السلام عليكم ..
لقد سمعت المشايخ الثقات يصنفون المهدي كعلامة كبرى من علامات الساعة ...
فالمهدي ليس بالامر الهين ...
علامة كبرى من علامات الساعة
ظهوره يعني بداية النهاية ...
و اظن ظهوره سيكون مذهلا بكل معنى للكلمة ..
و يومئذ يفرح المؤمنون
أخي الحبيب
لا يمكن أن يكون المهدي من العلامات الكبرى للساعة حتى لو أقحمه البعض في العلامات الكبرى فهذا - في ظني - من جهلهم وعدم فهمهم المقصود بالعلامات الكبرى
لمزيد توضيح هنا أقول
العلامات الكبرى هي مصطلح أو تقسيم حادث لم يرد عن رسول الله عليه السلام ولا عن صحابته الكرام ، ولكن النبي عليه السلام استخدم كلمة آية للدلالة على العلامة الكبرى كما في حديث حذيفة الغفاري :
قَالَ :}
اطَّلَعَ النَّبِيُّ عليه السلام عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ مَا تَذَاكَرُونَ ؟ قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ :
إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ r ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَآخِرُ ذَلـِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ . { (
[1])
فهنا النبي عليه السلام استخدم كلمة آية ، والآية كمصطلح قرآني تأتي للدلالة على غير المعهود ، ولو نظرنا لكل العلامات السابقة لوجدناها غير معهودة ، أي أنها أمور خلاف معهود الناس إما من باب العلامة والتأييد كخسف جزيرة العرب أو من باب غير المعهود كظاهرة الدجال أو نزول رجل من السماء أو الدخان أو الدابة كلها علامات غير معهودة
أما بالنسبة للمهدي رضي الله عنه فهو ليس آية من هذا الوجه بل هو مجدد أعظم من البشر ، ومن هذا الوجه لا يمكن اعتباره من العلامات الكبرى
لكن أين موقع المهدي : أقول والله أعلم ، آية الدخان ممهدة له ، الخسف الذي بجزيرة العرب هو علامة صدقه ، يحتمل أن عيسى عليه السلام ينزل في عهده
إذا المهدي ملابس للعلامات الكبرى وليس هو واحداً منها وإن سيقت بعض العلامات الكبرى لأجله
لكن إصلاح بشر وتهيئته للقيام بوظيفة دينية ليس فيه معنى الآية وفق ما ذكرت
طبعاً ملابسة بعض الآيات العظام لعهد المهدي وتأييده ببعضها فيه إشارة إلى عظم حدث ظاهرة المهدي فهو حالة خاصة تختلف عن غيره من المجددين
ومن هذا الوجه يمكن القول أن تقسيم العلامات إلى صغرى وكبرى واعتبار الحديث السابق عن حذيفة الفيصل في بيان الكبرى هو التحقيق الصحيح في المسالة
([1]) أخرجه مسلم برقم 2901 [ مسلم بشرح النووي ( 9/255) ] .