- إنضم
- 7 يناير 2014
- المشاركات
- 27,491
- التفاعل
- 51,566
- النقاط
- 122
في سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، خبرٌ قرأته ألف مرة، ولكني ما انتبهت له إلا اليوم !!
وهو أنه لما أراد النبي الهجرة إلى المدينة، خَلَّفَ سيدنا علي بن أبي طالب لِيَرُدَّ الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها !
الودائع ؟! كيف كان رجال قريش يستودعونه أموالهم وتُحفهم، مع ما كان بينه وبينهم ؟!
لقد كان بين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبين قريش لون من ألوان العِدَاء قَلَّ أن يكون له في شِدَّته مثيل ..
هو يُسَفِّهُ دينهم، ويسبُّ آلهتهم، ويدعوهم إلى ترك ما أَلِفُوْه، وما كان عليه آباؤهم، وهم يُؤذونه في جسده وفي أهله وأصحابه ..
شرَّدُوْهم إلى الحبشة أولاً، وإلى يثرب ثانياً، وقاطعوهم مقاطعة شاملة، وحبسوهم في الشِّعْب ثلاث سنين !
فكيف كانوا مع هذا كله يستودعونه أموالهم ؟! وكيف كان يحفظها لهم ؟!
هل يمكن أن يستودع حزب الشعب مثلاً أمواله رجلاً من الحزب الوطني ؟
هل يأتمن الحزب الديموقراطي في أميركا مثلاً عضواً في الحزب الجمهوري على وثائقه ؟
هل في الدنيا حزبان متنافران متناحران يُودِعُ أحدُهما الآخر ما يخاف عليه من الضياع ؟!
هل في تواريخ الأمم كلها رجل واحد، كانت له مثل هذه المنقبة ؟
رجل يبقى شريفاً، أميناً، في سِلْمِه وفي حربه، وفي بُغْضِهِ وفي حُبِّه، ويكون مع أعداء حزبه مثله في شيعته وصحبه ؟
وتكون الأمانة عنده فوق العواطف والمنافع والأغراض، وتكون الثقة به حقيقة ثابتة، يؤمن بها القريب والبعيد، والعدو و الصديق ؟!
إنها حادثة غريبة جداً، تدل على أن سيدنا محمداً ﷺ كان في أخلاقه الشخصية طبقة وحده في تاريخ الجنس البشري ..
وإنه لو لم يكن بالوحي أعظم الأنبياء، لكان بهذه الأخلاق أعظم العظماء..
(الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله)
وهو أنه لما أراد النبي الهجرة إلى المدينة، خَلَّفَ سيدنا علي بن أبي طالب لِيَرُدَّ الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها !
الودائع ؟! كيف كان رجال قريش يستودعونه أموالهم وتُحفهم، مع ما كان بينه وبينهم ؟!
لقد كان بين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبين قريش لون من ألوان العِدَاء قَلَّ أن يكون له في شِدَّته مثيل ..
هو يُسَفِّهُ دينهم، ويسبُّ آلهتهم، ويدعوهم إلى ترك ما أَلِفُوْه، وما كان عليه آباؤهم، وهم يُؤذونه في جسده وفي أهله وأصحابه ..
شرَّدُوْهم إلى الحبشة أولاً، وإلى يثرب ثانياً، وقاطعوهم مقاطعة شاملة، وحبسوهم في الشِّعْب ثلاث سنين !
فكيف كانوا مع هذا كله يستودعونه أموالهم ؟! وكيف كان يحفظها لهم ؟!
هل يمكن أن يستودع حزب الشعب مثلاً أمواله رجلاً من الحزب الوطني ؟
هل يأتمن الحزب الديموقراطي في أميركا مثلاً عضواً في الحزب الجمهوري على وثائقه ؟
هل في الدنيا حزبان متنافران متناحران يُودِعُ أحدُهما الآخر ما يخاف عليه من الضياع ؟!
هل في تواريخ الأمم كلها رجل واحد، كانت له مثل هذه المنقبة ؟
رجل يبقى شريفاً، أميناً، في سِلْمِه وفي حربه، وفي بُغْضِهِ وفي حُبِّه، ويكون مع أعداء حزبه مثله في شيعته وصحبه ؟
وتكون الأمانة عنده فوق العواطف والمنافع والأغراض، وتكون الثقة به حقيقة ثابتة، يؤمن بها القريب والبعيد، والعدو و الصديق ؟!
إنها حادثة غريبة جداً، تدل على أن سيدنا محمداً ﷺ كان في أخلاقه الشخصية طبقة وحده في تاريخ الجنس البشري ..
وإنه لو لم يكن بالوحي أعظم الأنبياء، لكان بهذه الأخلاق أعظم العظماء..
(الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله)