- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" لم أستطع النوم طوال الليل من التفكير في معاناتهم ، ولما طلع الصباح غسلت وجهى وهرعت إلى مركز إيواء اللاجئين السوريين بالمدينه لأقدم ما أستطيع من مساعده ... مبتسما في وجوه الذين حرموا الابتسامه في رحلة سفرهم قاصدين بلادنا" مواطن من النمسا
1437 عاما ... هي عمر ذلك الحدث الجلل والمهيب ، الذي وقف أمامه التاريخ خاشعا ... عندما فتح الانصار قلوبهم وبيوتهم لإخوانهم من المهاجرين والمستضعفين الذين فروا من ديكتاتورية كفار مكة وبطشهم .
تقاسم الانصار مع إخوانهم كل شيئ ... دورهم وأموالهم وبساتينهم ، ولم يكن الانصار وقتها في سعة من العيش كما نحن الآن ، فانصهر الوافدون الجدد مع المجتمع الجديد في بوتقه واحده ليكونوا فيما بعد ... نواة الدولة الاسلامية الوليده ، ليصبح هذا الحدث العظيم بداية للتقويم الاسلامي.
واليوم ... تقذف أمواج البحر الأبيض المتوسط جثث إخواننا من المسلمين المستضعفين في الشام على سواحل الدول ، لا لشيئ !! ولكن عز الناصر والمعين ، والأحياء منهم .. قد أسكنوا خياما في الصحراء قرب الحدود في حالة مزريه ومخزيه ، وقد منعوا من الاختلاط بمجتمعات تلك الدول ، وكأنهم أمراض وبائيه ومعديه ! ، بل وصل الحال إلى منع بعض الدول العربية للسوريين من دخول آراضيها ؟
صوره مأساوية وواقع مرير ، حملته أمواج البحر التي تضرب اليابسه ، فصنعت زلزالا هز أوروبا من هول الفاجعه ... لاسيما صورة جثة الطفل السورى ذي السنوات الثلاث ، والتى ألقته الأمواج على السواحل التركيه .
إنني أكتب لكم اليوم لا لأعتب على أحد ، ولكنها كلمات ممزوجه بمرار وألم متسائلا عن مدى فاعلية المساعدات الانسانيه ونجاعة الجهود الإغاثيه المقدمه من الدول العربية لإخواننا في الشام
السكوت ... ليس من ذهب أحيانا ، فصمتنا عما نراه ، هو المأساه بعينها ، وسيأتى يوم ندفع فيه ثمن تخاذلنا عن نصرة إخواننا ، والنار سوف تطال هؤلاء الذين يجلسون حلس أوطانهم ودورهم ، وقد أمنوا مكر الله ، فلا مكان لتلك الأيدي المرتعشه المكبله بالقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية والحلول السياسيه والجولات المكوكيه ، ولا مكان أيضا لعبارات الشجب والإدانه والاستنكار
إنه لحرى بنا أن لا نرفع رؤوسنا في كبرياء ، فليس لدينا ما نفتخر به .. ولكن علينا أن نقف منكسين رؤوسنا أمام قبور من خذلناهم من إخواننا وعلى ما فرطنا في جنب الله ، فبطن الأرض صار خيرا لنا من ظهرها ، ولماذا نعيش إن لم يكن كل واحد فينا شمعة ونبراسا ليضئ فتيل أخيه ؟
كان الصحابة رضوان الله عليهم لا يكثرون الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فقد كان قوله – صلوات ربي وسلامه عليه – يرى في أخلاقهم وأفعالهم ، أما اليوم .. فترى أناسا يكثرون من ( قال الله ، وقال رسول الله ) ولا يرى ذلك عليهم في خلق ولا عمل إلا من رحم الله
لم أكن أتمنى أن يطول بي العمر لأرى كل هذا الخزي والعار ، لأرى دولا اسلاميه قد انغلقت على نفسها وراء حدودها ، وكأن الأمر لا يعنيها ، ليبقى السؤال ... هل الاسلام يجمعنا حقا ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" لم أستطع النوم طوال الليل من التفكير في معاناتهم ، ولما طلع الصباح غسلت وجهى وهرعت إلى مركز إيواء اللاجئين السوريين بالمدينه لأقدم ما أستطيع من مساعده ... مبتسما في وجوه الذين حرموا الابتسامه في رحلة سفرهم قاصدين بلادنا" مواطن من النمسا
1437 عاما ... هي عمر ذلك الحدث الجلل والمهيب ، الذي وقف أمامه التاريخ خاشعا ... عندما فتح الانصار قلوبهم وبيوتهم لإخوانهم من المهاجرين والمستضعفين الذين فروا من ديكتاتورية كفار مكة وبطشهم .
