- إنضم
- 10 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 1,841
- التفاعل
- 8,849
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أﻣﺘُﺤﻨﺖ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ( ﺳﻨﺔ 219 هجرية) ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ شئ ، ولى ﺍﻣﺮﺃﺓ وطفلها ، ﻭﻗﺪ ﻃﻮﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻉ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﺎلجوف ﺧﺴﻔﺎ
، فجمعت نيتى ﻋﻠﻰ ( ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ والتحول ﻋﻨﻬﺎ ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺃﺗﺴﺒﺐ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ فلقينى ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ) ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ بنيتى ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻓﺪﻓﻊ ﺇلى ﺭﻗﺎﻗﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﻠﻮﻯ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻃﻌﻤﻬﺎ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻣﻀﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭى
، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻨﺖ فى ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ لقيتنى ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻬﺎ صبى فنظرت ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﻴﻦ
ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺳﻴﺪى ، ﻫﺬﺍ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﺟﺎﺋﻊ ، ﻭﻻ ﺻﺒﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ، ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻧﻈﺮ إلى ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻧﻈﺮﺓ ﻻ ﺃﻧﺴﺎﻫﺎ ، ﻭخيل إلى ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ من ﻳُﺸﺒﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺃﻣﻪ ، ﻓﺪﻓﻌﺖ ﻣﺎ فى ﻳﺪى ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ، وقلت ﻟﻬﺎ : ﺧﺬى ﻭﺃطعمى أﺑﻨﻚ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻻ ﺻﻔﺮﺍﺀ ، ﻭﺇﻥ فى ﺩﺍﺭى ﻟﻤﻦ ﻫﻮ ﺃﺣﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻓﺪﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ، ﻭﺃﺷﺮﻕ ﻭﺟﻪ الصبى ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻬﻤﻮﻡ ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﺃﻓﻜﺮ فى ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻭﺇﺫ ﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﻣﺮ ( ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ) ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﻴﺮ ﻓﺮحا ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻣﺎ ﻳُﺠﻠﺴﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ وفى ﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ؟ !
قلت : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ؟ !
ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ من ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ من ﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺛﻘﺎﻝ ﻭﺃﺣﻤﺎل من ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ فقولت : ﻣﺎ ﺧﺒﺮﻩ ؟ !
ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﺗﺎﺟﺮ من ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻙ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﻣﺎﻻً ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﺄﻓﻠﺲ ﻭأﻧﻜﺴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﺛﻢ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ، ﻓﺼﻠﺢ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﺃﻳﺴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ
، ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﻞ ، ﻓﺠﺎﺀﻙ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺑﺤﻪ فى ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ..
ﻳﻘﻮﻝ ( ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻜﻴﻦ ) ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﺗﻪ ، ﻭﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ ﻭأﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﻜﻔﻴﺘﻬﻤﺎ ﻭﺃﺟﺮيت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺭﺯﻗﺎ ، ﺛﻢ أﺗﺠﺮﺕ فى ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﻨﻴﻌﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺒﻞ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻭﻛﺄنى ﻗﺪ ﺃعجبتنى نفسى ، ﻭﺳﺮنى أنى ﻗﺪ ﻣﻸت ﺳﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺤﺴﻨﺎتى ، ﻭﺭﺟﻮﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﻛُﺘﺒﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ فى ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ،
ﻓﻨﻤﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺮﺃيتنى فى ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻤﻮﺝ ﺑﻌﻀﻬﻢ فى ﺑﻌﺾ ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﻭسعت ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ مجسمة ، ﺣﺘﻰ ﻟﻜﺄﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺨﺰﻳﺎﺕ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ، ﻭجىء بى ﻟﻮﺯﻥ ﺃﻋﻤﺎلى ، فجعلت ﺳﻴﺌﺎتى فى ﻛﻔﺔ ، وألقيت ﺳﺠﻼﺕ ﺣﺴﻨﺎتى فى ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻓﻄﺎﺷﺖ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ، ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ
، ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻨﻌﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔ ( ﺷﻬﻮﺓ ﺧﻔﻴﺔ ) ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻛﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ،
ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ
، ﻭﺣﺐِ ﺍلمحمدﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻠﻢ لى شىء ، ﻭﻫﻠﻜﺖ عن حجتى
، ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮتا : ﺃﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ شىء ؟
ﻓﻘﻴﻞ : بقى ﻫﺬﺍ ، ﻭﺍﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﻷﺭﻯ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬى بقى
، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭأﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ ﺃنى ﻫﺎﻟﻚ
، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃُحسن بمائة ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺿﺮﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
، ﻓﻤﺎ ﺃغنت عنى ، فاﻧﺨﺬﻟﺖ أﻧﺨﺬﺍﻻً ﺷﺪﻳﺪا
، ﻓﻮضعت ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ فى ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻜﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺗﻨﺰﻝ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺤﺎﻥ
، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍلتى ﺑﻜﺖ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ فى ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺇﻳﺜﺎﺭى ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃهلى ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻜﻔﺔ ﺗﺮﺟﺢ
، ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺟﺢ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻳﻘﻮﻝ " ﻗﺪ ﻧﺠﺎ, قد نجا "
----------------
من ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻦ ( ﺃﺣﻤﺪ بن ﻣﺴﻜﻴﻦ ) ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ( ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮى ) فى ﺍﻟﺒﺼﺮة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أﻣﺘُﺤﻨﺖ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ( ﺳﻨﺔ 219 هجرية) ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ شئ ، ولى ﺍﻣﺮﺃﺓ وطفلها ، ﻭﻗﺪ ﻃﻮﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻉ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﺎلجوف ﺧﺴﻔﺎ
، فجمعت نيتى ﻋﻠﻰ ( ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ والتحول ﻋﻨﻬﺎ ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺃﺗﺴﺒﺐ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ فلقينى ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ) ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ بنيتى ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻓﺪﻓﻊ ﺇلى ﺭﻗﺎﻗﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﻠﻮﻯ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻃﻌﻤﻬﺎ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻣﻀﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭى
، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻨﺖ فى ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ لقيتنى ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻬﺎ صبى فنظرت ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﻴﻦ
ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺳﻴﺪى ، ﻫﺬﺍ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﺟﺎﺋﻊ ، ﻭﻻ ﺻﺒﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ، ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻧﻈﺮ إلى ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻧﻈﺮﺓ ﻻ ﺃﻧﺴﺎﻫﺎ ، ﻭخيل إلى ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ من ﻳُﺸﺒﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺃﻣﻪ ، ﻓﺪﻓﻌﺖ ﻣﺎ فى ﻳﺪى ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ، وقلت ﻟﻬﺎ : ﺧﺬى ﻭﺃطعمى أﺑﻨﻚ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻻ ﺻﻔﺮﺍﺀ ، ﻭﺇﻥ فى ﺩﺍﺭى ﻟﻤﻦ ﻫﻮ ﺃﺣﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻓﺪﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ، ﻭﺃﺷﺮﻕ ﻭﺟﻪ الصبى ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻬﻤﻮﻡ ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﺃﻓﻜﺮ فى ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻭﺇﺫ ﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﻣﺮ ( ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ) ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﻴﺮ ﻓﺮحا ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻣﺎ ﻳُﺠﻠﺴﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ وفى ﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ؟ !
قلت : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ؟ !
ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ من ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ من ﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺛﻘﺎﻝ ﻭﺃﺣﻤﺎل من ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ فقولت : ﻣﺎ ﺧﺒﺮﻩ ؟ !
ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﺗﺎﺟﺮ من ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻙ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﻣﺎﻻً ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﺄﻓﻠﺲ ﻭأﻧﻜﺴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﺛﻢ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ، ﻓﺼﻠﺢ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﺃﻳﺴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ
، ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﻞ ، ﻓﺠﺎﺀﻙ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺑﺤﻪ فى ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ..
ﻳﻘﻮﻝ ( ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻜﻴﻦ ) ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﺗﻪ ، ﻭﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ ﻭأﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﻜﻔﻴﺘﻬﻤﺎ ﻭﺃﺟﺮيت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺭﺯﻗﺎ ، ﺛﻢ أﺗﺠﺮﺕ فى ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﻨﻴﻌﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺒﻞ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻭﻛﺄنى ﻗﺪ ﺃعجبتنى نفسى ، ﻭﺳﺮنى أنى ﻗﺪ ﻣﻸت ﺳﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺤﺴﻨﺎتى ، ﻭﺭﺟﻮﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﻛُﺘﺒﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ فى ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ،
ﻓﻨﻤﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺮﺃيتنى فى ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻤﻮﺝ ﺑﻌﻀﻬﻢ فى ﺑﻌﺾ ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﻭسعت ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ مجسمة ، ﺣﺘﻰ ﻟﻜﺄﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺨﺰﻳﺎﺕ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ، ﻭجىء بى ﻟﻮﺯﻥ ﺃﻋﻤﺎلى ، فجعلت ﺳﻴﺌﺎتى فى ﻛﻔﺔ ، وألقيت ﺳﺠﻼﺕ ﺣﺴﻨﺎتى فى ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻓﻄﺎﺷﺖ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ، ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ
، ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻨﻌﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔ ( ﺷﻬﻮﺓ ﺧﻔﻴﺔ ) ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻛﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ،
ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ
، ﻭﺣﺐِ ﺍلمحمدﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻠﻢ لى شىء ، ﻭﻫﻠﻜﺖ عن حجتى
، ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮتا : ﺃﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ شىء ؟
ﻓﻘﻴﻞ : بقى ﻫﺬﺍ ، ﻭﺍﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﻷﺭﻯ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬى بقى
، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭأﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ ﺃنى ﻫﺎﻟﻚ
، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃُحسن بمائة ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺿﺮﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
، ﻓﻤﺎ ﺃغنت عنى ، فاﻧﺨﺬﻟﺖ أﻧﺨﺬﺍﻻً ﺷﺪﻳﺪا
، ﻓﻮضعت ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ فى ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻜﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺗﻨﺰﻝ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺤﺎﻥ
، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍلتى ﺑﻜﺖ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ فى ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺇﻳﺜﺎﺭى ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃهلى ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻜﻔﺔ ﺗﺮﺟﺢ
، ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺟﺢ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻳﻘﻮﻝ " ﻗﺪ ﻧﺠﺎ, قد نجا "
----------------
من ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻦ ( ﺃﺣﻤﺪ بن ﻣﺴﻜﻴﻦ ) ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ( ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮى ) فى ﺍﻟﺒﺼﺮة.