• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

حبيب القرآن

عضو موقوف
محظور
إنضم
16 مارس 2015
المشاركات
225
مستوى التفاعل
495
النقاط
72
العمر
40
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اهلا بك اخي الكريم ارطمون العرب

اخي الكريم هل انت العضو الذي في منتدي المؤمنين والمؤمنات

موضوعك قيم اخي بارك الله فيك كان في موضوع طرحته هنا اخي كان يتحدث عن كلامك

كان عنوانه من مكائد الشيطان انه يسحر العقل

لي عوده الي موضوعك لطرح بعض الاشياء الهامه اخي تقبل مروري يا طيب القلب حفظكم الله
 
  • إعجاب
التفاعلات: سماح الدين
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله يا أبن العم وأخي في الله ، من الأزد
أبن العم < ----- يقلد بعض الناس : )
.
وحياك الله أخي في الله ، حبيب القران
وجزاكم الله خير
والسلام عليكم
 
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وإخواتي في الله
حصلت بحث وفيه كلام جميل إن شاء الله
البحث من 8 حلقات قصيرة
ومن رجل متخصص وأكاديمي ومن منظور و رؤية إسلامية لعلم النفس
لأخي في الله فيصل قريشي ، جزاه الله كل الخير
وهو معلم علم نفس
المؤهل الدراسي: السنة الرابعة دكتوراه علم النفس العيادي
من موقع أكاديمية علم النفس
.......
علم النفس بوجهة إسلامية
.
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد :
فهذا بحث علمي نظري يحتوي حلقات كثيرة ، سوف أتناول فيه نظرة المنهج الإسلامي للنفس البشرية إن شاء الله تعالى ، فإلى المقصود ، و بالله تعالى أستعين .

المقدمة :
إن الحمد لله الذي جعل الشرائع كاملة ، و أبدع النفوس ، و جعل صحتها و سلامتها بقدر تمسكها بشرائعه ، و هدانا للإسلام ، و فضلنا به على جميع الأنام ، و جعلنا خير أمة أخرجت للناس ترشد الضال ، و تسعف الضعيف ، و تعين على نوائب الدهر ، من سار في رحابها فاز فوزا عظيما ، و من جانب طريقها خسر خسرانا مبينا ، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين .
أما بعد : فإن راحة النفوس و سرورها ، و زوال همومها و أحزانها ، هو المطلب لكل أحد ، و به يحصل الرضا و الاعتدال ، و تتم السكينة و الاطمئنان ، و لا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين الصادقين ، السالكين دروب الهدى ، و المتبعين المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . قال الله تعالى : " و لو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لو لا فصلت آياته أعجمي و عربي قل هو للذين آمنوا هدى و شفاء ، و الذين لا يؤمنون في آذانهم وقر و هو عليهم عمى أولائك ينادون من مكان بعيد " فصلت 44 .

قال ابن تيمية مجموعة الفتاوى ( ط 1 ؛ بيروت : دار ابن حزم ، 1997 ) ، ج 19 ، ص 52 : " سمى الله تعالى رسالته روحا ، و الروح إذا عُدم فقد فقدت الحياة ، وقال تعالى : " و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ، و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم " الشورى 52 ، فذكر هنا الأصلين ، و هما : الروح والنور . فالروح الحياة ، و النور النور . و كذلك يضرب الله الأمثال للوحي الذي انزله حياة للقلوب ونورا لها بالماء الذي ينزله من السماء حياة للأرض ، و بالنار التي يحصل بها النور ، و هذا كما في قوله تعالى : " أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ، كذلك يضرب الله الحق و الباطل فأما الزبد فيذهب جفاء ، و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال " الرعد 17 " .


ففي كتاب الله دعوة صريحة إلى التعمق في طبيعة الإنسان ، دوره ، وظيفته ، و مصيره المحتوم في هذه الدنيا التي يعيشها ، من هنا وجب على طالب العلوم الإنسانية على وجه العموم ، و علم النفس على وجه الخصوص أن يدرك أول ما يدرك الطبيعة الإنسانية للنفس البشرية ، هذا الكيان المكرم الذي خلقه الله من الطين و نفخ فيه من روحه ، قال الله تعالى : " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) "
الحجر
و قال أيضا : " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) " ص .
فالعلم الحديث يثبت أن جسم الإنسان مكون من نفس العناصر التي يتكون منها طين الأرض ، و له جانب آخر ألا و هو نفخة من روح الله تعالى ، فأصبح الإنسان مزدوج الطبيعة ، و هذا الازدواج ميزة توحد بها على سائر مخلوقات الله تعالى ، التي تعتبر خصيصة من خصائصه ، و طابع لشخصيته المتميزة عن غيره . فأصبح صلاح قلبه متعلق بالرسل عليهم الصلاة و السلام .

قال ابن قيم الجوزية زاد المعاد في هدي خير العباد ( بدون طبعة ؛ بيروت : دار الفكر ، 1995 ) ، ج 4 ، ص 4 : " فأما طب القلوب ، فمسلم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، و لا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم ، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها ، و فاطرها ، و بأسمائه ، و صفاته ، و أفعاله ، و أحكامه ، و أن تكون مُؤثرة لمرضاته و محابّه ، متجنّبة لمناهيه و مساخطه ، و لا صحة لها و لا حياة البتة إلا بذلك ، و لا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل ، و ما يظن من حصول صحّة القلب بدون إتباعهم ، فغلط ممن يظن ذلك ، و إنما ذلك حياة نفسه البهيمة الشهوانية ، و صحتها و قوتها ، و حياة قلبه و صحته ، و قوته عن ذلك بمعزل ، و من لم يميز بين هذا و هذا ، فليبك على حياة قلبه ، فإنه من الأموات ، و على نوره ، فإنه منغمس في بحار الظلمات " .

إي و الله ، لأن القرآن الكريم ، و السنة المحمدية ، و الشريعة الإسلامية ، ترياق القلوب و النفوس ، و بلسم الشفاء ، قال تعالى : " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) " الإسراء .
يتبع
فيصل قريشي

.......
والسلام عليكم
 
التعديل الأخير:
  • إعجاب
التفاعلات: سماح الدين
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
الحلقة الثانية

و في دراستنا لهذا الموضوع تناولنا بالتفصيل هذا المنهج الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، حيث ابتدأنا الفصل الأول بنبذة تاريخية مقتضبة عن بعض الدراسات الإسلامية القديمة في علم النفس ، ثم عرفنا هذا المنهج ، و ذكرنا أسسه و معالمه ، ثم أثبتنا اشتماله على أغلب مناهج البحث في علم النفس بالدليل و الحجة البينة . وتليناه بفصل ثان تناولنا فيه النفس الإنسانية بتشريح فريد من نوعه ، حيث ذكرنا مكونات النفس البشرية المتمثلة في : الجسم و الروح ، و العقل والقلب . و أبرزنا العلاقة بين هذه المكونات ، و بعدها ذكرنا وظائف النفس و خصائصها .
أما الفصل الثالث فخصصناه لدوافع الإنسان الفسيولوجية ( الدوافع الفطرية ) ، و الدوافع النفسية و الروحية ، و الدوافع اللا شعورية ، استنباطا من القرآن الكريم ، و السنة النبوية الشريفة ، كما درسنا في هذا الفصل منهج الإسلام في إشباع حاجات الفرد ودوافعه ، وأنه يتسم بالاعتدال و التوسط ، و بعدها تعرضنا إلى مفهوم الذات والشخصية ، و ختمنا هذا الفصل بمعالم الشخصية السعيدة المطمئنة.
أما في الفصل الموالي فخصصناه للأمراض و الاضطرابات القلبية و النفسية ، من حيث أسبابها ، و أعراضها ، و سبل الوقاية ، كما احتوى هذا الفصل على أسس و خصائص ، و طرق العلاج النفسي ، و شروط الانتفاع بأساليب هذا العلاج ، وختم هذا الفصل بالسمات ، و الأخلاقيات المهنية الواجب توفرها في المعالج النفسي .
أما الفصل الخامس فذكرنا بعض أساليب العلاج النفسي في ضوء هذا المنهج ، التي تعتبر جديدة بالنسبة لأطباء هذا الزمان ، بسبب تغييب الدين عن الميدان ، و رتبنا هذه الأساليب ضمن ترتيب له دلالته في نفوسنا ، و خواطرنا ، و كان مسك الختام بفصل أخير عن داء العصر ألا و هو الاكتئاب ، أعراضه ، أسبابه ، أنواعه ، و أساليب علاجه ضمن نظرة ثاقبة جامعة بين جوانب النفس البشرية ، و بطبيعة الحال كل بحث لاضطراب معين له جانبه الميداني ، و كان الجانب الميداني تطبيقا لمحتوى هذا البحث ، ليكون دعما للجانب النظري ، و قد توصلنا فيه إلى نتائج جد مهمة بتوفيق الله تبارك و تعالى ، زادت الجانب النظري قوة .
اعترتنا عدة مشاكل منها نقص المراجع ، و انعدام وجود بحوث سابقة لهذا الموضوع ، و ضيق الوقت ، و قلة مدة الدراسة الميدانية ، كما يُعتبَر موضوع جديد عند الأخصائيين النفسيين بالأسلوب الذي تمت به الدراسة ، لذلك كانت إعانتهم محدودة ، رغم ما بذلوه من أجل مساعدتنا ، حتى العملاء لم يتعودوا على هذه الطريقة في العلاج ، رغم إقرارهم داخل أنفسهم بوجودها .
و في دراستنا هذه استعملنا عدة مصطلحات لها دلالتها ، الرضا و الاعتدال مرادفة للتكيف و التوافق ، و النفس القياسية مرادفة للنفس المثالية ، و التي هي نفس الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم ، و معيار الصحة النفسية الفطرة التي فطر الله تعالى عليها الخلق ، و بعث الرسل للتذكير بها . كما نلفت الانتباه بأننا لا ننكر العلاجات النفسية الأخرى المبثوثة في كتب علم النفس ، بل نستطيع أخذ ما يتلائم ، و ما يتماشى مع قيمنا و معاييرنا ، و أيضا لا ننكر العلاجات الطبية سواء أكانت بالأدوية ، أو بالجراحة أو بالصعقة ، و إن كنا نرى اللجوء إلى هذه الأخيرة في آخر المطاف . كما نقر بأن الأدوية يمكن أن تكون أحيانا واجبة لبعض الحالات الشديدة التي لا يمكن التعامل معها .
و لا ندعي الكمال لأنه يعترينا النقص و الجهل و الظلم ، فإن لكل جواد كبوة ، و لكل عالم هفوة ، و الواجب على القارئ أن يسد الثغرات . و هذا جهد المقل ، و المؤمن قوي بأخيه المؤمن ، لذلك نرجوا من الله تعالى أن يشارك في بناء صرح هذا المنهج جميع أهل الاختصاص في علم النفس ، لأن الهم هم الجميع ، و لأن المجتمع الذي نعيش فيه مرتبط بهذا المنهج الرباني . لكي نتوصل إلى إعادة بناء صرح جديد ، و دراسات لعلم النفس و العلوم الاجتماعية الأخرى لا تزول بزوال الأجيال ، إنما تزول بزوال الأمة ، و محال على أمة أُيّدت بالحق الأبلج أن تزول إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، عن المغيرة بن شعبة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون " .
يتبع
فيصل قريشي

