ذكروه لحاجة الرد وضرورة المناظرة وهم معذورون في ذلك ومأجورون إن شاء الله والعبرة بما كان عليه الأوائل