تقاسم الانصار مع إخوانهم كل شيئ ... دورهم وأموالهم وبساتينهم ، ولم يكن الانصار وقتها في سعة من العيش كما نحن الآن ، فانصهر الوافدون الجدد مع المجتمع الجديد في بوتقه واحده ليكونوا فيما بعد ... نواة الدولة الاسلامية الوليده ، ليصبح هذا الحدث العظيم بداية للتقويم الاسلامي.
واليوم ... تقذف أمواج البحر الأبيض المتوسط جثث إخواننا من المسلمين المستضعفين في الشام على سواحل الدول ، لا لشيئ !! ولكن عز الناصر والمعين ، والأحياء منهم .. قد أسكنوا خياما في الصحراء قرب الحدود في حالة مزريه ومخزيه ، وقد منعوا من الاختلاط بمجتمعات تلك الدول ، وكأنهم أمراض وبائيه ومعديه ! ، بل وصل الحال إلى منع بعض الدول العربية للسوريين من دخول آراضيها ؟
صوره مأساوية وواقع مرير ، حملته أمواج البحر التي تضرب اليابسه ، فصنعت زلزالا هز أوروبا من هول الفاجعه ... لاسيما صورة جثة الطفل السورى ذي السنوات الثلاث ، والتى ألقته الأمواج على السواحل التركيه .
إنني أكتب لكم اليوم لا لأعتب على أحد ، ولكنها كلمات ممزوجه بمرار وألم متسائلا عن مدى فاعلية المساعدات الانسانيه ونجاعة الجهود الإغاثيه المقدمه من الدول العربية لإخواننا في الشام
السكوت ... ليس من ذهب أحيانا ، فصمتنا عما نراه ، هو المأساه بعينها ، وسيأتى يوم ندفع فيه ثمن تخاذلنا عن نصرة إخواننا ، والنار سوف تطال هؤلاء الذين يجلسون حلس أوطانهم ودورهم ، وقد أمنوا مكر الله ، فلا مكان لتلك الأيدي المرتعشه المكبله بالقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية والحلول السياسيه والجولات المكوكيه ، ولا مكان أيضا لعبارات الشجب والإدانه والاستنكار
إنه لحرى بنا أن لا نرفع رؤوسنا في كبرياء ، فليس لدينا ما نفتخر به .. ولكن علينا أن نقف منكسين رؤوسنا أمام قبور من خذلناهم من إخواننا وعلى ما فرطنا في جنب الله ، فبطن الأرض صار خيرا لنا من ظهرها ، ولماذا نعيش إن لم يكن كل واحد فينا شمعة ونبراسا ليضئ فتيل أخيه ؟
كان الصحابة رضوان الله عليهم لا يكثرون الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فقد كان قوله – صلوات ربي وسلامه عليه – يرى في أخلاقهم وأفعالهم ، أما اليوم .. فترى أناسا يكثرون من ( قال الله ، وقال رسول الله ) ولا يرى ذلك عليهم في خلق ولا عمل إلا من رحم الله
لم أكن أتمنى أن يطول بي العمر لأرى كل هذا الخزي والعار ، لأرى دولا اسلاميه قد انغلقت على نفسها وراء حدودها ، وكأن الأمر لا يعنيها ، ليبقى السؤال ... هل الاسلام يجمعنا حقا ؟