........
والسلام عليكم
 
التعديل الأخير:
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

الحلقة الثالثة .

الاشكالية
قال الله تعالى {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14 ، لقد خلق الله الإنسان و هو يعلم من خلق ، و الخالق هو الذي يعرف كيف يصير الإنسان سعيدا ، و وضع لذلك القوانين السماوية ، و هو الذي يعرف ماذا يفسد الإنسان؟ و هو الذي يعرف طريق وقايته و صيانته ، و هو الذي يعرف طريق علاجه و صلاحه .
و عليه فالمنهج الإسلامي سبق العلم و العلماء المحدثين الذين حاولوا الغوص في أعماق النفس البشرية و الخروج بآراء و نظريات في النفس الإنسانية و الشخصية السوية و اللاسوية ـ و التي نصطلح على تسميتها الشخصية الشقية و السعيدة أو الشخصية الفطرية و الخارجة عن الفطرة ـ

قال محمد قطب في كتابه الإنسان بين المادية و الإسلام ( ط 12 ؛ القاهرة : دار الشروق ، 2006 ) ، ص 69 .: " للإسلام نظرة مستقلة في النفس الإنسانية . تختلف عن غيرها اختلافا أساسيا. و إن كانت ـ في الفروع والتفصيلات ـ قد تلتقي في بعض الأحيان بغيرها من النظريات . و نظرة الإسلام في تكاملها و تناسقها . و شمولها لكل جوانب النفس و كل جوانب الحياة ، غير مسبوقة من الوجهة التاريخية . و ما تزال حتى اليوم بعد كل ما ظهر من النظريات ، تنفرد وحدها بالشمول و العمق و الاتزان " .

كيف لا و هو منهج رباني قائم على أساس الثبات في دعائمه مع اتساع آفاقه و أطره لتطور المجتمعات و تغير البيئات .
و الإنسان في حد ذاته أعقد ظاهرة في هذا الكون ، متعددة الجوانب ، التي تجلت عظمة الخالق في تعقيداته هذه ، و في الغموض المستفحل في جزئياته و دقائقه . و قد استطاع العلم بسعيه الدؤوب أن يفك القليل من رموزه ، إلا أن الغموض ظل ضاربا في عمق النفس البشرية ، و في أرجاء عالمها الفسيح ، الذي تتناهى حدوده عند تلك الروح الإلهية قال الله تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53.
و قال أيضا : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85.
بالإضافة إلى أن جميع المدارس النفسية القديمة و الحديثة أبعدت جانبا من جوانب النفس البشرية ألا و هو الجانب الروحي ، و ركزت دراستها على السلوك فقط ، و عليه درست نظرياتها السلوك الإنساني من الناحية المادية ، و البيولوجية ، و الاجتماعية ، بدلا من دراسة النفس الإنسانية بجانبيها الجسدي و الروحي .
كما لا ننسى أن تلك النظريات قد وضعت لمجتمعات خاصة ، كانت تعالج تلك المجتمعات على وفق معايير السواء و اللاسواء المرتبطة بتقاليدها و عاداتها و قيمها ، لذلك كانت تلك المعايير تتراوح بين الحذف و الإضافة بين الفينة و الأخرى . لكن نحن أخذنا تلك النظريات و طبقناها على مجتمع له أصوله و قواعده تختلف عن تلك المجتمعات ، أصلا و فرعا ، و كما و كيفا ، رغم أن نتائج تلك النظريات نسبية لا تنطبق إلا على من أجريت عليهم الدراسة ، أو ما يشبهها في الظروف ، و عليه أن إدراج أية حالة تعرض ضمن نتيجة محلل ما لمحلل ما ، يعتبر من قبيل الدخول إلى الموضوع بمنطق الأفكار و الأحكام القبلية المسبقة ، و هو ما لا يتناسب و الموضوعية العلمية .
كما لا يفوت ذكره أن تلك النظريات قدمت على أنها مسلمات حقيقية لا تقبل النقاش ، و لا ترضى البديل ، و قد قدمت في أبها صورة ، أما في الجهة الموازية فالمنهج الإسلامي قدم بطريقة تهكمية بعيدة كل البعد عن مقتضيات الموضوعية في صورة سقيمة منفرة ، حتى جعل ظهريا لا يصلح إلا لمجتمعات القرون الوسطى ، كل ذلك للحيلولة دون استئناف المسلمين حياتهم على أساس الإسلام فتخرجنا نرجع محبة الولد لأمه ، و محبة البنت لأبيها إلى أسطورتي عقدتي " أوديب " ، و " إلكترا " . رغم أن جل النظريات التي طرحت في أفق المجتمع الإسلامي سرعان ما تصدعت و انكشف فسادها ، و بمرور الزمن تبين أنها لا تحقق الاستجابة الحقيقية للنفس العربية الإسلامية ، و أنها في حاجة إلى إدخال تعديلات و تحويرات جوهرية عليها .

