- إنضم
- 10 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 1,841
- التفاعل
- 8,849
- النقاط
- 122
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهقيس بن سعد بن عبادة..
هو خادم النبي وحاجبه وصاحب لوائه الصحابي الجليل سيد الخزرج وابن سيدهم الصحابي ابن الصحابي قيس بن سعد بن عبادة بن دُلَيْمٍ بن حارثة الساعدي الخزرجي الأنصاري، من بيت زعامة عظيم، ورث المكارم كابرا عن كابر، فهو ابن الصحابي سعد بن عبادة زعيم الخزرج، وأمه فكيهة بنت عبيد بن دليم الخزرجية، فهو سلسل بيت من أعرق بيوت العرب وأجودها. كنيته: أبو الفضل، وقيل أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الملك..
كرم وجود قيس بن سعد بن عبادة
وروي أن قيسًا كان في سرية فيها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، فكان يستدين، ويطعم النَّاس، فتحدَّثا حول جود قيس وسخائه، وقالا: "لو تركنا هذا الفتى لسخائه، لأهلك مال أبيه"، وعلم سعد بن عبادة بمقالتهما عن ابنه قيس، فصاح قائلا: "من يعذرني من أبي قحافة، وابن الخطاب، يبخِّلان عليَّ ابني!!". وقوله: من يعذرني"، أي: "من يقوم بعذري إذا كافأتهما على سوء صنيعهما، فلا يلومني"..
دهاء قيس بن سعد بن عبادة
قيس بن سعد بن عبادة: إنه الداهية الذي يتفجر حيلة، ومهارة، وذكاء، والذي قال عن نفسه وهو صادق: "لولا الإسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب!!" ذلك أنه حادّ الذكاء، واسع الحيلة، متوقّد الذهن.
وحين كان قيس، قبل الإسلام يعامل الناس بذكائه كانوا لا يحتملون منه ومضة ذهن، ولم يكن في المدينة وما حولها إلا من يحسب لدهائه ألف حساب، فلما أسلم، علَّمه الإسلام أن يعامل الناس بإخلاصه، لا بدهائه، ولقد كان ابنا بارّا للإسلام، ومن ثمَّ نحَّى دهاءه جانبا، ولم يعد ينسج به مناوراته القاضية، وصار كلما واجه موقعا صعبا، يأخذه الحنين إلى دهائه المقيد، فيقول: "لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المكر والخديعة فِي النار"، لكنت من أمكر هذه الأمة"..
قيس بن سعد بن عبادة مع الإمام علي ومعاوية..
تألقت شجاعة قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه في جميع المشاهد التي صاحب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حيٌّ، وواصلت تألقها، في المشاهد التي خاضها بعد أن ذهب الرسول إلى الرفيق الأعلى، والشجاعة التي تعتمد على الصدق بدل الدهاء، وتتوسل بالوضوح والمواجهة، لا بالمناورة والمراوغة، تحمَّل صاحبها من المصاعب والمشاق من يؤوده ويضنيه.
ومنذ ألقى قيس بن سعد وراء ظهره، قدرته الخارقة على الدهاء والمناورة، وحمل هذا الطراز من الشجاعة المسفرة الواضحة، وهو قرير العين بما تسببه له من متاعب وما تجلبه من تبعات ، إن الشجاعة الحقة تنقذف من اقتناع صاحبها وحده، هذا الاقتناع الذي لا تكوِّنه شهوة أو نزوة، إنما يكوِّنه الصدق مع النفس، والإخلاص للحق.
وهكذا حين نشب الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، نرى قيسا يخلو بنفسه، ويبحث عن الحق من خلال اقتناعه، حتى إذا ما رآه مع عليٍّ ينهض إلى جواره شامخا، قويا مستبسلا، وفي معارك صفين،والجمل، والنهروان، كان قيس أحد أبطالها المستبسلين.
وفاة قيس بن سعد بن عبادة
بعد مبايعة قيس بن سعد بن عبادة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما لزم المدينة المنورة، وأقبل على العبادة حَتَّى مات بها سنة 60هـ، وقيل: سنة 59هـ، في آخر خلافة معاوية رضي الله عنه.
مات الداهية الذي روَّض الإسلام دهاءه .. مات الرجل الذي كان يقول: "لولا الإسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب!!" .. أجل .. ومات تاركا وراءه عبير رجل أمين على كل ما للإسلام عنده من ذمة، وعهد وميثاق...