إقتطفت إقتباسات من المقالة المنقولة والتركيز على العبارات باللون الأحمر
ولكل أمة خرافاتها؛ لكن كل أمة لا تُبصر غباء أساطيرها، وفجاجة خرافاتها؛ لأنها نقلتها عمن تثق به، وتُقدس حاله.
.................
فسبحان من جمع قلوب الطائفتين على مثل هذه الأحاديث، التي تصطدم بالدين وقوانين الحياة معاً! تلك القوانين التي عرفها العقل، وأصدر قوله في ثباتها، وعدم محاباتها.
......
........
والخرافة هنا ضخمة جداً، يصعب قبولها، ويستحيل هضمها، وإن قبلها الوعاظ، وصدّق بنسبتها إلى رسول الله - ص - الناس؛
.......
.
أعوذ بالله من الجهل
أولا:
الظاهر من المقالة أن الكاتب من المشككين في ماجاءت به السنة عن المهدي ليس لمشكلة في الإسناد, بل لأنها لا توافق ما أسماه العقل
مع انه ذكر ثبوت تلك الأدلة عن النبي صلى الله عليه وسلم, يعني يقدم مايسميه العقل على النقل(كتاب الله وسنة نبيه)
يقول تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ(36)) الأحزاب،وقال تعالى: ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا(65)) النساء. ومن أهم صفات المؤمنين التي ذكرها الله تعالى في سورة البقرة (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ..)
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3))البقرة
يقول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: "لو كان الدين بالرأي لكان مسح باطن الخف أولى من ظاهرها"
فهو يعلم بصحتها وينكرها لأنها لاتوافق العقل ويصعب هضمها حسب قوله, وإن ثبتت عن رسول الله وهذا أمر خطير:
قال الإمام إسحاق بن راهويه: (من بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر) ، وقال السيوطي في كتابه: "مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة": (فاعلموا رحمكم الله أن من أنكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول حجة كفر ، وخرج عن دائرة الإسلام ، وحشر مع اليهود والنصارى أو من شاء من فرق الكفرة)، وقال العلامة ابن الوزير في كتابه: "العواصم والقواصم" 2/274 : (إن التكذيب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلم أنه حديثه كفر صريح).
ثانيـا: قوله بأن ما حصل للمهدي من عز وتمكين وسلطان وثرة لم يحصل لما قبله من الأنبياء
حين تقرأ هذه الأساطير ترد في بالك قصص الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - مع أقوامهم في القرآن، فتمر عليك قصة نوح - ص -، فتجده يقضي زمناً في بناء سفينته، وإعدادها لإبحاره، ولا تجد في قوانين الأرض لُيونة له، ومسامحة معه، ولا تسمع خبراً عن إلقاء الأشجار بألواحها بين يديه؛ لتُعينه على تشييد الفلك، وإتمام بنائه؛ لكنك تجد هذه القوانين الشحيحة عليه كريمة مع المهدي، تعطيه عطاء من لا يخشى الفقر!
....
فنحن هنا أمام حالة نادرة، وواقعة شاذة، لم يقع مثلها للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام
.
أعوذ بالله من الجهل
لم يقرأ قصة سليمان عليه السلام المعروفة في القرآن وخرق قوانين الكون لأجله
ملك الجن والأنس والطير وجيشهم, والريح تجري بأمره
((وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)(17)) النمل
وهل نسي قصة نقل عرش سبأ من اليمن إلى بلاد الشام أسرع من طرفة العين
على يد من عنده علم الكتاب
(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) ) النمل
ألم يقرأ قول الله تعالى في سورة الأنبياء حين قذف إبراهيم عليه السلام في النار:
(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)) الأنبياء
ألم يغير الله من قوانين الكون والفيزياء من أجل نبيه
وشق لموسى عليه السلام البحر
وغيرها من الأمثلة الكثير وفيها خرق لنواميس الكون
أعوذ بالله من الجهل