يتبع
فيصل قريشي


.......
السلام عليكم
 
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
الحلقة الرابعة .

و زد على ذلك مساوئ الظاهرة المدنية الحديثة التي فرضت على الفرد الوحدة و العزلة ، مما جعلته يدفع الثمن من ذاته ، و من سعادته ، و حرمته من حياة الأسرة ، و الاختلاط و التآلف ، و المشاركة الوجدانية ، و الإحساس العميق بالالتحام و الانتماء . كما أوجبت على الأبناء الانفصال عن الآباء بعد أن يصلوا إلى سن التعليم الجامعي ، و على الرغم مما وفرته حضارة العصر من الإمكانات ، و الأدوات المادية ، و أسباب الراحة إلا أنها من الجانب الآخر غرست في النفس البشرية مشاعر الفشل و الإحباط ، و جعلته يخوض كثيرا من الصراعات الحادة لكي يسلك طريقه الصعبة في هذه الدنيا الفانية ، فليس من المفاجئ أن يشعر هذا الكائن بالوحدة المميتة ، حتى أوصلته إلى جرف الانتحار ، و إذا بقي على قيد الحياة اخترق صدره اضطراب ضاري أرداه صريعا ، و جعل نوره ظلاما ، و نشاطه تعبا ، و همته إرهاقا و كسلا ، و فطنته تبلدا ، و اعترته أفكارا مظلمة أو قاتمة .
إنه الاكتئاب العصابي !!! الذي لم يجد له علماء النفس إلا الأدوية المهدئة ، فإذا توقف الفرد عن تناولها رجع إلى حالته السالفة الذكر في أغلب الأحيان ، هذا في الحالات الخفيفة ، أما في الحالات الحادة فحدث و لا حرج . كما لا ننسى أن الاكتئاب يعد داء العصر، و من أكثر الأمراض النفسية شيوعا ، لقد كشفت تلك النظريات المستوردة عن عجزها في علاج هذا الداء العضال ، الكثير الانتشار ، و ذلك لأن النظريات التي يعتريها العطب في سنوات قليلة لا تصلح لمعايشة المجتمعات ، و لا تصلح لبناء الأمم ، و في المقابل عندما كان الدين الإسلامي مهيمنا على النفوس كانت حالات الاكتئاب تعد على رؤوس الأصابع ، و من هنا انكشف البون الشاسع و العميق بين المنهج الإسلامي الثابت ثبوت الفطرة القائم على أساس بناء النفس الإنسانية ، القابل للممارسة و الحركة من خلال إطاره المرن الواسع ، و بين النظريات التي وضعت في مواجهة تحد معين ، أو ظروف متغيرة .
و وسط هذا العجز و الغموض برق نور فيه شفاء لما في الصدور ،قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57 . أي أن القرآن شاف ، كاف ، و أن الشفاء بيد الله سبحانه و تعالى وحده ، ينزله متى شاء ، و على من شاء ، قال الله تعالى : {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }الشعراء80 . هنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام نسب المرض لنفسه ، و الشفاء لله تبارك و تعالى .

يتبع
فيصل قريشي

.......
والسلام عليكم
 
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

الحلقة الخامسة .

