سامحني أخي أبو مشاري، لكن الحديث الأول الذي ذكرته أنت في البداية لم يرويه مسلم؛ فالبخاري ومسلم لم يرويا أي حديث في المهدي؛ وإنما حديثك رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده بسنده عن جابر رضي الله عنه:قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا فيقول: لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة" وهذا الحديث قال فيه ابن القيم في المنار المنيف إسناده جيد...أما الشيخان فأغلب ما رووه هو عن أمير صالح: روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الامة"...أما هذا الأمير فهو من آل البيت أيضا، ولقد ذكرته في المقالة أعلاه بأنه مهدي حسن السيرة يفتح الله على يديه القسطنطينية ويأتي بعد القحطاني الأمير الذي يسوق الناس بعصاه، وهو الذي يعاصر فتنة الدجال، ويصلي بنبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام...والله أعلم...أما النقطة الأخيرة: فأي نعم قد تواترت الأحاديث بشأن المهدي تواترا معنويا، لكن إن قرأتها لن تخرج منها بشيء مما هو متداول: ليس فيها أن المهدي سيقود الملحمة الكبرى، وليس فيها أن المهدي سيعاصر الدجال، وليس فيها أنه يصلي بعيسى عليه السلام، وإنما فيها أن عهده رضي الله تعالى عنه تكثر فيه الخيرات والبركات وتزال الفتن والإحن والإضطرابات والإختلاف والتضاد بين الأمة، إنه زمن وعصر تكون فيه الأمة في أعلى درجة من الرقي والإزدهار والتطور والعظمة.."تعظم الأمة.." أو كما قال حبيب الله صلى الله عليه وسلم...
التعديل الأخير: