أن يكون هناك فريق على الحق ولهم مؤيدون, وفريق آخر على الباطل وهم له معاونون, وفريق وقفوا في المنتصف لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء, وهم المتذبذبون بين الفريقين, وذلك بسبب خوفهم على مصالحهم الدنيوية فمرة يكونون مع الظلمة ومرة أخرى مع أهل الحق, متى ما رجحت كفة مالوا ألى اصحابها ,
السلام عليكم، و رحمة الله تعالى و بركاته
مع احترامي لكلامك، لكنه يخالف السلف و هدي الرسول عليه الصلاة و السلام
في التعاطي مع الفتن : نسيت أهم أمر و هو آعتزال، اعتزال الجميع ان التبس الامر على العوام من المسلمين، انت تعتقدين ان ما يجري في مصر هو صراع بين طائفتين : طائفة اهل الشرعية و اتباع مرسي فك الله اسره و طائفة السيسي المجرم و اتباعه : لكن لو وضعنا الامر في ميزان الدين الحنيف سنصل للنتيجة ان لا السيسي معه الحق و لا مرسي معه الحق ، الاثنان اتبعا طريق الباطل مع الفرق البسيط ان السيسي مجرم في عنقه دماء معصومة و ينكل بالاسلام و المسلمين و الثاني جاء للحكم بعد ثورة عن طريق الديموقراطية البدعية الشركيه، لم يطبق شرع الله فخسف الله بملكه و اودعه السجن ليتعظ، رنما يخرج مرسي من محنة السجن بعد ان يستفيد من الابتلاء و يرجع لحكم الله و البعد عن الديموقراطية و كفريات الدساتير الوضعية و يصلح ما فسد على منهاج الدين و ربما لا يخرج و يعدم فتكون بداية الخراب في مصر و الاقتتال الاهلي بين المسلمين و النصارى مما يدفع الروم لنزول مصر عبر الاسكندرية...
ساعطيك الاحاديث النبوية التي تحث المومن في زمن الفتن في الاعتزال :
منهج السلف رحمهم الله في اعتزال الفتن
عن أبي هريرة رضِي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ( ستكون فِتَنٌ، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، ومَن يُشرِف لها تَستَشرِفْه، ومَن وجد ملجَأً أو مَعاذًا فليَعُذْ به ) . متفق عليه
وأمر صلَّى الله عليه وسلَّم بالفِرار من مواقعها؛ لئلاَّ يُفتَن العبد في دينه، ولكيلا تتَلَطَّخ يداه بالدماء المعصومة؛ كما في حديث أبي سَعِيدٍ رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ( يُوشِك أن يكون خيرَ مال المسلم غنمٌ يَتبَع بها شَعَفَ الجِبال ومَواقِع القطر، يَفِرُّ بدينه من الفِتَن )؛ رواه البخاري، وبوَّب عليه بقوله : "باب من الدين الفرار من الفتن ".
وسبب الفِرار منها عدمُ استِبانة الحقِّ فيها، وللأهواء مَداخِل على القلوب في شِدَّتها، والسيف إذا وقَع فيها لا يُرفَع منها؛ كما في حديث ثوبان رضِي الله عنه أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ( إذا وُضِع السيفُ في أمَّتي لَم يُرفَع عنها إلى يوم القيامة )؛ رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح
كما روى الأَحْنَفُ بن قيس قال : " خرجت وأنا أُرِيد هذا الرجلَ فلقِيَني أبو بَكْرَة فقال: أين تُرِيد يا أحنف؟ قال: قلت: أريد نصر ابن عمِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يعني: عليًّا رضي الله عنه فقال لي: يا أحنفُ، ارجِع؛ فإنِّي سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ( إذا تَواجَه المسلمان بسيفَيْهما فالقاتل والمقتول في النار )، قال: فقلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: ( إنَّه قد أراد قتل صاحبه )؛ رواه مسلم.
وفعل ذلك أيضًا عِمران بن الحُصَيْن رضِي الله عنه كما روى حُمَيْدُ بن هِلال قال: "لَمَّا هاجت الفتنة قال عِمران بن الحُصَيْن لحجير بن الربيع العدوي : اذهب إلى قومِك فانههم عن الفتنة، فقال: إني لَمَغمور فيهم وما أطاع، قال: فأبلِغهم عنِّي وانههم عنها، قال: وسمعت عِمران يُقسِم بالله لأنْ أكون عبدًا حبشيًّا أسود في ماعز في رأس جبل أرعاهُنَّ حتى يُدرِكني أجَلِي، أَحَبُّ إليَّ من أن أرمي في أحد الصفَّيْن بسَهْمٍ أخطأتُ أم أصبتُ"؛ رواه الطبراني.
ومن كِبار الصحابة الذين اعتَزلُوا الفِتَن سعدُ بن أبي وقَّاص رضِي الله عنه ذهَب في غنَمِه وترَك الناس يَموجُون في الفِتَن، فجاءَه ابنُه عمر وكان ممَّن انغَمَس في الفِتَن فلمَّا رآه سعدٌ قال: أعوذ بالله من شرِّ هذا الراكب، فنزل فقال لأبيه: أنَزلتَ في إبلك وغنَمِك وتركتَ الناس يَتنازَعون الملك بينهم؟ فضرب سعدٌ في صدرِه فقال: اسكت، سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ( إن الله يحبُّ العبدَ التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ )؛ رواه مسلم.
وجاءه مَرَّة أهل فتنة فدعَوْه رضِي الله عنه إلى الخروج معهم، فأبى عليهم سعدٌ وقال: لا، إلا أن تُعطُوني سيفًا له عينان بصيرتان، ولسان ينطق بالكافر فأقتله، وبالمؤمن فأكف عنه، وضرب لهم سعد مثَلاً فقال: مثَلُنا ومثَلُكم كمثل قومٍ كانوا على محجَّة بيضاء واضِحة، فبينما هم كذلك يَسِيرون هاجَتْ ريح عجاجة، فضلُّوا الطريق والتَبَس عليهم، فقال بعضهم: الطريق ذات اليمين، فأخذوا فيه فتاهوا فضلُّوا، وقال الآخَرون: الطريق ذات الشمال فأخَذوا فيه فتاهُوا فضلُّوا، وقال الآخَرون: كُنَّا على الطريق حيث هاجَت الريح فأناخُوا وأصبَحوا وذهَبَت الريح وتبيَّن الطريق .
قال مَيمون بن مِهران رحمه الله تعالى : فهؤلاء هم أهل الجماعة، قالوا : نلزَم ما فارَقَنا عليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى نلقاه، ولا نَدخُل في شيءٍ من الفِتَن حتى نلقاه، فصارَتِ الجماعة والفِئة التي تُدعَى فِئة الإسلام ما كان عليه سعد بن أبي وقاص وأصحابُه الذين اعتَزلُوا الفِتَن حتى أذهب الله الفُرقَة، وجمع الأُلفَة، فدخلوا الجماعة، ولزموا الطاعة، وانقادوا لها، فمَن فعل ذلك ولَزِمَه نجا، ومَن لم يلزَمْه وشكَّ فيه وقع في المهالك".
ومن الصحابة رضي الله عنهم الذين حَفِظُوا أحاديث الفِتَن، وعملوا بوَصايا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لهم فيها، ولم يَحِيدوا عن ذلك ، فقد ذكرت عُدَيْسَةُ بنت أُهْبان بن صَيْفِي الغفاريِّ عن تعامُل أبيها مع الفتنة فقالت: "جاء عليُّ بن أبي طالب إلى أبي فدعاه إلى الخروج معه، فقال له أبي: إنَّ خليلي وابن عمِّك عَهِدَ إليَّ إذا اختَلَف الناس أن أتَّخِذ سيفًا من خشب فقد اتَّخذْتُه، فإن شئت خرجت به معك، قالت : فتركه"؛ رواه الترمذي.
ولَمَّا كان يومُ الجمل خرج محمد بن طَلحَة بن عُبَيد الله مع أبيه، فقالت له عائشة رضِي الله عنها : كُنْ كخيرِ ابنَيْ آدم، فأغمَد سيفَه وقام حتى قُتِل، فمرَّ به عليٌّ رضي الله عنه فقال: هذا السجَّاد قتَلَه بِرُّه بأبيه.
وأُجبِر عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما على الخروج في صفِّين، فحضر ولم يُقاتِل، وكان يقول : ما لي ولصفين، ما لي ولقتال المسلمين! لوددت أني متُّ قبلَه بعشر سنين، أمَا والله ما ضربتُ بسيفٍ، ولا طعنتُ برمحٍ، ولا رميتُ بسهمٍ . .... وأقول ما تسمَعون، وأستغفِر الله.
_______