الفصل الأول
المنهج الإسلامي


تمهيد :
لقد شغل بالنا منذ الدراسة إلى حوصلة المفاهيم النفسية ضمن المنهج الإسلامي بهدف التوصل إلى فهم دقيق للتصور الإسلامي للنفس البشرية ، و معرفة وجهة نظر الإسلام في العوامل الأساسية في الشخصية المتزنة , و الصحة النفسية , و أسباب الاضطراب و الانحراف ، و السبل الموضوعية لتعديل السلوك ، و العلاج النفسي ، و أسباب السعادة و الشقاء ضمن إطار أسلمة العلوم الإنسانية و الاجتماعية ، لأن الإنسان خلق جهولا ، قال الله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72، و هذا مما دفع مرسي سيد عبد الحميد أن يقول : " و تتواتر الإشارات إلى جهل الإنسان بأمر نفسه و مستقبله و مصيره و مآلات أفعاله ، مع تأثره بالشهوات و الهوى و الضعف ، بحيث لا يصلح ـ بجهالته هذه و ضعفه و هواه ـ لأن يتولى وضع منهج لحياته هو ، و إن كان مزودا بالقدرة على استخدام المادة ، و معرفة قوانينها اللازمة له في الخلافة ، في إطار المنهج الذي رسمه الله لحياته ..." . النفس البشرية ( ط 1 ؛ القاهرة : دار التراث العربي ، 1982 ) ، ص 38 .
و لأن علم النفس الذي يدرس الآن في الجامعات مستمد من نظريات و مدارس غربية لها تصورها الخاص عن الإنسان ، و لها ثقافتها ، و تقاليدها ، و معاييرها و قيمها الخاصة بها ، فنجد فرويد في عهده فسر المرض النفسي بأنه ناتج عن كبت الدافع الجنسي ، لأن الجنس في ذلك العصر كان ينظر إليه على أنه عملية مشينة ، و قبيحة يجدر بالشخص الصالح أن يقاومها .
و بعده ظهرت نظريات حديثة أبعدت النواحي الروحية و الدينية لأسباب مختلفة ، و اعتمدت على النواحي المادية و البيولوجية و الاجتماعية في تفسير السلوك الإنساني بدلا من تفسير النفس البشرية ، قال أنور الجندي : " و هل في الإمكان لهذه المذاهب التي نشأت في بيئات خاصة و من خلال تحديات معينة بعضها يتعلق بالدين في بيئتها ، و بعضها يتصل بالعصر و الحضارة ، أن تصلح للتطبيق في بيئات أخرى تختلف من حيث العقائد و الفكر و العصر و البيئة و التحديات . لقد ظهرت هذه الدعوات حين عجز الدين عن العطاء أو حين عزل المجتمع الغربي الدين عن التفاعل . فجاءت كمحاولات لدراسة النفس و المجتمع و الأخلاق من خلال العمل العقلي الخالص ، و لما كان العلم الغربي قائما على أساس المحسوس و التجربة وحدهما فقد جاءت هذه المحاولات مادية خالصة لأنها تجاهلت عنصر الوحي والإيمان بالله و مناهج الدين .
و قد يقال : أن ( المسيحية الغربية ) من شأنها أن تقبل الإيديولوجيات و المذاهب و النظريات لأنها دين عبادة ، أما الإسلام فإنه دين له شريعته و منهج الحياة الخاص به ، فهو ليس في حاجة إلى مفاهيم وافدة ، و لا تستطيع هذه المناهج أن تطابق ظروفه و مفاهيمه أو تتناسب مع ذاتيته ، و طابعه المفرد " . مفاهيم العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق في ضوء الإسلام ( بدون طبعة ؛ الجزائر : دار الكتب ، 1987 ) ، ص 15.

يتبع
فيصل قريشي

.......
السلام عليكم
 
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

الحلقة السادسة .

و على الرغم من مناداة البعض للانتباه للنواحي الروحية الدينية ، إلا أن الدين بقي مغيبا ، قال عثمان نجاتي القرآن و علم النفس ( ط 5 ؛ القاهرة : دار الشروق ، 1993 ) ، ص 269 – 270 .: " قال وليام جيمس ( William James ) الفيلسوف و عالم النفس الأمريكي : " إن أعظم علاج للقلق ، و لا شك , هو الإيمان " , و قال أيضا : " الإيمان من القوى التي لابد من توافرها لمعاونة المرء على العيش ، و فقده نذير بالعجز عن معاناة الحياة " ، و قال أيضا : " إن بيننا و بين الله رابطة لا تنفصل ، فإذا نحن أخضعنا أنفسنا لإشرافه ـ تعالى ـ تحققت كل أمنياتنا ، و آمالنا " ، و قال أيضا : " إن أمواج المحيط المصطخبة المتقلبة لا تعكر قط هدوء القاع العميق , و لا تقلق أمنه ، و كذلك المرء الذي عمق إيمانه بالله ، خليق بألا تعكر طمأنينته التقلبات السطحية المؤقتة . فالرجل المتدين حقا عصيا على القلق ، محتفظ أبدا باتزانه ، مستعدا دائما لمواجهة ما عسى أن تأتي به الأيام من ظروف " .
و قال يونج كارل ( Jung Carl Gustav ) المحلل النفسي:" استشارني في خلال الأعوام الثلاثين الماضية أشخاص من مختلف شعوب العالم المتحضر ، و عالجت مئات كثيرة من المرضى... فلم أجد مريضا واحدا من مرضايا الذين كانوا في المنتصف الثاني من عمرهم ـ أي جاوزوا سن الخامسة و الثلاثين ـ من لم تكن مشكلته في أساسها هي افتقاره إلى وجهة نظر دينية في الحياة . و أستطيع أن أقول إن كل واحد منهم قد كان فريسة المرض لأنه فقد ذلك الشيء الذي تمنحه الأديان القائمة في كل عصر لأتباعها، و أنه لم يتم شفاء أحد منهم حقيقة إلا بعد أن استعاد نظرته الدينية في الحياة " .
و يقول أ. أ . بريل ( A.A.Brill ) المحلل النفسي : " إن المرء المتدين حقا لا يعاني قط مرضا نفسيا " .
و ذكر هنري لينك ( Henry Link ) العالم النفسي الأمريكي في كتابه " العودة إلى الإيمان " أنه وجد نتيجة خبرته الطويلة في تطبيق الاختبارات النفسية على العمال في عملية الاختيار المهني و التوجيه المهني ، أن الأشخاص المتدينين و الذين يترددون على دور العبادة ، يتمتعون بشخصية أقوى و أفضل ممن لا دين لهم ، أو لا يقومون بأية عبادة .
و قد أشار المؤرخ أرنولد توينبي ( Arnold Toynbee Joseph ) إلى أن الأزمة التي يعاني منها الأوربيون في العصر الحديث إنما ترجع في أساسها إلى الفقر الروحي ، و إن العلاج الوحيد لهذا التمزق الذي يعانون منه هو الرجوع إلى الدين ".
مما سبق من الأقوال ، و لتميزنا كمجتمع مسلم بثقافة و تراث و معايير و قيم شاملة ، تختلف عن الأمم السالفة الذكر وجب علينا إعادة النظر في تلك العلوم ، و إدخال عليها تعديلات تتماشى مع مجتمعنا ، و بيئتنا ، و ثقافتنا حتى تصبح متفقة و غير متعارضة مع تراثنا الإسلامي .
و لا يمكن للنفس أن تتزن إلا في إطار المصدرين الإسلاميين الأساسيين : القرآن الكريم و السنة الشريفة ، و كذلك لأن حاجة الناس إلى الشريعة الإسلامية أعظم من حاجاتهم إلى الطب .
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة و منشور ولاية أهل العلم و الإرادة ( ط 1 ؛ بيروت : دار ابن حزم ، 2003 ) ، ص 428 – 429 . : " حاجة الناس إلى الشريعة ضرورية فوق حاجتهم إلى كل شيء ، ولا نسبة لحاجتهم إلى علم الطب إليها ، ألا ترى أن أكثر العالم يعيشون بغير طبيب ، ولا يكون الطبيب إلا في بعض المدن الجامعة ، و أما أهل البدو كلهم وأهل الكفور كلهم ـ وعامة بني آدم ـ فلا يحتاجون إلى طبيب ، و هم أصح أبدانا و أقوى طبيعة ممن هو متقيد بالطبيب ، و لعل أعمارهم متقاربة .
و قد فطر الله بني آدم على تناول ما ينفعهم واجتناب ما يضرهم ، و جعل لكل قوم عادة و عرفا في استخراج ما يهجم عليهم من الأدواء ، حتى إن كثيرا من أصول الطب إنما أخذت عن عوائد الناس و عرفهم و تجاربهم ، و أما الشريعة فمبناها على تعريف مواقع رضا الله و سخطه في حركات العباد الاختيارية ؛ فمبناها على الوحي المحض . و الحاجة إلى الشريعة أشد من الحاجة إلى التنفس ـ فضلا عن الطعام والشراب ـ ؛ لأن غاية ما يقدر في عدم التنفس و الطعام و الشراب موت البدن وتعطل الروح عنه ، و أما ما يقدر عند عدم الشريعة ففساد الروح والقلب جملة ، و هلاك الأبد .
وشتان بين هذا و هلاك البدن بالموت ، فليس الناس قط إلى شيء أحوج منهم إلى معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، و القيام به ، و الدعوة إليه ، و الصبر عليه ، و جهاد من خرج عنه حتى يرجع إليه ، و ليس للعالم صلاح بدون ذلك البتة ، و لا سبيل إلى الوصول إلى السعادة و الفوز الأكبر إلا بالعبور على هذا الجسر " .
و سوف يتم تحديد معالم هذا المنهج في ثنايا هذه الدراسة التي نأمل أن تليها خطوات أخرى جبارة للحصول على دراسات أكثر شمولية في علم النفس .


يتبع
فيصل قريشي

.......
السلام عليكم
 
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

الحلقة السابعة


أولا ـ نبذة تاريخية عن بعض الدراسات الإسلامية القديمة في علم النفس :
لقد قدم العلماء المسلمين الأوائل ما لم يقدمه غيرهم في شتى مجالات العلوم ، خاصة في علم النفس ، فنجد ابن سينا بحث في الإدراك و بين أن الإدراك الحسي هو أدنى مراتب الإدراك ، كما تحدث عن الانفعالات الموجودة لدى الإنسان مثل: الضحك ، و البكاء ، و الخجل ، و التعجب ...... كما أدرك العلاقة بين الأمراض الجسمية ، و علاقاتها بالناحية النفسية ، و هذا ما يعرف اليوم بالأمراض السيكوسوماتية .
كما نجد ابن العباس المجوسي بحث قديما في الأمراض النفسية ، و عوامل حدوثها حيث قال في كتابه " كامل الصناعة الطبية ": " فأما الأعراض النفسانية فانه قد ينبغي أن لا يدمن الإنسان على الغم ، ولا يستعمل الغضب، و لا يكثر من الهم و الفكر ، و لا يستعمل الجسد . فان ذلك كله مما يغير مزاج البدن ، و يعين على إنهاكه ، و ضعف الحرارة الغريزية ، و من كان مزاجه حادا فان هذه الأعراض تولد الحميات الرديئة ، بمنزلة حمى الدق ، و قرحة السل و ما يجري هذا المجرى ، فلذلك قد ينبغي أن يتجنب الإنسان الأعراض النفسانية كلها ، و أن يلهم نفسه الفرح و السرور ، فانه يقوي الحرارة الغريزية و يحركها إلى ظاهر البدن ويزيد في نشاط الجسم و يقوي النفس" . محمد ، محمود محمد ، علم النفس المعاصر في ضوء الإسلام ( ط 1 ؛ جدة : دار الشروق ، 1984 ) ، ص 44 ـ 45 .
و قد تناول أبو نصر الفارابي في كتابه " آراء أهل المدينة الفاضلة " فرع علم النفس الاجتماعي بتحديد الأساس الفطري للحياة الاجتماعية لكل من الفرد و المجتمع ، كما تناول سمات الشخصية لزعيم الجماعة، و الأسس النفسية لتماسك الجماعة .
و منهم ابن خلدون الذي كان من الأوائل الذين تحدثوا عن علم النفس الفارق ، في مقارنته بين تأثير حياة البداوة و الحضارة في سمات الشخصية ، و منها : الشجاعة و الخبرة و الذكاء . كما كانت له آراء حول الصلة بين سمات الشخصية ، و بين احتمالات النجاح أو الفشل في مهنة معينة . ( نفس المرجع ) .
و منهم أبو حامد الغزالي فانه هو الذي صور علم النفس عند المسلمين ، و نجده جليا في كتابه " إحياء علوم الدين " حيث تحدث عن الانفعالات النفسية و العاطفة و علاقتها بالسلوك ، و تناول أيضا الدوافع الأولية و الدوافع الثانوية المكتسبة ، و تحدث عن الذاكرة و الحواس و الإدراك و الخيال و غير ذلك . ومنهم ابن تيمية و ابن القيم الذي لا يخلو كتابا من كتبهما من موضوع من مواضيع علم النفس و في هذا البحث سوف يجد القارئ الكثير من أقوالهما نظرا لتميزهما بالنقد و التدقيق في المسائل التي يبحثانها و الأمانة العلمية التي يتصفان بها . ( نفس المرجع ، ص 45 ـ 46 ) .


يتبع
فيصل قريشي

.......
السلام عليكم
 
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
101
مستوى التفاعل
154
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

الحلقة الثامنة


ثانيا ـ تعريف المنهج الإسلامي :
وردت لفظة المنهج في كتاب الله تعالى ، حيث قال تعالى : {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48.
من الآية السالفة الذكر يتضح أن لكل أمة منهجا خاصا بها ، و الإسلام تفرد بمنهج ثابت و شامل ، و مميز عن غيره مما دفع أنور الجندي إلى تخطئة من يستعمل لفظة نظرية إسلامية بدلا من كلمة منهج حيث قال : " محاولة تصوير الإسلام على أنه نظرية : بينما هو منهج متكامل أما النظرية فهي عمل بشري يخضع للتغيير و الإضافة و الحذف . بينما يقوم المنهج الرباني على أساس الثبات في دعائمه مع اتساع آفاقه و أطره لتطور المجتمعات و تغير البيئات " ( مرجع سابق ، ص 13) .

1 ـ تعريف المنهج :
أ ـ لغة : جاء في " لسان العرب " ( ط 1 ؛ بيروت : دار صادر ، بدون سنة ) ، ج 2 ، ص 383 : " نهج : طريقٌ نَهْجٌ بَيِّنٌ واضِحٌ وهو النَّهْجُ ...مَنْهَجٌ كَنَهْجٍ ومَنْهَجُ الطريقِ وضَحُه ، والمِنهاجُ كالمَنْهَجِ ، وفي التنزيل : " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً " المائدة: ٤٨ وأَنهَجَ الطريقُ وضَحَ واسْتَبانَ ،و صار نَهْجاً واضِحاً بَيِّناً . قال يزيدُ بنُ الخَذَّاقِ العبدي : " ولقد أَضاءَ لك الطريقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ والهُدَى تُعْدِي " ،أَي تُعِينُ وتُقَوِّي . والمِنهاجُ : الطريقُ الواضِحُ ، واسْتَنْهَجَ الطريقُ : صار نَهْجاً ، وفي حديث العباس : (( لم يَمُتْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى تَرَكَكُم على طريقٍ ناهِجةٍ )) أَي واضحةٍ بَيِّنَةٍ ، ونَهَجْتُ الطريقَ : أَبَنْتُه وأَوضَحتُه ، يقال : اعْمَلْ على ما نَهَجْتُه لك . ونَهَجتُ الطريقَ : سَلَكتُه ، وفلانٌ يَستَنهِجُ سبيلَ فلانٍ : أَي يَسلُكُ مَسلَكَه ، والنَّهْجُ : الطريقُ المستقيمُ ، ونَهَجَ الأَمْرُ وأَنهَجَ لُغتانِ إِذا وضَحَ " .

فالمعنى اللغوي لكلمتي منهج و منهاج أنه يقوم على الوضوح و الإستبانة ، و أنه يتضمن معنى السلوك و الإقتداء بصفات معينة .

ب ـ اصطلاحا : قد نقل السيد محمد السيد علي عن عائشة عبد الرحمن قولها : " المنهج هو علم التفكير ، أو طريقة كسب المعرفة ، أو أنه خطوات منظمة و محددة يسلكها الباحث في معالجة موضوع ما ، أو فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الفكر العديدة من أجل كشف الحقيقة حين الجهل بها ، أو البرهنة عليها حين العلم بها " ( مناهج البحث في العلوم الطبيعية و علاقتها بالحضارة الإسلامية ( ط 1 ؛ مصر: الدار العالمية للنشر و التوزيع ، 2005 ) ، ص 25 . ) .

ومن هذا التعريف نتحصل على أن المنهج هو الخطة التي يسير عليها الباحث في الدراسة ، أو الأسس العلمية التي يتبعها في بحثه .

2 ـ تعريف الإسلام :
أ ـ لغة : لفظة الإسلام في اللغة العربية تتطرق إلى عدة معاني لخصها ابن حجر بقوله : " معنى الإسلام في اللغة الانقياد " ( ، فتح الباري بشرح صحيح الأمام البخاري ( ط 3 ؛ بيروت : دار إحياء التراث العربي ،1985 ) ، ج 8 ، ص 208 . ) .
ب ـ اصطلاحا : تعددت تعاريف علماء الإسلام لهذا المصطلح ، و إن كانت كلها تصب في قالب واحد لذلك نجد : ابن تيمية يقول:" الإسلام دين ، و الدين مصدر دان يدين دينا ، إذا خضع وذل ، و دين الإسلام الذي ارتضاه الله ، وبعث به رسله هو الاستسلام لله وحده ، فأصله في القلب هو الخضوع لله وحده بعبادته وحده دون ما سواه ، فمن عبده وعبد معه إلها آخر لم يكن مسلما ، ومن لم يعبده بل استكبر عن عبادته لم يكن مسلما ، والإسلام هو الاستسلام لله ، وهو الخضوع له ، والعبودية له ، هكذا قال أهل اللغة : "اسلم الرجل إذا استسلم". فالإسلام في الأصل من باب العمل ، عمل القلب والجوارح " ( مرجع سابق ، ج 7 ، ص 166 ) .

أما طاهر الجزائري الدمشقي يعرف هذه اللفظة بقوله : " الإسلام هو الإقرار باللسان ، و التصديق بالقلب بأن جميع ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه و سلم حق و صدق " ( الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية ( ط 2 ؛ بيروت : دار ابن حزم ،1988)، ص 12 ) .

أما عبد الحميد ابن باديس فقال : " بيان معنى الإسلام : يجيء لفظ الإسلام في لسان الشرع مرادا به الدين كله الذي جاء به محمد من العقائد والأحكام لقوله تعالى{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } آل عمران: ١٩ ، و قال تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3 . ولقوله صلى الله عليه و سلم : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . و إقام الصلاة . و إيتاء الزكاة . و الحج . و صوم رمضان " ( العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ( ط 1 ؛ الشارقة: دار الفتح ،1995) ، ص 35 ـ 39 ) .
الإسلام الذي سمي به الدين معناه : الانقياد لله تعالى ظاهرا ، و باطنا ، و الإخلاص له فيهما قال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125، وقال أيضا : {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة112، و قال جل ثناؤه : {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }آل عمران20 .
الدين كله انقيادا لله وإخلاص له ، و لذلك سمي إسلاما قال الله تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5.

ويجيء الإسلام في لسان الشرع أيضا بمعنى : الأعمال الظاهرة الدالة بحسب الظاهر على الانقياد ، والإذعان المبنية على التصديق التام كما جاء في حديث سؤال جبريل عليه السلام قال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله ، و تقيم الصلاة ، و تؤتي الزكاة ، و تصوم رمضان ، و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال جبريل : صدقت .... " رواه مسلم وغيره .
ويجيء الإسلام بمعنى : الاستسلام في الظاهر دون إيمان في القلب ، وهذا لا ينفع صاحبه لقوله تعالى : {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات14 ،
ولحديث سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا . و سعد جالس فيهم . قال سعد : فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من لم يعطه . و هو أعجبهم إليَّ . فقلت : يا رسول الله ! مالك عن فلان ؟ فو الله إني لأراه مؤمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مسلما " قال : فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه . فقلت : يا رسول الله! مالك عن فلان ؟ فو الله إني لأراه مؤمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مسلما ". قال : فسكت قليلا . ثم غلبني ما علمت منه . فقلت : يا رسول الله ! مالك عن فلان ؟ فو الله إني لأراه مؤمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مسلما . إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه . خشية أن يكبَّ في النار على وجهه " . رواه مسلم ".

أما صاحب كتاب " الفتح المجيد " فقد قال : " قال العماد ابن كثير : وعبادته هي طاعته بفعل المأمور ، وترك المحظور . وذلك هو حقيقة دين الإسلام ؛ لأن معنى الإسلام : الاستسلام لله تعالى المتضمن غاية الانقياد والذل والخضوع . انتهى " ( فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد ( ط 2 ؛ الرياض: دار الصميعي للنشر و التوزيع ،1997) ، ج 1 ، ص 85 ) .

كما نجد الشعراوي قد أعطى لتعريفه مصطلحا نفسيا حيث قال : " الإسلام إذن هو الانقياد السلوكي لأوامر الله " ( أسئلة حرجة و أجوبة صريحة ( بدون طبعة ؛ بيروت: دار العودة ، بدون سنة ) ، ص 94 ) .

من التعاريف السابقة يتضح لنا جليا بأن المنهج الإسلامي هو: الطريق الواضح المتبع في الدراسة التي سار عليها الباحث ، ضمن أطر مبادئ الدين الذي جاء بها محمد صلى الله عليه و سلم ، المتمثلة في الشرائع و العقائد ، والأحكام ، و الأخلاق ، مع الإقرار التام و التسليم الكامل لهذا المنهج الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، قال الله تعالى {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42
لذلك قال أنور الجندي : " أقام الإسلام مفهوم التكامل الجامع بين القيم و المقومات على أساس ترابط العقيدة و الشريعة و الأخلاق بالفرد و المجتمع . فالإسلام منهج متكامل جامع بين العبادة و نظام المجتمع " ( مرجع سابق ، ص 17 ) .

يتبع
فيصل قريشي

.......
أنتهي النقل ولله الحمد
وما زال فيه تكمله للبحث أببحث عنها إن شاء الله
والسبب عدم أكمال البحث من أخي في الله فيصل قريشي ، جزاه الله كل الخير
والسلام عليكم
 
التعديل الأخير: